جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: المقالات والمواضيع :: الأدبِ والنّقدِ وسِيَرِ الشّعراءِ واللغةِ العربيةِ مِن دروسِ النّحوِ والبَلاغةِ والصّرفِ والعَروضِ |
الأحد 19 أبريل - 13:18:53 | المشاركة رقم: | |||||||
جوهري
| موضوع: معلقة الحارث بن حلزة معلقة الحارث بن حلزة هو الحارث بن ظليم بن حلزّة اليشكري ، من عظماء قبيلة بكر بن وائل ، كان شديد الفخر بقومه حتى ضرب به المثل فقيل : أفخر من الحارث بن حلزة ، ولم يبق لنا من أخباره إلا ما كان من أمر الاحتكام إلى عمرو بن هند سنة ( 554 ـ 569 ) لأجل حل الخلاف الذي وقع بين القبيلتين بكر و تغلب توفي سنة 580 للميلاد أي في أواخر القرن السادس الميلادي على وجه التقريب . أنشد الشاعر هذه المعلقة في حضرة الملك عمرو بن هند رداً على عمرو بن كلثوم و قيل أنه قد أعدّها و روّاها جماعة من قومه لينشدوها نيابة عنه لأنه كان برص و كره أن ينشدها من وراء سبعة ستور ثم يغسل أثره بالماء كما كان يفعل بسائر البرص ثم عدل عن رأيه و قام بإنشادها بين يدي الملك و بنفس الشروط السابقة فلما سمعها الملك و قد وقعت في نفسه موقعاً حسناً أمر برفع الستور و أدناه منه و أطمعه في جفنته و منع أن يغسل أثره بالماء ... كان الباعث الأساسي لإنشاد المعلقة دفاع الشاعر عن قومه و تفنيد أقوال خصمه عمرو بن كلثوم ـ تقع المعلقة في ( 85 ) خمس و ثمانين بيتاً نظمت بين عامي ( 554 و 569 ) . شرحها الزوزني ـ و طبعت في اكسفورد عام 1820 ثم في بونا سنة 1827 و ترجمت إلى اللاتينية و الفرنسية و هي همزية على البحر الخفيف . تقسم المعلقة إلى : 1 ـ مقدمة : فيها وقوف بالديار ـ و بكاء على الأحبة و وصف للناقة ( 1 ـ 14( 2 ـ المضمون : تكذيب أقوال التغلبيين من ( 15 ـ 20 ) عدم اكتراث الشاعر و قومه بالوشايات ( 21 ـ 31 ) مفاخر البكريين ( 32 ـ 39 ) مخازي التغلبيين و نقضهم للسلم ( 40 ـ 55 ) استمالة الملك ـ ذكر العداوة ( 59 ـ 64 ) مدح الملك ( 65 ـ 68 ) خدما البكريين للملك ( 69 ـ 83 ( القرابة بينهم وبين الملك ( 84 ـ 85 ( . قيمة المعلقة : هي نموذج للفن الرفيع في الخطابة و الشعر الملحمي و فيها قيمة أدبية و تاريخية كبيرة تتجلى فيها قوة الفكر عند الشاعر و نفاذ الحجة كما أنها تحوي القصص و ألواناً من التشبيه الحسّي كتصوير الأصوات و الاستعداد للحرب و فيها من الرزانة ما يجعلها أفضل مثال للشعر السياسي و الخطابي في ذلك العصر . و في الجملة جمعت المعلَّقة العقل و التاريخ و الشعر و الخطابة ما لم يجتمع في قصيدة جاهلية أخرى والآن تفضلوا نص المعلقة كاملاً مع الشرح لعيونكم : 1- آذَنَتْنا ببَيْنهِا أَسْمَاءُ = ربَّ ثَاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ اُلْثَّوَاءُ الشرح : الإيذان : الإعلام ، البين : الفراق ، الثواء والثوي : الإقامة ، والفعل ثوى يثوي يقول : أعلمتنا أسماء بمفارقتها إيانا ، أي بعزمها على فراقنا , ثم قال : رب مقيم تمل إقامته ولم تكن أسماء منهم ، يريد أنها وإن طالت إقامتها لم أمللها ، والتقدير : رب ثاو يمل من ثوائه . 2- بَعْدَ عَهْدٍ لَنَا بِبُرْقَةِ شَمّا = ءَ فَأَدْنَى دِيَارِهَا اٌلْخَلْصاءُ الشرح : العهد : اللقاء ، والفعل عهد يعهد يقول : عزمت على فراقنا بعد أن لقيتها ببرقة شماء وخلصاء التي هي أقرب ديارها إلينا . 3- فَالُمحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْنا = قُ فِتَاقٍ فَعادِبٌ فَالْوَفَاءُ 4- فَرِياضُ اُلْقَطَا فأوْدِيَةُ الشُّرْ = بُبِ فالشُّعْبَتَانِ فالأَبْلاءُ الشرح (3-4): هذه كلها مواضع عهدها بها يقول : وقد عزمت على مفارقتنا بعد طول العهد . 5- لا أرى مَنْ عَهِدْتُ فيهَا فأبكي اٌلْـ = ـيَوْمَ دَلْهاً وَمَا يُحِيرُ اُلْبُكَاء الشرح : الاحارة : الرد من قولهم : حار الشيء يحور حورا ، أي رجع ، وأحرته أنا أي رجعته فرددته يقول : لا أرى في هذه المواضع من عهدت فيها ، يريد أسماء ، فأنا أبكي اليوم ذاهب العقل وأي شيء رد البكاء على صاحبه ؟ وهذا استفهام يتضمن الجحود ، أي لا يرد البكاء على صاحبه فائتا ولا يجدي عليه شيئا .. تحرير المعنى: لما خلت هذه المواضع منها بكيت جزعا لفراقها مع علمي بأنه لا طائل في البكاء ، الدله : ذهاب العقل ، والندليه إزالته . 6- وَبِعَيْنَيْكَ أَوْقَدَتْ هِنْدٌ اُلْنَّا = رَ أَخِيراً تُلْوِي بِها اُلْعَلْيَاءُ الشرح : ألوى بالشيئ : أشار به . العلياء : البقعة العالية يخاطب نفسه ويقول : وإنما أوقدت هند النار بمرآك ومنظر منك ، وكأن البقعة العالية التي أوقدتها عليها كانت تشير إليك بها .. يريد أنها ظهرت لك أتم ظهور فرأيتها أتم رؤية . 7- فَتَنَوَّرْتُ نَارَهَا مِنْ بَعيدٍ = بِخَزَازَى هَيْهاتَ منْكَ الصَّلاءُ الشرح : التنور : النظر إلى النار ، خزازى : بقعة بعينها ، هيهات : بعد الأمر جدا ، الصلاء : مصدر صلى النار ، وصلي بالنار يصلى صلى ويصلا إذا احترق بها أو ناله حرها يقول : ولقد نظرت إلى نار هند بهذه البقعة على بعد بيني وبينها لأصلاها ، ثم قال : بعد منك الاصطلاء بها جدا ، أي أردت أن آتيها فعاقتني العوائق من الحروب وغيرها . 8- أوْقَدَتْها بَينَ اُلْعَقِيقِ فَشَخْصَيْـ = نِ بِعُودٍ كما يَلُوحُ الضٍّيَاءُ الشرح : يقول : أوقدت هند تلك النار بين هذين الموضعين بعود فلاحت كما يلوح الضياء . 9- غَيْرَ أَنّي قَدْ أَسْتَعِينُ على اٌلَهْمٍّ = إذا خَفَّ بالثَّوِيٍّ النٍّجاءُ الشرح : غير أني : يريد لكني ، انتقل من النسيب إلى ذكر حاله في طلب المجد ، الثوي والثاوي : المقيم ، النجاء : الاسراع في السير ، والباء للتعدية يقول : ولكني أستعين على إمضاء همي وقضاء أمري إذا أسرع المقيم في السير لعظيم الخطب وفظاعة الخوف . 10- بِزَفُوفٍ كَأُنَّهَا هقْلَةٌ أُمُّ = رئَالٍ دوِّيَّةٌ سَقْفاءُ الشرح : الزفيف : إسراع النعامة في سيرها ثم يستعار لسير غيرها ، والفعل زف يزف ، والنعت زاف ، والزفوف مبالغة ، الهقلة : النعامة ، والظليم هقل ، الزأل : ولد النعامة ، والجمع : رئال ، الدوية منسوبة إلى الدو وهي المفازة ، سقف : طول مع انحناء ، والنعت أسقف يقول : أستعين على إمضاء همي وقضاء أمري عند صعوبة الخطب وشدته بناقة مسرعة في سيرها كأنها في إسراعها في السير نعامة لها أولاد طويلة منحنية لا تفارق المفاوز . 11- آنَسَتْ نَبْأَةَ وَأفزَعَها الْقُـ = ـّناصُ عَصْراً وقَدْدَنَا الإِمْساءُ الشرح : النبأة : الصوت الخفي يسمعه الانسان أو يتخيله ، القناص : جمع قانص وهو الصائد ، الإفزاع : الاخافة ، العصر : العشي يقول : أحست هذه النعامة بصوت الصيادين فأخافها ذلك عشيا وقد دنا دخولها في المساء . لما شبه ناقته بالنعامة وسيرها بسيرها - بالغ في وصف النعامة بالاسراع في السير بأنها تؤوب إلى أولادها مع إحساسها بالصيادين وقرب المساء ، فإن هذه الأسباب تزيدها إسراعا في سيرها . 12- فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْعِ وَالْوَ = قْعِ مَنِيناً كأَنَّهُ إِهْبَاءُ الشرح : المنين : الغبار الرقيق ، الأهباء : جمع هباء ، والإهباء إثارته يقول : فترى أنت أيها المخاطب خلف هذه الناقة من رجعها قوائمها وضربها بالأرض بها غبارا رقيقا كأنه هباء منبث ، وجعله رقيقا إشارة إلى غاية إسراعها . 13- وَطِراقاً مِنْ خَلْفِهِنَّ طِراقٌ = سَاقِطَاتٌ أَلْوَتْ بها الصَّحْراءُ الشرح : الطراق : يريد بها أطباق نعلها ، ألوى بالشيء : أفناه وأبطله وألوى بالشيء أشار به يقول : وترى خلفها أطباق نعلها في أماكن مختلفة قد قطعها وأبطلها قطع الصحراء ووطؤها . 14- أَتَلَهَّى بها الَهوَاجِرَ إِذْ كُلَّ ابْـ = ـنِ هَمٍّ بَلِيَّةٌ عَمْياءُ الشرح : يقول : أتلعب بالناقة في أشد ما يكون الحر إذا تحير صاحب كل هم مثل تحير الناقة البلية العمياء يقول : أركبها وأقتحم بها لفح الهواجر إذا تحير غيري في أمره ، يريد أنه لا يعوقه الحر عن مرامه . 15- وَأَتَانَا مِنَ الْحَوَادِثِ وَالأَنْبَا = ءٍ خَطْبٌ نُعْنَى بِهِ وَنسَاءُ الشرح : يقول : ولقد أتانا من الحوادث والأخبار أمر عظيم نحن معنيون محزونون لأجله ، عني الرجل بالشيء يعنى به فهو معني به ، وعني يعنى إذا كان ذا عناء به ، وسؤت الرجل سوءا ومساءة وسوائية : أحزنته . 