حضنا الله ورسوله على النصيحة لكل مسلم لأنها قوام الدين ودأب المرسلين، بها يستقيم أمر البلاد والعباد وبها تستضاء سبيل الرشاد. فلا خير في قوم لا ينصحون ولا يقبلون النصيحة.

1/ منزلة النصيحة في الإسلام.

تميم الداري: الدِّينُ النَّصِيحَةُالدِّينُ النَّصِيحَةُ الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قَالُوا لِمَنْ يَرَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ. خ.م.د.ت.ن.ح.ب.

عبد الله بن عمرو: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ. م.

جرير بن عبد الله: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ. متفق عليه.

أبو هريرة: حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ. قِيلَ مَا هُنَّ يَرَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ. م.ح.ب.

2/ مجالات النصيحة.

النصيحة لله: بتوحيده وإخلاص العبادة إليه.

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَحَبُّ مَا تَعَبَّدَنِي بِهِ عَبْدِي إِلَيَّ النُّصْحُ لِي. ح.ض.

أبو هريرة: الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ. متفق عليه.

النصيحة لكتابه: بالإيمان به وتعلمه وتعليمه وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

قال الله تعالى: اَلَّذِينَ ءَاتَيْنَـهُمُ الْكِتَـبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَـوَتِهِ أُولَئِكَ يُومِنُونَ بِهِ. وَمَنْ يَّكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَـسِرُونَ. البقرة 121.

النصيحة لرسوله: بمحبته وتعظيمه ونصرته وإحياء سنته والاقتداء به.

قال الله عز وجل: فَالَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ اَلَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. الأعراف 157.

النصيحة لولاة الأمر: بطاعتهم في المعروف وإعانتهم على الخير وإسداء المشورة لهم والدعاء لهم وعدم الخروج عليهم ما لم يصدر منهم كفر بواح عليه برهان.

أبو هريرة: إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ. ف.ح.ب.

أنس بن مالك: ثَلاَثٌ لاَ يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ صَدْرُ مُسْلِمٍ إِخْلاَصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمُنَاصَحَةُ أُولِي الأَمْرِ وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ. ح.

النصيحة لعامة المسلمين: بمحبتهم والشفقة عليهم وتعليمهم ما ينفعهم ويصرف الأذى عنهم.

أبو هريرة: إِنَّ أَحَدَكُمْ مِرْآةُ أَخِيهِ فَإِنْ رَأَى بِهِ أَذًى فَلْيُمِطْهُ عَنْهُ. ت.

أبو السائب: إِذَا اسْتَنْصَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَنْصَحْ لَهُ. خ.ح.

الحسن: إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِ اللهِ إلَى اللهِ أنْصَحُهُمْ لِعِبَادِهِ. ني.ض.

3/ التحذير من ترك النصيحة أو رفضها.
حذيفة بن اليمان: مَنْ لَمْ يُصْبِحْ ويُمْسِ نَاصِحًا للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ وَلإمَامِهِ وَلِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ. ط.ض.
معقل بن يسار: مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ لاَ يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ إِلاَّ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ. م.
أبو هريرة: مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ. د.ت.ة.ح.
قال الله تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اِللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالاِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ. وَلَبِيسَ اَلْمِهَادُ. البقرة 206.
المصدر: مصرسات.