كما يعتقد أغلبنا أن اللغة العربية و خصوصاً النحو ثقيل على النفس منذ نعومة أظافرنا
و لأن اللغة العربية هى لغة القرءان و هى لغة أهل الجنة و الجنة محفوفة بالمكاره فلماذا لا نبدأ بتعلم النحو ، و خصوصاً إذا تيسر لنا الطريق و قد من الله على بحضور محاضرات اللغة العربية فى معهد
مصعب ب عمير لعلوم القرءان
و شهادة حق لله أن الدكتور الذى يدرس لنا و هو الدكتور / محمد مصطفى محمود ليلة و هو أستاذ بكلية الدراسات الإسلامية للبنين بجامعة الأزهر كان له أبلغ الأثر و الفضل بعد الله سبحانه و تعالى فى تحويل النحو من مادة مكروهة إلى مادة يسيرة و محبوبة.



و مرفق المحاضرة الأولى و هى مقدمة عن نشأة علم النحو.



نشأة علم النحو

(تعريف النحو، موضوعه، ثمرته، نسبته، واضعه، نشأته, حكم الشارع فيه)





تعريف النحو لغةً:








كلمة " نحو " تطلق في اللغة العربية على عدَّة معان: منها الْجِهَةُ، تقول ذَهَبْتُ نَحْوَ فلاَنٍ، أي: جِهَتَهُ.

ومنها الشّبْهُ والمِثْلُ، تقول : مُحَمَّدٌ نَحْوُ عليّ، أي: شِبْهُهُ وَمِثْلُهُ.





تعريف النحو إصطلاحاً:









العلم بالقواعد التي يُعْرَف بها أحكامُ أوَاخِرِ الكلمات العربية من الإعراب والبناء وما يتبع ذلك.




الموضوع:

موضوعُ علمِ النحوِ: الكلمات العربيةُ، من جهة البحث عن أحوالها.





الثمرة:









ثمرة تَعَلُّم علم النحو: صِيَانَةُ اللسان عن الخطأ في الكلام العَرَبِّي، وَفَهْمُ القرّآنِ الكريم والحديثِ النبويّ فَهْمًا صحيحاً، اللذَيْنِ هما أَصْلُ الشَّريعَةِ الإسلامية.




النحو يرفع من لسان الكَلِم :: والمرء تكرمه إذا لم يَلحن
وإذا طلبت من العلوم أَجلّها :: فأَجلُّها منها مُقيمُ الألسنِ





نسبته :









هو من العلوم العربية. وهو النواة الأولى لكل علم شرعي أو غير شرعي.




واضعه :









المشهور أن أوَّل واضع لعلم النحو هو أبو الأسْوَدِ الدُّؤلِيُّ بأمر سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.




نشأته:









علم النحو علمٌ مشرّف بشرافة القرآن الكريم. وهو إنما وُجد للحفاظ على لغة القرآن الكريم وعلى أحكامه من الزيغ واللحن والتبديل والتغيير.





أسباب ظهور علم النحو:

نشأ علم النحو للأسباب الآتية:
1. إنتشار الإسلام و دخول غير العرب فى الإسلام و ما تبع ذلك من دخول الألفاظ الأعجمية فى اللغة العربية و النطق الخطأ لغير العرب للكلمات العربية.
2. تزاوج العرب من غير العربيات و العكس و ما تبع ذلك من الأخطاء فى نطق الكلمات العربية.
3. إتخاذ الموالى (العبيد) من غير العرب لتربية أطفال المسلمين.
أدت هذه الأسباب إلى ظهور اللحن على اللسان العربي





وقد رُوي في نشأة هذا العلم الجليل أن أبا الأسود الدؤلي كان قد مرَّ على رجل يقرأ قول الله تعالى:
(أنّ الله بريءٌ من المشركين ورسوله) بكسرِ اللام فقال أبو الأسود: أَبَرِئ اللهُ من رسول الله؟!
لأن نطق كلمة رسوله بالكسر يعنى أنها معطوفة على المشركين مما يعنى أن الله برئ من رسولِه
أما إذا نطقت بالضم (رسولُه) يعنى أن الجملة معطوفة على الجملة أى أن
(أن الله برئ من المشركين و رسوله برئ من المشركين ) و قد حذفت برئ من المشركين للإيجاز.
ثم شرع في وضع القواعد التي بها ينضبط اللسان و يبتعد عن التغيير والتحويل.





و فى رواية ثانية أنه سمع إبنته تقول ما أجمَلٌ السماء؟ فقال نجومها فقالت ما أسأل عن أجمل شئ فى السماء إنما أردت التعجب من جمال السماء فقال لها فقولى ما أجمَلَ السماء! بفتح اللام فى أجمل و هو أسلوب تعجب.
ثم بدأ فى تأليف علم يهتم بأواخر الكلمات و بدأ فيه بباب التعجب.





و فى رواية ثالثة أن أبا الأسود الدؤلى كان مدرساً لأبناء زياد ابن أبيه (و قد اختلف فى والد زياد و لذلك سمى زياد بن ابيه) و أنه هو الذى طلب من أبى الأسود الدؤلى أن يبدأ فى تأليف علم يهتم بضبط أواخر الكلمات إعراباً و بناءً.





و الراجح أن سيدنا على بن أبى طالب أعطى وريقة لأبى الأسود الدؤلى مكتوب فيها إسم و فعل و حرف و قال له انحو على هذا النحو فبدأ بتأليف علم النحو.





ثم تبعه الكثيرون أمثال الفراهيدي وسيبويه وغيرهم حتى أصبح هذا العلم وقد استوى على ما نراه الآن..





حكم الشارع فيه:

تعلمُه فَرْضٌ من فروض الكفاية، وربما تَعَيَّنَ تعَلُّمُهُ على واحد فَصَار فَرْضَ عَيْنِ عليه. وينبغي على من يدرس هذا العلم أن يستحضر نية الحفاظ على لغة القرآن الكريم