16- إِنَّ إِخْوَانَنَا الأَرَاقِمَ يَغْلُو = نً عَلَيْنا، في قِيلِهِمْ إِحْفاَءُ الشرح : الأراقم : بطون من تغلب ، سموا بها لأن امرأة شبهت عيون آبائهم بعيون الأراقم ، الغلو : مجاوزة الحد ، الإلحاح . ثم فسر ذلك الخطب فقال : هو تعدي إخواننا من الأراقم علينا وغلوهم في عدوانهم علينا في مقالتهم . 17- يَخْلِطُونَ الْبَرِيءَ مِنَّا بذِي الذَّنْـ = ـبِ وَلا يَنْفَعُ الْخَليَّ الْخَلاءُ الشرح : يريد بالخلي : البريء الخالي من الذنب يقول : هم يخلطون براءنا بمذنبينا فلا تنفع البريء براءة ساحته من الذنب . 18- زَعَمَوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ الْعَيْـ = ـرَ مُوَالٍ لَنَا وَأَنَّا الْوَلاءُ الشرح : العير في البيت يفسر : بالسيد ، والحمار ، والوتد ، والقذى ، وجبل بعينه . قوله : وأنا الولاء ، أي أصحاب ولائهم ، فحذف المضاف ، ثم إن فسر العير بالسيد كان تحرير المعنى : زعم الأراقم أن كل من يرضى بقتل كليب وائل بنو أعمامنا وأنا أصحاب ولائهم تلحقنا جرائرهم ، وإن فسر بالحمار كان المعنى : أنهم زعموا أن كل من صاد حمر الوحش موالينا أي ألزموا العامة جناية الخاصة ، وإن فسر بالوتد كان المعنى : زعموا أن كل من ضرب الخيام وطنبها بأوتاد موالينا ، أي ألزموا العرب جناية بعضنا ، وإن فسر بالقذى كان المعنى : زعموا أن كل من صار الى هذا الجبل موال لنا . وتفسير آخر البيت في جميع الأقوال على نمط واحد . 19- أجْمَعُوا أمْرَهُمْ عِشَاءَ فلَمَّا = أَصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لُهمْ ضَوْضَاءُ الشرح : الضوضاء : الجلبة والصياح ، إجماع الأمر : عقد القلب وتوطين النفس عليه . يقول : أطبقوا على أمرهم من قتالنا وجدالنا عشاء فلما أصبحوا أجلبوا وصاحوا . 20- مِنْ مُنادٍ وَمِنْ مُجِيبٍ وَمِنْ تَصْـ = ـهالِ خَيْلٍ خِلالَ ذاكَ رُغَاءُ الشرح : التصهال ، كالصهيل ، وتفعال لا يكون إلا مصدرا وتفعال لا يكون إلا إسما يقول : اختلطت أصوات الداعين والمجيبين والخيل والإبل ، يريد بذلك تجمعهم وتأهبهم . 21- أَيُّهَا النَّاطِقُ الُمرَقِّشُ عَنَّا = عِنْدَ عَمْرٍو وَهَلْ لِذَاكَ بَقَاءُ الشرح : يقول : أيها الناطق عند الملك الذي يبلغ عنا الملك ما يريبه ويشككه في محبتنا إياه ودخولنا تحت طاعته وانقيادنا لحبل سياسته .. هل لذلك التبليغ بقاء ؟ وهذا استفهام معناه النفى ، أي لا بقاء لذلك ، لأن الملك يبحث عنه فيعلم أن ذلك من الأكاذيب الخترعة والأباطيل المبتدعة وتحرير المعنى : أنه يقول : أيها المخرب ما بيننا وبين الملك بتبليغك اياه عنا ما يكرهه ، لا بقاء لما أنت عليه الأن .. بحث الملك عنه يعرفه أنه كذب محض . 22-لا تَخَلْنَا على غَرَاتِكَ إنَّا = قَبْلُ ما قَدْ وَشَى بِنَا الأعْدَاءُ الشرح : الغراة : اسم بمعنى الإغراء . يخاطب من يسمي بهم من بنى تغلب الى عمرو بن هند ملك العرب يقول : لا تظننا متذللين متخاشعين لإغرائك الملك بنا فقد وشى بنا أعداؤنا الى الملوك قبلك ، وتحرير المعنى:ان اغراءك الملك لا يقدح في أمرنا كما لم يقدح اغراء غيرك فيه.قوله على غراتك ، أي على امتداد غرأتك ، والمفعول الثاني لتخلنا محذوف تقديره : لا تخلنا متخاشعين،وما أشبه ذلك . 23- فَبَقِينا على الشَّنَاءَةِ تَنْمِيـ = ـنا حُصُونٌ وَعِزَّةٌ قَعْساءُ الشرح : الشناءة : البغض ، تنمينا : ترفعنا يقول : فبقينا على بغض الناس ايانا واغرائهم الملوك بنا نرفع شأننا ونعلي حصونا منيعة وعزة ثابته لا تزول . 24- قَبَلَ ما الْيَوْمِ بَيَّضَتْ بعُيُونِ النـ = ـاسِ فيهَا تَغَيُّظٌ وَإِبَاءُ الشرح : الباء في بعيون زائدة ، أي بيضت عيون الناس ، وتبييض العين : كناية عن الإعماء . وما في قوله : قبل ما ، صلة زائدة يقول : قد أعمت عزتنا قبل يومنا الذي نحن فيه عيون أعدائنا من الناس ، يريد أن الناس يحسدوننا على إباء عزتنا على من كادها وتغيظها على من أرادها بسوء حتى كأنهم عموا عند نظرهم الينا لفرط كراهيتهم ذلك وشدة بغضهم ايانا ، وجعل التغيظ والإباء للعزة مجازا ، وهما عند التحقيق لهم . 25- وَكأَنَّ الَمنُونَ تَرْدِي بنَا أَرْ = عَنَ جوْناً يَنْجَابُ عَنْهُ الْعَماءُ الشرح : الردى : الرمي ، والفعل منه ردي يردى . قوله : بنا ، أي تردينا ، الأرعن : الجبل الذي له رعن ، الجون : الأسود والأبيض جميعا ، والجمع الجون ، والمراد به الأسود في البيت ، الانجياب : الانكشاف والانشقاق ، العماء : السحاب يقول : وكأن الدهر برميه ايانا بمصائبه ونوائبه يرمي جبلا أرعن أسود ينشق عنه السحاب ، أي يحيط به ولا يبلغ أعلاه .. يريد أن الزمامن وطوارق الحدثان لا تؤثر فيهم ولا تقدح في عزهم كما لا تؤثر في مثل هذا الجبل الذي لا يبلغ السحاب أعلاه ، لسموه وعلوه . 26- مُكْفَهِرّاً على الَحوَادِثِ لا تَرْ = تُوهُ للدَّهْرِ مُؤَيَّدٌ صَمَّاءُ الشرح : الاكفهرار : شدة العبوس والقطوب ، الرتو : الشد والإرخاء جميعا ، وهو من الأضداد ، ولكنه في البيت بمعنى الارخاء ، المؤيد : الداهية العظيمة ، مشتقة من الأيد وا لادوهما القوة ، الصماء : الشديدة ، من الصمم الذي هو الشدة والصلابة ، والبيت من صفة الأرعن يقول : يشتد ثباته على انتياب الحوادث ، لا ترخيه ولا تضعفه داهية قوية شديدة من دواهي الدهر . يقول : ونحن مثل هذا الجبل في المنعة والقوة . 27- أَيُّما خُطَّةٍ أَرَدْتُمْ فَأَدُّوهـَ = ـا إِلَيْنَا تُشْفَى بها الأمْلاءُ الشرح : الخطة : الامر العظيم الذي يحتاج الى مخلص منه ، أدوها : فوضوها ، الأملاء : الجماعات من الاشراف ، الواحد ملأ ، لأنهم يملأون القلوب والعيون جلالة والعيون جلالة وجمالا يقول : فوضوا الى آرائنا كل خصومة أردتم تشفي بها جماعات الأشراف والرؤساء بالتخلص منها اذ لا يجدون عنها مخلصا ، يريد أهم أولو رأي وحزم يشفى به ويسهل عليهم ما يتعذر على غيرهم من الأشراف في فصل الخصومات والقضاء في المشكلات في رواية أخرى : تسعى ، وفي رواية التبريزي : تمشي ، والشروح مختلفة عما هي عليه هنا . 28- إِنْ نَبَشْتُمْ ما بَيْنَ مِلْحَةَ فَالصَّا = قِبِ فِيهِ الأَمْوَاتُ وَالأحْياءُ الشرح : يقول أن بحثتم عن الحروب التي كانت بيننا وبين هذين الموضعين وجدتم قتلى لم يثأر بها وقتلى ثئر بها ، فسمى الذين لم يثأر بهم أمواتا ، والذين ثئر بهم أحياء لأنهم لما قتل بهم من أعدائهم كأنهم عادوا أحياء اذ لم تذهب دماؤهم هدرا ، أي أنهم ثاروا بقتلاهم وتغلب لم تثأر بقتلاها . 29- أَوْ نَقَشْتُمْ فالنَّقْشُ يجْشَمُهُ النَّا = سُ وَفِيهِ الإِسْقَامُ وَالإِبْرَاءُ الشرح : الإسقام : مصدر، والأسقام جمع سقم ، الابراء : الصدر ، والأبراء جمع برء ، النقش : الاستقصاء ، ومنه قيل لاستخراج الشوك من اليدن نقش . والفعل منه نقش ينقش يقول : فإن استقصيتم في ذكر ما جرى بيننا من جدال وقتال فهو شئ قد يتكلفه الناس ويتبين فيه المذنب من البريء ، كنى بالسقم عن الذنب وبالبراءة عن براءة الساحة ، يريد أن الاستقصاء فيما ذكر من شأنه يبين برائتنا من الذنب والذنب ذنبكم . 30- أَوْسَكَتُّمْ عَنَّا فكُنَّا كَمنْ أَغْـ = ـَمضَ عَيْناً في جَفْنِهَا الأَقذَاءُ الشرح : الأقذاء : جمع القذي ، والقذي جمع قذاة يقول : وان أعرضتم عن ذلك أعرضنا عنكم مع إضمارنا الحقد عليك كمن أغضى الجفون على القذى . 31- أَوْ مَنَعْتُمْ مَا تُسْأَلُونَ فَمنْ حُدِّ = ئْتُمُوهُ لَهْ عَلَيْنَا الْعَلاءُ الشرح : يقول:وان منعتم ما سألنكم من المهادنة والموادعة فمن الذي احدثتم عنه انه عزنا وعلانا ، أي فأي قوم أخبرتم عنهم أنهم فضلونا،أي لا قوم أشرف منا ، فلا نعجز عن مقابلتكم بمثل صنيعكم . 32- هَلْ عَلِمْتُمُ أَيّامَ يُنتَهَبُ الْنا = ئْتُمُوهُ لَهْ عَلَيْنَا الْعَلاءُ الشرح : الغوار:المغاورة ، العواء : صوت الذئب ونحون ، وهو هنا مستعار للضجيج والصياح يقول : علمتم غنائنا في الحروب وحمايتنا أيام اغارة الناس بعضهم على بعض وضجيجهم وصياحهم مما ألم بهم من الغارات. وهي في البيت بمعنى قد ، لأنه يحتج عليهم بما علمون ، الانتهاب : الاغارة . 33- إِذْ رَفَعْنَا الجِمالَ مِنْ سَعَفِ البَحْـ = ـرَينِ سَيْراً حتَّى نَهاهَا الحِساءُ الشرح : السعف : أغصان النخلة ، والواحدة سعفة . قوله : سيرا ، أي فسارت سيرا ، فحذف الفعل لدلالة المصدر عليه ، موضع بعينه يقول : حين رفعنا جمالنا على أشد السير حتى سارت من البحرين سيرا شديدا الى أن بلغت هذا الموضع الذي يعرف بالحساء ، أي طوينا ما بين هذين الموضعين سيرا واغارة على القبائل فلم يكفينا شيء عن مرامنا حتى انتهينا الى الأحساء . 34- ثم مِلْنا على تَميمٍ فأَحرَمْـ = ـنا وَفِينا بَنَاتُ قَوْمِ إِمَاءُ الشرح : أحرمن أي دخلنا في الشهر الحرام يقول : ثم ملنا من الاحساء فأغرنا على بني تميم ، ثم دخل الشهر الحرام وعندنا سبايا القبائل قد استخدمناهن ، فبنات الذي أغرنا عليهم كن إماء لنا . 35- لا يُقيمُ الْعزِيزُ بالبَلَدِ السَّهْـ = ـلِ وَلا يَنْفَعُ الذَّلِيلَ النَّجَاءُ الشرح : النجاء ، ممدودا ومقصورا : الاسراع في السير يقول : وحين كان الأحياء الأعزة يتحصنون بالجبال ولا يقيمون بالبلاد السهلة والأذلاء كان لا ينفعهم اسراعهم في الفرار ، يريد أن الشر كان شاملا عاما لم يسلم منه العزيز ولا الذليل . 36لَيْسَ يُنْجِي الّذِي يُوَائِلُ مِنا = رَأُسُ طَوْدٍ وَحَرًَّةٌ رَجْلاءُ الشرح : وأل وواءل : هرب وفزع ، الرجلاء : الغليظة الشديدة يقول : لم ينج الهارب منا بفضل تحصنه بالجبل ولا بالحرة الغليظة الشديدة . 37- فَملَكْنا بذلكَ النّاس حتّى = مَلَكَ المنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماءُ 38- مَلِكٌ أَضْرَعَ الْبَرِيَّةَ لا يُو = جَدُ فِيها لِما لَدَيْهِ كِفَاءُ الشرح (37-38) : أضرع : ذلل وقهر ، ومنه قولهم في المثل : الحمى أضرعتني لك ، الكفاءة والمكافأة : المساواة يقول : هو ملك ذلل وقهر الخلق فما يوجد فيهم من يساويه في معاليه والكفاءة بمعنى المكافئ ن فالمصدر موضع اسم الفاعل . 39- فاْترُكوا الطَّيْخَ والتعاشِي وَإِمَّا = تَتَعَاشَوْا فَفي التَّعاشِي الدَّاءُ الشرح : الطيخ : التكبر ، العاشي : التعامي ، وهما تكلف العشى والعمى ممن ليس به عشى وعمى وكذلك التفاعل اذا كان بمعنى التكلف يقول : فاتركوا التكبر وإظهار التجبر والجهل وان لزمتم ذلك ففيه الداء ، يعني أفضى بكم ذلك الى شر عظيم . 40- وَاذكُرُوا حِلْفَ ذي الَمجازِ وما قدِّ = مَ فيهِ الْعُهُودُ وَالْكُفَلاءُ الشرح : ذو المجاز : موضع جمع به عمرو ابن هند بكرا وتغلب وأصلح بينهما واخذ الوثائق والرهون يقول : واذكروا العهد الذي كان منا بهذا الموضع وتقديم الكفلاء فيه . 41- حَذَرَ الَجوْرِ وَالْتَّعَدِّي وَهَلْ يَنْـ = ـقُضُ ما في الَمَهارِقِ الأَهوَاءُ الشرح : المهارق : جمع المهرق ، وهو فارسي معرب ، يأخذون الخرقة ويطلونها بشيء ثم يصقلونها ثم يكتبون عليها شيئا ، والمهرق : معرب مهركرد يقول : وانما تعاقدنا هناك حذر الجور والتعدي من احدى القبيلتين فلا ينقض ما كتب في المهارق الأهواء الباطلة ، يريد أن ما كتب في العهود لا تبطله أهواؤكم الضالة . 42- وَاعْلَمُوا أَنَّنا وَإِيَّاكُمْ فِيـ = ـمَا اشْتَرَطْنا يَوْمَ اخْتَلَفْنا سَوَاءُ الشرح : واعلموا أننا واياكم في تلك الشرائط التي أوثقناها يوم تعاقدنا مستوون . 43- عَنَناً باطِلاً وَظُلْماً كما تُعْـ = ـتَرُ عَنْ حُجْرَةِ الرَّبيضِ الْظِّباءُ الشرح : العنن : الاعتراض والفعل عن يعن ، العتر : ذبح العتيرة ، وهي ذبيحة كانت تذبح للاصنام في رجب ، الحجرة : الناحية ، والجمع الحجرات وقد كان الرجل ينذر إن بلغ الله غنمه مائة ذبح منها واحدة للاصنام ثم ربما ضنت نفسه بها فأخذ ظبيا وذبحه مكان الشاة الواجبة عليه يقول : ألزمتمونا ذنب غيرنا باطلا كما يذبح الظبي لحق وجب في الغنم . 44- أَعَلَيْنا جُناحُ كِنْدَةَ أَنْ يَغْـ = ـنَمَ غازِيهِمُ وَمِنَّا الجَزَاءُ الشرح : الجناح . الأثم يقول : أعلينا ذنب كندة أن يغنم غانمهم منكم ومنا يكون جزاء ذلك ؟ يوبخهم ويعيرهم أن كندة غزتهم فغنمت منهم وقومه لا يلزمهم جزاء ذلك . 45- أَمْ عَلَيْنا جَرَّى إِيَادٍ كما نِيـ = ـطَ بِجَوْزِ الُمحَمَّلِ الأَعبَاءُ الشرح : الجراء والجري ، بالمد والقصر : الجناية ، النوط : التعليق ، الجوز الوسط ، والجمع الأجواز ، العبء : الثقل يقول : أم علينا جناية إياد ؟ ثم قال : الزمتمونا ذلك كما تعلق الأثقال على وسط البعير المحمل . 46-أَمْ عَلَيْنا جَرَّى قُضاعَةَ أَمْ لَيْـ = ـسَ عَلَيْنا فيما جَنَوْا أَنْدَاءُ الشرح : يقول : أم علينا جناية قضاعة ؟ بل ليس علينا في جنايتهم ندى أي لا تلحقنا ولا تلزمنا تلك الجناية . 47- أَمْ جَنَايَا بَني عَتيقٍ فَإنَّا = مِنْكُمُ إِنْ غَدَرْتُمْ بُرَآءُ الشرح : يقول : أم علينا جنايا بني عتيق ؟ ثم قال : إن نقضتم العهد فإنا براء منك . 48- وَثَماُنون مِنْ تَمِيمٍ بِأَيْدِيـ = ـهِمْ رِمَاحٌ صُدُورُهُنَّ الْقَضاءُ الشرح : القضاء : القتل يقول : وغزاكم ثمانون من تميم بأيديهم رماح أسنتها القتل ، أي القاتلة وصدر كل شيء : أوله . 49- ثمَّ جَاؤوا يَسْتَرْجعُونَ فَلَمْ تَرْ = جِعْ لَهُمْ شَامَةٌ وَلا زَهْرَاءُ الشرح : يقول : ثم جاؤوا يسترجعون الغنائم فلم ترد عليهم شاة زهراء ، أي بيضاء ، ولا ذات شامة ، هذه الأبيات كلها تعيير لهم وإبانة عن تعديهم وطلبهم المحال لأن مؤاخذة الإنسان بذنب غيره ظلم صراح . 50- لَيْسَ مِنَّا الُمَضَّربُونَ وضلا قَيْـ = ـسٌ وَلا جَنْدَلٌ وَلا الحَذَّاءُ الشرح : يقول : هؤلاء المضربون ليسوا منا ، عيرهم بأنهم منهم . 51- تَرَكُوهُمْ مُلَحَّبِينَ وآبُوا = بِنهَابٍ يَصُمُّ مِنْها الحُدَاءُ الشرح : التلحيب : التقطيع ، الأوب والإياب : الرجوع يقول : تركت بني تميم هؤلاء القوم مقطعين بالسيوف وقد رجعوا إلى بلادهم مع غنائم يصم حداء حداتها آذان السامعين ، أشار بذلك إلى كثرتها . 52- أمْ عَلَيْنا جَرَّى حَنيفَةَ أَمْ مَا = جَمَّعَتْ مِنْ مُحارِبٍ غَبْرَاءُ الشرح : يقول : أم علينا جناية بني حنيفة أم جناية ما جمعت الأرض أو السنة الغبراء من محارب . 53- لَمْ يُحِلوا بَني رِزَاحٍ بِبَرْقَا = ءِ نِطاعٍ لَهُمْ عَلَيْهمْ دُعَاءُ الشرح : أحللته : جعلته حلالا يقول : ما أحل قومنا محارم هؤلاء القوم وما كان منهم دعاء على قومنا يعريهم بأنهم أحلوا محارم هؤلاء القوم بهذا الموضع فدعوا عليهم . 54- ثُمَّ فَاؤوا مِنْهُمْ بِقَاصَمةِ الظَّهْـ = ـرِ وَلا يَبْرُدُ الْغَلِيلَ الَماءُ الشرح : الفيء : الرجوع ، والفعل فاء يفيئ يقول : ثم انصرفوا منهم بداهية قصمت ظهورهم ، وغليل الجوف لا يسكنه شرب الماء لأنه حرارة الحقد لا حرارة العطش ، يريد أنهم فاؤوا وقتلوا ولم يثأروا بقتلاهم . 55- مَا أَصَابُوا مِنْ تَغْلِبِّي فَمطُلو = لٌ عَلَيْهِ إِذا أُصِيب الْعَفَاءُ الشرح : طل دمع وأطل : أهدر ، العفاء : الدروس ، وهو أيضا التراب الذي يغطي الأثر يقول : ما قتلوا من بني تغلب أهدرت دماؤهم حتى كأنهم غطيت بالتراب ودرست ، يريد أن دماء بني تغلب تهدر ودماءهم تهدر بل يدركون ثأرهم . 56-كَتَكاليفِ قَوْمِنا إِذْ غَزَا الُمْنـ = ـذِ رُهَلْ نَحْنُ لاْ بنِ هِندٍ رِعَاءُ الشرح :التكاليف : المشاق والشدائد يقول : هل قاسيتم من الشاق والشدائد ما قاسى قومنا حين غزا منذر أعداءه فحاربهم ؟ وهل كنا رعاء لعمرو بن هند كما كنتم رعاءه ؟ ذكر أنهم نصروا الملك حين لم ينصره بنو تغلب وعيرهم بأنهم رعاء الملك وقومه يأنفون من ذلك . 57- إِذْ أَحَلَّ الْعَلْيَاءَ قُبَّةَ مَيْسُو = نَ فَأدْنَى دِيَارِها الْعوصَاءُ الشرح : ميسون : امرأة يقول : وإنما كان هذا حين أنزل الملك قبة هذه المرأة علياء وعوصاء التي هي أقرب ديارها إلى الملك . 58- فَتَأَوَّتْ لَهُ قَرَاضِبَةٌ مِنْ = كُلِّ حَيِّ كَأَنهُمْ أَلْقَاءُ الشرح : القرضوب والقرضاب : اللص الخبيث ، والجمع القارضبة ، التأوي : التجمع ، الألقاء لقوة وهي العقاب يقول : تجمعت له لصوص خبثاء كأنهم عقبان لقوتهم وشجاعتهم . 59- فَهدَاهُمْ بالأَسْوَدَيْن وَأَمْرُ اللّـ = ـهِ بِلْغٌ تَشْقَى بِهِ الأَشْقيَاءُ الشرح : الاسودان : الماء والتمر ، هداهم أي تقدمهم يقول : وكان يتقدمهم ومعه زادهم من الماء والتمر ، وقد يكون هدى بمعنى قاد ، والمعنى : فقاد هذا العسكر وزادهم التمر والماء ، ثم قال : وأمر الله بالغ مبالغة يشقى به الأشقياء في حكمه وقضائه . 60- إذْ تَمَّنوْنَهُمْ غُرُوراً فَسَاقَتْـ = ـهُمْ إِلَيْكُمْ أُمْنِيَّة أَشْراءُ الشرح : الأشر : البطر ، الأشراء : البطرة يقول : حين تمنيتم قتالهم إياكم ومصيرهم إليكم اغترارا بشوكتكم وعدتكم فساقتهم إليكم أمنيتكم التي كانت مع البطر . 61- لَمْ يَغُرُّوكُمُ غُرُوراً وَلكِنْ = رَفَعَ الآلُ شَخْصَهُم وَالْضَّحَاءُ الشرح : الآل : ما يرى كالسراب في طرفي النهار ، الضحاء : بعيد الضحى يقول : لم يفاجئوا مفاجأة ولكن أتوكم وأنتم ترونهم خلال السراب حتى كأن السراب يرفع أشخاصهم لكم . 62- أَيُّها الناطِقُ الُمَبلِّغُ عَنا = عندَ عَمْرٍو وَهَلْ لذَاكَ انْتِهَاءُ 63- إِنّ عَمراً لَنا لَدَيْهِ خِلالٌ = غَيْر شَكِّ في كُلِّهنَّ البَلاء الشرح (62-63): يقول : أيها الناطق المبلغ عنا عند عمرو بن هند الملك ألا تنتهي عن تبليغ الأخبار الكاذبة عنا ؟ فلنا عنده أفضال كلها خبرة صادقة . 64- مَلِكٌ مُقْسِطٌ وَأَفْضَلُ مَنْ يَمـْ = ـشي وَمِنْ دُونِ مَا لَدَيْهِ الثَّنَاءُ الشرح : الإقساط : العدل يقول : هو ملك عادل وهو أفضل ماش على الارض ، أي أفضل الناس والثناء قاص عما عنده . 65- إِرَمِيٌّ بِمثْلِهِ جَالَتِ الْخَيْـ = ـلُ وَتَأْبَى لَخصْمِهَا الإِجْلاءُ الشرح : إرم : جد عاد ، وهو عاد بن عوص بن إرم بن سام يقول : هو إرمي من الحسب قديم الشرف بمثله ينبغي أن تجول الخيل وأن تأبي لخصمها أن يجلي صاحبها عن أوطانه ، يريد أن مثله يحمي الحوزة ويذب عن الحريم . 66- مَنْ لَناِ عِندهُ مِنَ الَخْيْرِ آيا = تٌ ثلاثٌ في كِّلهِنَّ الْقَضَاءُ الشرح : يقول : هو الذي لنا عنده ثلاث آيات ، أي ثلاث دلائل من دلائل غنائنا وحسن بلائنا في الحروب والخطوب ، يقضي لنا على خصومنا في كلها،أي يقضي الناس لنا بالفضل على غيرنا فيها . 67- آيَةٌ شَارِقُ الْشَّقِيقَةِ إِذْ جَا = ءَتْ مَعَدٌّ لِكُلِّ حَيِّ لِوَاءٌ الشرح : الشقيقة : أرض صلبة بين رملتين ، والجمع الشقائق ، الشروق : الطلوع والإضاءة يقول : إحداها شارق الشقيقة حين جاءت معد بألوبتها وراياتها . وأراد بشارق الشقيقة : الحرب التي قامت بها . 68- حَوْلَ قَيْسٍ مُسْتَلْئِمِين بَكَبْشٍ = قَرَظِي كَأَنّهُ عَبْلاءُ الشرح : أراد قيس ين معد يكرب من ملوك حمير ، الاستلئام : لبس اللآمة وهي الدرع ، القرظ : شجر يدبغ به الأديم ، الكبش : السيد ، مستعار له بمنزلة القرم ، العبلاء : هضبة بيضاء يقول : جاءت مع راياتها حول قيس متحصنين بسيد من بلاد القرظ ، وبلاد القرظ : اليمن ، كأنه في منعته وشوكته هضبة من الهضاب ، يريد أنهم كفوا عادية قيس وجيشه عن عمرو بن هند . 69- وصَيتٍ مِن الْعواتِكِ لا تَنـ = ـهَاهُ إِلا مُبْيَضَّةُ رَعْلاءُ الشرح : الصتيت : الجماعة المصوتة ، العواتك : الشواب الحرائر والخيار من النساء ، الرعلاء : الطويلة الممتدة يقول : والثانية جماعة من أولاد الحرائر الكرائم الشواب لا يمنعها عن مرامها ولا يكفيها عن مطالبها إلا كتيبة مبيضة ببياض دروعها وبيضها عظيمة ممتدة ، وقيل : بل معناه إلا سيوف مبيضة طوال ، وقوله : من العواتك ، أي من أولاد العواتك . 70- فَرَددْنَاهُمُ بطعْنٍ كما يَخْـ = ـرُجُ مِنْ خُرْبَةِ الَمزادِ الَماءُ الشرح : خربة المزاد : ثقبها ، والمزاد جمع مزادة وهي زق الماء خاصة يقول : رددنا هؤلاء القوم بطعن خرج الدم من جراحه خروج الماء من أفواه القرب وثقوبها . 71- وحَمَلْنَاهُمُ على حَزْمِ ثَهْلا = نَ شِلالاً وَدُمِّيَ الأَنْسَاءُ الشرح : الحزم : آغلظ من الحزن ، ثهلان : جبل بعينه ، الشلال : الطراد . الأنساء : جمع النساء وهو عرق معروف في الفخذ ، التدمية والإدماء : اللطخ بالدم يقول : ألجأذهم إلى التحصن بغلظ هذا الجبل والالتجاء اليه في مطاردتنا إياهم وأدمينا أفخاذهم بالطعن والضرب . 72- وجَبَهْناهُمُ بطعْنٍ كما تُنْـ = ـهَزُ في جَمَّةِ الطّوِيِّ الدِّلاءُ الشرح : الجبة : أعنف الردع ، والفعل جبه يجبه ، النهز : التحريك ، الجمة : الماء الكثير المتجمع ، الطوي : البئر التي طويت بالحجارة أو اللبن يقول : منعناهم أشد منع وأعنف ردع فتحركت رماحنا في أجسامهم كما تحرك الدلاء في ماء البئر المطوية بالحجارة . 73- وفَعلْنا بِهِمْ كما عَلَمِ اللهُ = ومَا إِنْ للحَائِنينَ دِمَاءُ الشرح : حان : تعرض للهلاك ، وحان : هلك ، يحين حينا يقول : فعلنا بهم فعلا بليغا لا يحيط به علما إلا الله ، ولا دماء للمتعرضين للهلاك أو الهالكين ، أي لم يطلب بثأرهم ودمائهم . 74- ثُمَّ حُجْراً أَعْني ابنَ أُمِّ قَطامٍ = ولَهُ فَارِسِيَّةٌ خَضْرَاءُ الشرح : يقول : ثم قاتلنا بعد ذلك حجر بن قطام وكانت له كتيبة فارسية خضراء لما ركب دروعها وبيضها من الصدأ . وقيل بل أراد : وله دروع فارسية خضراء لصدئها . 75- أَسَدٌ في اللِّقاءِ وَرْدٌ هَمُوسٌ = ورِبيعٌ إِنْ شَمَّرَتْ غَبْرَاءُ الشرح : الورد : الذي يضرب لونه إلى الحمرة ، الهمس : صوت القدم . وجعل الأسد هموسا لأنه يسمع من رجليه في مشية صوت ، شمرت : استعدت ، الغبراء السنة الشديدة لاغبرار الهواء فيها يقول : كان حجرا أسدا في الحرب بهذه الصفة ، وكان للناس بمنزلة الربيع اذا تهيأت واستعدت السنة الشديدة للشر ، يريد أنه كان ليث الحرب غيث الجدب . 76- وفَكَكْناُ غُلَّ امرِىءِ القيسِ عنْـ = ـهُ بَعْدَما طَالَ حَبْسُهُ والْعناءُ الشرح : يقول : وخلصنا امرأ القيس من حبسه وعنائه بعدما طال عليه . 77- وأَقَدْنَاهُ رَبَّ غَسَّانَ بالُمنْـ = ـذِرِ كَرْهاً إِذْا لا تُكالُ الدِّماءُ الشرح : أقدته : أعطيته القود يقول : وأعطيناه ملك غسان قودا بالمنذر حين عجز الناس عن الاقتصاص وارداك الثأر ، وجعل الدماء مستعارا للقصاص . 78- وأَتَيْناهُمُ بِتِسْعَةِ أَمْلا = كٍ كِرَامٍ أَسْلابُهُم أَغْلاءُ الشرح : يقول : وأتيناهم بتسعة من الملوك وقد أسرناهم وكانت أسلابهم غالية الأثمان لعظم أخطارهم وجلالة أقدارهم ، الأسلاب : جمع السلب وهو الثياب والسلاح والفرس . 79- ومَعَ الجَوْنِ جَوْنِ آلِ بَني الأَوْ = سِ عَنُودٌ كأَنّها دَفُوَاءُ الشرح : يقول : وكانت مع الجون كتيبة شديدة العناد كأنها في شوكتها وعدتها هضبة دفئة . والجون الثاني بدل من الأول ، والأول في التقدير محذوف كقوله تعالى يخبرنا عن فرعون قوله : "لعلي أبلغ الاسباب أسباب السموات". 80- مَا جَزٍعُنا تَحْتَ الْعُجاجَةِ إِذا وّلـ = ـوا شِلالاً وَإِذْ تَلظَّى الصَّلاءُ الشرح : العجاجة: الغبار ، تلظى . تلهب ، الصلاء والصلي . مصدر صليت حين تلهب نار الحرب . 81- وَولَدْنا عَمْرو بنَ أُمِّ أُنَاسٍ = مِنْ قَريبٍ لَما أَتَانا الحِبِاءُ الشرح : يقول : وولدنا هذا الملك بعد زمان قريب لما أتانا الحباء ، أي زوجنا أمه من أبيه لما أتانا مهرها ، يريد أنا أخوال هذا الملك . 82- مثْلُها تُخْرِجُ النصيحةُ للقَوْ = مِ فَلاةٌ مِنْ دُونِها أَفْلاءُ الشرح : يقول : مثل هذه القرابة تستخرج النصيحة للقوم الأقارب قربى أرحام يتصل بعضها ببعض لفلوات يتصل بعضها بعض . الفلاة تجمع مع الفلا ثم تجمع الفلا على الأفلاء . وتحرير المعنى : ان مثل هذه القرابة التي بيننا وبين الملك توجب النصيحة له اذ هي أرحام مشتبكة . 83- ثُمَّ خَيْلٌ مِنْ بَعدِ ذاكَ الْغَلاّ = قِ لا رأْفَةٌ وَلا إِبْقاءُ الشرح : يقول : ثم جاءتكم خيل من الغلاق فأغارت عليكم ولم ترحمكم ولم تبق عليكم . 84- وَهو الرَّبُّ والشَّهِيدُ على يَوْ = مِ الِحيَارَينِ وَالْبلاء بَلاءُ الشرح : يقول : وهو الملك والشاهد على حسن بلائنا يوم قتالنا بهذا الموضع والعناء عناء ، أي قد بلغ الغاية ، يريد عمرو بن هند فانه شهد غناءهم هذا ، والله سبحانه وتعالى أعلم . الموضوعالأصلي : معلقة الحارث بن حلزة // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: aminalala
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |