جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: منتدى البحوث العلمية والأدبية و الخطابات و السير الذاتيه الجاهزه :: للغة و اللسانيات. |
السبت 7 يونيو - 12:37:21 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: الملكة اللسانية عند ابن خلدون الملكة اللسانية عند ابن خلدون الملكة اللسانية عند ابن خلدون يقول ابن خلدون : " اعلم أنَّ اللغات كلَّها ملكاتٌ شبيهةٌ بالصناعة ، إذ هي ملَكاتٌ في اللسان ، للعبارةِ عن المعاني وجودتها وقصورِها بحسبِ تمامِ الملكةِ أو نقصانِها . وليسَ ذلك بالنظرِ إلى المفردات ، وإنما هو بالنظر إلى التراكيب . فإذا حصلت الملكة التامة في تركيب الألفاظ المفردة للتعبير بها عن المعاني المقصودة ، ومراعاة التأليف الذي يطبق الكلام على مقتضى الحال ، بلغ المتكلم حينئذ الغاية من إفادة مقصوده للسامع ، وهذا هو معنى البلاغة . والملكات لا تحصلُ إلا بتكرار الأفعال لأن الفعل يقعُ أولاً وتعودُ منه للذاتِ صفة ، ثم تتكرر فتكونُ حالاً .ومعنى الحال أنها صفةٌ غير راسخة ، ثم يزيدُ التكرارُ فتكونُ ملكةً أي صفةً راسخة " . أ_ تعريف الملكة اللسانية: الملكة في نظر ابن خلدون صفة راسخة في النفس تمكّن الإنسانَ من القيام بالأعمال العائدة إليها ، فهي هنا في اللسان لتمكنه من أداء العمل العائد إليه وهو التعبير عن المعاني ، وينتج تفاوت في تمام هذه الملكة أو نقصانها يقاس بجودة التعبير عن المعنى أو قصوره ، أي بإتقان الفن اللساني ، ويلفت النظر إلى أنَّ تمام هذه الملكة اللسانية إنما هو بالنظر إلى التراكيب اللغوية لا المفردات ، إذ إن هذه التراكيب هي التي تؤدي المعنى المقصود من المتكلم. إن تمكن هذه الملكة يحصل بقانون التكرار ، الذي يصور ارتقاء هذا التكرار من الصفة إلى الحال غير الراسخة في النفس ثم يستمر التكرار لتتكون لدى المتكلم ملكة أي صفة راسخة . وحين نلقي النظر على علم اللغة الحديث نجد أنَّ الدراسة اللغوية تتدرج من علم الأصوات إلى الصرف إلى النحو، من الصوت إلى الكلمة إلى الجملة ، والجملة هي هدف المستويات التي تسبقها وهدف الدراسة اللغوية ذاتها ، وبها يتحقق الفهم والإفهام. لقد قرر اللغويون المحدثون أنّ للغة ثلاثة مستويات : لغةٌ مفهِمة، ولغةٌ صحيحة ، ولغة بليغة ، فالمفهمة هي ما لا يتحرى فيها المتحدث عرف اللغة المستعملة من أنظمة ومقاييس ، بل يكون الإفهام فيها في أدنى درجاته ، وذلك كما يستعمل الأجانب عن اللغة العربية الآن هذه اللغة بقصد الإفهام المجرد دون مراعاة لأدنى مستويات الصحة . أما اللغة الصحيحة فهي المتحرية لنظام الأصوات والبنية والإعراب ، وهي درجة أعلى من كونها للإفهام المجرد. أما اللغة البليغة فهي التي تحقق مستوى الجمال والتأثير في التعبير ، وهي أعلى المستويات ، وهنا نشير إلى علم التداولية الذي يبحث في القوى المتضمنة في القول _ أي التأثير الذي ينتج من الكلام ، أو ما يسمى بـ (علم الاستعمال اللغوي) . وابن خلدون في حديثه عن هذه الملكة وبيان أوجه تشكلها لا يخص ملكة اللسان العربي ، بل هي فكرة عامة تنطبق عنده على كل اللغات ، لأن اللغات إحدى مظاهر المجتمع الإنساني الهامة جداً ، وابن خلدون علامة العمران البشري قد استنفد مقدمته في مناقشة مظاهر هذا العمران وقوانينه وتطوره ، وبذا تكون اللغات ونظريته في الملكة اللسانية جزءاً من هذا العمران . ب_ الملكة اللسانية غير صناعة العربية وغير قواعد اللغة : يقول ابن خلدون : "فمن هنا يُعلم أن تلك الملكة هي غير صناعة العربية ومستغنية عنها بالجملة" . ابن خلدون الآن يفرق بين الملكة وقوانين هذه الملكة ، بين العلم النظري والخبرة العملية بالتجربة ، فصناعة العربية ليست شرطاً لتوفر الملكة اللسانية ، ومع ذلك يربط ابن خلدون بينها وبين صناعة العربية فيقول : " والسبب في ذلك أنَّ صناعة العربية إنما هي معرفة قوانين هذه الملكة ومقاييسها خاصة ، فهو علم بكيفية ، لا نفس كيفية، فليست نفس الملكة، وإنما هي بمثابة من يعرفُ صناعةً من الصنائعِ علماً ولا يحكمها عملاً " . فصناعة العربية نتيجة للمعرفة بقوانين الملكة اللسانية ، ومتكلم اللغة ينتج جمله مستعيناً بتلك القوانين ، فالملكة أساس والصناعة بناء قائم عليها وليست هي هي . ويقول أيضاً : "وهكذا العلم بقوانين الإعراب مع هذه الملكة في نفسها ،فإنَّ العلم بقوانين الإعراب إنما هو علم بكيفية العمل وليس هو نفس العمل" . فالملكة اللسانية هي المعرفة بقوانين الإعراب وليست هي قوانين الإعراب ذاتها . ثم يمثِّل ابن خلدون لهذا الخلط بواقع كثير ممن درس النحو في عصره وأفنى عمره في دراسة مسائله ، لكنهم مع ذلك يعجزون عن التعبير السليم من الأخطاء ، ومن جهةٍ أخرى ثمة كثير من الأدباء من ينطلق لسانه وقلمه بملكةٍ سليمة وإن لم يكدوا أذهانهم بمسائل النحو ودهاليزه . فهناك فرقٌ بين ما يتكلم به متحدث اللغة عفواً وبين ما يضعه علماء النحو من قواعد وقوانين عمداً وقصداً. لكنه أيضاً حين يفرق بين الملكة اللسانية وصناعة العربية لا يتنازل عن كون النحو هو حارس الملكة ، يرجع إليه لتصويبها ومراجعتها . ولقد انتقد ابن خلدون كتب النحو حين وصفها بأنها كتب جافة ومجادلات عقيمة ، لا يستشعر علماؤها أمر هذه الملكة ، ويرحب إزاءَ ذلك بكتاب سيبويه لأنه لم يقتصر على القوانين فقط ،بل ضخَّ فيه دماءً من أمثالِ العرب وشواهِدِهم ، حيث يساعد على تكوين الملكة ، وهو بذلك يطلب أن تحذو كل كتب النحو حذوه بالأمثلة الراقية والنصوص المنتقاة والتمارين النافعة ، وهذا ما يدعمه أيضاً ابن مضاء في رده على النحاة إذ يسوق في مسألةٍ واحدة الكثير من التمارين غير العملية ثم يستنكر ذلك لقلة جدواه وعدم الحاجة إليه ،داعياً إلى إلغاء كل ما لا يفيد نطقاً ، إذ الناس عاجزون عن الحديث باللغة الفصيحة العملية فكيف بهذه المظنونات ؟ . وهذا ما ألح عليه عبد القاهر الجرجاني في أكثر من موضع في دلائل الإعجاز من أنَّ القاعدة النحوية ليست الهدف وإنما دلالتها على المعنى هي الهدف . ويرى الدكتور عبد الله الخثران أن المراد هو " الابتعاد عن التركيز على القواعد مجردة من التطبيق ، لأن إخفاق الطلاب في النحو راجع إلى التجريد في تعاريفه ، وفصله عن حاجات المتعلم الماسة ، فلا بد من تجسيد تجريدها بأمثلة حية " . وقد انقسم الباحثون تجاه قضية تطوير وتيسير النحو ثلاثة أقسام : القسم الأول يقول بإلغاء الإعراب وبحذف أبواب النحو التي لا حاجة إليها في نظرهم لكونها لا تستخدم ، والقسم الثاني يرى أن النحو مقدس ويرفض كل ما يتصل بالتطوير ، والقسم الثالث لا يرى بأساً في اتخاذ أسهل الطرق لتقريب المادة العلمية إلى عقول الطلاب ، ويرون ضرورة تحبيب اللغة إليهم . إننا نرى تمييز ابن خلدون بين الملكة والصناعة بوضوح في النظرية التوليدية التي تحدد الكفاية اللغوية من حيث هي المعرفة الضمنية بقواعد اللغة ،ومن حيث هي قدرة المتكلم على أن يجمع بين الأصوات اللغوية وبين المعاني في تناسق مع قواعد لغته . ومما سبق نستطيع أن ننظر تربوياً إلى محتوى مقررات اللغة نظرة ناقدة لنتجه بألسن الناشئة نحو الملكة السليمة لا نحو الصناعة ، إذ إن كتب النحو ومقرراته أدت إلى ذود الناس عن الإقبال على تعلم اللغة نفسها ، بل والنفرة منها ، وهذا ما أدى إلى وصم اللغة ذاتها بالصعوبة والتعقيد ظناً من العوام أنَّ اللغة هي هذا النحو الممنطق ، وهذا ما حرره ابن خلدون . ج _ أحوال الملكة اللسانية : فسادها ، امتزاجها بغيرها: الملكة اللسانية صفة راسخة في النفس الإنسانية تطرأ عليها عوامل تؤثر فيها، وقد ناقش ابن خلدون هذه العوامل والأحوال بتفصيل ننثر شذراتٍ منه : 1_ فساد الملكة : قال رحمه الله : " ثم فسدت هذه الملكة لمضر بمخالطتهم الأعاجم . وسبب فسادها أن الناشئ من الجيل ، صار يسمع في العبارة عن المقاصد كيفيات أخرى غير الكيفيات التي كانت للعرب ، فيعبر بها عن مقصوده لكثرة المخالطين للعرب من غيرهم ، ويسمع كيفيات العرب أيضاً ، فاختلط عليه الأمر وأخذ من هذه وهذه ، فاستحدث ملكة وكانت ناقصة عن الأولى . وهذا معنى فساد اللسان العربي" . يعرِّف ابن خلدون فساد اللسان العربي بأنه تحول يصيب الملكة بسبب تعرض متكلميها إلى أساليب كلامية مغايرة ، فالملكة تفسد شيئاً فشيئاً بتعرض المتكلم بها للغات أخر ، جيلاً فجيلاً ، ومع توسع النطاق المكاني لمتكلميها ، ومحاولة غير المتحدثين بها اكتسابها ، وذلك عن طريق العامل الجوهري (السماع) حيث وصفه ابن خلدون بأنه " أبو الملكات اللسانية " . 2 _ امتزاج الملكات : إنَّ هذا التعرض للأساليب الكلامية المغايرة، أدى مع الوقت إلى البعد عن الملكة اللسانية الأساسية ، وأدى إلى امتزاج ملكتين أو أكثر مكونةً ملكة جديدة ، وبقدر مشابهة الملكة الجديدة للملكة الدخيلة يكون ابتعاد ملكة المتكلم عن ملكته الأم . لقد فقد النشء الصراط القويم للملكة الصحيحة ، إذا تشابهت السبل واختلطت ، لذا نلحظ نشوء لغات شبابية متداولة أسموا بعضها بالـ(عربيزي) ، تبدو كما يقول حافظ إبراهيم : فجاءت كثوبٍ ضمَّ سبعين رقعةً مشـــكَّــــلةَ الألـــــوانِ مختلفاتِ فتبرز حاجتنا والوضع كهذا إلى صياغة واقع اللغة من جديد ، وصياغة ارتباط النشء به بشكلٍ تخدمه تطلعاتهم وتقنيات فتنوا بها . د_ الحدس اللغوي : بعد أن ناقش العلامة نظريته في الملكة اللسانية وأحوالها ، انتقل إلى أن يبشر بنتيجة رسوخ هذه الملكة وهي تكوّن ما يمكن تسميته بـ(المصفاة اللغوية) التي يكون متكلم اللغة قادراً من خلالها على التمييز بين الكلام الصحيح الجاري على سنن كلام متحدثي اللغة وبين ما خالف الصواب ، وذلك نظراً لتمكنه من هذه اللغة حتى أصبح كأحد متحدثيها الأصليين إن لم يكن منهم فعلاً . يقول ابن خلدون : " وإذا عرض عليه الكلام حائداً عن أسلوب العرب وبلاغتهم في نظم كلامهم أعرض عنه ومجه . وعلم أنه ليس من كلام العرب الذي مارس كلامهم . وإنما يعجز عن الاحتجاج بذلك ، كما تصنع أهل القوانين النحوية والبيانية ، فإن ذلك استدلال بما حصل من القوانين المفادة بالاستقراء . وهذا أمر وجداني حاصل بممارسة كلام العرب ، حتى يصير كواحد منهم " . إنَّ هذه النتيجة التي يصل إليها صاحب الملكة اللسانية أسماها ابن خلدون (الذوق) ، فتذوق الطعام للمتمرس بالطهي يمكنه من التمييز بين الطعام المنزلي والطعام الجاهز بلا مقاييس قانونية وإن اشتبه على غيره ، فكأنَّ صاحب الملكة قد نشأت لديه حساسية نفسية أو حدس لغوي ناجم عن معرفته الضمنية بقوانين اللغة يمكنه من الحكم على جملة ما إن كانت من جمل لغته الصحيحة أم لا ، وهذه الملكة قد اكتسبها بصورة طبيعية تلقائية من بيئته التي ترعرع فيها ، بينما يمكن للنحاة الحكم على جملة ما بالصواب أو الخطأ بواسطة معرفتهم المباشرة بالقوانين التي استقرؤوها عبر دراستهم للغة . " وإن سمع تركيباً غير جارٍ على ذلك المنحى مجه ونبا عنه سمعه بأدنى فكر بل بغير فكر ، إلا بما استفاده من حصول هذه الملكة " . وإلى ذلك يعود استنكار كثير من البداة الأعراب في عصور الاحتجاج اللغوي لواقع اللسان العربي وفساده في الأمصار ، إذ يحكمون على لسان الحضر بالفساد اعتماداً على ملكتهم اللسانية ذات المعرفة الضمنية بالقواعد . وموازاة لذلك ترفض النظرية الألسنية التوليدية والتحويلية اعتماد الاستقراء كمنهجية وحيدة في البحث الألسني ، كما يحصل في إطار المذاهب السلوكية ، كما ترفض أن تقتصر على السلوك الكلامي ، بل تعتمد منهجية استقرائية _ استنباطية تضع في ضوئها أنموذجاً متكاملاً لتنظيم القواعد الكامن ضمن الكفاية اللغوية . وأرى أنَّ هذا الحدس اللغوي الذي يصل إليه المتكلم يفيد في بث الثقة في جدوى تعلم اللغة بأسلوب المحاكاة ، كما يفيد في صنع المقاييس والمسابقات اللغوية المنوعة، دون وجود حاجز العجز اللغوي المنطلق من الجهل بالقوانين النظرية . الموضوعالأصلي : الملكة اللسانية عند ابن خلدون // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |