الاتجاه التداولي الاتجاه التداولي .
تجلّى من خلال ما سبق اعتماد عدد من التحليلات النصية ذات المنطلقات النحوية أو الدلالية على جوانب دلالية ، ولكن هناك إسهامات نصية أكثر تركيزاً على الاتجاه التداولي .
" فقد أصبح يشار منذ السبعينات دائماً إلى ضرورة تناول عوامل توظيف النصوص وشروط ذلك التوظيف أيضاً في الدراسة النصية ، حيث لا يمكن على ما يبدو استنباط (المعنى الاتصالى) للنصوص من أبنية النص بمفردها" ، ولكن النص يظل هو المنطلق الأساس من خلال ربطه بسياق الموقف الاتصالي في إطار ما يُسمّى بنماذج السياق ، كنموذج النص النظري لدي ( إيزنبرج 1976م ) ، الذي يعتمد فيه على قواعد النص مع احتوائه على عوامل السياق ، وخصوصاً محاولة فهم الوظيفة الاتصالية للنص ، وتحديدها تحديداً دقيقاً...
ويمكن عدُّ إسهام ( ج . ب . بروان ) و ( ج . يول ) في تحليلهما للخطاب في إطار نماذج السياق فهما يعرفان النص أنه : " التسجيل الكلامي لحدث تواصلي " ، وهما ينطلقان في تحليلهما للسياق من الوظيفة التعاملية المتمثلة في نقل المعلومات ، والوظيفة التفاعلية بين المتخاطبين ؛ إذ إن أغلب الاتصال اللغوي يرمي إلى التفاعل وإقامة العلاقات أكثر من نقل المعلومات ...، وقد بحثا أهمية الموضوع في الخطاب...كما بحثا التماسك ، والإحالة ، وغير ذلك ، مع التركيز على أهمية السياق في كل ما سبق
تلك كانت بعض نماذج السياق العامة ، أما إذا كان الانطلاق من بعض العوامل السياقية في النص فإن النماذج التي يمكن أن تصنف في هذا المجال هي النماذج القائمة على نظرية الحدث ، والأفعال الكلامية ، ونماذج الممارسة ، وعلى شهرة نظرية الحدث والأفعال الكلامية لأوستن (Austin) ، وسيرل(Serale ) ، وما حدث فيها من تطوير بعدهما في التداولية المعاصرة ، إلا أنها لم تطبق إلا على جمل مفردة ، وقد تم اختبارها في بعض جوانب نصية ذات اتجاهات مختلفة ... ومن أبرز تلك النماذج نموذج موتش (Motsch 1986) ، الذي جعل فيه مفهوم حدث ( الإنجاز النظري ) وحدة القاعدة في تكوين النص ... والإنجاز النظري هو الفعل الكلامي الثاني الذي يشير إلى ما ينبغي أن يعمل بالقول ، وما ينبغي أن يحدث كما تشير نظرية الحدث والأفعال الكلامية