جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: منتدى البحوث العلمية والأدبية و الخطابات و السير الذاتيه الجاهزه :: للغة و اللسانيات. |
الأربعاء 11 يونيو - 0:35:04 | المشاركة رقم: | ||||||||
عضو نشيط
| موضوع: النّـصّ والخطاب: مباحث لسانيّة عرفنيّة (384 ص.) النّـصّ والخطاب: مباحث لسانيّة عرفنيّة (384 ص.) النّـصّ والخطاب: مباحث لسانيّة عرفنيّة (384 ص.) المؤلّف: الأزهر الزّنّاد (جامعة منوبة، تونس) النّاشر: دار محمد علي للنشر(تونس)، دار الاختلاف (الجزائر)، العربية للعلوم (لبنان) التّاريخ: 2011 مقدّمة الكتاب مثّلت العناية بالنّصّ أو بالخطاب- أي ما جاوز حدود الجملة- في تاريخ اللّسانيّات الحديث، مبحثا متأخّرا في الزّمان إذا ما انطلقنا من 1916 سنة ظهرت دروس دو سوسّير. وهي كذلك إذا ما انطلقنا من 1980 سنة ظهر كتاب "الاستعارات الّتي نحيا بها" (لايكوف 1980) واحدا من ثالوث من الأعمال تعتبر تأسيسا للّسانيّات العرفنيّة (النّحو العرفنيّ Cognitive Grammar (لانقاكر 1987)، الدّلالة العرفنيّة (طالمي)). ولكنّ هذه الأعمال الثّلاثة مفترقة في اتّجاه العناية فيها: فنظريّة الاستعارة المفهوميّة (لايكوف 1987) بحث في اشتغال الاستعارة آليّةً ذهنيّة في تمثّل المجال الواحد على أساس مجال آخر، وهذا جار في جميع الأنشطة اللّغويّة ما كان منها يوميّا عفويّا وما كان منها أدبيّا إنشائيّا شعريّا. وهي جارية في نصوص أو في خطابات لا محالة ولكنّ المشغل فيها لا يتمثّل في ذلك إذ يكتفي لايكوف في الأغلب بنماذج لا تتجاوز الجملة في شكلها النّحويّ. وأمّا نظريّة النّحو العرفنيّ فتنصبّ فيها العناية على جميع الأبنية النّحويّة الموافقة لمستوى الجملة وما دونها من الأبنية الصّوتيّة والصّرفيّة الجارية في المركّبات وما جاوزها. فقد مثّل كتاب "النّحو العرفنيّ" (لانقاكر1987) تناولا متكاملا للنّظام اللّغويّ وإن تقلّصت فيه العناية صراحة بما جاوز حدود الجملة. ولكنّ صاحبه يشير في مناسبات عديدة إلى أنّ مبادئ النّحو العرفنيّ تستوعب النّصّ والخطاب (لانقاكر1999، 2001). وأمّا طالمي (الدّلالة العرفنيّة) فالعناية عنده بالمفاهيم من حيث تكوّنها وانتظامها وهي جارية في الوحدات المعجميّة أساسا. وإن طرح اشتغال تلك المفاهيم في مستوى النّصّ والخطاب – دون أن يسمّيه كذلك- إذ عرض تصوّرا متكاملا في إطارها للبنية السّرديّة نُشر أوّل مرّة سنة 1995 ثمّ موسّعا منقّحا في طالمي (2000 الجزء الثّاني). وإلى هذا الثّالوث تنضاف نظريّة الأفضية الذّهنيّة (فوكونياي1985) وهي المنوال النّظريّ الوحيد الّذي يتّخذ من الخطاب مجالا صريحا يبحث في ترابطاته العرفنيّة وفي ما به تنبني عوالمه وتتبلور في الذّهن. وإذ استوت اللّسانيّات العرفنيّة تيّارا جامعا للكثير من الرّوافد النّظريّة من سائر العلوم العرفنيّة وشاملا للكثير من الظّواهر اللّغويّة بما في ذلك التّداوليّة والتّفاعل الحواريّ والإنحاء وما إليها، وواسِما لكلّ فرع في الدّراسة اللّسانيّة مخصوص بنظام لغويّ فرعيّ بالعرفنيّ (الصّوتميّة العرفنيّة مثلا)، توجّهت العناية شيئا فشيئا إلى الخطاب. بل التحق بهذا التّيّار العرفنيّ من الباحثين من كان ذا عناية بالنّصّ والخطاب وإن في إطار نظريّ آخر، ليؤسّس لتناول عرفنيّ لهما في إطار عرفنيّ عامّ وفي إطار العرفنة الاجتماعيّة،على وجه الخصوص، لعلّ أبرز ممثّل لذلك هو فان ديك. كما توفّر في هذا التّيّار العرفنيّ إطار مناسب ينصهر فيه ما كان من النّظريّات القائمة في لسانيّات النّصّ، توليديَّ المنبع مثل نظريّة النّحو الوظيفيّ النّظاميّ لهالّيداي، لينشأ بذلك إطار التّحليل النّقديّ للخطاب في أعمال فاركلاف خاصّة. ولكن لم يُستكمل إلى الآن، في حدود ما اطّلعنا عليه، إطار لسانيّ عرفنيّ مخصوص بالنّصّ أو بالخطاب يمكن له أن يستوي المبحث في نحو النّصّ العرفنيّ أو لسانيّات النّصّ العرفنيّة أو التّحليل العرفنيّ للخطاب قياسا على ما يُتداول من نحو النّصّ أو لسانيّات النّصّ أو تحليل الخطاب بما تتضمّن التّسمية الواحدة منها من خلفيّات نظريّة هي واحدة من اثنتين إمّا إطار جامع لشتات من المداخل أو إطار مخصوص بالتّوليديّ. فكلّ ما يتوفّر، في حدود ما اطّلعنا عليه، فصول يُدرجها أصحابها في المداخل الّتي ينشئونها في اللّسانيّات العرفنيّة، موسومة بكونها تناولا للنّصّ (درفان وفرسبور 2004: الفصل الثّامن 179-197) أو بكونها تناولا للخطاب (لي 2000: الفصل الحادي عشر: اللّسانيّات العرفنيّة وتحليل الخطاب 170-180) ، في حين يرد سائرها خلوا من المبحث بل خلوا من مفهوم النّصّ أو مفهوم الخطاب فلا تجده فيها جاريا أبدا، كما هو الأمر في كتاب تايلر(2002) بل لا وجود لذينك المفهومين في ثبت المفاهيم الجارية فيه رغم امتداد الكتاب من حيث موضوعاته واتّساعه من حيث صفحاته (621 ص). ولكنّ هذا الواقع لا يمنع من ظهور بوادر تناول عرفنيّ لقضايا عامّة يتعلّق بعضها بمباحث عهدناها في النّصوص الأدبيّة من قبيل الإنشائيّة، فقد ظهر كتاب ستوكوال 'مدخل في الإنشائيّة العرفنيّة' سنة 2002 مخصوصا بآليّات القراءة في النّصّ الأدبيّ شعرا ونثرا قائما على الأركان الثّابتة في اللّسانيّات العرفنيّة مبوَّبا في ضوئها. وهو إذ يمثّل تناولا لسانيّا عرفنيّا لمبحث الإنشائيّة إنّما يذكّرنا بما كان به ظهور الإنشائيّة من رحم اللّسانيّات البنيويّة لعلّ أبرز ممثّل لها جاكبسون (1960 و1963 في ترجمته الفرنسيّة ) وما كان له من أثر في تبلور مباحث كثيرة مدارها الإنشائيّة واللّسانيّات في المدرسة الأوروبيّة عامّة وفي الفرنسيّة على وجه الخصوص. فهذه ومضة نختصر فيها اعتمال المباحث العرفنيّة في اللّسانيّات من حيث تتوازى فيها العناية بالنّظاميّ النّحويّ وحدوده الجملة مكوّنا مطّردا قابلا للضّبط والتّحديد بنية ودلالة، والعناية بما جاوزها من التّحقّقات في الخطاب أو النّصّ في جميع أبعادهما بما في ذلك الاجتماعيّ الثّقافيّ والبيئيّ بمعناه الواسع. وإذ كان الأمر كما أسلفنا في الغرب عامّة، وفي شقّه الأمريكيّ خاصّة، كان له أصدية في سائر الأقطار من العالم يعنينا منها ما هو كائن في البلاد العربيّة. وهي في العموم متابعة لما يجري هناك وإن بفارق زمانيّ يقصر أحيانا ويطول في الأغلب أو بفارق في القضايا يكبر أو يصغر تبعا لطبيعة المجتمع والبيئة والتّاريخ وما إليها. وفي العموم أنت واجد خليطا من أطر التّناول في قضايا الخطاب والنّصّ بعضها تراثيّ قديم يستنير بالحديث يقرأ به ذاك القديم وبعضها قديم صِرف وقليل منها خلص للحديث خلوصا تامّا. نورد هذا وغايتنا ليست التّفضيل أو المقارنة، ولكن سبيلا نمهّد به لموقع هذا الكتاب في ما تبلور به تفكيرنا منذ عقدين. فهذا الكتاب الموسوم بالنّصّ والخطاب في إطار لسانيّ عرفنيّ، مواصلة لكتاب نسيج النّصّ من حيث الموضوع والقضيّة الكبرى فيه وتكملة له، وإن تباعدا زمانا وأدوات، واختلفا تصوّرا وتبويبا: فقد كتبنا نسيج النّصّ أواخر السّنوات 1980 وإن صدر في طبعة أولى سنة 1993، في زمن ما كان فيه للعرفنيّات ما لها اليوم من الانتشار ومن القرار، وقد كان للتّوليديّة ما هو معلوم من العناية والانتشار، لذلك كانت الفكرة الأساسيّة فيه قائمة على المنظوميّة اختصرناها فيه أيّما اختصار، في ثلاث منظومات هي الإعرابيّة والإحاليّة والزّمانيّة تشتغل على أساس التّرابط ما بين المكوّنات في النّصّ تُبنى فيه عوالمه منسجمة متّسقة. ولذلك أنت واجد في هذا الكتاب صدى منه، فالمنظوميّة، مبدأً، لم تمت وإنّما استقرّت وثبتت وما تغيّر من الأمر أنّها ليست آليّة خوارزميّة تنطبق انطباقا آليّا ليكون النّصّ أو الخطاب. وما كنّا في نسيج النّصّ لنذكر الخطاب، ولكنّ هذا الكتاب جامع بينهما في عنوانه وفي غضونه، وقد تبلورت البحوث العديدة مهتمّةً بالخطاب ساعيةً إلى جعل تحليله نظريّة، وهي لا تعدو – في رأينا- أن تكون إلاّ ممارسة لغويّة تسعى إلى بلوغ المراتب النّظريّة العليا، بأدوات مقترَضة من هنا وهناك، وهي عند التّأمّل عائدة إلى منابتها ولا تفيد كثيرا في بيان ما به يكون الخطاب نشاطا منتجا لنصوص يجري بها التّفاعل ما بين الأشخاص لبناء الواقع ولتغييره وللفعل فيه مطلقا، فهو بانٍ لعمل الذّهن ونتيجة له في آن. ولنا عود إلى ما به يتمايز مفهوم الخطاب من مفهوم النّصّ في الباب الأوّل من العمل تمايز الاندراج والتّضمّن لا تمايز الاختلاف والافتراق. فالخطاب جنس عامّ تتجلّى فيه الملكة اللّغويّة عند الإنسان والنّصّ ما يتحقّق من تلك الملكة متجذّرا في بيئة ومحيط ومقام منسوبا إلى شخص بعينه، وإن كنت واجدا في الاستعمال ما لا يتميّز به الواحد منهما من الآخر. وقوام هذا الكتاب، الجمع بين النّظريّة وتحليل المعطيات، ولعلّ بعض النّاس ينفر من تحليل المعطيات على أساس أنّه عمل ثانويّ أو من درجة ثانية في سلّم المعرفة، وهو موقف لمن لا يعرف أنّ قوّة النّظريّة تكمن في سعة انطباقها بمعنى شمولها لأقصى عدد ممكن من النّماذج المتحقّقة تتنبّأ بها إن لم تكن وتستوعبها إن كانت. وهو كذلك موقف من لا يعرف أنّ صغار الأشياء ودقائقها قائدة إلى بناء عظامها، في بنية هرميّة متدرّجة من المخصوص العينيّ إلى العامّ الكلّيّ. وهو موقف من لا يتحكّم في الأداة النّظريّة لسبب ما، تحكّما يمكّنه من الإفادة منها إن اعتمدها، ومن إفادتها بسبرها فنقدها فتطويرها إن سعى إلى ذلك. فقد تنوّعت المعطيات الخطابيّة العربيّة، في هذا الكتاب، زمانا ومكانا وجنسا وموضوعا ونثرا وشعرا. فاجتمعت فيها نصوص قديمة وأخرى حديثة، فيها الأخبار والنّوادر والمقامات، والأحاجي والألغاز وقصص الأمثال وفيها التّرجمة الذّاتيّة وفيها النّصوص العلميّة، وفيها ما يزدوج فيه الخطاب والرّسم أو الصّورة من لوحات إشهاريّة وأخرى كاريكاتوريّة تتظافر في جميعها الصّورة مكوّنا إيقونوغرافيّا والنّصّ مكوّنا لغويّا. ولجميع ذلك قد يجد القارئ شتاتا من النّصوص من شتات من المصادر القديمة والحديثة في شتات من المواضيع والغاية ليست جمعها ولا الإحاطة بكلّ ما يُكتنز في الخطاب. وإنّما هي نماذج، لعلّ الكثير منها قد أُهمِلَت العناية به لسبب من الأسباب يعود بعضها إلى طبيعة الاختصاص في البحث كأن يهتمّ الباحث في السّرديّة بمظاهر السّرد دون غيرها فلا يدرس إلاّ ما كان قائما على السّرد، بل لا يعلم أنّ ما يسمّيه سردا إنّما هو تمثيل لعوالم ذهنيّة ليس غير، أو يهتمّ الباحث في العربيّة الفصحى بالفصيح من النّصوص فيهمل سائرها أو يهتمّ دارس الأنتروبولوجيا بالتّمثيلات الثّقافيّة دون غيرها فيهمل بنية الخطاب وما إليها. وبعضها يعود إلى مواقف إيديولوجيّة يعتمدها مدخلا في دراسة الخطاب فيتحوّل كلّ ما في الخطاب المدروس من الخصائص إلى مظاهر تثبت بها الإيديولوجيا دون غيرها من المظاهر العاملة في الخطاب. وعلى هذا ينقاس كلّ تناول مخصوص للخطاب مختصّ بمجال بحث بعينه. وجميع هذه النّماذج مأخوذ من زاويتين: أولاهما من حيث هو معطى خطابيّ يجري تحليله باعتماد أدوات نظريّة عرفنيّة سبيلا إلى تأصيل تلك الأدوات وتجذيرها في عادات الباحثين من النّاشئة وبه نتجاوز مجرّد العروض النّظريّة الّتي يكون بها نقل المعرفة، إلى توظيفها والإفادة منها إفادة أقلّ ما يكون فيها تناول آخر للمعطى نفسه ينير جانبا ما كان له أن يظهر في المعهود من وجوه التّناول. وثانيتهما من حيث هو معطى خطابيّ تُسبَر فيه تلك الأدوات النّظريّة فيكون إقرارها إن ثبتت أو تحويرها إن توفّر ما يدعو إلى ذلك أو إبطالها إن بان قصورها. وذاك ما به نتجاوز نقل المعرفة نقلا مجرّدا وتطبيقها تطبيقا حاجيّا أو نفعيّا، إلى المساهمة في بناء المعرفة وإنتاجها في المستويات المعلومة عربيّة كانت أو عالميّة. وفوق هذا وذاك يمثّل المعطى الخطابيّ موردا تُستمدّ منه أدوات نظريّة تفسّر اشتغاله، في مستوى أوّل، سبيلا إلى إقامة ما قد يمثّل منوالا للعرفنة العربيّة، في مستوى ثان. فالعماد النّظريّ في هذا الكتاب، قائم على الخطاب في تجلّياته المتنوّعة، مادّةً للتّحليل باعتماد المداخل العرفنيّة. فتكون تلك التّجلّيات تحقّقا للعرفنة العامّة وتحقّقا للعرفنة العربيّة في آن. وهما متكاملان بمعنى أنّ الغوص على البنية العرفنيّة العربيّة في الخطاب يكون من مدخلين: أدوات نظريّة ثابتة في الدّراسات العرفنيّة يكون بها استجلاء بعض المظاهر العرفنيّة الموجّهة للنّصّ عملا عرفنيّا بناء وتأويلا، هذا من جهة. ومن أخرى، النّصّ مادّة تستجلى منها المظاهر العرفنيّة لتستقلّ بذاتها في التّصوّر. فمدار هذا العمل هو النّصّ مادّة والعرفنة إطارا، تُعتمَد في ولوجه أدوات نظريّة عرفنيّة تستجلى بها المظاهر العرفنيّة، ويُعتمد مباشرة لاستجلاء مظاهر عرفنيّة تنعكس فيه انعكاسا طبيعيّا. فالبنية اللّغويّة تعكس مظاهر العرفنة البشريّة من حيث كانت صنيعتها وأداة لها في آن. ونعتقد أنّ المداخل من هذا القبيل، تفتح آفاقا لتناول الخطاب عامّة والخطاب الأدبيّ على وجه التّحديد، يفيد منها تاريخ الأدب ونقده كما يفيد منها تاريخ الأفكار ما اتّصل منها بالعلوم والحقول المعرفيّة المعلومة وما اتّصل منها بالثّقافة في عمومها، كما يفيد منها المهتمّ بالإشهار وبالصّحافة وبالاجتماع وما إلى ذلك. ولا يبادرنّ القارئ إلى رفع ورقة الفيتو المعرفيّة القائلة بالعسف والإسقاط، فهي ورقة قد زال عهدها واندثر أهلها. فقد نوّعنا من المعطيات التّنويع الكبير واجتهدنا في الغوص على خفاياها وجعلناها الأميرة الأولى على ما قرّرنا من نتائج بعضها ثابت في المطلق وبعضها من خصوصيّات العرفنة العربيّة ثقافة وتصوّرا للكون ولمنزلة الإنسان فيه وفي علاقته بالإنسان وبالكون. ولنا في جميع ذلك مساهمة بالنّقد والتّحليل دون أن نرفعها شعارا أو لافتة في الصّدارة. والكتاب أربعة أبواب: أوّلها في الأسس العرفنيّة في تحليل النّصّ والخطاب، وذلك ببيان المبادئ الكبرى الّتي قامت عليها اللّسانيّات العرفنيّة من قبيل كون اللّغة جزءا من النّظام العرفنيّ وكون النّظام العرفنيّ مجسدنا وكون اللّغة موردا رمزيّا تكون به صياغة المضامين العرفنيّة يكون له النّحو مفهوميّا وتكون له الدّلالة تشكّلا لغويّا للمفاهيم. كما نفرد فصلا للنّصّ في الإطار اللّسانيّ العرفنيّ من حيث طبيعته وتكوّنه واشتغاله في تناسقه وترابط أبعاضه وفي معالجته، يكتمل ذلك بإطار العرفنة الاجتماعيّة من حيث مثّل النّصّ إنتاجا جماعيّا للخطاب. ويكون الباب الثّاني في الأبنية العرفنيّة المشتغلة في إنتاج النّصّ وفي تأويله أو فهمه وهي المعرفة الموسوعيّة والأطر والخطاطات والمناويل الثّقافيّة. ويكون الباب الثّالث في المضامين العرفنيّة في النّصّ بما تتضمّن من تموضع المعرفة في محيط الذّات المعرفنة تستمدّ منه تمثيلاتها الذّهنيّة بما في ذلك تمثيل المكان وتمثيل الزّمان وفيه يكون تجذّر الخطاب. والباب الرّابع في آليّات بناء النّصّ من حيث بناء الأفضية الذّهنيّة فيه وترابطها ومن حيث عمل الاستعارة في بناء النّصوص المثليّة والرّمزيّة على أساس المناويل الاستعاريّة ومن حيث المزج المفهوميّ جاريا في الخطاب وفي الإشهار و في الكاريكاتور، ومن حيث آليّة الاستدلال في الخطاب الملغز وما شاكلها ومن حيث آليّة التّّذكّر في بناء النّصوص وتنوّعها. وقد جعلنا الباب الواحد عددا من الفصول على عدد المشاغل فيه وجعلنا الفصل الواحد قسمين نظريّا نورد فيه المعالم النّظريّة المفيدة وتحليليّا يكون فيه تناول المعطيات الخطابيّة. كما التزمنا بإثبات المصطلح عربيّا في متن الكتاب وأجنبيّا في الهوامش حيثما رأينا الحاجة إلى ذلك، فبعض العربيّ متداول معلوم بمقابله الأجنبيّ المتداول المعلوم، وبعضه جديد اجتهدنا في صوغ مقابله العربيّ، وجميعها مثبت في نهاية الكتاب جدولا ثنائيّ المدخل عسى أن يكون مساهمة في إثراء الرّصيد الاصطلاحيّ العرفنيّ العربيّ. المؤلّف تونس، جانفي 2010. الموضوعالأصلي : النّـصّ والخطاب: مباحث لسانيّة عرفنيّة (384 ص.) // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: نمر مقنع
| ||||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |