وحدة التربية التعبدية

الحج وأركانه













النصوص الانطلاق:



قال الله تعالى:

﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾.

(سورة آل عمران، الآية 97).

قال الله تعالى:

﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾.

(سورة البقرة، الآية 158).



























وضعية الانطلاق:

الشرح اللغوي والاصطلاحي:

o من كفر: من ترك الحج.

o الصفا والمروة: اسم لجبلين بمقربة البيت الحرام.

o شعائر الله: معالم دينية في الحجّ والعمرة.

o حج: أدى فريضة الحج.

o اعتمر: أدى العمرة.

o يطوف بهما: يسعى بينهما.

o فلا جناح عليه: فلا إثم عليه.

o يطّوّف بهما: يدور بهما ويسعى بينهما.

توثيق سورة آل عمران:

سورة آل عمران مدنية من السور الطول، عدد آياتها 200 آية، وهي السورة الثالثة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة "الأنفال" وتبدأ السورة بحروف مقطعة "الم"، سميت السورة بـ "آل عمران" لورود ذكر قصة تلك الأسرة الفاضلة "آل عمران" والد مريم أم عيسى عليه السلام وما تجلى فيها من مظاهر القدرة الإلهية بولادة مريم البتول وابنها عيسى عليهما السلام، سورة آل عمران من السور المدنية الطويلة وقد اشتملت هذه السورة الكريمة على ركنين هامين من أركان الدين هما: ركن العقيدة وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية الله جل وعلا، والتشريع وبخاصة فيما يتعلق بالمغازي والجهاد في سبيل الله.

توثيق سورة البقرة:

سورة البقرة مدنية من السور الطوال، عدد آياتها 286 آية، وهي السورة الثانية من حيث الترتيب في المصحف الشريف، وهي أول سورة نزلت بالمدينة المنورة، تبدأ بحروف مقطعة "ألم" ذكر فيها لفظ الجلالة أكثر من 100 مرة، بها أطول آية في القرآن الكريم وهي "آية الدين"، سميت السورة الكريمة بسورة البقرة إحياء لذكرى تلك المعجزة الباهرة التي ظهرت في زمن موسى عليه السلام حيث قتل شخص من بني إسرائيل ولم يعرفوا قاتله، فعرضوا الأمر عل موسى لعله يعرف القاتل فأوحى الله إليه أن يأمرهم بذبح بقرة وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله









ويخبرهم عن القاتل وتكون برهانا على قدرة الله جل وعلا في إحياء الخلق بعد الموت، سورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم على الإطلاق وهي من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع، شأنها كشأن سائر السور المدنية التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية.

مضامين النصوص:

ü بيان الآية الكريمة أن الحج واجب على المستطيع، ومن رفض أداء هذه الفريضة فإن الله غني عنه.

ü تبين الآية الكريمة ركنا من أركان الحج وهو السعي بين الصفا والمروة.

التحليل والإيضاح:

تعريف الحج:

الحج: لغة زيارة وقصد الشيء، وشرعا هو عبادة ذات إحرام وطواف بالبيت وسعي بين الصفا والمروة ووقوف بعرفة ليلة عيد الأضحى.

حكم الحج:

الحج فرض عين على كل مسلم ومسلمة مرة واحدة في العمر شريطة أن تتوفر الاستطاعة البدنية والمالية، أحد أركان الإسلام، لقوله تعالى:﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الله فرض عليكم الحج فحجوا»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بني الإسـلام على خمـس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمـدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكـاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام» فمن أنكر فرضية الحج فهو كافر مرتد عن الإسلام.

شروط الحج:

شروط وجوب الحج خمسة:

1. الإسلام فغير المسلم لا يجب عليه الحج، بل ولا يصح منه لو حج.

2. العقل، فالمجنون لا يجب عليه الحج، فلو كان الإنسان مجنونا من قبل أن يبلغ حتى مات، فإنه لا يجب عليه الحج ولو كان غنيا.

3. البلوغ، فمن كان دون البلوغ فإن الحج لا يجب عليه، ولكن لو حج، فحجه صحيح، إلا أنه لا يجزئه عن فريضة الإسلام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة التي رفعت إليه صبيا وقالت: ألهذا حج، قال: « نعم ولك أجر».

4. القدرة على الحج بالمال والبدن، فإن كان الإنسان قادرا بماله دون بدنه، فإنه ينيب من يحج عنه، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن امرأة خثعمية سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أبي أدركته فريضة الله على عباده في الحج، شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: «نعم».

5. الحرية: فـالرقيق المملوك لا يجب عليه الحج، لأنه مملوك مشغول بسيده، فهو معذور بترك الحج، لا يستطيع السبيل إليه.

أركان الحج:

الركن هو ما لا يتم الحج بدونه ولا يجبر بالدم، وأركان الحج أربعة على الصحيح وهي:

1. الإحرام: وهو نية الدخول في النُسك فمن ترك هذه النية لم ينعقد حجه، لقوله صلى الله عليه وسلم : «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» رواه البخاري ومسلم.

2. الوقوف بعرفة :وهو الركن الأعظم لقوله صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة».

3. طواف الإفاضة: الطواف لغة هو الدوران حول الشيء ومعناه الدوران حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط تبدأ بالحجر الأسود وتنتهي عنده، لقوله تعالى: ﴿ولْيطّوفوا بالبيت العتيق﴾.

4. السعي بين الصفا والمروة: أي السعي بين هذين الجبلين سبعة أشواط بدءا بالصفا وانتهاء بالمروة لقوله صلى الله عليه و سلم: «اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي» رواه أحمد، قالت عائشة رضي الله عنها: "فَلَعمري ما أتم الله حج من لم يَطُف بين الصفا والمروة