جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: منتدى الطلبات والبحوث الدراسية |
الجمعة 18 يوليو - 19:44:47 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: فلسفة الحضارة في التجديد لدى مالك بن نبي فلسفة الحضارة في التجديد لدى مالك بن نبي [size=48]فلسفة الحضارة في التجديد لدى مالك بن نبي (العدد : 531)[/size] [size=48]يعتبر مالك بن نبي (1323- 1393 ه = 1905-1973م)، أبرز مجدد إسلامي عرفه العصر الحديث، وتأتي فرادة مالك بن نبي بين مجددي العصور من منطلق أنه قد ولد في نفس العام الذي مات فيه الأستاذ الإمام محمد عبده (1266- 1323 ه= 1849- 1905م).[/size] [size=48]وكأن الأقدار أرادت لسلسلة المجددين ألا تنقطع في عالم الإسلام المتراحب، هذا فضلًا عن أن مالك بن نبي قد بز جميع من سبقه من مجددي العصور الإسلامية وتفوق عليهم من حيث انفتاحه على حضارة العصر في مركز من أبرز مراكز إشعاعها، فجمع بذلك بين الأصالة الإسلامية والمدنية الغربية، واستطاع عبر طروحاته الفكرية الثرية، بشأن التجديد الحضاري الشامل، أن يساهم إسهامًا حيويًّا في أن يقدم ملامح مشروع فكري على طريق حل هذه المعادلة الصعبة، التي مازال عالم الإسلام يسعى جاهدا إلى إيجاد الحل الامثل لها، وذلك حتى يتسنى له اللحاق بحضارة العصر، عبر المشاركة الفعلية فيها بنصيب وافر، بدلا من ان يكتفي بالاستيراد او "التكدس الشيئي" على حد تعبير مالك بن نبي.[/size] [size=48]وعند دراسة المعطيات التجديدية التي جعلت من مالك بن نبي فيلسوفا للحضارة الإسلامية المعاصرة، فضلا عن كونه رائدا من رواد التجديد الحضاري في واقعنا الثقافي المعاصر، فإنه لابد من دراسة المحاور التالية:[/size] [size=48]التقهقر والانحطاط[/size] [size=48]نظر مالك بن نبي إلى فلسفة الحضارة على أنها بمنزلة العامل الحيوي، الذي في إمكانه مساعدة مسلم اليوم الذي يترنح آيلا للسقوط حضاريا، ولاسيما منذ عصر ما بعد الموحدين - وفقا لتعبير مالك بن نبي- وذلك من منطلق نظرته لدورات الحضارة الإسلامية، التي مرت- وفقا لتصوره- بهذه الدورات الثلاث، الدورة الأولى هي دورة الروح، الدورة الثانية هي دورة العقل، الدورة الثالثة هي دورة السقوط (إنسان ما بعد الموحدين).[/size] [size=48]ويرى مالك بن نبي أن أهمية هذه النظرة تأتي من منطلق أنها تتيح لنا الوقوف على عوامل التقهقر والانحطاط، أي على قوى الجمود داخل الحضارة إلى جانب شرائط النمو والتقدم، فهي تتيح لنا أن نجمع كلا لا تتجزأ مراحله، ومن الملاحظ أن التعارض الداخلي بين أسباب الحياة والموت في أية عملية حيوية (بيولوجية)، هو الذي يؤدي بالكائن إلى قمة نموه ثم إلى نهاية تحلله، أما في المجال الاجتماعي فإن هذه الحتمية محدودة بل مشروطة، لأن اتجاه التطور وأجله يخضعان لعوامل نفسية زمنية، يمكن للمجتمع المنظم أن يعمل في نطاقها حين يعدل حياته، ويسعى نحو غاياته في صورة متجانسة منسجمة (1).[/size] [size=48]"إن هذه الملاحظات - يقول مالك بن نبي- هي التي تدفعنا إلى أن ننتقد مسلك بعض الباحثين حين ينظرون إلى ظاهرة الحضارة منفصلة عن ظاهرة الانحطاط، وإن العالم الإسلامي لفي مسيس الحاجة في هذه النقطة إلى أفكار واضحة تهدي سعيه نحو النهضة ولهذا فإن ما يهمنا في المقام الأول هو أن نتأمل الأسباب البعيدة التي حتمت تقهقره وانحطاطه" (2).[/size] [size=48]وذلك حتى يتسنى له التخلص من تداعيات حقبة السقوط الحضاري التي طال أمدها، وينطلق بخطى وثابة نحو دورة تاريخية جديدة عنوانها التجديد الحضاري الشامل.[/size] [size=48]مشكلة حضارية[/size] [size=48]وعلى الرغم من أن مالك بن نبي قد تمثل فلسفات الحضارة الحديثة تمثلا عميقا واستلهم في أحايين كثيرة أعمال بعض الفلاسفة الغربيين، فإن ابن خلدون (732 -808ه = 1332 - 1406م)، بالذات يظل أستاذه الأول وملهمه الأكبر، وفيما يتصل بنظرة مالك بن نبي إلى فلسفة الحضارة، فإنه يذهب إلى "أن مشكلة كل شعب هي في جوهرها مشكلة حضارته، ولا يمكن لشعب أن يفهم أو يحل مشكلته ما لم يرتفع بفكرته إلى الأحداث الإنسانية، وما لم يتعمق في فهم العوامل التي تبني الحضارات وتهدمها" (3).[/size] [size=48]وإذا كان البحث في فلسفة الحضارة، يعني الوقوف على الأسباب والمقومات التي تحدد سبل نهضة المسلم المعاصر، وبالتالي يكون في مقدوره الخروج من كبوة التخلف الحضاري، الذي كان بمنزلة الإفراز النكد لحقبة السيطرة الاستعمارية والتغريبية بكل صورها العسكرية، والسياسية، والفكرية، والثقافية، فإن العقل المسلم قد ساهم بنصيب وافر وبجهد واضح في مسألة الحضارة وفقه التاريخ، وقوانين حركته، وذلك بأساليب منهجية تقترب أو تبتعد عن البحث في المسألة الحضارية بالشكل الاصطلاحي الدقيق، إلا أنها أكدت، وما زالت تؤكد، أن كل إسهام فكري في فلسفة الحضارة، من شأنه تأكيد الهوية الإسلامية لثقافة الأمة- هذا فضلا عن تقديمه الأسس النظرية للمشروع الحضاري الإسلامي البديل، وذلك مادام التزم قيم ومبادئ وأسس الإسلام الصحيح من خلال معطيات القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، فالقضية لم تقف عند منظّر يجعل القضية همه الأكبر مثل مالك بن نبي، أو عند تلامذته المتأثرين به تأثرا مباشرا، والمنتشرين على امتداد الساحة العربية- من الماء إلى الماء- نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر عمار الطالبي (الجزائر)، محمود محمد سفر (السعودية)، عماد الدين خليل (العراق)، جودت سعيد، وجماعة "ندوة مالك بن نبي" في لبنان وسوريا (4).[/size] [size=48]التمازج بين النظرية والتطبيق[/size] [size=48]ولعل أهم ملمح بارز يعطي مالك بن نبي دورا فريدا بين مجددي العصور في عالم الإسلام على مدار الأعصار المتطاولة، منذ انبثاق فجر الإسلام الخالد وحتى هذه اللحظة التاريخية الراهنة التي نحياها، هو أنه لم يكن فقط مجرد منظّر حضاري للتجديد، بل إنه قد جمع بين طرفي المعادلة اللازمة لأي نهوض أو تجديد، ونعني بها التمازج بين "النظرية والتطبيق". وفي هذا السياق التجديدي يقول: "وبالمثل نجد أن عوامل التعجيل بالحركة الطبيعية بدأت تؤدي دورها الكامل في دراسات الاجتماع، كما هو مشاهد في التجربة الخالدة لليابان، فمن عام 1868م إلى 1905م انتقلت اليابان من مرحلة العصور الوسطى- أو ما سبق أن أطلقت عليه "بادرة الحضارة"- إلى الحضارة الحديثة.[/size] [size=48]فالعالم الإسلامي يريد أن يجتاز المرحلة نفسها، بمعنى أنه يريد إنجاز مهمة تركيب الحضارة في زمن معين، ولذا يجب عليه أن يقتبس من الكيميائي طريقته، فهو يحلل أولا المنتجات التي يريد أن يجري عليها بعد ذلك عملية التركيب، فإذا سلكنا هنا هذا المسلك قررنا ان كل ناتج حضاري تنطبق عليه الصيغة التحليلية الآتية: ناتج حضاري = إنسان + تراب + وقت، ففي المصباح مثلا يوجد الانسان خلف العملية العلمية والصناعية التي يعد المصباح ثمرتها، والتراب في عناصره من موصل وعازل، وهو يتدخل بعنصره الأول في نشأة الإنسان العضوية، والوقت "مناط" يبرز في جميع العمليات البيولوجية والتكنولوجية، وهو ينتج المصباح بمساعدة العنصرين الأولين: الإنسان والتراب" (5).[/size] [size=48]ولم يكتف مالك بن نبي بما ذكر، وهو بصدد رسم معالم الطريق لمسلم اليوم، لتحقيق انطلاقة حضارية راشدة تساعده على انجاز البناء الحضاري المعاصر، فيواصل تحليله لهذه الصيغة الرياضية، فيقول: " فالصيغة صادقة بالنسبة لأي ناتج حضاري، وإذا ما درسنا هذه المنتجات حسب طريقة الجمع المستخدمة، فسننتهي حتما إلى ثلاثة أعمدة ذات علاقة وظيفية: حضارة = إنسان +تراب + وقت. وتحت هذا الشكل تشير الصيغة إلى أن مشكلة الحضارة تتحلل إلى ثلاث مشكلات أولية: مشكلة الإنسان، مشكلة التراب، مشكلة الوقت. فلكي نقيم بناء حضارة لا يكون ذلك بأن نكدس المنتجات، وإنما بأن نحل هذه المشكلات الثلاث من أساسها" (6).[/size] [size=48]الفكرة والواقع[/size] [size=48]إن من أبرز المحاور التي يمكن الدخول من خلالها إلى منهج البحث في فلسفة الحضارة- كمدخل للتجديد- عند مالك بن نبي، إنما هو صياغته للعلاقة بين الفكر والواقع، هذا فضلا عن دراسة علاقة الوسائل التي يملكها المجتمع بالغايات التي حددها هدفا له، وهو ما يمكن أن نعثر عليه عند مالك بن نبي، من خلال طرحه لمصطلح الفعالية الحضارية (او التجديد الحضاري) وهو بحث في العلاقة المتبادلة بين العناصر الثقافية التي تؤثر في البنية الحضارية، وفي مدى ملاءمة القيم والأفكار للغايات التي تسعى الحضارة لتأصيلها في محيط الإنسان الاجتماعي، وفي علاقات هذه الحضارة بالكيانات الحضارية الأخرى┐ (7).[/size] [size=48]وفي هذا السياق يمكن القول بأن التجديد عند مالك بن نبي انما هو على الحقيقة بمنزلة عملية بنائية تستهدف اقامة حضارة بواسطة نظام من العلاقات الاجتماعية، أو هو تحويل الواقع الاجتماعي المتخلف إلى تركيب حضاري، عن طريق شبكة العلاقات الاجتماعية.[/size] [size=48]فالتغيير الاجتماعي بالضرورة هو من صنع الأشخاص والأفكار والأشياء جميعا، ولابد من توفر صلات ضرورية بين هذه العناصر كي يؤدي التغيير الاجتماعي وظيفته ويتحقق الوصول بالمجتمع إلى الحضارة، إن هذه الصلات هي شبكة العلاقات الاجتماعية، والأشياء التي تنشأ نتيجة التفاعل بني العناصر الثلاثة الأولى، الأشخاص والأشياء والأفكار، وترابطها في كيان عام من أجل عمل مشترك هو تحقيق الحضارة (8).[/size] الموضوعالأصلي : فلسفة الحضارة في التجديد لدى مالك بن نبي // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الجمعة 18 يوليو - 19:45:16 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: فلسفة الحضارة في التجديد لدى مالك بن نبي فلسفة الحضارة في التجديد لدى مالك بن نبي [size=48]التغيير الاجتماعي[/size] [size=48]وفي ضوء هذا المنظور النسقي للتجديد الحضاري المنبثق عن فلسفة حضارية واعية، يبدو مالك بن نبي - كمفكر اجتماعي ومجدد إسلامي أصيل- يقترب في كثير من موضوعاته ومنهجيته ومعالجاته من دائرة العلم الاجتماعي، فنراه يتعرض لظاهرة التغيير الاجتماعي- كما سبق أن ألمحنا- وحركة الحضارات، وتشغل نظريته في هذا الصدد جانبا هاما من أعماله، بما ينبثق عنها من أفكار ومعالجات، كتعريفه للمجتمع، وتمييزه بين أنواع المجتمعات، ومعالجاته لقضايا الثقافة والبناء الاجتماعي، وقد امتاز في كل ذلك برؤية سوسيولوجية خاصة، وخصوصية منهجية فرضها وعيه المتميز والمبكر، بضرورة أن يكون هناك علم اجتماع خاص بالعالم الإسلامي (9).[/size] [size=48]ولم يكتف مالك بن نبي بهذا التنظير حول ضرورة التجديد الحضاري في عالم الإسلام، بل إنه ينتقل بنا إلى رصد الواقع الحضاري العالمي، على المستويين الغربي ممثلا في الحضارة الغربية، والإسلامي ممثلا في العالم الإسلامي، وذلك من خلال تحليله لواقع الحضارة الغربية، لكي يبين لنا عناصر الأزمة التي يحياها الإنسان الغربي، وذلك لكي يوضح لنا أن أسباب أزمة التخلف الحضاري في عالم الإسلام، إنما هي ناتجة عن تخلي المسلمين عن قيمهم العقدية، وانبهارهم الأجوف بفلسفات ومذاهب الغرب التي بيَّن لنا مالك بن نبي مدى خوائها، هذا فضلا عن عناصر الأزمة الكامنة في الكيان الغربي، ويترتب على هذا الربط المنهجي بين واقع غربي متأزم، وبين عالم إسلامي متخلف، الضرورة التي يفرضها الفهم الصحيح للإسلام على أنه بجانب كونه عقيدة خالدة، فهو أيضا شريعة قادرة على احتواء الأزمة الحضارية للمسلم المعاصر، والعودة بمنحنيات الانكسار في الحضارة الإسلامية إلى مسارها الذي أراده لها الحق تبارك وتعالى كخير حضارة تفطر عنها قلب التاريخ، لأن أمتها هي خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتهدي البشرية الحائر ة إلى استقامة المنهج وصدق الرسالة، وفق قيم الجمال والحق والخير والعدل (10).[/size] [size=48]الانسان محور التغيير الحضاري[/size] [size=48]إن مسلم اليوم إذا كان فعلا جادا في تبني خيار التجديد الحضاري، فعليه أن يتلمس العودة لإشعال جذوة الإيمان من جديد، وتقوية تكوينه العقدي والأخلاقي، وذلك بنفس معيار الطاقة والفعالية التي اتسم بها مجتمع التوحيد الأول، وذلك لأن معركة الصراع الحضاري التي تدور رحاها في العالم المعاصر، سوف تأتي بنتائجها السيئة على البقية الباقية من الكيان الإسلامي المتدهور، والتاريخ الحضاري للبشرية يؤكد لنا بأن كل عملية تقدم لا يمكن أن تتحقق إلا إذا ارتبطت بوجود قوى اجتاعية تصنع هذا التقدم- أو التجديد- وأهم هذه القوى- بل محورها- الإنسان الذي يعد محور الفعالية في حركة الحضارة، وذلك من خلال إمكانات التغييرالنفسي التي بمتقتضاها يتسطيع الإنسان أن يسهم في بناء الحضارة وإفراز التقدم، والحيوية الحضارية في شروطها الأولى، وعي بقضايا التخلف وإرادة صلبة لتجاوزه، والنهضة الحضارية هي اصطدام بعناصر ذلك التخلف (11).[/size] [size=48]من هنا يمكن القول بأن التجديد الحضاري، كما يراه مالك بن نبي، لن يتحقق في أرض الواقع إلا بفعل ديناميكي يحركه، وتفسير ذلك هو أننا نجد في بداية كل حضارة ثمة الفكرة الفاعلة القادرة على تغيير ما بالنفس، ومن ثم تغيير ما بالعقل، وذلك من أجل الإقلاع الحضاري نحو التجديد، إنها الفكرة المشحونة بالرؤية الكونية وبالوقود العلوي وبالمسؤولية الإنسانية الشاملة، إنها الطريق الشرعي والفطري لصناعة الحضارة الإنسانية والتقدم (12).[/size] [size=48]وفي التحليل الأخير، فإن ثمة تساؤلًا حيويًّا يفرض نفسه على الباحث، مفاده: ماذا يمكن للمفكر الإسلامي المعاصر أن يستفيد من مفهوم مالك بن نبي لفلسفة الحضارة؟ وللإجابة عن هذا التساؤل، نقول إن المفهوم الإصلاحي للحضارة وفلسفتها عند مالك يؤكد على ضرورة الاتجاه إلى بناء المسلم المعاصر على أسس روحية مستمدة من مفاهيم الفكر الإسلامي الصحيح، كما يؤكد ايضا على ضرورة الإبداع الذاتي في عالم الفكر وعدم الاعتماد على الفكر الغربي كلية، وذلك لأن هذا الفكر وليد بيئته الخاصة، ووليد روح انسانية لها سمتها الخاصة بها، كما ان هذا الإبداع سيساهم في التحرر بشكل او بآخر من سيطرة الغرب علينا.[/size] [size=48]كما يمكن أن نستفيد من هذا المفهوم في ضرورة استثمار التراب الإسلامي بفعالية، وذلك حتى يمكننا الاستفادة منه على أكمل وجه، وبالتالي لا نفرط فيه بسهولة، وغير خاف على أحد بأن أفضل استثمار لهذا التراب إنما يتم عن طريق العمل الدائم بتأثير مجموعة من التصورات الفكرية، التي تصور لنا كيف يتم استثمار هذا التراب لبناء حضارة جديدة، ولعل أهم عامل لبناء هذه الحضارة المنشودة بجانب التراب، هو الإنسان، ولن يكتمل ذلك إلا بالعمل على بث روح الإدراك الصحيح لأهمية الوقت ودوره في بناء الحضارة- كما سبق أن ألمحنا- ولاسيما بعد إعطاء هذا الوقت قيمة عظيمة بدلا من كونه عدما. إن ذلكم هو مفهوم مالك بن نبي لفلسفة الحضارة، ونحن نعتقد جازمين ان محاولته هذه تحوي الكثير من عناصر الابداع الفكري التي تجعله على قدم المساواة مع مفكرين غربيين في فلسفة التاريخ والحضارة، ولذا فإننا نتفق مع البعض الذي يذهب إلى القول بأن مالك بن نبي هو ابن خلدون القرن الرابع عشر الهجري (العشرين الميلادي) (13).[/size] [size=48]فلسفة الحضارة وفلسفة التاريخ[/size] [size=48]تلك كانت هي أهم ملامح رؤية مالك بن نبي لفلسفة الحضارة ودورها البارز في تحقيق التجديد عبر رسم معالم المشروع الحضاري البديل، الذي يعتبر مالك بن نبي أحد أبرز منظريه في عالم الإسلام، ولا ريب في أن فلسفة الحضارة قد انبثقت من رحم فلسفة التاريخ، ولهذا فهي ترتبط بها ارتباطا عضويا حيا، ومن هنا يمكن اعتبارهما وجهين لعملة واحدة، هي الابداع الحضاري للانسان في كل زمان ومكان، وفي هذا ما لعله يجعل من مالك بن نبي واسطة العقد بين مجددي العصور على مستوى عالم الإسلام قاطبة، بل هو من أبرز مفكري الإسلام المعاصرين، الذين اهتموا بالفكر الحضاري منذ أن طويت آخر صفحات ابن خلدون راحلًا عن عالمنا الزائل إلى العالم الآخر.[/size] الموضوعالأصلي : فلسفة الحضارة في التجديد لدى مالك بن نبي // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الجمعة 18 يوليو - 19:49:00 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: رد: فلسفة الحضارة في التجديد لدى مالك بن نبي فلسفة الحضارة في التجديد لدى مالك بن نبي [size=48]إن المعطيات الفكرية لمالك بن نبي في إطار فلسفة الحضارة، تجعله فيلسوفا ذا نزعة تقدمية، كما كان من قبل ابن خلدون، مما يعني أن الفكر الإسلامي قد شهد على مدار التاريخ من يقول بفلسفة الحضارة، وفقا للتصور الإسلامي الذي يؤكد على ان فسلفة الحضارة رافد اساسي للتجديد الحضاري الذي لابد أن يكون شاملا لجميع مناحي الحياة الإسلامية، سواء كانت بشرية أم مادية، والدليل الحيوي على مدى صحة ذلك التصور، هو ان فلسفة الحضارة كانت واضحة وضوح الشمس على خارطة النتاج الفكري لفيلسوفنا، وقد جاءت طروحاته في هذا السياق متباينة بطبيعة الحال عن طروحات مفكري الغرب، ومرجع هذا هو أن المنابع الفكرية التي امتاح منها مالك معطياته، انما هي مصادر الثقافة الإسلامية في الأساس- قبل ثقافة الغرب- ويأتي في مقدمتها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وعطاء التراث الحضاري الإسلامي.[/size] [size=48]وفي بداية التحليل ونهايته، يمكن تفسير مدى اهتمام مالك بن نبي بفلسفة الحضارة من خلال ذلك العنوان الدال الذي حملته جميع مؤلفاته ونعني به "مشكلات الحضارة"، وتشي القراءة العلمية الدقيقة لهذه المؤلفات جميعا بأن مالك بن نبي قد توصل إلى أن فلسفة الحضارة إنما تهدف ضمن مما تهدف إلى زرع بذور التقدم في التربة الإسلامية الخصبة، ما يعني ان مجددنا علامة فارقة ليس فقط في الفضاء الثقافي الإسلامي فحسب، بل في الفضاء الثقافي الكوني قاطبة.[/size] [size=48]الهوامش[/size] [size=48]- مالك بن نبي: وجهة العالم الإسلامي، ترجمة: عبدالصبور شاهين، سلسلة مشكلات الحضارة، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر دمشق، الطبعة الثانية، 1423ه - 2002م، ص82.[/size] [size=48]2- مالك بن نبي: المرجع نفسه، ص82-92.[/size] [size=48]3- د. فهمي جدعان: أسس التقدم عند مفكري الإسلام في العالم العربي الحديث، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1399ه-1979، ص014.[/size] [size=48]4- د. سليمان الخطيب: المرجع السابق، ص 46 -74.[/size] [size=48]5- مالك بن نبي: شروط النهضة، ترجمة: عمر كامل مسقاوي وعبدالصبور شاهين، سلسلة مشكلات الحضارة، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، الطبعة الخامسة 1420ه - 2000م، ص 94.[/size] [size=48]6- مالك بن نبي: المرجع نفسه، ص 05.[/size] [size=48]7- د. سلميان الخطيب: المرجع السابق، ص 151.[/size] [size=48]8- د. نورة خالد السعد: المرجع السابق، ص601.[/size] [size=48]9- د. علي القريشي: التغيير الاجتماعي عند مالك بن نبي منظور تربوي لقضايا التغيير في المجتمع المسلم المعاصر، الزهراء للإعلام العربي، القاهرة 1409 ه - 1989م، ص 692.[/size] [size=48]10- د. سليمان الخطيب: المرجع السابق، ص 186-781.[/size] [size=48]11- د. سليمان الخطيب: المرجع نفسه، ص432.[/size] [size=48]12- د. عبدالحليم عويس: الوظيفة الحضارية لأفكار مالك بن نبي، مجلة الفيصل، العدد 96، دار الفيصل الثقافية، الرياض شوال 1413ه - ابريل (نيسان) 1993م، ص 24.[/size] [size=48]13- د. أحمد محمد سالم البربري: نحو مفهوم جديد للحضارة عند مالك بن نبي، مجلة الفكر العربي، العدد السادس والسبعون، معهد الإنماء العربي، بيروت، السنة الخامسة عشرة (2)، ربيع 1994م، ص 118 -911.[/size] الموضوعالأصلي : فلسفة الحضارة في التجديد لدى مالك بن نبي // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |