جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: الركن الأسلامي العام :: منتدي الحديت والقران الكريم |
الجمعة 25 يوليو - 13:10:12 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: سلسلة السيرة الصحيحة سلسلة السيرة الصحيحة الدرس[4] إنَّ الحمد لله نحمده َ وَنَسْتَعِيْنُ بِهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوْذُ بِاللَّهِ تَعَالَىْ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِىَ الْلَّهُ تَعَالَىْ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ، (آل عمران: 102)﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾( النساء:1). ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾(الأحزاب: 70،71 ) أَمَّا بَعْــــدُ ......... فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ الْلَّهِ تَعَالَي وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرِّ الْأُمُورَ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِهِ وَكُلْ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِيْ الْنَّارِ الْلَّهُمَّ صَلّىِ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ ، وَبَارِكْ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمِّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَىَ إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ إِبْرَاهِيْمَ فِيْ الْعَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ. هذا هو الدرس الرابع من الدروس المستفادة من صحيح السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام، وكنا وصلنا عند خروج النبي عليه الصلاة والسلام وصاحبه أبو بكر من الغار برفقة عبد الله بن أُريقط وكان دليلهما، فأخذ بهما طريق الساحل وهو طريق غير معروف إلا للهداة في الصحراء، طريق الساحل هذا طريق بعيد ولعله هو الذي سلكه أبو سفيان لما فر بعِير قريش، وخرج النبي r يريدون عير قريش حتى التقى الجمعان على ماء بدر، فطريق الساحل هذا طريقٌ بعيد لا يكاد يهتدي إليه إلا من كان خريتًا ماهرًا بطرق الصحراء. إرسال قريش الوفود للبحث عن النبي وصاحبه:ساء قريش أن يخرج النبي سالمًا فبعثت الوفود في كل مكان يقتصون أثره، قال سراقة بن مالك فيما رواه البخاري في صحيحه: «جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في النبي وصاحبه الدية» يعني كل واحد مائة من الإبل لمن يعثر عليهما، قال سراقة فبينما أنا جالس في قومي إذ جاءني رجل فقال يا سراقة إني رأيت أسربة أخذت طريق الساحل وما أظنها إلا محمد وأصحابه، قال سراقة فعرفت أنهم هم ولكن قلت له لا إنهم ليسوا بهم إنهم جماعة منا خرجوا بأعيننا،. خروج سُراقة للبحث عن الرسول وأبي بكر رضي الله عنه: قال سراقة فلبثت ساعة ثم أمرت جاريتي أن تخرج الفرس من وراء الأكَمَه من ظهر البيت، وأخذت سهمي فخطفت بجده في الأرض وخطبت عاليه، وركب الفرس من ظهر البيت وانطلق، يريد طريق الساحل، يريد مائتي ناقة، قال وجعل فرسي يقترب منهم، وأبو بكر يكثر من الالتفات والنبي لا يلتفت حتى قال أبو بكر يا رسول الله إنه سراقة بن مالك بن جُشعُم، قال سراقة فدعا علي النبي فساخت يدا فرسي في الأرض ووقعت من عليها فاستقسمت بالأزلام أضرهم لا أضرهم فخرج الذي أكره أي لا تضرهم، قال فعصيت الأزلام وركبت الفرس، فدعا علي فساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين ووقعت من على الفرس فعلمت أنه حُبس دوني، وأنه لا سلطان لي عليه. طلب سراقة الأمان من الرسول: فناديتهم بالأمان فقلت يا رسول الله الأمان ولك علي أن أرد عنك هذا الوجه وأن أُعمي عنكم فتركه، قال له سراقة فاكتب إلي كتاب أمان يكون بيني وبينك، فأمر عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق أن يكتب له كتاب أمان في رقعة من جلد أو من عظم فأخذ سراقة هذا الكتاب وانطلق، فكل رجل يقابله ممن يبحث عن محمد وأصحابه يقول لهم قد كفيتكم هذا الوجه إنه لا يوجد أحد في هذا الطريق فابحثوا في طريقا آخر. مرور النبي بخيمة أم معبد: وبينما يمشي في طريقه من مكة إلى المدينة مر بخيمة أم معبد فسأل عن لبن، فقالت له إن أبا معبد أخذ السياس والغنم ولا يوجد إلا شاة عرجاء بالبيت وما فيها من لبن، فأرسلت إليهم شفرة أي سكينًا وقالت أذبحوها وكلوها، فرد الشفرة وقال «علي بالشاة» فدعا الله فبرئت ورجعت ومسح ضرعها فضر لبنا فشرب وشرب أصحابه وشربت أم معبد، ثم انطلقا إلى المدينة. العبر في قصة سُراقة:قصة سراقة فيها كثير من العبر وإنا نقف على هذه العبر وقفة تأمل؛ لأن فيها شيئا كثيرا يمس هذا الواقع الأليم الذي يعيشه المسلمون الآن.إن كفار قريش لا يريدون لهذه الدولة الإسلامية أن تنشأ في المدينة المنورة وقد جهدوا في البحث عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأخذوا في سبيل ذلك كل مأخذ، حتى أنهم جعلوا الدية لكل واحد منهما مائة ناقة، والحقيقة أن هذا شيء يغري الكثيرين لاسيما إذا استحضرتم أن الإبل كانت عند العرب عزيزة، وكان يعتزون بها، وكانت الإبل أعظم مالهم، حتى أن الله تبارك وتعالى لما أراد أن يصور لهؤلاء العرب فداحة يوم القيامة قال لهم: ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ [التكوير: 4]. العشار: أي الإبل التي كانت تحمل عشرة أشهر، ومن أول ما كانت الناقة تحمل كانت تحمل، كانت العرب تسميها عشارا حتى تلد، وإن كانت في الشهر الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع لا يشترط أن تكون في الشهر العاشر حتى يقال فيها عشار ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾. يقول لهم تبارك وتعالى: إن يوم القيامة يوم شديد الهول والمطلع بحيث أنكم تخرجون يوم القيامة فترون إبلكم وشياهكم وأموالكم وأولادكم فيغنيكم ما أنتم فيه من المصاب عن النظر إلى هذه الإبل، فكأنهم عطلوها وتركوها وما عادوا ينتفعون بها، لماذا العشار؟ وليست هي أغلى من الولد؟ لأن العرب كانوا يعنون بالإبل عناية شديدة، حتى اشتهر عن الجمل فيما بعد أنه كان يسمى بسفينة الصحراء لشدة احتماله، فلك أن تعلم أن مائتي ناقة ليست بالأمر السهل،وهذا يبين لكم أيضًا أن مائتي ناقة شيء عظيم، أن سراقة بن مالك كان هو أمير بني مدلج، رجل أمير غير محتاج، فما الذي يجعله يبحث عن محمد وأصحابه ليأخذ مائتي ناقة؟ الأثرة، أضف إلى ذلك مكانة النوق عند العرب، فكانت هذه مكافأة مغرية حتى تخرج قريش عن بكرة أبيها تبحث عن محمد وأصحابه، وكذلك إذا أعظمت قدر الجائزة كثر المتنافسون عليها:مائة ناقة في محمد وأصحابه، قال سراقة وقد شاع الخبر في قريش، جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في محمد r وأصحابه الدية، فبينما أنا جالس يعني في بني مدلج، وكان هو الأمير كما قلت لكم إذا جاء رجل فقال يا سراقة: وهذا يبين لك أنه الأمير، إذ لو لم يكن أميرًا لما قصد هذا الرجل سراقة بالذات يقول له أني أبصرت أسربة بالساحل. أسربة: يعني أشخاص، إذا رأيتهم من على البعد تخيلت سوادا يمشي، لذلك قال أسربة أي أشخاصًا يأخذون طريق الساحل، وما أظنهم إلا محمد وأصحابه، قال سراقة فعلمت أنهم هم لكن سراقة لأنه يطمع في مائتي من الإبل أراد أن يُضلل الرجل قال لا إنهم ليسوا بهم، هؤلاء جماعة خرجوا بأعيننا، يعني أنا الذي أرسلتهم حتى يبحثوا عن محمد وأصحابه، يريد أن يضلله حتى لا يظفر بالجائزة، وهذا يجلي من أخلاق الجاهلية الأثرة والأنانية: لك خلق من أخلاق الجاهلية وهو الأثرة والأنانية، عمى عليه وسلك سبيل الكذب حتى لا يأخذ الجائزة، وهذا الخلق من أخلاق الجاهلية موجود بين ظهراني المسلمين الآن الأثرة والأنانية. والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يوما جاء للعرب كانت هذه الخصلة موجودة عندهم ولكنه حكيم ونبي كريم عرف كيف يقتل هذه الخصلة التي تقتل المجتمع بأكمله؟ كيف يقتلها في نفوس أصحابه؟ قال عليه الصلاة والسلام: «والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تبسط لكم فتنافسوها فتهلكوا كما هلك الذين من قبلكم» لماذا يهلكون؟ أثرة، كل رجل يريد أن يحصل من الخير ما يحجبه عن أخيه، أثرة، كيف قتل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- هذه الأثرة في نفوس أصحابه؟ التربية وضرب المثل بنفسه r لا أن يقعد في برج عاجي ثم يأمر الناس بربط الأحزمة، لا أن يقعد في التكيف ويترك الناس لا يجدون المواصلات. لا يمكن أن يكون هناك خير إذا ضاعت الأسوة الحسنة إن الذين يتكلمون عن الجوع وربط الأحزمة يموتون من التخمة من كثرة ألوان الطعام، حتى أن أحدهم وهذا مسجل في المذكرات التي ينشرها الوزراء وهؤلاء تقلدوا مناصب رسمية ولا جُناح علينا أن نشيعها لنأخذ منها العبرة، الرجل كان يرسل فيأتي بالدقيق من سويسرا، لماذا لا تأكل الدقيق الذي يأكله الناس؟ لا هذا رجل شيك رشيق لا يريد له كرش، ويريد أن يظل مفتول العضلات فيأتي بدقيق خاص من خزينة الدولة من سويسرا خالي من أي سعر حراري، يعني ما فيه أي حرارة فيه تعطيك نوع من السمنة فتصنع منه المكرونات والحلويات والجاتوهات ويصنع منه كل شيء، ثم يأتي فيقول اربطوا الأحزمة يا جماعة، من أين للمسلمين أو لغير المسلمين من المواطنين أن يربطوا الأحزمة؟ وهذا يفعل ما يفعل، ثم يأذن الله وينشر ويفضح وما خفي كان أعظم ولم ينقطع السيل مازال السيل كما هو. فمن أعظم أسباب نجاح دعوته عليه الصلاة والسلام هو ضرب المثل بنفسه: إن النبي ، كان يضرب المثل بنفسه الشريفة، فعندما يجوع يخرج إلى خارج البيت فيسأل، «هل من لبن»؟ فبينما هو خارج إذ يجد أبا بكر وعمر في ساعة متأخرة من الليل، فقال يا رسول الله، فقال لهم: «ما أخرجكما فقالا: أخرجنا الجوع» أرجو أن تتصوروا أن هؤلاء كانوا في الجاهلية أصحاب عز ومنعة ومال، وجاع وما رده ذلك عن دينه، إن صهيب الرومي يوما أراد أن يخرج إلى المدينة بعدما قال النبي : «إني أريكم دار هجرتكم أرض سبخة بين حرتين وهي المدينة». أول ما علم الصحابة أن المدينة هي دار الهجرة، خرجوا أفواج إلى المدينة يسبقون النبي إلى هناك فكان من الذين أردوا الخروج إلى المدينة،. خروج صهيب الرومي من ماله من أجل الهجرة: فلما أراد صهيب الرومي أن يخرج، قال له كفار قريش والله لقد أتيتنا صعلوكًا لا مال لك، ثم تريد أن تخرج بالمال والله لا يكون هذا أبدا، فقال لهم صهيب ألا إن أعطيتكم مالي أتتركونني، قالوا: نعم، فأعطاهم المال وتركوه، فلما بلغ ذلك النبي قابل صهيبا فقال له: «ربح البيع يا أبا يحيى خرجت من مالك إلى جنة عرضها السماوات والأرض». فهذا المال عارية مسترده ولا يظل إنسان فقير أبدا ولا غني أبدا، تركت المال لأجل الله فسيعطيكه إن شاء الله «ربح البيع يا أبا يحيى» فهؤلاء ما كانوا يعانون الجوع أيام كفرهم فلما أسلموا عانوا من الجوع، فماذا يقول لهم النبي ؟ أول ما فعل كشف عن بطنه فإذا به يربط الحجر أيضًا على بطنه من الجوع فقال: «والله ما أخرجني إلا الذي أخرجكما» هكذا ضرب المثل، لو رأوه يأكل ويشرب ولا ينظر إليهم لما رأوا فيه أسوة حسنة إنما رأوا أنه يجوع قبل أن يجوعوا بل إنه يجوع أكثر مما يجوعوا بل إنه يتألم أكثر مما يتألموا. قال لهم عليه الصلاة والسلام يوما كما في صحيح البخاري «أني أوعك –أي أشعر بألم المرض- كما يوعك الرجلان منكم» هكذا قسمه، الذي قسمه ربه له، فمن أعظم أسباب نجاح دعوته عليه الصلاة والسلام هو ضرب المثل بنفسه الشريفة، فهذه الأثرة لون من ألوان الخصال المنتشرة في الجاهلية، وقد امتد إلى المسلمين الآن، انظر في هذا الحديث القادم الذي رواه الشيخان كيف أن النبي عالج هذه الأثرة عندما بدأت تبرز إلى حيز الوجود عند بعض الأنصار بعدما غزا النبي غزوة حنين وكانت بعد فتح مكة ترك الفيء قليلا أي أخره قليلا فلم يرجعه، لماذا؟ لأن كثيرًا من الذين أسلموا يوم فتح مكة أسلموا كُرهًا، أمام الانتصار الطاغي للنبي على كفار قريش فكان إسلامهم مهزوزًا يعني يمكن لهم أن يرجعوا في الكفر سريعًا فأراد عليه الصلاة والسلام أن يؤخر الغنائم التي أخذها منهم لأنه يوم غلبهم أخذ منهم غنائمهم، فلما أسلموا يوم حنين نظر المشركين فوجدوا أموالهم التي غنمهما النبي وأصحابه فتريث عليه الصلاة والسلام قليلا فلم يوزع الغنائم مباشرة كما كان يفعل في الغزوات السابقة، حتى جاء له رجلٌ أعرابي كما في صحيح البخاري: «فقال يا رسول الله أنجز لي ما وعدتني -يعني أعطيني من الغنائم أنت أخرت الغنائم أكثر من اللازم حتى تصور ضعاف الإيمان أنه لم يوزع الغنائم ولن يأخذوا شيئا- فقال يا محمد أنجز لي ما وعدتني، فقال له عليه الصلاة والسلام: «أبشر» فضج الأعرابي وقال له: لقد أكثرت علي من قول فأبشر، رد البشرى جاهل لما يقول له عليه الصلاة والسلام أبشر يعني أبشر، يعني هناك خير لكنه جاء يوم جاء يريد الغنائم وما قدر قوله عليه الصلاة والسلام له أبشر فقال له: لقد أكثرت علي من قول أبشر، فأقبل إلى أبي موسى الأشعري وآخر غاضبًا فقال لهما: «أبشرا أنتما فأخذ البشرى فدعا بإناء فأخذ منه ماء ومجه فيه ثم مجه في وجههما وقال اشربا» وكانت أم سلمه تسمع هذا الحوار في حجرته فقالت: يا أبا موسى أبقيا لأمكما شيئا، أي من الماء الذي مج فيه عليه الصلاة والسلام ريقه الشريف، هذا رجل أعرابي في غزوة حنين يريد الغنائم ورفض البشرى، فضعاف الإيمان النبي عليه الصلاة والسلام كان يراعي أن كثيرًا من هؤلاء إنما جاءوا ليأخذوا الغنائم وهم المؤلفة قلوبهم الذين وصفهم النبي كما في الصحيح من حديث أنس قال: «أني لأدع أناسا أحب إلي وأتألف أناسا حديث عهد بكفر» يعني خشية أن يرجع إلى الكفر نحن نعطيه من المال حتى يبقى في الإسلام، فلما أخر النبي الغنائم ثم أعطاها كلها للذين أسلموا من قريش، وهم المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئًا، قالت الأنصار بعضهم لبعض، والله إن هذا لهو العجب إن سيوفنا مازالت تقطر بدمائهم، ومع ذلك يمنعنا حقنا في الفيء، انظر الأثرة بدأت تظهر من جديد على الأنصار الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْل هذا شيء كان عندهم، فقتله النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بحسن دعوته وحسن تربيته،. ولكن الشهوات في بني آدم كالوحش النائم: هذا الوحش كما قلت قبل ذلك لا يموت أبدا إنما ينام يسكن بحقن التقوى والمراقبة والورع والخشية، فإن قلت هذه الدوافع بدأ ذلك الوحش الذي هو الشهوات يستيقظ في نفس الإنسان فيحمله على الأثرة فهؤلاء الأنصار كما ورد في بعض طرق الحديث بعض حدثاء الأثمان من الأنصار، يعني ليسوا من فقهاء الأنصار، وقد روى هذا صريحا في رواية البخاري قال النبي : «يا معشر الأنصار ما شيء بلغني عنكم أنكم قلتم كذا وكذا» وكانوا لا يكذبون، قالوا: نعم يا رسول الله هذا قول حدثائنا أما فقهائنا فلا، اللي هم الجماعة الكبار الذين تشربوا بالإسلام إنما هذه المقالة صدرت على لسان بعض الأنصار، والله إنه لهو العجب إن سيوفنا تقطر من دمائهم، ومع ذلك يمنعنا حقنا في الفيء فقال عليه الصلاة والسلام: «الصلاة جامعة فاجتمع الأنصار قال يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم أنكم قلتم كذا وكذا، والله لقد كنتم ضلالا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فجمعكم الله بي، وكنتم عالة فأغناكم الله بي، وهم يقولون الله ورسوله أمن، فقال لهم: لو شئتم لقلتم كذا وكذا» وفي بعض الروايات «لو شئتم لقلتم لقد كذبت فصدقناك وكنت طريدا فآويناك» فالنبي عليه الصلاة والسلام هذا من إنصافه أن يقول لهم لو شئتم أنتم أيضا لقلتم لي لقد كذبك الناس فصدقناك وكنت طريدا فآويناك، وكنت مستضعفا فنصرناك، لا يكن للنبي عليهم المنة البالغة إذ لو لم يعش بين ظهرانيهم لما كان لهم ذكر وما نزلت الآيات الكثيرة في مدحهم كقول الله ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ولَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: 9]. انتهى الدرس الرابع الموضوعالأصلي : سلسلة السيرة الصحيحة // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: جميلة
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |