جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: منتدى الطلبات والبحوث الدراسية |
الأحد 20 يوليو - 20:18:45 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: المرحلة الثانوية أنموذجًا : الأدب السعوديفي مناهج التعليم المرحلة الثانوية أنموذجًا : الأدب السعوديفي مناهج التعليم 2010-02-13 29 /2 /1431 تقديم :-دعا الباحث علي زعلة القائمين على تطوير التعليم بالمملكة العربية السعودية إلي تطوير الجوانب المتعلقة بالأدب السعوديفي مناهج التعليم وذلك في بحثه المرحلة الثانوية أنموذجًا : الأدب السعوديفي مناهج التعليم وفيما يلي نص البحث تهدف هذه الورقة إلى استقراء واقع الأدب السعودي في مناهج التعليم في المرحلة الثانوية في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية، كما تقصد الورقة إلى الكشف عن صورة الأدب السعودي التي تقدمها مناهج التعليم الثانوي، وإبراز الكيفية التي عالجت من خلالها تاريخ الأدب السعودي وقضاياه وفنونه واتجاهاته، ومدى نجاح تلك المناهج في تقديم الصورة الكاملة للأدب السعودي للتلاميذ في هذه المرحلة من التعليم. وقد اتخذنا التعليم الثانوي أنموذجًا لهذه الدراسة، لأن التلميذ يدرس في المرحلة الثانوية مقرر الأدب العربي، مقسّما حسب تقسيم العصور الأدبية الشائع، بحيث يدرس في السنتين الأولى والثانية الثانوية العصر الجاهلي، وصدر الإسلام، والأموي، والعباسي بما فيه الأدب الأندلسي، ثم أدب الدول المتتابعة، أما في السنة الأخيرة من هذه المرحلة، فيدرس التلاميذ الأدب العربي الحديث في الفصل الدراسي الأول، والأدب السعودي في الفصل الدراسي الثاني. من هنا ينحصر تحليلنا لمنهج الأدب في مقرر السنة الثالثة الثانوية، وتحديدًا في الفصل الدراسي الثاني. وقبل أن نبدأ في تحليل هذا المقرر، يتوجب علينا عرض المادة الواردة فيه، وسنعرضها بإيجاز سريع، لتقديم صورة عن حجم المادة العلمية والأدبية المطروحة، وطريقة عرضها وتبويبها، والكيفية التي دُرس النتاج الأدبي السعودي من خلالها. ولا بد أن نشير هنا إلى أننا قد اعتمدنا في دراستنا هذه طبعة العام 1428ه -1429ه، وهي الطبعة التي تدرس في المدارس، والموجودة في الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة التربية والتعليم. يبدأ المقرر بمقدمة حول الأدب الحديث في المملكة العربية السعودية، ويقسم هذا الأدب إلى مرحلتين: المرحلة الأولى: من بدء الدعوة حتى تأسيس المملكة (1157- 1351ه)، ويصف أسلوب الأدب في هذه المرحلة بأنه «كان في معظمه أسلوبًا تقريريًا تغلب عليه النزعة العلمية»، وفي هذه المرحلة دارت أغراض الأدب في معظمها حول الدعوة الإصلاحية للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. المرحلة الثانية: من تأسيس المملكة حتى أيامنا الحاضرة (1351 -... )، ولا نعلم على وجه الدقة حدًا زمنيًا لوصف (أيامنا الحاضرة) ! وإن كان الأصل في مثل هذه الإشارات أنها تحيل إلى الفترة الزمنية التي كُتب فيها الكتاب، أي زمن التأليف لا زمن القراءة. وسنعود إلى مناقشة هذا الأمر في موضعه