خطة البحث
مقدمة :
الإشكالية : ما المقصود بالمنظمات الإقليمية ؟ و ما هي أنواعها ؟
المبحث الأول : التعريف بالمنظمات الدولية الإقليمية
المطلب الأول : معايير قيام المنظمات الإقليمية و المقصود بها
المطلب الثاني : الجدل الفقهي حول أهمية المنظمات الإقليمية في المجتمع الدولي
المطلب الثالث : موقف ميثاق منظمة الأمم المتحدة من قيام المنظمات الإقليمية
المبحث الثاني : أنواع المنظمات الإقليمية
المطلب الأول : المنظمات الإقليمية الشاملة
المطلب الثاني : المنظمات الإقليمية المتخصصة خاتمة


مقدمة :
إلى جانب المنظمات الدولية العالمية يوجد في المجتمع الدولي منظمات دولية إقليمية في مناطق جغرافية مختلفة من العالم حيث تكاد لا تخلو اليوم أية قارة من قارات العالم مثل هذا النوع من المنظمات و قد كانت المنظمات الدولية الإقليمية أقدم ظهورا من المنظمات الدولية العالمية حيث كان إنشاء أول منظمة دولية إقليمية بين دول القارة الأمريكية في مؤتمر واشنطن عام 1889 سمي باتحاد الدول الأمريكية بينما المنظمات العالمية لم تظهر على الوجود إلا في عام 1919 بقيام منظمة عصبة الأمم ، إذن الإشكالية المطروحة :
ما المقصود بالمنظمات الإقليمية ؟ و ما هي أنواعها ؟







المبحث الأول : التعريف بالمنظمات الدولية الإقليمية
المطلب الأول : معايير قيام المنظمات الإقليمية و المقصود بها.
انقسم الفقه الدولي حول تعريف المنظمات الإقليمية ويرجع هذا الاختلاف إلى عدم اتفاقهم على المعيار الأصلح لتفسير قيام هذا النوع من المنظمات حيث ظهرت ثلاثة اتجاهات .
الاتجاه الأول : يرى أنصاره أن العيار الجغرافي هو أساس قيام المنظمات الإقليمية حيث القرب و الجوار الجغرافي بين مجموعة من الدول في بقعة من العالم و بالتالي فان المنظمات الإقليمية استنادا إلى هذا الاتجاه هي تلك المنظمات التي تضم في عضويتها مجموعة محددة من الدول منطقة إقليمية معينة من الكرة الأرضية .
الاتجاه الثاني : أنصاره هم أصحاب معيار التضامن لاجتماعي و يعني انه يجب ان توجد بين الدول الأعضاء في المنظمات الإقليمية عوامل اجتماعية و حضارية مشتركة و ثابتة كاللغة المشتركة أو التاريخ المشترك أو الثقافة أو حدة الجنس و الدين و العادات و التقاليد المشتركة
الاتجاه الثالث : و يذهب أنصاره إلى القول انه يشترط ان يتوافر دائما المعيار الجغرافي أو معيار التضامن الاجتماعي تدفعهم إلى إنشاء مثل هذا النوع من المنظمات مهما كانت طبيعة هذه المصالح (سياسية ، اقتصادية ، دفاعية ، دينية ) أي أنهم يدافعون عن (المعيار المرن).
ان الأخذ بالمعيار المختلط يمكننا من تعريف المنظمات الدولية الإقليمية بأنها :
" تلك المنظمات التي يتم إنشائها بموجب معاهدة دولية بين مجموعة من الدول متقاربة جغرافيا و تجمعها عوامل التضامن الاجتماعي المختلط بالتاريخ المشترك و الحضارة المشتركة و اللغة و الدين و العادات و التقاليد المشتركة و تهدف إلى تحقيق أهداف تخدم المصالح المشتركة بين هذه الدول"
و هناك خصائص تتميز بها المنظمات و هي :
1 – تنشأ هذه المنظمات بمعاهدة دولية أطرافها الدول و هذا الدليل على الصفة الرضائية في إنشاء هذه المنظمات الإقليمية ، الصلات.
2-أنها ترمي إلى تحقيق غرضين مهمين هما توثيق بين دول متجاورة جغرافيا و بين دول متجانسة قوميا أو ثقافيا أو اقتصاديا أو حضاريا و تنسيق التعاون بين هذه الدول
3-العضوية فيها محدودة على الدول المتقاربة جغرافيا و التضامن الاجتماعي
المطلب الثاني : الجدل الفقهي حول أهمية المنظمات الإقليمي في المجتمع الدولي .
ظهر خلاف آخر في الفقه الدولي حول ما الفائدة من وجود المنظمات الدولية الإقليمية حيث انقسم الفقه إلى اتجاهين :
الاتجاه الأول : الاتجاه المناصر للمنظمات العالمية : يرى أصحاب هذا الاتجاه ان وجود المنظمات الإقليمية في المجتمع الدولي ليس لها أهمية تذكر بل على العكس لها انعكاسات سلبية و هي كالآتي :
أن قيام المنظمات الإقليمية يؤدي بأعضائها إلى تغليب التزاماتها الإقليمية على حساب الالتزامات التي تلتزم بها بموجب مواثيق المنظمات العالمية
تؤدي إلى ظهور تكتلات في مناطق جغرافية مختلفة من العالم تساهم في اندلاع الحروب و هذا يتعاون مع أهداف المنظمات العالمية .
ليس بإمكان المنظمات الإقليمية حل المشاكل ذات الصبغة العالمية التي تحتاج إلى التعاون الدولي في حلها كحفظ السلم و الأمن الدوليين
الاتجاه الثاني : الاتجاه المناصر للمنظمات الإقليمية .
على عكس الاتجاه الأول يرى أصحاب المنظمات الإقليمية أنها تؤدي دورا مهما في المجتمع الدولي حيث أنها تعد أداة فعالة في حل المشاكل الدولية في مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ،و هي القادرة بفعل الروابط المقيمة بين الدول الأعضاء فيها على مساعدة المنظمات العالمية و لا سيما منظمة الأمم المتحدة في تحقيق أهدافها .
كما أن المنظمات الاقليمية تستطيع ان تحل المنازعات في النطاق الإقليمي للتشابه الموضوعي فيما بينها و لمعرفة المنظمة الإقليمية بنفسية الأطراف و بالأسباب الحقيقية للنزاع كما يسهل في النطاق الإقليمي أيضا اتخاذ تدابير الأمن الجماعي سواءا وقائية أو تنفيذية ، و هذا الاتجاه هو الأكثر انسجاما مع الواقع الدولي .
المطلب الثالث : موقف ميثاق منظمة الأمم المتحدة من قيام المنظمات الإقليمية
تضمن ميثاق الأمم المتحدة فصلا خاصا و هو الفصل الثامن (المواد 52-54) عن المنظمات الإقليمية .
الفرع الأول: شروط إقرار الأمم المتحدة بقيام المنظمات الإقليمية :
تجنب ميثاق الأمم المتحدة ذكر تعريف المنظمات الإقليمية حيث تجنبوا الدخول في متاهات الجدل الفقهي حول المعيار الأصلح لتفسير ظاهرة الإقليمية لذلك لم يتم قبول الاقتراحات التي قسمت من الوفود التي تشارك في المؤتمر التأسيسي لإنشاء منظمة الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو و لعل أهم اقتراح هو الذي تقدم به الوفد المصري لتعريف المنظمات الإقليمية كما سبقت الإشارة إليه.
لذلك جاءت الفقرة الأولى من المادة 52 من ميثاق الأمم المتحدة بمفهوم واسع لمنظمات الإقليمية بنصها على انه " ليست في هذا الميثاق ما يحول دون قيام تنظيمات أو وكالات إقليمية تعالج من الامور المتعلقة بحفظ السلم و الأمن الدولي ، ما يكون العمل الإقليم يصالحا فيها و مناسبا ما دامت هذه المنظمات أو الوكالات الإقليمية و نشاطها متلائمة مع مقاصد الأمم المتحدة و مبادئها "
و يبدو من تحليل هذه الفقرة نستنتج أن منظمة الأمم المتحدة تقر بوجود و قيام المنظمات الدولية لكن بشرطين :
أن تسعى هذه المنظمات الإقليمية في عملها إلى معالجة الأمور المتعلقة بحفظ السلم والأمن الدوليين .
أن يكون العمل في هذه المنظمات صالحا و مناسبا و نشاطها متلائما مع أهداف ومبادئ منظمة الأمم المتحدة.
الفرع الثاني : مجالات التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية .
في المجال السياسي تستعين منظمة الأمم المتحدة بالمنظمات الإقليمية في مسالتين :
المسألة الأولى : و هي تسوية المنازعات الإقليمية التي تثور بين الدول الأعضاء و يكون ذلك دعوة الأمم المتحدة للأعضاء في هذه المنظمات الإقليمية .
يبذل كل جهودهم لتدبير الحل السلمي لهذه المنازعات قبل عرضها على مجلس الأمن ، لكن تجدر الإشارة هنا إلى استعانة مجلس الأمن في منظمة الأمم المتحدة بالمنظمات الإقليمية في حل المنازعات الدولية بالطرق السلمية لا يجرد السلطات الأصلية التي يمتلكها باعتباره الجهاز التنفيذي المسؤول عن النظر في كل ما قد يمس بالسلم و الأمن الدوليين لذلك جاءت الفقرة 4 من المادة 52 تؤكد على احتفاظ المجلس بأسبقية اختصاصية على اختصاص المنظمات الإقليمية .
المسالة الثانية : يستعين مجلس الأمن بالمنظمات الإقليمية في تطبيق أعمال القمع بموجب الفصل السابع عن ميثاق الأمم المتحدة و هي الإجراءات العسكرية التي يتخذها المجلس لرد العدوان و أعادة السلم و الأمن الدوليين ، حيث نصت الفقرتان (1و2) من المادة 53 من ميثاق الأمم المتحدة على ذلك.
المادة 54 تنص على انه لا يجوز منظمات إقليمية بالقيام بأحوال القمع بغير أذن من مجلس الأمن .






المبحث الثاني : أنواع المنظمات الإقليمية
المطلب الأول : المنظمات الإقليمية الشاملة
لقد كان لاعتراف ميثاق الأمم المتحدة بقيام المنظمات الإقليمية دور كبير في ازدياد هذه المنظمات بشكل ملحوظ في قارات العالم ، فهناك منظمات إقليمية شاملة ومنظمات إقليمية متخصصة .
أولا : المنظمات الإقليمية الشاملة
الفرع الأول : جامعة الدول العربية .
لا يزيد الدخول في تفاصيل الخلفية التاريخية و أسباب نشأة جامعة الدول العربية كمنظمة إقليمية شاملة الأهداف و الاختصاص و لكننا نستطيع أن نلخص الخلفية التاريخية في النقاط الثلاثة الآتية التي تعتبر عوامل أساسية في قيام هذه المنظمة
1-العامل الجغرافي وعوامل التضامن الإجتماعي المشترك بين مجموعة الدول العربية كان لها دور كبير في تسهيل قيام الجامعة حيث تتمركز هذه الدول في نقطة جغرافية متقاربة و يجمعها لغة و تاريخ و دين و ثقافة و حضارة مشتركة.
2- المطالبات و الدعوات و الرغبات لدى الشعوب العربة التي كانت تأمل في نوع من الوحدة بينها و تحقيق التكامل بينها و الحفاظ على القومية العربية .
3 –الدور الايجابي لبريطانيا المشجع و المؤيد لإنشاء أي نوع من التعاون حتى و إذا كانت بصيغة وحدة عربية يكون المقصود منها دعم الروابط المشتركة بين الدول العربية و تحقيق الوحدة بينهم ، و قد عبرت بريطانيا عن هذا الموقف في عدة تصريحات صدرت عن وزير خارجيتها في ذلك الوقت أنتوني إيدن في الأعوام 1941و1942،1943 و نتيجة لهذه العوام لبادرت الحكومة المصرية بتوجيه الدعوة إلى الدول العربية لإجراء مشاورات حول الاتفاق على آلية للتعاون العربي و تمخض عن هذه الدعوة عقد اجتماع في عام 1944 الإسكندرية حضره مندوبون عن مجموعة من الدول العربية و هي العراق و مصر و سوريا و لبنان و شرق الأردن و المملكة العربية السعودية و اليمن فضلا عن حضور ممثل عن فلسطين الاجتماع ، و نجم عن الاجتماع الاتفاق و التوقيع على بروتوكول الإسكندرية الذي احتوى المبادئ الأساسية التي ستقوم عليها الجامعة و أجهزتها و وظائفها .
و قد جاء في بروتوكول الإسكندرية أن ممثلي الدول العربية إثباتا للصلات الوثيقة و الروابط و تدعيمها و توجيهها إلى ما فيه خير للبلاد العربية و صلاح أحوالها و تامين مستقبلها واستجابة للرأي العربي لعام ، قد اجتمعوا بالإسكندرية بين يوم الاثنين 25/09/، 07/10/1944 في هيئة لجنة تحضيرية للمؤتمر العربي و تم الاتفاق على ما يلي : تؤلف جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة التي تقبل الانضمام إليها ...
و تؤلف منذ الآن لجنة فرعية من أعضاء اللجنة التحضيرية لإعداد مشروع مجلس الجامعة ولبحث المسائل السياسية التي يمكن إبرام اتفاقات فيها بين الدار العربية .
فقد انبثقت عن اللجنة التحضيرية الرئيسية المذكورة لجنة فرعية تولت مهمة إعداد مشروع ميثاق الجامعة و قد قامت بالفعل من وضع هذا المشروع و رفعته الىاللجنة التحضيرية في 19/03/1945 و وافقت عليه بالإجماع ، و في 22/03/1945 اجتمع مندوبو الدول التي شاركت في اجتماع الإسكندرية في القاهرة لتوقيع على الميثاق حيث وقع مندوبو من دول (مصر ، العراق ، السعودية ، سوريا ، لبنان ، شرق الأردن) أما اليمن فوقعت في صنعاء على الميثاق في 05/15/1945 ، و بعد ان أودعت هذه الدول تصديقاتها لدى الأمانة العامة أصبح الميثاق نافذا اعتبارا من 10/05/1945.



أهداف الجامعة :
أشارت المادة الثانية من الميثاق إلى الأهداف التي تسعى جامعة الدول العربية إلى تحقيقها حيث نصت على الهداف :
1 – توثيق الصلات بين الدول الأعضاء فيها :
يقصد بهذا الهدف أن الجامعة كمنظمة إقليمية تجمع في عضويتها مجموعة من الدول تربطها روابط جغرافية و اجتماعية تسعى إلى تطوير العلاقات بينها و تجعلها أكثر متانة و قوة .
2 – صيانة استقلال و سيادة الدول الأعضاء .
و هذا يعني أن الجامعة تعمل على أن تضمن الحفاظ على سيادة و استقلال الدول الأعضاء فيه و تعمل جاهدة في سبيل صيانة هذا الاستقلال و السيادة من أي اعتداء سواء أكان من دولة عربية على أخرى في الجامعة أم كانت دولة أجنبية على دولة عربية عضوة في الجامعة .
3 – العمل على تحقيق التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات المختلفة .
أكدت المادة الثانية من أغراض الجامعة كذلك العمل و السعي إلى تعاون الدول العربية في المجالات الأخرى و هي الشؤون الاقتصادية و المالية و يدخل في ذلك التبادل التجاري والجمارك ، و العملة و أمور لزراعة و الصناعة ، و شؤون المواصلات و يدخل في ذلك السكك الحديدية والطرق و الطيران ، و الملاحة ، و البرق و البريد ، و شؤون الثقافة وشؤون الجنسية و الجوازات و التأثيرات و تنفيذ الأحكام و تسليم المجرمين و الشؤون الاجتماعية والشؤون الصحية.
رابعا : النظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية و مصالحها :
يبدو واضحا أن الغرض من ذكر هذا الهدف من بين أهداف الجامعة في المادة الثانية هو للتذكير أن الجامعة ليست منظمة قامت من اجل تحقيق مصالح الدول التي شاركت في المؤتمر التأسيسي الخاص بإنشائها ، بل هي تولي كذلك اهتماما لكل الشؤون العربية حتى بالنسبة للدول التي لم تكن في حينها اعضاءا في الجامعة بسبب ظروف الاستعمار.
مبادئ الجامعة :
1- مبدأ المساواة بين الدول الأعضاء :
تقوم جامعة الدول العربية على مبدأ المساواة القانونية بين الدول الأعضاء فيها ، و هذا يعني أن كل الدول الأعضاء فيها متساوون في الحقوق و الالتزامات فيها و هذا يعني أن كل الدول الأعضاء فيها متساوون في الحقوق و الالتزامات الواردة في ميثاق الجامعة .

2- مبدأ احترام النطاق المحجر لسيادة الدول الأعضاء :
النطاق المحجور لسيدة الدول الأعضاء في المنظمات تعني حرية تصرف الدول في المجالات التي لا يمتد لها نشاط هذه المنظمات و ترك الأمر فيها لاختصاص الدول و هي تلك المجالات التي لم تتنازل فيها الدول عن سيادتها عليها لمصلحة المنظمات الدولية و بالتالي على المنظمات الدولية عدم التدخل فيها و عدم النظر فيما أو حتى السماح بعرضها عليها و على غرار المنظمات الدولية الأخرى تقوم الجامعة على مبدأ عدم التدخل في المسائل التي تعد داخلة في النطاق المحجوز لسيادة الدول على الصعيدين الداخلي و الدولي للدول الأعضاء.
3- مبدأ تحريم استخدام القوة في العلاقات بين الدول الأعضاء.
حرم ميثاق جامعة الدول العربية استخدام القوة المسلحة أو التهديد بها في العلاقات بين الدول الأعضاء واعتبرت كل عمل من هذا القبيل عدوانا يجيز لمجلس الجامعة ان يتخذ التدابير اللازمة بشأنها .
4- مبدأ التسوية السلمية للمنازعات بين الدول الأعضاء.
أشارت المادة (05) من الميثاق إلى هذا المبدأ حيث نصت على انه لا يجوز الالتجاء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين أو أكثر من دول الجامعة ، فإذا نش بينهما خلاف لا يتعلق باستقلال الدولة أو سيادتها أو سلامتها ، و يلجا المتنازعون إلى المجلس لفض هذا الخلاف كان قراره عندئذ نافذا و ملزما .
أجهزة جامعة الدول العربية :
المقصد الأول للأجهزة الموجودة منذ التوقيع على الميثاق :
1- مجلس الجامعة : يعد من أهم الأجهزة في جامعة الدول العربية و تكمن هذه الأهمية في كون لمجلس يجمع بين خصائص جهازين من الأجهزة المعروفة في المنظمات الدولية الأخرى وهما الجهاز التنفيذي والجهاز العام ، فالمجلس يعد الجهاز العام في الجامعة كونه يضم في عضويته كل الدول الأعضاء في الجامعة و يعد في الوقت نفسه الجهاز التنفيذي للجامعة كونه يمارس الاختصاصات المهمة في الجامعة و يشرف على تنفيذها .
2- الأمانة العامة : و هي الجهاز الإداري للجامعة و تتكون من أمين عام و الأمناء المساعدين و عدد كاف من الموظفين.
المقصد الثاني للأجهزة المستحدثة في الجامعة
الأجهزة المستحدثة بموجب معاهدة الدفاع المشترك و التعاون الاقتصادي 1950 .
أ- مجلس الدفاع المشترك
ب-المجلس الاقتصادي و الاجتماعي
الأجهزة المستحدثة بموجب تعديل ميثاق الجامعة .
أ- مؤتمر القمة العربي
ب- البرلمان العربي
الفرع الثاني : منظمة الاتحاد الإفريقي
تم إنشاء هذه المنظمة بموجب مؤتمر أديس أبابا عام 1963 بحضور ثلاثين رئيس دولة افريقية حيث تم التوقيع على ميثاق المنظمة وسميت هذه المنظمة في وقتها بمنظمة الوحدة الإفريقية بموجب المادة (01)من الميثاق و لكن أصبحت تسمى منذ عام 2001 بمنظمة الاتحاد الإفريقي و يبلغ عدد الأعضاء فيها (51) دولة و مقرها في أديس أبابا بأثيوبيا و تكون العضوية فيها لكل دولة افريقية ذات سيادة استنادا إلى المادة الرابعة من ميثاقها .




أهداف و مبادئ منظمة الاتحاد الإفريقي :
أولا الأهداف :
نصت الفقرة (01) من المادة الثانية من ميثاق المنظمة على أهدافها حيث ذكرت ان أغراض المنظمة تشمل ما يلي :
1- تقوية وحدة و تضامن الدول الإفريقية
2- تنسيق و تقوية تعاونها و جهودها لتحقيق حياة أفضل لشعوب إفريقيا
3- الدفاع عن سيادتها و سلامة أراضيها و استقلالها
4- القضاء على كل أشكال الاستعمار في إفريقيا
5- دعم التعاون التعاون الدولي مع الأخذ في الاعتبار ميثاق الأمم المتحدة و الإعلان العالمي كحقوق الإنسان.



ثانيا المبادئ:
وردت في المادة (03) من الميثاق و هي :
1- المساواة في السيادة بين جميع الدول الأعضاء
2- عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء
3- احترام سيادة و سلامة أراضيها و حقها غير القابل للتصرف في وجودها المستقبل
4- التسوية السليمة للمنازعات عن طريق التفاوض و الوساطة و لتوفيق و التحكيم
5- الإدانة المطلقة لأعمال لاغتيال السياسي في جميع صوره و كذلك الأنشطة التجريبية من جانب الدول المجاورة أو أية دولة أخرى .
6 – التكريس التام للتحرير الشامل للأراضي الأفريقية التي لم تستقل بعد
7- تأكيد سياسة عدم الانحياز تجاه جميع الكتل



أجهزة الاتحاد الإفريقي :
استنادا الى المادة (07) من الميثاق فان منظمة الاتحاد الإفريقي تتكون من أربعة أجهزة رئيسية هي مؤتمر رؤساء الدول و الحكومات ، مجلس الوزراء ، الأمانة العامة ، لجنة الوساطة و التوفيق و التحكيم ، إلى جانب اللجان المتخصصة التابعة للمنظمة .
المطلب الثاني : المنظمات الإقليمية المتخصصة
المنظمات الإقليمية المتخصصة هي تلك المنظمات التي تكون فيها العضوية على مجموعة من الدول منظمة إقليمية معينة و تهدف إلى تحقيق أهداف محددة في مجال معين من مجالات التعاون بين هذه الدول .
الفرع الأول: منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية .
كانت التسمية الأصلية لهذه المنظمة عند إنشائها لأول مرة عام 1948 هي (المنظمة الأوربية للتعاون الاقتصادي) و في عام 1961 تم في مؤتمر باريس تعديل تسميتها إلى (منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية)
و كان الهدف منها الإشراف على تنفيذ برامج فيما بين الدول الأوربية خلال المساعدات الأمريكية التي عرضتها الولايات المتحدة و على الدول الأوربية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية
أهداف المنظمة :
تهدف منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية إلى تحقيق ما يأتي :
1- تعزيز الرفاهية الاقتصادية و الاجتماعية للدول الأعضاء بالمنظمة
2- إقامة تعاون مستمر بين الدول الأعضاء وتوسيع التجارة العلمية متعددة الأطراف و بدون تميز وفقا للالتزامات الدولية .
مقر المنظمة و أجهزتها :
مقر المنظمة هو في باريس و تتكون من المجلس و الأمانة العامة و اللجان المتخصصة .
1- المجلس : و هو الجهاز العام في المنظمة و يتكون من مندوبي كل الدول الأعضاء في المنظمة و ينعقد بصفة دورية و تكون رئاسة المجلس سنوية حيث يختار رئيسا له في كل سنة .
2- الأمانة العامة : و تتكون من الأمين العام الذي يختاره المجلس لمدة خمس سنوات ، و يتولى رئاسة المجلس في الجلسات التي يعقدها على مستوى المندوبين الدائمين.
الفرع الثاني : منظمة التعاون الإقليمي لدول جنوب آسيا :
تم إنشاء هذه المنظمة عام 1985 بناء أعلى دعوة الرئيس البنغلادشي عام 1981 للدول الآسوية داعيا إياهم إلى التشاور حول أنشاء منظمة للتعاون الإقليمي بينهم في المجال الاقتصادي و الثقافي ، و قد استجابت للدعوة في وقتها ست دول أسوية و هي (الهند ، باكستان ، سيرلانكا) جزر المالديف ، النيبال ، و مملكة سوتان.
و بعد ثلاث لقاءات في الأعوام 1981،1984،1985 تم الإعلان رسميا عن إنشاء هذه المنظمة عام 198.
أهداف المنظمة :
1- رفع المستوى المعيشي للشعوب جنوب آسيا
2- التعجيل بالنمو الاقتصادي و التقدم الاجتماعي و التنمية الاقتصادية في المنظمة و إتاحة الفرصة لكل فرد في أن يعيش بكرامة.
3- تطوير و تعزيز الاكتفاء الذاتي الجماعي بين لدان جنوب آسيا
4- الإسهام في دعم الثقة و التفاهم المتبادل
5- تطوير التعاون الفعال و المساهمة المتبادلة في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و الفنية .
6- تعزيز التعاون بين البلدان النامية الأخرى.

أجهزة المنظمة :
تتكون المنظمة من مجلس الرئاسة الذي يضم رؤساء الدول أو الحكومات و تكون اجتماعاته سنوية طبقا للمادة 3 من الميثاق ، و المجلس الوزاري الذي يضم وزرا خارجية الدول الأعضاء و يجتمع بصفة دورية كل ستة أشهر و اللجنة الدائمة التي تضم وكلاء وزارات الخارجية في الدول الأعضاء و اللجان الفنية المؤلفة من ممثلين عن الدول الأعضاء كافة و للمنظمة أمانة عامة مقرها في النيبال تتولى الشؤون الإدارية للمنظمة .








الخاتمة
و في الأخير يمنك القول عن المنظمات الدولية الإقليمية بأنها مقرة من طرف ميثاق الأمم المتحدة وأنها أقدم ظهورا من المنظمات الدولية ورأينا أنواعها فمن خلال هذا البحث رأينا إيجابيات و سلبيات المنظمات الإقليمية ومحاولتها من خلال حفظ السلام و الأمن الدوليين.









قائمة المراجع
د/ عبد الله علي عبو ، المنظمات الدولة لأحكام العامة وأهم المنظمات العالمية والإقليمية المتخصصة، دار قنديل للتوزيع ، ط1، عمان ، 2011.

بحث جميل وماتع وذو تعاريف شاملة