هدسون، هنري ( ؟ - 1611م )هدسون، هنري ( ؟ - 1611م ). مكتشف وبحار إنجليزي. قام بأربع رحلات بحرية في محاولة لاكتشاف طريق شمالي بين أوروبا وآسيا. ولم يكتشف هدسون أبدًا مثل هذا الطريق البحري، ولكنه أبحر شمالاً أبعد من أي مكتشف سابق له. فحدث أن كشف ثلاث طرق مائية لشمال أمريكا، وقد سُميت فيما بعد باسمِهِ ـ وهي نهر هدسون، وخليج هدسون ومضيق هدسون.
الرحلات البحرية الشمالية. لا يعرف المورخون شيئًا عن حياة هدسُون إلا في المدة بين عامي (1607، 1611م)، وقتما أتمَّ رحلاته الأربع. وفي عام (1607م)، أستأجرت الشركة المسكوبية (وهي مؤسسة تجارية إنجليزية) هدسون بُغية أن يكشف طريقًا بحريًا شماليًا يؤدِّي إلى آسيا، وكان التجار وعلماء الجغرافيا يعتقدون أن أية سفينة يمكن أن تصل إلى الشرق إذا ما أبحرت شمالا، أو شمال شرق أو شمال غرب. وكانوا يظنون أن مثل هذا الطريق سيكون أقصرَ من أيِّ طريق آخر. ولم تكن قد اكتُشفت المنطقة القطبية الشمالية بعدُ ولم يصل إلى علم الناس أن الجليد كان يعوق ويسُّد كل المساحة المحيطة بالقطب الشمالي.
بدأ هدسون رحلته من إنجلترا في سفينة تدعى هوبويل وبصحبته ابنه الصغير وطاقم بحارة من عشرة رجال. وأبحر تجاه الشمال الشرقي على طول ساحل جرينلاند ووصل إلى سبتزبرجن وتبعد هذه الجزر حوالي 1,100كم عن القطب الشمالي، ولم يحدث أن أبحر أي مكتشف هكذا بعيدًا تجاه الشمال من قبل. وقد أعاقت كتل ضخمة من الجليد الطافي على سطح البحر السفينة وقد اضطر هدسون أن يعود إلى إنجلترا. وقرر أنه رأى حيتانًا كثيرة في المياه الشمالية، فأدّى تقريره هذا إلى ظهور حرفة صيد الحيتان الإنجليزية والهولندية بالقرب من سبتزبرجن. وفي عام 1608م حاول هدسون للمرة الثانية أن يجد طريقًا شماليا، ولكن الجليد عاق السفينة هوبويل مرة أخرى.
رحلات بحرية لأمريكا الشمالية. فقدت الشركة المسكوبية اهتمامها باكتشافات شمالية أبعد، ولكن حدث أن استأجرت الشركة الهولندية لشرق الهند، هدسون لكي يقوم بإحدى الحملات وسلمته الشركة سفينة، واسمها هاف مون، وطاقمًا من حوالي 20 بحارًا. فاتجه هدسون مرة ثانية نحو الشمال الشرقي، ولكن بحارته أعلنوا عصيانهم بسبب الجو البارد. فغيّر هدسون خط سير السفينة إلى أمريكا الشمالية، وعبر المحيط الأطلسي، ثم أبحر جنوبًا موازيًا للساحل الشرقي.