بإذن الله تعالى. يبدأ تقديم هذه المرحلة بسرد لعوامل ازدهار الأدب الحديث في المملكة العربية السعودية، ويحددها في العوامل التالية: التعليم، والمطابع والمكتبات، ووسائل الإعلام، واتصال الأدباء السعوديين بغيرهم، والنوادي الأدبية. ثم ينتقل بعد ذلك للحديث عن الشعر السعودي المعاصر، وذلك على النحو الآتي: أولًا: موضوعات الشعر السعودي ويقسمها قسمين:أ- موضوعات تقليدية: وهي الغزل، والمديح، والرثاء. ويتحدث عن أبرز الشعراء الذين قالوا في هذه الأغراض ويورد بعض أبيات من شعرهم. ب- موضوعات تجديدية: - في القضايا الاجتماعية. - في القضايا الوطنية والسياسية. ثانيًا: الاتجاهات الفنية في الشعر السعودي أ- الاتجاه التقليدي: ويمثّله شعراء برزوا منذ أوائل القرن الرابع عشر الهجري، قويت صلتهم بالتراث، وخضعوا «في ذوقهم الفني لذوق الشعر العربي القديم المحافظ على عمود الشعر»(2)، ويذكر من شعراء هذا الاتجاه محمد بن عثيمين، وأحمد إبراهيم الغزاوي، وحسين سرحان، رحمهم الله جميعًا، فمحمد بن عثيمين يحاكي أبا تمام في بائيته، وأحمد إبراهيم الغزاوي يحاكي أبا فراس الحمداني «وخاصة في رومياته وفي مناجاته للحمام في مجال تذكر الوطن» (3). ب- الاتجاه التجديدي: «وهو امتداد لمدرسة الإحياء التي ظهرت في الشعر العربي الحديث بريادة محمود سامي البارودي وترعرعت على يدي تلميذيه أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وقد امتدت إلى شعراء المملكة بكل مؤثراتها... وكان كثير من الشعراء السعوديين على اتصال مباشر بشعراء هذه المدرسة، فكانت تربطهم علاقات تعارف وصداقة، أمثال أحمد قنديل، وحمزة شحاتة، وطاهر زمخشري، وعبدالله بن خميس»(4). ج- الاتجاه الرومانسي: ويربط المقرر ظهور هذا الاتجاه في الأدب السعودي المعاصر بمجموعة من العوامل، «كان من أهمها حالة القلق النفسي الذي ينتاب الشباب في عالمنا العربي المعاصر، بسبب بعض الظروف الاقتصادية والاجتماعية، مما دفع بعضهم إلى الانطواء والحزن والشعور بالوحدة وتأمل الذات، وكان تجاوبهم مع تلك المشاعر روحيًا حزينًا، وكان لاطلاع شعراء هذا الاتجاه على نماذج من الشعر العربي لمدرسة المهجر ومدرسة أبولو تأثير في تتبع الشعراء السعوديين شعر هاتين المدرستين، ومن هؤلاء الشعراء: الأمير عبدالله الفيصل، وعبدالله الصالح العثيمين، وحسن عبدالله القرشي، ومحمد حسن عواد، وسعد البواردي، وكثيرون غيرهم»(5). ثالثًا: نهج القصيدة في الشعر السعودي تحت هذا العنوان تسعة أسطر، حاول المؤلفون من خلالها تقديم فقرة مكثفة تختزل تحولات الشكل في القصيدة العربية خلال مسيرة الأدب السعودي، «وما نحب أن نلفت انتباه القارئ إليه هو: أن الشعراء السعوديين المعاصرين لم يلتزموا بصورة القصيدة العربية المألوفة المكونة من أبيات مشطورة إلى شطرين، يقف كل بيت مستقلاً تمام الاستقلال، فلقد تجاوز بعضهم ذلك إلى (الشعر الحر) الذي يعتمد على تعدد القوافي وتنويع الأوزان، وعلى تكرار التفعيلة الواحدة، دون التزام بنظام الأبيات الكاملة المتتابعة، كذلك لم يلتزموا بالقافية الواحدة لكل قصيدة، وهو الالتزام الموجود في القصيدة العربية، وهو النظام الذي يطلق عليه في بعض الأحيان (الشعر المرسل)، والغريب أنه بالرغم من مهاجمة النقاد المحافظين لهذا الشكل الجديد للشعر، فإن كثيرًا من الشعراء السعوديين لم يهتموا بهذا النقد واستمروا في نظم شعرهم بهذا الشكل الجديد»(6).