الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، أمَّا بعد:
فإنَّ المتأمِّل في حال المنتديات يجد أنَّ بعضَ كتَّابِها يقعون في أخطاء مِنْ حيثُ قواعدُ اللُّغة العربيَّة كالرَّسم (الإملاء) والنَّحو، وبعض هذه الأخطاء تُثير الاشمئزاز لفحشها!
وهذا ممَّا يُضعف قيمة المكتوب، ويذهب برَوْنَقِه، بل ويُقلِّل مِنْ شأن صاحب الكتابة في أعين النَّاس؛ فيعود ذلك على الحقِّ بالسّلب، وربَّما ردَّ النَّاسُ الَّذي عنده مِنَ الحقِّ واحتقروه! فكيف يُؤتَمَنُ ـ مَنْ لا يُقيم لغة القرآن ـ على فَهْمِ أحكام الكتاب والسُّنَّة؟!!
ولمَّا كان هذا الصَّرح المبارك ـ إن شاء الله تعالى ـ تسعى فيه الأقلامُ السَّلفيَّة؛ فإنِّي أدعو كتَّابَ هذا المنتدى أن يَعْتَنُوا بإقامة اللِّسان العربيِّ فيما يخطُّون.
فإنَّه لا يَحْسُنُ بسَلَفِيٍّ انْبَرَى بقلمه للدَّعوة إلى الله أنْ يقع في اللَّحن والغَلَطِ؛ حتَّى لا يكون سببًا لإضعاف الحقِّ، أو منفذًا لأهل الباطل الذين لا يتركون شاردةً ولا واردة لانتقاص أهل الحقِّ السَّلفيِّين إلاَّ وَلَجُوا فيه.
ومن تأمَّل الأخطاء التي يقعون فيها؛ يجدها ترجع إلى سببين:
الأوَّل: ارتجال بعضهم الكتابة أو جهلُهم بِلَوْحَةِ مفاتيح الحاسوب، أو السُّرعةُ في الكتابة من غير مراجعة، أو الاعتمادُ على بعض البرامج في النَّقل (كالمكتبةالشَّاملة).
الثَّاني: جهلهم بقواعد اللُّغة العربيَّة؛ من إملاء ونحو وصَرْفٍ...
وهذه الأعذار لا تشفع لصاحبها؛ إذِ المطلوب الإتقان للأسباب المذكورة آنفًا.
ومِنْ أمثلةِ الأخطاءِ النَّاشئة عن ذلك: عدمُ التَّفريق بين الياء والألف المقصورة، ولا بين همزة القطع وهمزة الوصل، ولا بين الهمزة فوق الألف أو تحتها..
فمثال الأوَّل: (إنَّ الميدان الدَّعوى [الدَّعَوِي] اليوم).
ومثال الثَّاني: (إستوقفني! [استوقفني]).
ومثال الثَّالث: (فأنَّه [فإنَّه] لا يعطي علمًا).
وعليه؛ فينبغي على أصحاب المشاركات أنْ يجتهدوا في دراسة بعض المتون أو الكتب النَّافعة حتَّى يُقيموا اللِّسان العربي في كتاباتهم.