أسرة بوربون Bourbon أسرة بوربون Bourbon أسرة حكمت فرنسا. برز منها نحو سبعين حاكماً، منهم من حمل لقب دوق مضافاً إليه اسم المقاطعة (أو الإقطاع) وآخرون حملوا التاج الملكي في العصور الحديثة. ظهرت هذه الأسرة في أوائل القرن العاشر الميلادي، ومازال بعض فروعها باقياً إلى اليوم. حكم بعضها خارج فرنسة كما في إسبانية وبارمة والصقليتين (مملكة نابولي وصقليةمعاً). وذلك عن طريق المصاهرة بين الأُسَر الحاكمة في أوربة. عُرِف أول إقطاع لآل بوربون في أرشمبولت L.Archambaultوكان على رأسه شارل لوسامبل إيمارد Le Simple Aimard. وانتقل هذا الإقطاع عن طريق الزواج إلى غي الثاني Gui II (دو دام بيير) De Dam-Pierre في القرن الثاني عشر الميلادي، ثم ورث جان دوق بورغونية الإقطاع البوربوني عن آغنيس دوبوربونAgnis De Bourbon. وكان لجان هذا ابنة تُدعى بياتريس تزوجت من ابن سانت لويس (من أسرة كابيت)، وأنجبا لويس الأول الكبير Louis Le Grand وحمل هذا لقب دوق بوربون سنة 1327. وعُرفت هذه الأسرة الرابعة بالبيت البوربوني الكبير.برز في فرنسة فرعان يحملان لقب بوربون؛ وعُرف أهمهما بالفرع البكر. وهو لقب انتزعه الملك فرانسوا الأول عام 1525. وقد تعاقب من هذا الفرع سبعة ملوك (هنري الرابع ولويس الثالث عشر ولويس الرابع عشر أشهرهم ولويس الخامس عشرولويس السادس عشر). وبعد سقوط نابوليون بونابرت[ر] عادت عائلة بوربون إلى اعتلاء العرش (لويس الثامن عشر ـ شارل العاشر).كانت ملكية آل بوربون في عهد هؤلاء حكماً مطلقاً، ولاسيما لويس الرابع عشر الذي كان يقول «أنا الدولة؛ والدولة أنا». وصلت فرنسة في عهده إلى أوجها في القوة والتوسع وصارت تملك امبراطورية استعمارية مترامية الأطراف، من جنوبي وجنوب شرقي آسيا إلى أمريكة. ثم أخذ الوضع يتغير عندما خلفه حفيده لويس الخامس عشر إذ جلب على عرش آل بوربونالسَّخط العام بسبب ضعفه واستهتاره. ثم خلفه لويس السادس عشر وكانت آراء المفكرين الأحرار (روسو وفولتير ومونتسكيو) قد زعزعت الحكم المطلق، فانفجرت الثورة الفرنسية الكبرى سنة 1789 وأُعدِم الملك ونودي بالجمهورية.ثم عادت ملكية آل بوربون سنة 1815 في شخص لويس الثامن عشر، بدعمٍ من الدول الأجنبية للقضاء على الأفكار الحرة، وتبعه شارل العاشر الذي حاول العودة إلى الحكم المطلق وأطاحت به ثورة 1830. وحل مكانه الملك لويس فيليب من فرع بوربوني آخر، وبقي حتى سنة 1848 عند اندلاع ثورة ذلك العام وإعلان الجمهورية الثانية.وفي إسبانية برز آل بوربون في القرن الثامن عشر، إذ أوصى ملك إسبانية كارلوس الثاني بالعرش من بعده إلى فيليب آنجو، وهو حفيد لويس الرابع عشر، الذي كان يطالب بحق زوجته مارية دي تيريزة في إسبانية. إلا أن الدول الأوربية قاومت اتحاد التاجَيْن الفرنسي والإسباني، مما أدى إلى حرب الوراثة الإسبانية، وبقي الشعب الإسباني على تأييده لفيليب آنجو. وقبلت الدول بموجب معاهدة أوترخت سنة 1713 الاعتراف بفيليب آنجو (فيليب الخامس) ملكاً على إسبانية، على ألاّ يتولّى العرش الفرنسي فيما بعد. ثم تبعه ابنه فرديناند السادس سنة 1746، ثم أخوه من أبيه كارلوس الثالث سنة 1759، بعد تخليه عن عرش نابولي (الصقليتين). وكان عهد الأخوين حافلاً بالإصلاحات، ولاسيما تحسين أوضاع الطبقات الفقيرة.خلف كارلوس الرابع أباه سنة 1788، وحاولت إسبانية إنقاذ لويس السادس عشر من الإعدام إبان الثورة الفرنسية، لكنها هُزِمت، وخسرت أسطولها في معركة الطرف الأغر سنة 1805 على الإنكليز ممّا أدّى إلى أن يقاوم الشعب الحكم المطلق. وعندما تولى فرديناند السابع سنة 1814، حاول استعادة حكمه المطلق ولكنه أخفق. ثم ورثته ابنته إيزابيلا الثانية سنة 1833 واعتزلت العرش بسبب تزايد الاضطرابات السياسية سنة 1870. وقد تعّرضت ملكية آل بوربون في إسبانية لهزات كثيرة، منها قيام النظام الجمهوري ثم سقوطه، وتولى العرش ألفونسو الثاني عشر سنة1874 إثر انقلاب عسكري، وخلفه ابنه ألفونسو الثالث عشر سنة1886 الذي بقي في الحكم حتى سنة 1931. ثم اختفت الملكية بسبب قيام الحرب الأهلية الإسبانية، وسيطر الجنرال فرانكو على رئاسة الدولة حتى سنة 1975، وخلفه الملك دون خوان كارلوس في ظل نظام دستوري.شهدت بعض المقاطعات الإيطالية الحكم البوربوني في بارمة والصقليتين حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، وكان حكامها من آل بوربون من سلالة فيليب الخامس ملك إسبانية، إذ تولى الدوق شارل عرش الصقليتين والدوق فيليب دوقية بارمة، ثم تولى شارل هذه الدوقية بموجب معاهدة فيينة سنة 1731 كما تولى فرديناند الأول مملكة الصقليتين. وعندما تحققت الوحدة الإيطالية سنة 1870 أخذ النفوذ البوربوني يختفي، إلى أن قامت الجمهورية في إيطالية في أعقاب الحرب العالمية الثانية (1939-1945م)