النثر السعودي المعاصر «ينحصر النثر الفني في الأدب السعودي في نوعين: فن القصة وفن المقالة. أما فن المسرحية فما زال في بداية ظهوره. ونلاحظ أن فن المقالة تفوق عند الأدباء السعوديين على فن القصة بأنواعها المختلفة كمًّا وكيفًا»(7).أنواعه واتجاهاته الفنية تأتي هذه الفقرة في بداية الحديث عن النثر السعودي المعاصر، ثم يتحدث عن هذين الفنين: أولًا: القصة: ويتحدث عن «القصة في الأدب السعودي بصفة عامة دون تحديد لمختلف أنواعها»(8)، ثم يقسم تاريخ القصة السعودية إلى مرحلتين: - المرحلة الأولى: من تأسيس المملكة إلى نهاية الحرب العالمية الثانية (1351-1365ه) يقول: «بدأت في هذه المرحلة كتابة القصة القصيرة، وهي قصيرة من حيث الحجم لا من حيث الخصائص الفنية. ويمثّل هذا النوع قصة (رامز) التي كتبها محمد سعيد العامودي ونشرها عام 1355ه» ثم بعد ذلك ينخرط في سرد محتوى قصة (رامز) ويعلّق عليها، مشيرًا إلى «العيوب الفنية الكثيرة سواء في اعتمادها على المصادفة، أو افتقارها إلى الأسلوب التصويري بدلاً من اعتمادها على الأسلوب التقريري. وهذا هو شأن البدايات، إذ غالبًا ما تميل إلى الضعف»(9). - المرحلة الثانية: ما بعد الحرب العالمية الثانية: يذكر المقرر أن هذه المرحلة قد تميزت بعودة الشباب السعوديين الموفدين للتعليم خارج البلاد مزودين بالثقافات المختلفة، كما تميزت بازدياد الصحف والمجلات ووفود الصحف العربية إلى داخل السعودية، وهي حافلة بالأعمال القصصية المتقنة،(10) يشير بعد ذلك إلى ريادة حامد دمنهوري – رحمه الله – للفن القصصي الحديث، ويقول عنه إنه يعتمد «في أسلوب كتابة روايته على المنولوج الداخلي وهو ما يسمى عند علماء النفس (الاستبطان)»(11)، ثم يستعرض مضمون روايته (ثمن التضحية). وحول مسيرة القصة القصيرة في الأدب السعودي يشير المقرر إلى أن الاستقرار السياسي والاقتصادي في المملكة خلال السنوات العشرين الأخيرة قد أدى إلى «ظهور قيم حديثة في الأخلاق والحكم والحياة، وكان لا بد من أن يعبر الكتّاب عنها أنفسهم بأقلام جديدة الألوان... وفي هذا الجو ولدت القصة الفنية السعودية... كذلك تنوعت اتجاهاتها الفنية، فمنها الرومانسي، ومنها الواقعي، ومنها التاريخي، ومنها ما اعتمد على الأسطورة كرمز. ومن نماذج هذه القصص (شبح من فلسطين) لسعد البواردي، و(عروس من القاهرة) لغالب أبي الفرج، والمجموعة القصصية (أرض بلا مطر) لإبراهيم الناصر»، وفي ختام المساحة المخصصة للقصة يأتي كلام نورد نصه هنا «ولا شك أن القصة بأنواعها ما زال أمامها مستقبل كبير على أيدي الكتّاب السعوديين المعاصرين، حيث تشهد هذه الأيام إقبالًا لم تشهده من قبل، كما أسهمت المرأة بنصيب وافر في هذا الميدان»(12). ثانيًا: المقالة: على غرار تقسيم مراحل القصة يأتي تقسيم المقالة إلى المرحلتين ذاتيهما، وفي حديث الكتاب عن المقالة في المرحلة الأولى، يرد ذكر جريدة القبلة، المتأثرة بأسلوب فؤاد الخطيب والكتاب المصريين والسوريين الذين عملوا فيها، «فكانت المدرسة الأولى التي علمت أبناء الحجاز خاصة والسعوديين عامة الفن الصحيح لأدب المقالة مضمونًا وشكلًا، ثم رافقتها صحيفة أم القرى»(13)، ثم يورد الكتاب مقالة لفؤاد الخطيب للتمثيل على أسلوب المقالة في تلك المرحلة. أما عن المرحلة الثانية فيورد الكتاب إشارات إلى ظهور الصحف السعودية التي أصدرها أدباء البلاد من شعراء وكتّاب، حيث «كان لهذه الصحف الفضل الكبير على الأدب السعودي عامة والمقالة خاصة»(14)، يتحدث بعد ذلك عن أنواع المقالة قائلًا «وطالعتنا المقالة الدينية في رأس القائمة، فالمقالة الأدبية، فالنقدية، فالاجتماعية، فالسياسية، وأخيرًا الاقتصادية»(15)، ثم يورد أسماء بعض كتاب المقالة الدينية، وأنموذجًا للمقالة الدينية من خلال مقطع من مقالة (الرشوة والمرتشي) للشيخ حسن آل الشيخ – رحمه الله - (16). وفي حديثه عن المقالة الأدبية والنقدية يشير إلى أنهما حظيتا باهتمام كبير من كثير من الأدباء، وكيف أنهم عرضوا خلالها «آراءهم حول نظرية الشعر ومفهوم البلاغة، كما تناولوا دور الأدب في بقاء الدولة، وقضية الفصحى والعامية»، ويمثل لها بثلاثة أسطر من مقالة (صلة الأدب بالحياة) لحسين سرحان – رحمه الله –(17). يُختم المقرر بفصل ترد فيه نماذج من الأدب السعودي المعاصر، جاءت فيه أربعة نصوص شعرية على النحو الآتي: 1- العز والمجد، لمحمد بن عثيمين – رحمه الله -. 2- أذان الفجر، لمحمد بن علي السنوسي – رحمه الله -. 3- هي أمتي، لعبد الله بن إدريس. 4- مكة، لمحمد حسن فقي -رحمه الله-. ثم أنموذجان نثريان من فن المقالة، هما: - الأنانية، لأحمد محمد جمال - رحمه الله -. - روعة العيد، لزيد بن عبدالعزيز الفياض – رحمه الله -. وقد عرّف بقائل النص، ثم التحليل، ثم النقد. وعلى هذا النحو جاءت معالجة جميع النصوص. لقد عمدنا إلى هذا العرض الموجز لمفردات مقرر الأدب السعودي للسنة الثالثة الثانوية، كي نقدم إضاءة سريعة حول المادة المقدمة فيه، والتي أريد لها أن تعطي رصدًا شاملاً للحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية. وبعد هذا العرض ننتقل إلى تسجيل بعض الرؤى والملحوظات التي تلوح للناظر في هذا الكتاب، نوضح من خلالها ما لهذا المقرر وما عليه. أولًا: إننا حين ننظر في مقرر الأدب للفصل الدراسي الثاني، والذي يفترض فيه أن يتمحض لدراسة الأدب السعودي، نجد جزءًا كبيرًا من هذا المقرر مخصصًا لدراسة أدب الدعوة الإسلامية عبر العصور الأدبية، وتمتد المادة المخصصة لأدب الدعوة لتشمل ثلاثًا وأربعين صفحة من أصل ست وتسعين صفحة هي كامل المقرر، أي بنسبة تتجاوز الأربعين بالمئة، وحين النظر إلى توزيع المقرر على أسابيع الفصل الدراسي، وهي خمسة عشر أسبوعًا، نجد أن ستة أسابيع منها تُفرد لدراسة أدب الدعوة، بحيث لا يتبقى سوى تسعة أسابيع فقط لدراسة الأدب السعودي، مما يعني أن هذه الأسابيع التسعة هي فقط المدة التي يدرس فيها التلاميذ أدبهم الوطني!! فهل مثل هذه الجرعة الدراسية المبتسرة كافية ووافية بالأهداف التعليمية والتربوية والتثقيفية المنشود تحققها لدى خريج المرحلة الثانوية في بلادنا؟ هل مثل هذا المقرر قادر على تقديم إضاءات ولو خافتة على مسيرة الأدب السعودي، بمراحله وتحولاته وقضاياه وفنونه واتجاهاته وأعلامه ؟ ثانيًا:إن الناظر في المادة المقدمة عن الأدب السعودي في هذا المقرر يلمس بجلاء قِدَم هذه المادة وبُعد عهدها، بشكل يوحي أن مسيرة الأدب السعودي قد توقفت عند جيل الرواد من الكتاب والشعراء السعوديين، الذين كان لهم فضل الأسبقية التاريخية، ومزية التأسيس الأدبي والفني في مختلف فنون الأدب وأجناسه الإبداعية. لقد غابت عن هذا المقرر أسماء أدبية مؤثرة، وإصدارات مهمة، شكلت – بصيغة فردية أو تراكمية – تحولات عميقة وانعطافات بارزة في مسيرة الحركة الأدبية السعودية، ولعل السبب في ذلك راجع إلى أن هذا المقرر قد اعتمد بشكل أساس على مؤلفات قديمة عن الأدب السعودي، صدرت قبل ما يزيد على ثلاثين عامًا، ولم يعمد القائمون على إعداد مادة المقرر إلى الإفادة من الكتب والموسوعات الخاصة بالأدب السعودي الصادرة حديثًا، وقد أدى ذلك الأمر إلى ورود معلومات قديمة، وبقاء بعض الحقائق الأدبية والتاريخية على حالها في فترات سابقة، في حين أنها قد تغيرت وتبدلت قبل عقود من الزمن. فلا يزال حامد دمنهوري – رحمه الله – الروائي الأبرز في الأدب السعودي، ولا يزال الشعر السعودي مقلدًا للشعر القديم والشعر في الأقطار العربية الأخرى، أو نازعًا إلى التجديد، امتدادًا لمدرسة الإحياء الشعرية في مصر، تابعًا البارودي وشوقيًا وحافظًا! كما لا يزال الفن المسرحي في بداياته، والمقالة غالبة ومتفوقة على فن القصة بمختلف أنواعها، ولا يزال كثير من الأدباء الراحلين أحياء يرزقون، ويمارسون نشاطهم الأدبي حتى الساعة! إن هذا المقرر – بوضعه الحالي – يقدم لنا في كثير من صفحاته صورة موجزة ومقتضبة عن الحركة الأدبية السعودية، وقد كان لهذا الأمر أن يغتفر لو أن القائمين على إعداد المقرر أشاروا إلى نية اقتصارهم على استعراض المراحل الأولى والوسيطة لمسيرة الأدب السعودي، لكن ذلك غير مقبول البتة، في ظل التأكيد المتكرر في عناوين الكتاب ومتنه على مفردة المعاصرة، حيث ترد كثيرًا عبارات مثل (الأدب السعودي المعاصر، الشعر السعودي المعاصر، أيامنا الحاضرة... إلخ ). إن الصورة التي يقدمها المقرر عن الأدب السعودي صورة مؤسفة بحق، فهي تعكس حركة أدبية سطحية، لا تزال تتلمس طريقها، وقد غاب عنها التجديد والتطور، وافتقرت إلى فنون أدبية كثيرة، وسوف نأتي على مناقشة ذلك لاحقًا بإذن الله تعالى. ثالثًا: إذا كان المنهج التاريخي هو المتبع في مثل هذه المعالجات؛ فإن القائمين على إعداد هذا الكتاب قد وظفوه بصورة يغلب عليها الارتجال والتجاوز، يتضح ذلك في تقسيم مراحل الأدب السعودي إلى مرحلتين فقط، تمتد الأولى على مدى مئتي عام تقريبًا، منذ بدء الدعوة الإصلاحية للإمام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – وحتى تأسيس المملكة العربية السعودية (1157-1351ه) بينما تبدأ الثانية مع تأسيس المملكة عام 1351ه وتستمر حتى أيامنا الحاضرة، بحسب تعبير الكتاب، وإذا جاز لنا أن نغض الطرف عن المرحلة الأولى باعتبار أنها لم تشهد حراكًا أدبيًا مميزًا، ولا تنوعًا لافتًا، فإن الخلط يبدو جليًا حين نضم مختلف التحولات الأدبية والقفزات الفنية والنوعية لتشكل مرحلة واحدة متشابهة السمات والخصائص الفنية والموضوعية. في حين أنها أبعد ما تكون عن ذلك، كما لا يخفى على العارفين بمسيرة الأدب السعودي، الذي شهد منذ توحيد المملكة إلى اليوم تحولات مهمة، وتجديدًا مواكبًا للتحولا الاجتماعية والتطورات الحضارية والثقافية التي شهدتها بلادنا العزيزة. وقد وقع هذا الخلل المنهجي مرة أخرى حين قُسّمت مسيرة النثر الأدبي في السعودية إلى مرحلتين، بداية الأولى مع تأسيس المملكة عام 1351ه، ونهايتها مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وتمثل المرحلة الثانية ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى أيامنا هذه، وعلاوة على أن هذا التقسيم يتجاهل النتاج النثري منذ بدء الدعوة إلى ما قبل توحيد المملكة، فإنه يقال فيه مثل ما قيل سابقًا حول المرحلة الثانية للأدب السعودي. رابعًا:ينادي كثير من المثقفين والتربويين بضرورة مراجعة المناهج التعليمية وتطويرها وتعديلها، والواقع يؤكد أن وزارة التربية والتعليم قد عملت شيئًا من تلك المراجعات وأحدثت بعض التعديلات في كثير من المقررات الدراسية، ولكننا إذا نظرنا في المقرر الخاص بالأدب السعودي، وجدنا أنه قد أجريت عليه بعض التعديلات التي يُشار إليها على أغلفة الكتب بطبعاتها المختلفة، ولكن الناظر في متن الكتاب المعدّل وهوامشه، يلحظ أن تلك التعديلات لم تتجاوز التعديل في الشكل الخارجي للكتاب، إضافة إلى بعض السطور هنا وهناك،التي تأتي مضيفة تاريخ وفاة، أو اسم أديب، أو معنى مفردة، وحيث إنه يفترض في هذه التعديلات أن تكون جوهرية، تضمن حداثة المعلومة وحسن التنظيم، وسلامة الرؤية الأدبية والتاريخية، إلا أن الكتاب لا يزال كما ترونه بين أيدي أبنائكم وبناتكم، على النحو الذي عرضناه في مستهل هذه الورقة، ولسنا نعلم على وجه التحديد من المسؤول عن ذلك، بل إننا نجهل الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع، ولكن الحال لا يخلو من أحد أمرين أو من كليهما، إما أن فكرة التعديل والتطوير لم تؤخذ بجدية والتزام كامل بالمسؤولية المنوطة بمن أوكل إليهم أمر التعديل، وإما أنه قد توافرت الجدية والالتزام، ولكن الأمر قد أوكل إلى غير المؤهل وعديم الكفاءة. فكيف لنا أن نؤمن لوجود التعديل ونحن نقرأ مثل هذه العبارات والحقائق الواردة في الفصل الخاص بنماذج الأدب السعودي المعاصر ؟ فحين يعرّف الكتاب بالأستاذ عبدالله بن إدريس، يقول « وهو الآن رئيس للنادي الأدبي بالرياض». كما لم ترد أية إشارة إلى وفاة الأستاذ محمد حسن فقي – رحمه الله – وكذلك لم ترد الإشارة إلى رحيل الأستاذ أحمد محمد جمال – رحمه الله – وقد رحل قبل أكثر من خمسة عشر عامًا، وتحديدًا في عام 1413ه، بينما تذكر سنة وفاة الأستاذ زيد الفياض - رحمه الله – الذي توفي بعد هذا التاريخ، أي في عام 1416ه، ونحن نعلم أن هناك أخطاء وهنات أكبر من هذه الأمثلة، لكننا أوردناها لنبين أن التعديل لم يصل إلى الأشياء الظاهرة على السطح، فضلاً عن أن يصل إلى عمق المعلومة وجوهر المادة. مما يدل على غياب المنهجية القويمة في وضع هذا الكتاب، وفي تعديلاته أيضًا. خامسًا: في فقرة من أشد فقرات الكتاب ركاكة في الأسلوب وتداعيًا في البناء وخلطًا في المفهومات، تلك التي جاءت تحت عنوان (نهج القصيدة في الشعر السعودي)، يشير الكتاب إلى أن بعض الشعراء السعوديين لم يلتزم «بصورة القصيدة العربية المألوفة، المكونة من أبيات مشطورة إلى شطرين... وأن بعضهم قد تجاوز ذلك إلى (الشعر الحر) الذي يعتمد على تعدد القوافي وتنويع الأوزان، وعلى تكرار التفعيلة الواحدة»(18). عجبًا! هل هذا هو مفهوم الشعر الحر؟ أعلى هذه الشاكلة تُقدّم مثل هذه المفهومات إلى التلاميذ الذين ما زالوا يستقون المعلومة والفكرة من مقرراتهم ومعلميهم؟ ويضيف الكتاب ضمن هذه الفقرة استغرابًا من إصرار بعض الشعراء على اجتراح أشكال جديدة للكتابة الشعرية، برغم مهاجمة النقاد المحافظين لها ولكتابها، إن هذا الاستغراب يشير إلى انعدام الموضوعية في الطرح العلمي القائم في الأساس على تقديم رصد تاريخي للحركة الأدبية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنه قد أُغفل شعر التفعيلة تمامًا من هذا المقرر، مع أنه ظهر مبكرًا في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، على يد الأستاذ محمد حسن عواد – رحمه الله – ثم صار له بعد ذلك من التراكم الكمي والتميز الفني ما لا يدع مجالاً لتجاهله أو إغفاله، ومثل هذا قد يقال عن الشعر المنثور أيضًا. سادسًا:يظهر في هذا المقرر انحياز كبير إلى الشعر على حساب النثر، ويتبدى ذلك في أمرين: أ – المساحة الورقية التي أفردت لمناقشة قضايا الشعر تزيد بدرجة الضعف تقريبًا على المساحة المخصصة للنثر بمختلف فنونه. ب- حين نطالع النماذج المختارة من الأدب السعودي، نجد ستة نصوص، أربعة منها شعرية، ونصان نثريان، وواحد من هذين النثريين غير مقرر في منهج الدراسة. لكن هذه الغلبة مبررة تمامًا إذا تنبهنا إلى نظرة القائمين على إعداد المقرر تجاه النثر الفني السعودي، فهم لا يرون فيه شيئًا غير المقالة والقصة، وبهذا ينطق الكتاب بكل وضوح وجراءة، حين يقول «ينحصر النثر الفني في الأدب السعودي في نوعين: فن القصة، وفن المقالة. أما فن المسرحية فما زال في بداية ظهوره»(19). إن ما يقدمه الكتاب حول النثر الفني السعودي كارثة معرفية، والواقع أننا نحتاج مجالًا أوسع مما نحن فيه لمناقشة صورة النثر التي يعرضها المقرر، إن التعبير بكلمة (ينحصر) يعكس جهلاً مريعًا بواقع الأدب السعودي، فإذا كانت هذه الفكرة قد تأسست قبل أكثر من خمسين عامًا، واستقرت في كتب الرواد ممن رصدوا مسيرة الأدب السعودي، فأين أثر من ألّف هذا المقرر؟ وأين تدخّل وتعديل من عدّله؟ إننا لا نلوم مؤلفي تلك الكتب، ولا مؤرخي الأدب السعودي الذين قرروا مثل تلك الأحكام على النثر السعودي، لكننا نستنكر بشدة إثباتها في مقررات دراسية، يفترض خضوعها للمراجعة والتحديث باستمرار. حتى لا تتشرب أذهان التلاميذ مادة بائدة أو فكرة بالية. نحن هنا لا نزعم أن النثر الفني في السعودية قد بلغ الغاية أو تجاوز حدود المنجز العربي والعالمي، لكننا نقرر ما يعرفه الجميع، من أن فنونًا نثرية متعددة قد تنزلت منذ زمن بعيد ضمن إطار الفنون النثرية في الأدب السعودي، فالخطابة من أهم الفنون النثرية المزدهرة منذ المراحل الأولى للأدب السعودي، ولا تزال الخطابة الدينية والسياسية متطورة كمًا وكيفًا حتى الساعة. أما إغفال المسرحية، والحكم بأنها لا تزال في بداية ظهورها، فهو حكم ربما يصدق لو صدر قبل نصف قرن من الزمان، لكن الجميع يعرف مقدار الخطوات والمراحل التي اجتازها فن المسرح في السعودية دون شك. ويبدو أن من أعدّ هذا الكتاب لم يطلع على أدب السيرة في المشهد السعودي، كما يبدو أنه غير متابع للمنجز القصصي السعودي بمختلف أنواعه، من رواية، وقصة قصيرة، وقصيرة جدًا، حقًا إنها صورة مؤسفة، تلك التي يقررها الكتاب ويلقنها للتلاميذ حول النثر الفني في السعودية. سابعًا:جاء الفصل الأخير في هذا المقرر مخصصًا لعرض نماذج من الأدب السعودي، وقد عرضت ستة نماذج – كما أسلفنا – أربعة شعرية واثنان نثريان، وسوف نناقش هذا الفصل من خلال المحاور الآتية: أ- يصرّ المقرر على إثبات صفة المعاصرة فيما عرض له من قضايا الأدب السعودي، وبناء على ذلك، فإن هذه النماذج منتقاة لتمثّل صورة مكثفة عن الأدب السعودي المعاصر، شعرًا ونثرًا، وبالنظر في هذه النصوص نجد أن قصيدة (العز والمجد) للشاعر محمد بن عثيمين – رحمه الله – قد أنشِدت في الأصل بمناسبة فتح الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه – لمنطقة الأحساء وما جاورها، أي إن تاريخ النص يعود إلى عام 1331ه، فعمر القصيدة يبلغ قرنًا من الزمان. أما مقالة روعة العيد للأستاذ زيد الفياض – رحمه الله – فهي منشورة في جريدة البلاد بتاريخ 28/9/1368ه أي قبل أكثر من نصف قرن، وبقية النصوص المختارة هي لكتّاب وشعراء ينتمون إلى جيل الرواد، أو الجيل الذي يليهم مباشرة، وهم: عبد الله بن إدريس، ومحمد بن علي السنوسي – رحمه الله – ومحمد حسن فقي – رحمه الله – وأحمد محمد جمال – رحمه الله-، والسؤال هنا عن الباعث على إقصاء أدباء الأجيال اللاحقة، لماذا يُغفلون وكأنهم غير محسوبين على الأدب السعودي المعاصر؟ وإذا كانت هذه هي نماذج الأدب السعودي، فليس لنا أن نتفق مع الكتاب ومؤلفيه على الوفاء بصفة المعاصرة المدّعاة. نحن هنا لا ندعو إلى إلغاء مثل هذه النصوص ولا إقصاء مبدعيها، لكننا ننحاز إلى موضوعية الدرس الأدبي، وعدم إغفال الحقائق الأدبية والتاريخية، مهما كان موقفنا منها. الموضوعالأصلي : المرحلة الثانوية أنموذجًا : الأدب السعوديفي مناهج التعليم // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |