جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: تعارف ودردشة :: دردشة وفرفشة |
الإثنين 9 يونيو - 1:15:32 | المشاركة رقم: | ||||||||
عضو نشيط
| موضوع: نص مسرحي عن قصة ( اليقين) للقاصة السورية/ سمر شيشكلي نص مسرحي عن قصة ( اليقين) للقاصة السورية/ سمر شيشكلي نص مسرحي عن قصة ( اليقين) للقاصة السورية/ سمر شيشكلي كتبه/ عباس الحايك المنظر: ظلام يعم المكان الذي ينقسم إلى قسمين الأول على اليسار، عبارة عن مكتب قديم، طاولة يقبع خلفها كرسي وستارة قاتمة لا تبين ما خلفها، أمام الطاولة كرسيان مهترئان متقابلان، وعلى يسار الطاولة صفت كراسي جلدية يبدو عليها القدم.. على اليمين زنزانة يبدو خلف قضبانها رجل يتكوم في الزاوية يبدو عليه آثار ضرب وتعذيب.. على أحد الكراسي أمام الطاولة يقعد الصحفي ويبدو عليه القلق والترقب وسط الهدوء الذي لا تشوبه سوى صوت عقرب الثواني للساعة الجدارية التي تبدو كنيشان نصر... الصحفي: ( وهو يراقب المكان بنظراته الحائرة) لم يطلبوني؟! ويحددون لي موعداً للحضور؟.. يبدو أن في الأمر خطأ، نعم خطأ .. لو كان الأمر خطيراً لدهموا الدار وانتزعوني من نومي، أو من مكتب الجريدة أمام كل الزملاء حتى أكون عبرة، عبرة؟! .. وما الذي ارتكبته أنا لأكون عبرة؟! ( ينفث هواء صدره و يجول بنظره في الغرفة صامتاً .. بعد برهة، وصوت دقات قلبه تتزايد وتختلط مع صوت الساعة) في الأمر خطأ، أنا على يقين من أنهم أخطأوا، ربما بالاسم، كم من البشر يحملون ذات الإسم .. يفعلون المشين ويجرون علي المشاكل، ( يحاول الضحك) كالمرة التي كدت فيها أموت من بطش اهل فتاة تحرش بها مأفون يحمل ذات الإسم، أنا؟ .. أنا أتحرش بفتاة؟ .. صديقاتي كثيراتي في المكتب ولم افكر يوماً بالحديث مع أيٍ منهن بقلة ادب .. لكن الحمد لله، انقذتني الفتاة.. فلم أكن هو... ربما تكون فرية أودسيسة خبيثة، لكن ممن؟ أنا لا أعداء لدي.. أنا صديق للجميع ( يقف متوتراً مرتبكاً وبشيء من العصبية) لا يحتمل ما أنا فيه.. هل سأظل هنا طويلاً دون أعرف علة وجودي في هذا المكان الكريه .. لم أنا هنا؟ لم؟ .. ( يعتصر رأسه) تذكر أيها الغبي اي قبيح ارتكبت لتستدعى، تذكر .. تذكر ... ( يزداد تسارع ضربات قلبه حتى تغطي على دقات الساعة) .. لعين أنا .. لا أتعلم من الأخطاء.. لكني لم افعل ما يستدعي وجودي هنا .. ( يستدرك ) ربما مقال في الجريدة فُهِم خطأً.. فانا تركت السياسة والحديث عنها منذ المرة الأولى ( يتحسس صدغه)، أنا لا اكتب سوى عن المجاري والمدارس المستأجرة وحافلات النقل العام.. فهل في هذا ما يشين؟ .. اين المحقق حتى يزيل عن روحي هذا الثقل .. أعود إلى داري أو.. أو تتكرر التجربة .. لم أعد أهتم، المهم أن يأتي وأدرك ما يجري..( يعود إلى كرسيه منهاراً) هذا ما حصدته من الصحافة، لا شهرة كالآخرين، لا مكافآت مجزية، ولا احظى سوى بهذا القلق.. ليتني أطعت أخي الأكبر وصرت موظفاً في دار حكومية، موظف لا شأن لي سوى بعملي ومرتبي آخر الشهر وارتياد المقاهي.. ( صمت لا يسمع سوى صوت الساعة وضربات قلبه المتسارعة .. بعد فترة يينظر إلى الساعة) كم من الوقت وأنا هنا، ولم أفهم بعد لم أنا هنا.. لو أنهم جروني جراً أمام الملأ كالمرة السابقة كان أفضل لي.. أقلها لا يأكلني الترقب والخوف، في المرة السابقة أنا مذنب، أعلم ما اقترفت بحقهم، استاهل ما جرى لي.. لكن الآن لا أعلم ما اقترفت، لا أعلم.. لم يخبرني ذلك المساعد الفظ .. إنهم يختارونهم لأن سلوكهم يتكيف تماماً مع هذا المكان.. ( تسمع دقات الساعة الثامنة .. يقف مرعوباً، فتزداد ضربات قلبه.. يطالع في كل الزوايا مذهولاً يتنفس بشكل متسارع) أي لعنة حلت بي.. لألقى كل هذا العذاب.. لم أعد أطيق.. لم أعد أطيق .... تسمع صوت خطوات تقترب من الغرفة .. يصمت وينصت جيداً .. يعود إلى الكرسي يمسكه ويترقب الباب .. صوت مقبض الباب .. يفتح الباب تدريجياً .. يظهر ظل رجل يقترب ... يقترب الرجل منه .. تبين ملامحه كثيراً، ضابط ذو رتبة عالية تبدو على وجهه تقاسيم شاب ذي نعمة .. يواصل اقترابه يأخذ مكانه خلف الطاولة و يجلس دون أن يعير الصحفي اهتماماً.. يأخذ بعضاً مما أمامه من أوراق ويشرع في العمل.. يترقب الصحفي .. فيشير إليه الظابط بالجلوس الصحفي: مساء الخير سيدي.. لا يعير الضابط إهتماماً .. بعد برهة الصحفي: ( مكرراً ) مساء الخير.. يرفع الضابط رأسه .. ويرمقه بنظرات الضابط: أهلاً بالصحفي اللامع.. ( يشير إليه بالجلوس). يجلس الصحفي ويتشاغل الضابط بالأوراق. الضابط: ( وهو منشغل ودون أن يرفع بصره إلى الصحفي) لقد أرسلنا إليك مراراً لتشرفنا.. لكنك تتباطأ.. ألا نبدو أهلاً للتقدير لتستجيب لنا سريعاً ؟ الصحفي: ( متلعثماً) أأ.. أ.. عفواً .. أنا .. الضابط: ( دون أن يرفع راسه عن الأوراق) يبدو ذلك .. لكننا صبرنا عليك كثيراً .. وهذا ليس في صالحك. الصحفي: ( بتلعثم ) أنا لست ... يقاطعه رنين الهاتف .. يرفعه الضابط بتبلد .. الضابط: نعم .. ( يعدل جلسته وتعتلي وجهه ابتسامة عريضة) مرحباً باجمل صوت في الوجود .. نعم ، أنت .. أنا ما تعودت الكذب أبداً .. صدقيني أشعر بصوتك يأخذني إلى البعيد، بعيداً عن هذا العالم المقرف.. ( يستمع إليها وتعرض ابتسامته) نلتقي هذا المساء؟! .. في ذات المطعم .. جميل أنك اصلحت مزاجي ( يبدو الارتياح بادياً على وجه الصحفي) كنت أشعر بالضجر والكآبة.. فانا أتعامل مع حشرات نتنة.. ( يحتد) لا تستحق سوى السحق بالأقدام..( يستمع لمن على الطرف الآخر من الهاتف .. يعود إلى طبيعته ويبتسم) عذراً ، لا يجب أن أحتد وأنا أسمع هذه الموسيقى البشرية التي تندي الروح .. ( يضحك) شاعر!! .. حقاً اصلح لأن أكون شاعراً؟!.. عيناك علمتني الشعر.. أنا؟ لا لست لوحدي.. هناك أحدهم يقبع خلف مكتبي، ولا أرغب في تكدير مزاجي به .. ( يستمع ) اتفقنا .. الساعة الخامسة مساءً .. سأكون أول من يصل .. إلى اللقاء يا حياتي .. ( يقبل سماعة الهاتف ويضعها .. يستند على الكرسي بعد أن تنهد.. وبدأ يسرح ). الصحفي : ( يقترب من طاولة المكتب .. وبصوت خفيض ) سيدي ألي ان أعرف لمَ أنا هنا؟ ما الذنب الذي أوصلني إلى هذا المكان؟! الضابط: ( يعدل جلسته ويبين عليه الغضب يقرب جسده من الصحفي، ويصرخ في وجهه) أنت هنا لتجيب على الأسئلة ، لا أن تسأل.. الصحفي: ( يتقهقر خائفاً ) أنا.. أأأ .. الضابط : ( يعود إلى وضعيته السابقة.. وبلطف) انت صحفي جيد، ذكي، ونشيط ما شاء الله.. ويبدو أنك وطني !! يرمقه الصحفي بنظرات الخوف والترقب .. الضابط: ألا ترى أنك تتمتع أنت وامثالك بأقصى درجات الديمقراطية وحرية التعبير !! الصحفي: ( متهكماً) حرية التعبير؟!! .. الضابط: ( مقاطعاً) اترى خلاف ذلك .. قل!! .. اترى أننا نسلبك حرية التعبير؟ الصحفي: ( خائفاً يهز رأسه سلباً) لا .. الضابط: جيد، ها أنت أقررت بأننا ديمقراطيون.. فلم ترفس هذه النعمة برجليك. الصحفي: أنا لم ارفس شيئاً .. الضابط: لم تدعون أنكم شرفاء واصحاب كرامة.. ترددون شعارات لا تفهمونها .. لا تعون أنها تهدد أمن الوطن.. الصحفي: (يفتح عينيه على اتساعهما دهشةً) أنا؟! يرن جرس الهاتف .. يرفعه الضابط .. الضابط: الو!! ( يبدي احتراماً لصاحب المكالمة، يعد من جلسته ويخفف من حدة حيثه) نعم سيدي .. اعتقلنا عدد منهم وأودعناهم غرف التوقيف ريثما نحقق معهم .. ( يصمت ويستمع) لم يفصح عن شيء، حاولنا بكل ما نملك من أساليب.. لكنه رفض الحديث .. لا تقلق سيدي .. أنا اعرف كيف التعامل مع هذه الحيوانات الضالة..( يستدرك ) سيدي.. هل لي بالخروج مبكراً؟ .. الليلة عيد ميلاد خطيبتي .. وأنوي الإحتفاء بها .. ( يستمع ثم ترتسم على وجهه ابتسامة رضا) .. شكراً سيدي.. إنها لا تذكر إلا بالخير.. تغبطني على ان لي رئيس مثلك سيدي .. ( يصمت ويستمع) لا تقلق .. غداً.. سافرغ نفسي لهم، سانتزع الاعترافات من صدورهم.. مع السلامة ( يضع السماعة وينشغل في الأوارق). يتلفت الصحفي يمنة ويسرى بخوف .. لحظات صمت الصحفي: سيدي .. هل سأظل هنا طويلاً؟!! الضابط: ( دون أن يرفع رأسه) هل سأمت منا بهذه السرعة ؟ الصحفي: ( بخوف ) لا، لكن .. الضابط: ( يرفع رأسه) لكن ماذا؟! الصحفي: لا.. لا شيء.. الضابط: منذ متى وأنت تعمل بالجريدة؟ الصحفي: سبع سنوات .. أخي لم يكن يريدني أن أعمل في الصحافة، كان يريدني مثله موظفاً حكومياً. الضابط: كيف هي حالتك المادية؟ الصحفي: مستورة الضابط: لا أظن مرتبك يفي بحاجتك. الصحفي: أنا لازلت عازباً .. ولا مسئوليات عندي. الضابط: وكم يدفعون لك؟ الصحفي: مرتبي في الجريدة ... الضابط: ( يقاطعه) أنا لم أعنِ الجريدة. الصحفي: ( يهز رأسه مستفهماً). الضابط: أعني أعداء الوطن الذين ارتميتم في أحضانهم.. الصحفي: ( مذهولاً) اية أعداء؟ .. أنا لا أفهم ما تقصد. الضابط: ( بحدة) لا تتذاكى علي .. تحركاتكم كلها مكشوفة. الصحفي: ( منهاراً) أنا .. لا .. الضابط : ( ينادي ) أيها الجندي .. ايها الجندي .. الصحفي: إنه كلام خطير.. الضابط: أهو أخطر من الإخلال بأمن الوطن ؟! يدخل الجندي .. يحيي بتحية عسكرية الجندي: نعم سيدي .. الضابط: ( يشير إلى الصحفي) خذ هذا .. ضعه في غرفة التوقيف حتى أفرغ له غداً .. الجندي يمسك الصحفي ويوقفه ... الصحفي: أنا لا شأن لي بما تقول .. انا مظلوم.. الضابط: خذه من هنا .. كلهم يقولون مظلومون .. الصحفي: تأكد .. ربما هناك تشابه اسماء .. ربما شخص آخر غيري . يشير الضابط الذي ينشغل بأوراقه للجندي بالخروج ..يسحب الجندي الصحفي ويخرج به .. يمر به ناحية الزنزانة .. الصحفي: اتعرف انت تهمتي .. لماذا أنا هنا. الجندي: (بحدة) اقفل فمك حتى لا أضع حذائي فيه. الصحفي: هذا ظلم .. ما الذي فعلته أنا.. ( يصرخ ) انا مظلوم .. الجندي: ( يهوي بيده على رقبة الصحفي) اسكت يا كلب .. ( يدفعه بكل قوة) .. يصلان إلى الزنزانة.. يفتح الجندي الباب ، يدخله ويغلقه.. يقف الرجل المتكوم في الزاوية .. يراقب الصحفي ابتعاد الجندي .. يلتفت وراءه .. يرمق الرجل بنظرة حادة .. الصحفي: من هذا ايضاً؟ .. لا بد أنهم يكررون ذات الشيء .. يدسون هذا اللعين ليكشف كل أسراري لهم .. لقد فعلوها سابقاً .. ولن يتورعوا عن فعلها ثانية .. لكن يجب ألا أعطيه فرصة ليستل كل ما في صدري.. الرجل: ( بخوف ووهن) السلام عليكم سيدي .. الصحفي: ( يرمقه بنظرة غضب دون أدنى رد) .. يترقب الرجل خائفاً .. الصحفي: من الذي أتى بك إلى هنا ؟! الرجل: انتم سيدي .. اعتقلتموني منذ ثلاثة أيام .. تعبت من الضرب والإهانة.. صدقني يا سيدي .. انا لا أعلم شيئاً.. لا علاقة لي بما تقولونه.. أنا وطني ولا يمكن ارتكب حماقة تضر بالوطن. الصحفي: ( بحدة) انت لست وطنياً .. انا اكثر وطنية منك .. الضابط: أنا لا شأن لي بالسياسة.. انا مدرس ابتدائي على قد الحال ..عاهدت نفسي منذ زمن أنا لا اتدخل أو أتكلم في السياسة إنه ترف لا نحلم به حتى.. أنا لا أقرأ الجرائد.. أوفر ثمنها لشراء سجائر. الصحفي: إنه ممثل .. يمثل أن لا علاقة له بهم .. لكنها مكشوفة .. لا تمر علي بسهولة. الرجل: سيدي .. أتعهد لكم أن لا أخرج من الدار حتى .. سأقضي حياتي بين جدرانها .. فقط أخرج من هنا .. أولادي ينتظرون عودتي .. أنا لن أتكلم .. انشاء الله أصير أبكماً وأصماً إن أنا تكلمت أو خرجت من الدار.. ( يبكي).. الصحفي: لا تمثل علي .. أنت مكشوف .. حركاتكم لا تمر علي بسهولة .. لن اخدع ثانية. الرجل: أنا لا أمثل .. والله لا أمثل .. ( يضرب رأسه ) أنا كلب ابن كلب .. ما الذي دفعني للذهاب إلى ذلك المقهى؟ .. الم تكن الدار أفضل .. ما لي انا والناس .. الصحفي: كفى تمثيلاً .. الرجل: اخرجني من هنا يا سيدي .. أنا رجل مريض .. وأتيت هنا بالغلط .. صدقني بالغلط .. الصحفي: بل أنتم مجرمون تلتذون بعذاباتنا وآلامنا.. الرجل : أبوس يدك أخرجني من هنا.. خلصني من هذا العذاب.. الصحفي: ممثل فاشل، لأن لعبتك لم تنطلِ علي.. ( يحتد ويمد يده للرجل) قبلها يا ابن .... ، قبلها لأراك اكثر هواناً قدر ما أجرعتمونا من ذلٍ وهوان .. ( يصرخ) قبلها.. أيها الجاسوس.. الرجل: ( مذهولاً) جاسوس .. إلا هذي يا سيدي .. الصحفي: لا تدعي البراءة .. أنت جاسوس قذر.. لا تستحق الشفقة.. الرجل: ( منهاراً يبكي ) أقسم بأن لا علاقة لي بما تقوله .. جاسوس!! .. أنا جاسوس.. كنا في تهمة السياسة والآن.. تتهمني يا سيدي بالجاسوسية. الصحفي: لا تدع الشرف.. انتم بعتم وطنيتكم بابخس الأثمان .. لا يضيرك الذل الذي أنت فيه من أجل التجسس .. الرجل: ( باستجداء) أنا لم أتجسس على أحد .. أنا لا اخرج من الدار كما قلت لك أتجسس على من؟.. أأتجسس على زوجتي وأطفالي؟!.. يا سيدي إنها تهمة مغرضة.. انا أحب هذا الوطن وأتمرغ في ترابه .. فكيف اتجسس عليه؟ كيف؟ ( يبكي).. الصحفي: أنت ومن هم على شاكلتك افقدتموني ثقتي في الناس .. صرت أرى كل الناس جواسيس.. يحفرون حتى في ذاكرتي ليصطادوا كلمة تزجني في معتقل.. كرّهتموني في الناس.. حرام عليكم .. حرام!! الرجل: وما ذنبي انا؟! الصحفي: أنت واحد منهم .. الرجل: انا لا شأن لي بمن تقصد.. الصحفي: بل أنت كل الشأن .. اترى أني سأتركك تتلذ بتعذيبي وانتزاع كل ما يدور في رأسي.. الرجل: أنا لا أفهم ما تهني.. الصحفي: لن يجديك كل هذا التلاعب.. الرجل: أنا لا أتلاعب.. اسأل عني كل من يعرفني.. حتى أنه لايعرفني احد.. من الدار إلى العمل.. الصحفي: كاذب .. قلت انك تذهب إلى المقهى..!! الرجل: هي مرة واحدة ولم تتكرر.. علي اللعنة إن اقتربت من الشارع الذي هي فيه حتى .. لكن صدقني .. أبو سيدك صدقني!! الصحفي: ( منتفخاً وبحدة يمد له يده ) هيا قبلها .. قبل يدي .. ( يصرخ) قبلها.. يجثو الرجل على الأرض.. يمسك بيد الصحفي .. يبكي بحرقة الرجل: أو تصدقني أن لا شأن لي إن قبلتها.. الصحفي: كف عن التمثيل والكذب وقبلها .. هيا حتى أراك فيك ألمي وعذابي .. قبلها.. يمد الرجل يد الصحفي إلى فمه يقبلها.. ثم ينفجر باكياً ويقبل اليد بهستيريا.. يسحب الصحفي يده مذهولاً .. فينقض الرجل على رجلي الصحفي يقبلهما.. الرجل: إلا التجسس يا سيدي .. إلا التجسس.. الصحفي: ( يهرب من الرجل بذهول) اتركني .. اتركني..( يهرب إلى زاوية الزنزانة ويتكوم على نفسه ) .. لا!! لا يمكن أن يكون جاسوساً .. ألهذه الدرجة تداس كرامته بالتراب كي أفشي له بسر.. لا .. لا .. يهذي الرجل وهويزحف إلى الوراء ليستند على الجدار .. الرجل: ( يرتجف) أنا أتجسس على وطني؟ .. لو بدلوني به أموال الدنيا ما اخترت سواه .. الصحفي: ( يرمقه بدهشة وبحدة) إخرس!! إنه كاذب ابن الكلب .. يكمل أداء دوره .. أعلم انه ينتظر في الفرصة .. (لا زال الرجل يهذي، فيصرخ بأكثر حدة) قلت لك اخرس!!.. إخرس!!( يمسك برأسه ويضغط عليه) كم أنا متعب ومشوش .. أهو معي أو ضدي .. اشعر بنعاس يثقل علي رأسي .. أرغب في النوم ونسيان هذا العالم لزمن .. يضع رأسه على الجدار ويغفو.. وسط هذايانات الرجل المرتعشة .... موسيقى معبرة عن مرور ليلة .... يدخل الضابط إلى مكتبه وتبدو السعادة على وجهه ..يدندن بأغنية حب .. يقعد خلف طاولته .. الضابط: ما اجمل الحياة بوجود حبيبة!!.. أي كائنات عجيبة هن النساء؟! .. رقيقات ناعمات صوتهن كغناء يطرب المسامع.. لو كنت أعلم أن للعش لذة كهذي لكنت أحببت من زمان بدل حياتي وحيداً كشجرة برية كل هذا العمر متى أتزوجها حتى لا تنقضي تلك الساعات ونفترق .. متى؟ ( يبدأ بترداد ذات الأغنية في شرود).. يرن جرس الهاتف .. ينتزع الضابط من شروده.. الضابط: (متذمراً) من هذا الذي يتصل في هذا الوقت (يرفع السماعة) نعم؟.. (يعدل جلسته) صباح الخير سيدي .. انا بخير .. وسعيدٌ ايضاً .. كانت ليلة رائعة .. حتى أننا كنا نتحدث عنك سيدي.. لا ابداً، يقطع لساني إن تحدث بالقبيح عنك .. كنا نتحدث عن كرمك وإنسانيتك؟! .. إنها توصل إليك سلاماتها.. (يستمع) نعم سيدي؟! ؟.. الموقوف لم يعترف.. حاضر سأحاول معه.. لكن يبدو أنه بريء..تحرياتنا تؤكد أنه لا يخرج من داره.. ليس له اصدقاء..( يستمع) حسناً سأحقق معه مرة أخرى، وسنرى قد يعترف بما لا نعلم.. كدنا نزهق روحه.. استخدمنا كل الوسائل المتبعة مع الموقوفين ..لكن لا فائدة صار يبكي كالأطفال.. لا تقلق سأتدبر الأمر، إلى اللقاء..( يغلق السماعة.. وينفخ ما في صدره من هواء) أشعر اليوم بكره للعمل..ومزاجي لا زال رائقاً.. ولا أرغب في تعكيره.. يا جندي!.. يا جندي!! يدخل الجندي يؤدي التحية الضابط: آتني بالرجل في غرفة التوقيف.. الجندي: الصحفي؟! الضابط: لا الآخر.. سأتفرغ للصحفي غداً .. لا أريد تعكير مزاجي بتحقيق مع معتقل جديد.. يخرج الجندي..يدندن الضابط بذات الأغنية .. في الزنزانة يرقد الرجل على وجهه على أرض الزنزانة والصحفي يفترش الأرض في الطرف الآخر من الزنزانة... يفتح باب الزنزانة .. يفتح الصحفي عينيه.. وينهض. الصحفي: هل سأخرج؟! الجندي: ( يدفع الصحفي ويرميه أرضاً) لم تشرفنا طويلاً .. فكيف تخرج؟ ( يقترب من الرجل ويركله) قم أنت يا حيوان.. ( الرجل لا يتحرك فيركله الجندي ثانية) هيه قم! الضابط يريدك..( لا يتحرك الرجل) ما به هذا الحيوان لا يرد ( يرفعه من سترته ويصفعه) لم لا يبدي أي حركة .. ( يهزه.. ثم يرميه على الأرض) مات الحيوان.. الصحفي: ( مذهولاً) ما.. مات؟! الجندي: مات.. أنتهى عمره .. أراحنا من عناء التحقيق معه.. الصحفي: لا.. كيف مات؟ الجندي: (بسخرية) كيف مات؟! .. نزع الله روحه من جسده ومات.. ثم ما شأنك أنت؟ ( يدفعه ويرميه أرضاً) .... يبقى الصحفي على الأرض مذهولاً .. يخرج الجندي من الزنزانة .. يغلقها.. لحظات صمت .. يقف الصحفي وهو لازال في ذهوله .. يقترب من الرجل الممدد على الأرض .. يتفحصه .. يراقب يده التي قبلها الرجل .. يصرخ .. الصحفي: ( يصرخ باعلى صوته) لا.....!!!! إطفاء الموضوعالأصلي : نص مسرحي عن قصة ( اليقين) للقاصة السورية/ سمر شيشكلي // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: نمر مقنع
| ||||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |