‌أ)ردود الفعل على النزاع

تم تقسيم ردود الفعل الشخصية في التعامل مع النزاع إلى خمسة أساليب وهي:


1- التنافس (competition) حيث يصر أحد الأطراف على حقه المزعوم، ساعياً إلى تحقيق مكاسب لاهتماماته على حساب اهتمامات الطرف الآخر. هذا النموذج يتسم بالقوة حيث يستخدم أحد الأطراف كل أنواع القوة التي تبدو مناسبة له لكي يكسب التنافس.


2- التنازل (acceptance) وهو قبول أحد الأطراف بواقع كونه مغلوباً، وهو رد فعل على النقيض من رد الفعل التنافسي وهو يتسم بعدم الإصرار ويتجاهل فيه الأفراد اهتماماتهم لإرضاء اهتمامات الآخرين.


3- التجنب (avoidance) وهو رد فعل لا يتسم بالإصرار على الحق أو حتى بالتعاون، ولا يسعى الفرد فيه لتحقيق اهتماماته فوراً أو لا يعترف أصلاً بوجود النزاع. هذا الموقف يأخذ شكل التجنب الدبلوماسي للقضية وتأجيلها إلى حين توفر وقت أفضل أو ببساطة الانسحاب من وضع التهديد.


4- التعاون (cooperation) وهو خليط من الإصرار على الحق والتعاون وهو على نقيض التجنب. ويتضمن التعاون محاولة العمل مع شخص آخر لإيجاد حل أو حلول ترضي الطرفين. ويعني التعاون الاجتهاد في القضية لتحديد الاهتمامات الرئيسية لكلا الطرفين وإيجاد البديل الذي يرضي الطرفين.


5- الحل الوسط (compromise) وهو الإصرار على الحق والتعاون والمقصود هنا هو إيجاد حل نفعي يرضي وبشكل جزئي طرفي النزاع. ويقع الحل الوسط في المسافة بين الحل التنافسي والمجاملة وهو يعني تجزيء الخلافات أو تبادل عَمل التنازلات استعداداً لتهيئة الحل أو البحث عن أرضية مشتركة.





‌ب) التقنيات السلمية لحل النزاعات

سوف نستعرض ست وسائل سلمية لحل النزاعات.


1- الحوار (dialogue) هو عملية تواصل تسير في اتجاهين، الأول هو التبليغ والثاني هو الحصول على إجابة.

2- المفاوضات (negotiation) هي عملية حل نزاع يناقش فيها طرفان أو أكثر، وبشكل طوعي خلافاتهم في محاولة للوصول إلى حل أو تفاهم حول اهتماماتهم وحاجاتهم المشتركة ويكون ذلك باستعداد الأطراف لتقديم تنازلات.

3- الوساطة (mediation) هي تدخل طرف ثالث في مفاوضات متعثرة أم نزاع قائم من أجل مساعدة الأطراف للوصول إلى حل أو اتفاق أو تفاهم.

4- التوفيق (conciliation) هي عملية حل نزاع يقوم فيها طرف ثالث بالتدخل ويقترح حلاً آخذاً بعين الاعتيار حاجات الأطراف المتنازعة.

5- التحكيم (arbitration) هي عملية حل نزاع يقوم فيها طرف ثالث خارج النزاع بالتدخل والحكم حسب القوانين ولا يكون التحكيم ملزماً إلا برضى الأطراف المتنازعة.

6- المقاضاة (adjudication) هي عملية حل نزاع يقوم فيها طرف ثالث خارج النزاع بالتدخل والحكم حسب القوانين ويكون الحكم ملزماً للأطراف كافة.





‌ج)الحوار

يعتبر غياب الحوار المؤشر الأول لوجود خلاف بين طرفين أو أكثر، وتكمن الخطوة الأولى في الوسائل السلمية لحل النزاعات، في إعادة الحوار بين الأطراف المتخاصمة. أهم أهداف الحوار هو اكتشاف الحاجات والمصالح التي تقف وراء المواقف المعلنة. ويختلف الحوار عن السجال إذ إن هذا الأخير هو تبادل المواقف المتعارضة.


‌

د)الفرق بين السجال والحوار



السجال

الحوار

افتراض وجود جواب واحد صحيح وأنت تملكه

الافتراض أن لدى العديد أجزاء من الجواب ويمكنهم أن يصنعوا حلاً سوياً

موقف قتالي يحاول المشاركون فيه إثبات عدم صحة رأي الطرف الآخر

موقف تعاوني يعمل من خلاله المشاركون سوياً للوصول إلى فهم مشترك

التركيز على الربح

التركيز على إيجاد أرضية مشتركة

الإصغاء لإيجاد أخطاء للرد بحجج مضادة

الإصغاء لفهم المعنى وإيجاد اتفاقية

الدفاع عن الفرضيات واعتبارها صحيحة

الكشف عن الفرضيات لإعادة التقييم

نقد موقف الطرف الآخر

إعادة فحص جميع المواقف

الدفاع عن رأي أحد المشاركين ضد آراء الآخرين

الاعتراف بأن رأي الآخرين يمكن أن يطوّر رأي أحد المشاركين

البحث عن نقاط الضعف والأخطاء لدى الموقف الآخر

البحث عن نقاط القوة لدى مواقف الآخر وقيمتها

البحث عن خلاصة تثبت موقفك

استكشاف خيارات جديدة



مهارات الحوار

يشمل الحوار حركتين :

·إثبات الذات من خلال التركيز على مشكلاتك وتحمّل المسؤولية والتصريح عن النوايا بشكل واضح.

·دعم الآخر من خلال التوكيد على الكلام وطرح الأسئلة للاستفسار أكثر وإعادة الصياغة.


يثبت الشخص حاجاته واهتماماته وفي الوقت عينه يدعم حاجات واهتمامات الآخرين. يكمن التحدي في فعل الحركتين معاً لأن التوازن بينهما يضمن نجاح الحوار.





‌ه) معوقات الحوار

قد يعترض تقنية الحوار بعض المعوقات التي غالباً ما تكون هي السبب في إفشاله. أهم هذه العوائق :


1- اللغة المقولبة (stereotype) أو المواقف المعلّبة الجاهزة وكأنها آيات منزلة ممنوع المس بها أو حتى إعادة صياغتها.

2- الأحكام المسبقة (prejudgments) بأن الحوار لن يصل إلى نتيجة مثلاً.

3- التعميم الخاطئ (generalization) بأن كل المشاكل متشابهة أو بأن كل أفراد الجماعة هم نسخة طبق الأصل.

4- اعتبار أن الطرف الآخر هو عدو وأن الربح لي هو خسارة له.

5- المزايدة (في الوطنية مثلاً) والتقليل من دور الآخر

6- النضال حصراً لتأمين المكاسب للجماع دون اعتبار أن الربح يجب أن يكون لكل الأطراف.

7- التصلّب في المواقف بهدف المكابرة أمام الرأي العام واستقطاب الجماهير.

8- تسلّط الانفعال والعاطفة على مسار الحوار وعدم قدرة المتحاورين على فصل العاطفة عن المنطق تجاه الشخص والمشكلة.

9- استهداف الشخص المحاور بذاته وتعريضه للإهانات الشخصية وعدم قدرة المتحاورين على فصل الشخص عن المشكلة.

10-نقل السجال إلى طاولة الحوار أي الاكتفاء بتبادل المواقف المتعارضة بدل البحث عن حلول تلبي حاجات الأفرقاء المتنازعين أي عدم إلمام المتحاورين بفصل الموقف عن الحاجة.