جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: قسم المواضيع العامة والشاملة |
الإثنين 16 مارس - 18:53:43 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: بحث حول الإبستمولوجيا و بعض مسائلها بحث حول الإبستمولوجيا و بعض مسائلها السؤال يطرح نفسه هنا: ما هي النظرية العلمية الخالية هي أيضاً من أي تضمن فلسفي؟.فلقد أحدثت نظرية الجاذبية الكلية خلال نصف قرن شرخاً بين الديكارتيين والينوتونيين، وهي ذات بعد فلسفي. وفي الرياضيات تتجلى التضمنات الفلسفية في المناقشات المتصلة بأساس تحليل التفاصيل والتكامل.و ينخرط المرء، سواء رغب أم لم يرغب، انخراطاً فلسفياً، عندما يدخل في تفسير (الكانتوم) المكاني الزماني في الميكانيك النسبية على أنه"تمكين الزمان"أو"تحريك المكان" وعند تفسيره لا حتمية الميكانيك الكوانتية على أنها أساسية أو أنها ظاهر حتمية خفية. وعوضاً عن تمييز إبستمولوجيا علمية وأخرى فلسفية، وقد يكون من الأفضل أن نميز في الإبستمولوجياطريق بحث علمي عن طريق بحث فلسفي مع مراعاة حالات الانتقال بينهما ، وذلك بحسب الأسلوب المتبع الأقرب إلى أسلوب الفلاسفة. ولكن ربما سيكون من الأفضل بلا مراء أن نميز ما يمكن أن ندعوه إبستمولوجيا داخلية إلزامية عن إبستمولوجيا خارجية اختبارية؛ و نعني بالإبستمولوجياالداخلية أو الإلزامية تلك التي تولد، بنوع ما، بخطوات العالم نفسه، وهي التي تقتضيها المشكلات المطروحة داخل علمه ذاته. وعندئذ يقوم العالم بعمل إبستمولوجي دون أن يريد، وتقريباً دون أن يعرف. ولهذه الإبستمولوجيالديه سمة ظرفية، وهي تنزع إلى الاندماج في عمله العلمي. وأما الإبستمولوجياالتي ننعتها بأنها خارجية واختبارية فيه أكثر انفصالاً. وهي ذات فائدة نظرية خالصة أعظم، وهي تطلب لذاتها بوصفها غاية، وليست مجرد وسيلة وبهذا المعنى يمكن أن نصفها بأنها فلسفية على نحو أكبر. 1. التحليل المباشر أو اللازمني وثمة تقسيم ثانٍ لطرق البحث الابستمولوجي وهو يتقاطع مع التقسيم السابق ويتناول الاهتمام بالعلم المعاصر من حيث دراسته إما من وجهة نظر سكونية أو متزامنة، وفي بنيته الحالية، وإما أن يتعلق، على العكس، بتتبع العلم من حيث نشأته ونموه، وإذن بالنظر إليه من زاوية لا متزامنة أو تطورية. وعلى هذا المنوال يمكن، كما يقول(بياجه)، تمييز طرائق تحليل مباشر عن طرائق تكوينية. التحليل المباشر يهمل البعد الزمني وينظر إلى العلم كما يتجلى في وجوده الحالي، وهو سبيل البحث الذي يحظى بتفصيل العلماء تفصيلاً شبه طبيعي، ولكن دون أن يكون إلزامياً. كما فعل (هنري بوانكاره) في الدراسات المختلفة التي تضمنتها الكتب الأربعة الشهيرة له والتي تتناول علاقات الرياضيات بالمنطق وطبيعة المحاكمة الرياضية وعلاقة المكان الهندسي بالمكان التصوري ودلالة النظريات الفيزيائية وبنية المبادئ.وهو لم يلجأ إلى استخدام المفردات العلمية التقنية إلاّ في الحد الأدنى. وإن معارضته للفلسفة اللوجسيتة الأولية، أي لإرجاع الرياضيات إلى المنطق، قد ساقته إلى أن يرفض معها، في الوقت ذاته، التقنية اللوجستية، أي اللغة الرمزية ذات الدقة الأعظم والتي يقدمها الوجستيك لتحليل العلم. 2. التحليل التاريخي- النقدي إن الحاضر في مجال العلم، شأنه في سائر الشؤون الإنسانية، لا يمكن فهمه فهماً جيداً إلا بالماضي. والبعد التاريخي يقدم لنا وسيلة تحليل جيدة إذ يفصل شتى العناصر التي أسهمت في نشأة مفاهيم علمنا ومبادئه بالتدريج، وذلك من حيث التأريخ وظروف الظهور. إن مثل هذه الإبستمولوجياتتميز عن تاريخ العلوم من حيث أن هذا التاريخ هو بالنسبة إليها وسيلة، لا غاية. وإن بحثها المستند إلى التاريخ بحث نقدي بالدرجة الأولى: غرضه الانطلاق من التعاليم الصادرة عن دراسة ماضية لتمييز العناصر التي تضافرت في تشكيل العلم والمثل الأعلى العلمي ذاته. ولكن من العسيرأيضاً، إجراء فصل تم الوضوح بين المبحثين؛ فمن جهة أولى، قد يكون لجوء الابستمولوجي إلى التاريخ لجوء متقطعاً وتابعاً الظروف، أو أن يكون، على العكس، مستمراً ومنهجياً. ومن جهة أخرى، إن تاريخ العلوم ينوس كذلك بين حدين. فمن الجائز بحسب الاهتمام بالموضوعية التاريخية تصور هذا التاريخ على أنه جملة حكايات شبه غريبة من أسماء خاصة وتواريخ وإذ ذاك نجدنا ونحن نحدد سوى تاريخ معني بالمعقولية، أمام تأريخ بأكثر من حيال تاريخ حقيقي. وأن مثل هذا التاريخ، وهو تاريخ أفكار، لا يمكن أن يجري في نفس أسلوب تاريخ الحوادث، لأن التسلسل من طبيعة مختلفة في الحالتين.وإن ما نسميه مجازاً حركة الأفكار لا يخضع للعلية الفاعلة خضوع أجسام بل يخضع لتوجيه غائية ماثلة في طلب الحقيقة. وسواء تناول الأمر أفكاراً علمية أو أخلاقية أو جمالية، الخ فإن تاريخها لا يمكن كتابته إلا من حيث إدراكه من داخل إن صح القول. زد على ذلك، وللسبب ذاته، إن ظاهرة الإرجاع الزمني، وهي تحملنا على أن نضفي على الماضي أنوار الحاضر لوصف الظاهرة وصفاً معقولاً، وتوجب إعادة كتابة التاريخ في ظل جيل، إنما يزداد تأثيرها أيضاً، كما لحظ(باشلار)، في مجال تاريخ العلم بأكثر منه في تاريخ الحوادث المادية. ولذا فإن كل تاريخ علوم يختلف عن تاريخ السرد المحض، وهو شيء فلسفي إلى حد ما. والحق أننا قد نتردد في بعض الأحيان لدى نقد مؤلف في عداد المؤرخين أو في عداد الابستمولوجيين. والحالة تكون سهلة تسبياً، كما بصدد(ميلو) أو(دوهم)، فهما بالحري مؤرخان في بعض آثارهما، على الرغم من أن النظرات الفلسفية لا تعوزهما، وهما بالحري إبستمولوجيان في أثار أخرى حيث يلجاًان إلى التاريخ غير مرة. ولكن قد يتفق أيضاً أن يتداخل الأمران تداخلاً شديداً بحيث يستطيع نظام العَرْض وعنوان الآثار وحدهما تمييز ابستمولوجي تاريخي مثل(اميل مايرسون) عن مؤرخ ابستمولوجي مثل(ا. كواره). لا يتردد بعض الباحثين للقول إن المبحثين ينصهران في آخر المطاف في مبحث واحد، وإنه"لا توجد إبستمولوجيا إلا وهي تاريخية كما لا يوجد تاريخ علوم بالمقابل إلا وهو ابستمولوجي؟ " كما يفعل قاموس فلسفي محترم كاليونيفرساليس. ونحن قد نفهم فعلياً كيف تذوب الإبستمولوجيافي تاريخ العلوم حيث يصبح النمو الزمني في الأخير مفهوماً بوصفه حركة جدلية، وهذا التاريخ يتسق مع نوع معين من الفلسفة؛ نعني الفلسفة الجدلية . وعلى هذا النحو يزعم الزاعمون أنهم يجعلون الإبستمولوجياأكثر علمية، والمسعى هنا لا ينتهي إلى غير معارضة وثوقية بوثوقية. يقول(ر.مارتان) في كتابه"المنطق المعاصر وإسباغ الصبغة الصورية"(1966( :"بما أن الفلسفة قد أقلعت منذ زمن بعيد عن أن تملي على العلوم مبادئها وطرائقها فإن ثروتها الوحيدة هي أن تتخذ الفكر العلمي الناجز وموضوعها". والحق أن ظهور الإبستمولوجياقد أماط اللثام عن اضطرار الفلسفة إلى اتخاذ منهج جديد ينقذ من هذا الإبهام. ولا يسع الباحث في هذا النقطة إلا الرجوع إلى بعض تاريخ الابستولوجيا فيدرك أثر الأزمات العلمية الحديثة. ومثلاً أزمة أسس الرضيات، والنظرية النسبية، وميكانيك الكوانتا، الخ. يقول(كوايره):" لقد عانينا من انهيار أفكرنا القديمة، وجهدنا للتكيف مع أفكار جديدة، وبتنا أقدر من أسلافنا على فهم أزمات الماضي ومناظراته". إن الإفادة من تاريخ العلوم تتراوح بوصفه تأريخاً بسيطاً أو بانتهائه إلى مسعى الفحص عن الصنوف المعقَّدة لتفاعل التصورات. وفي وسع الفلسفة أن تجني من هذا التاريخ مواد نظرية المعرفة، أو أن تلّم بالشروط التاريخية لظهور بعض المفهومات، وربما بسبل إلغاء القيمة الراهنة لبعضها الآخر. وقد يكون تاريخ العلوم مادة بها تقييم الفلسفة ما يسمى نظرية العلوم أو الإبستمولوجيا، وتكون كل إبستمولوجيا آنئذ، بوجه من أوجه الاعتبار، إبستمولوجيا تاريخية، وهذا ما ذهب إليه بعض تلاميذ(التوسير). ولابد للإبستمولوجيا من يقظة تتيح مثلاً إيضاح صيرورة العلم الضرورية بربط معرفة ماضية بتحليل حاله الحاضرة وبتبيان تعلق هذه الحال الحاضرة بجميع العناصر التي تؤلف إمكانها. وبذا يؤدي تاريخ علم إلى معرفة يقظة لمنظومته الحالية ويحذف بصورة موقوتة كل ما يتصل بتاريخه البائد. 3. الإبستمولوجياالتكوينية: يبدو أن الفهم السليمللموقف الذي تدعو إليه الإبستمولوجيا التكوينية مع بياجيه يقتضي النظر إليه انطلاقامن رغبته في تجاوز العيوب التي يعاني منها الموقف الوضعي وخاصة في شكله المحدث،والذي يغفل النظر إلى المعرفة في نشأتها وصيرورتها وتكوينها، فضلا عن اعتباره لقطبيالمعرفة كمعطيين ثابتين وسابقين عن المعرفة. في هذا الاتجاه إذن يمكن اعتبارالإبستمولوجيا التكوينية محاولة لتجاوز الطرح التقليدي لمشكلة المعرفة، وللإشكاليةالعامة لفلسفة العلوم. فإلى أي حد يمكن اعتبار الإبستمولوجيا التكوينية علما؟وما طبيعة تصورها لنمو المعرفة؟ وما هي المناهج التي تستخدمها في دراستها لنشأةالمعرفة وتكوينها؟ I- الإبستمولوجيا التكوينية كعلم. إذا كانتالإبستمولوجيا كما يرى بياجيه قد شكلت طويلا أحد الفروع الأساسية للفلسفة حين كانكبار الفلاسفة – مثل ديكارت وليبنتز- في نفس الوقت علماء مبتكرين، ومنظرين للمعرفة، فإن وضعية العلوم وحالتها الراهنة على مستوى التمايز التدريجي للمعرفة قد بينت أن "المستجدات الإبستمولوجية قد نشأت من تفكير العلماء في شروط المعرفة ضمنتخصصاتهم..." . من هنا نلاحظ أن موقف بياجيه من الإبستمولوجيا كتحليل ودراسةلتكوين المعرفة ينطلق من عملية وضع حدود وبالتالي التمييز بين البحث العلمي والبحثالفلسفي. إن هذا التمايز بين البحثين لا يقوم انطلاقا من طبيعة الإشكاليات التيتتم معالجتها على مستوى العلم والفلسفة، ولكنه يتحدد انطلاقا من مدى شمولية مختلفالإشكاليات المطروحة على صعيديهما، إذ أن الفلسفة تميل إلى طرح تساؤلات ذات نوعيةعامة، تنصب على الواقع في كليته، بينما ينزع العلم إلى معالجة أسئلة أكثر خصوصية لاتتناول إلا جزءا من الواقع، وبالإضافة إلى ذلك فإن الفرق بين الفلسفة والعلم يتجلىمن خلال المنهج المعتمد من طرفهما. فالفلسفة لا يمكنها الاعتماد إلا على التأملوالتفكير، بينما يستخدم العلم مناهج أمبريقية واستنباطية صارمة وقابلةللمراقبة. بناء على هذا التمييز بين العلم والفلسفة * ينشأ تمييز آخر بينالإبستمولوجيا العلمية والإبستمولوجيا الفلسفية. فإذا كانت الإبستمولوجياالميتافيزيقية تطرح مشكلة المعرفة في ذاتها، فإن الإبستمولوجيا التي تريد لنفسها أنتكون علمية – انطلاقا من ضرورة تخصيص وتحديد أسئلتها- تتخلى عن مشكلة المعرفة فيعموميتها وتضع حدودا لمجال فعاليتها، أي أن التحليل التكويني يرفض وجهة النظرالميتافيزيقية ليتساءل عن كيفية تكون ونمو المعارف، ليكون في النهاية "علم تكونالعلوم". -الإبستمولوجيا التكوينية كعلم لنمو المعرفة. الإبستمولوجياالتكوينية عند بياجيه هي "إبستمولوجيا بيولوجية تتأسس على مفهوم النمو". يتضحإذا أن الإبستمولوجيا عند بياجيه مقترنة بعلم هو البيولوجيا، بل نجد هنا مقارنةصريحة بينهما، ما دامت البيولوجيا تدرس نمو الكائن الحي في الزمن. من خلال هذهالمقاربة نستطيع استخلاص مفهوم بياجيه للمعرفة وتعريفه لموضوع الإبستمولوجياالتكوينية. 1.إن معرفة ما – علمية كانت، أو قبل علمية- هي بمثابة بناء حي، وهنانكون أمام اعتبارين اثنين: الأول: أنها ليست ثابتة ولا مطلقة، يقول بياجيه ليسعلينا أن نتساءل عما هي المعرفة العلمية ككل ساكن، بل علينا أن نضع السؤال: كيفتنمو المعارف وتتزايد؟ و لانها خاضعة للنمو في الزمن، دون بداية ولا نهاية. وفيهومن خلاله تنبني وتتحول بفضل تفاعل الذات العارفة وموضوع المعرفة. وبهذا الشكل فإنالمعرفة لا تعدو أن تكون نسبية في مرحلة ما من سيرورة تكونها. الثاني: إنالمعرفة مثل أي كائن حي، ليست تجميعا لعناصر مختلفة ومستقلة، ولكنها تكون "كلا" يتبنين وينتظم خلال مراحل نموه وحسب قوانينه الخاصة. 2.إن موضوع الإبستمولوجياالتكوينية ليس هو المعرفة في ذاتها، بل هي المعرفة المطروحة من ناحية نموها فيالزمن، وهكذا فإن التحليل التكويني يجب أن يبرز ميكانيزمات هذا النمو، وبمعنى آخرفإنه يجب أن يشرح كيف يتم الانتقال من "معرفة قليلة الجودة إلى معارف أكثر غنىوثراء" * أي من حالة من المعرفة ناقصة إلى معرفة أعلى. ولا على مستوى كل نوع منالمعرفة –وهكذا نحصل على ابستمولوجيا خاصة بكل علم. ثم على مستوى المعرفة عامة. وتكون الإبستمولوجيا التكوينية، في شكلها المعمم، هي دراسة الميكانيزمات المشتركةلمختلف أشكال النمو. إن تحليل التكون الحقيقي للمعرفة، يتحقق عبر مستويين: * على المستوى الفردي، حيث يدرس بياجيه تكون بعض مفاهيم وبنيات التفكير منذ الولادةإلى سن الرشد (المنهج النفسي التكويني). * على المستوى التاريخي يدرس نموالمعارف عبر تاريخ الفكر العلمي (المنهج التاريخي النقدي). هذان المنهجانيمارسان رقابة متبادلة الواحد على الآخر، ويتعاونان معا: وهكذا تبين بياجيه واكتشفتوازيا بين ميكانيزمات نمو المعارف الفردية والوسائل المساعدة على تطور الفكرالعلمي الجمعي. إن الإبستمولوجيا التكوينية لا تتساءل إذن إلا على نمو المعارف،ولكنها تسلم على عكس الأفكار اللاتكوينية، أن ميكانيزمات هذا التكاثر والنمو تستطيعأن تخبرنا عن طبيعة المعرفة في حد ذاتها. وهكذا فبعد استبعاد الخطر الميتافيزيقيالذي تمثله الإبستمولوجيا الفلسفية، يؤكد بياجيه أن التحليل التكويني يهيئ حلاللسؤال الأساسي " "ما هي المعرفة في ذاتها؟" ولو أن هذا التهييء يمكن أن يبرز بأنهليس من الممكن إيجاد جواب شاف. III- مناهج الإبستمولوجيا التكوينية: المنهجالنفسي-التكويني، والمنهج التاريخي النقدي: * تقتضي كل معرفة وجود بنيةووظيفة لهذه البنية وهكذا فإن دراسة بنية عقلية ما تشكل عملية تشريحية، أماالمقارنة بين بنيات متعددة فهي بمثابة تشريح مقارن. كما أن تحليل الوظائف يطابق عملالفيزيولوجيا من جهة أخرى، وفي حالة الوظائف المشتركة، يطابق هذا التحليلالفيزيولوجيا العامة. لنفكر أولا في التشريح المقارن بين البنيات العقلية، ما هيالطريقة التي يعتمدها التشريح المقارن في تحديداته لشبكات التنظيم الخاصة بهذهالبنيات؟ * نجد أنفسنا أمام منهجين متمايزين ومتكاملين في ذات الوقت: -المنهجالأول هو المنهج التاريخي النقدي، ويقوم على متابعة تسلسل البنيات، للمقارنة ضمنهافيما بين البنيات العقلية، مثل البنيات الخاصة بالمفاهيم المركبة والتي يستخدمهاالتفكير العلمي، كما يقوم بمتابعة نمو المفاهيم المستخدمة من طرف علم ما عبرتاريخه، من جهة، يكون من السهل بناء بعض التسلسلات بالتتابع المباشر أو من خلالتحديد نظام الارتباطات المستخدمة من جهة أخرى ، إذ يمكن المقارنة مثلا بين مختلفأشكال القياس – في المكان والزمان– ، ومختلف الكميات الفيزيائية ... الخ- لنجد فيسياقاتها التاريخية الخاصة بعضا من الارتباطات الثابتة نسبيا. ولكن المنهجالتاريخي النقدي يبقى من جهة أخرى، محدودا داخل حقل تاريخ العلوم نفسها ليركز علىمفاهيم تم بناؤها واستخدامها من طرف تفكير مبني مسبقا. ويبقى هذا المنهج في الغالبقاصرا عن الاستجابة لمتطلبات المقارنة النسقية، ذلك أن هناك تسلسلات ، تنفلت نهائيامن إمكانية التحليل، من جراء الصعوبة الكبرى لإثبات تتابع واضح. لهذا السبب نجدهذا المنهج (الذي يهتم بالتسلسلات المباشرة والارتباطات كما هو الشأن في علمالتشريح المقارن، يصبح بالضرورة في حاجة إلى أن يدعمه منهج ثان، هو المنهج الجنيني Embryologique، أو النفسي التكويني psychogénétique ويقوم هذا المنهج على تمديدالمقارنة وتوسيعها لتشمل اللحظات الأكثر أولية في النمو التطوري للفرد، ويعني ذلكبناء كل المفاهيم الأساسية أو المقولات الفكرية التي يمكن رسم خريطة تكونها عبرالنمو العقلي للفرد من الولادة إلى سن الرشد. صحيح أيضا أن نمو الطفل يتأثربالوسط الاجتماعي، والذي لا يلعب فقط دور المحرك، بل يلقن كذلك جملة من المفاهيمتتضمن في ذاتها تاريخا جمعيا. وإذا كان الفرد في طور التكوين يتلقى الإرث الاجتماعيبهذه الطريقة، وهو الإرث الذي تشكل من طرف الأجيال السابقة، فمن الواضح إذن أنالمنهج التاريخي النقدي الذي تحول إلى منهج اجتماعي- نقدي، هو الذي يوجه المنهجالنفسي- التكويني. ولكنه ليس واضحا جدا، أن الطفل لما يتلقى المفاهيم المتشكلة فيالوسط الاجتماعي، يستطيع تحويلها وتمثلها ببنياته العقلية المختلفة، مثلما يتمثلالوسط الذي يتكون من الأشياء المحيطة به. هذه الأشكال من التمثل وتتابعها تشكلمعطيات ليس بإمكان السوسيولوجيا والتاريخ تفسيرها، ومن خلال دراستها يصبح المنهجالنفسي- التكويني موجها بدوره للمنهج التاريخي- النقدي. ومن أجل أن يكون التعاونبين المنهجين التاريخي- النقدي والنفسي التكويني، مثمرا، ومن أجل تطور الفكر العلمينفسه، يلزم بطبيعة الحال أن يحصل التعاون كذلك بين العلوم الحقة أو الدقيقة وعلمالنفس. ذلك أنه بين العلماء المنتمين للعلوم الحقة، والمهتمين بالإبستمولوجيافعلماء الرياضيات هم الميالون أكثر إلى الاهتمام بالاعتبارات التكوينية أو النفسيةعلى الأقل. ويفسر ذلك كون مواضيعهم تم ابتكارها بواسطة الاستنتاج أو الحدس، أي دوناللجوء إلى آلات المختبر، وهو ما جعل علماء الرياضيات أكثر استعدادا للاستفادة منالمعطيات النفسية. كما أن الفيزيائيين بدورهم اقتربوا من علم النفس في الفترةالمعاصرة كما هو الشأن بالنسبة لألبرت إنشتاين الذي نصح بياجيه (سنة 1928) بدراسةحدس السرعة هل يقتضي في تكونه فهما مسبقا للتوقيت، أو أنه يتكون بمعزل عنه. وتدخلهذه المشكلة ضمن موضوع السببية الفيزيائية عند الطفل. يلاحظ إذن أن مهمةالإبستمولوجيا التكوينية مزدوجة، فهي من جهة بمثابة دراسة نفسية للنمو الفكري،بوصفها تسعى إلى تفسير مشكلة نمو المعارف. لكنها حينما تعتمد التحليل التاريخيالنقدي تميل أكثر إلى ضبـط العلاقـات القائمة بين العلـوم مبرزة ما يربط الذاتبالموضوع في اتجاه فهـم أعمق للمعرفـة الإنسانيـة. الابستمولوجيا بين الفلسفة والعلم لعل ما حققته علوم الطبيعة من نجاحات باهرة سيما في مجالي الفيزياء والكيمياء كان مدعاة للتراجع الحاصل في مضمار الفلسفة بعد ان كانت هذه الاخيرة امأً للعلوم والمحدد لها في النظام العام للفكر الانساني .. لكن ـ منذ القرن التاسع عشر ـ طفقت تلك العلوم تنفصل عن امّها حتى قال اغيست كونت : (( آن الاوان لنحد من غرور الفلسفة )) ، وحجم عملها واناط بها فقط مسؤولية تنظيم العلوم وتنسيق نتائجها .. غير ان تلك المهمة ما برحت تنحسر بعد ان استبدل (( الانجلوسكسونيون )) الفلسفة بالمنطق واطمانوا الى تقليده تلك المهمة . يمكن القول ان استقلال العلوم عن الفلسفة نجم عن اعتماد هاتيك العلوم على الرياضيات التي لا تحتاج الى علل ما ورائية لكي تكون يقينية .. بخلاف ما كان ما يظنه (( ارسطو )) من (( ان حقيقة الموجودات تكمن في عللها القصوى )) . من هنا ميز (( كانت )) بين الاحكام الرياضية والاحكام الماورائية واسبغ المشروعية على الاولى فيما وصم الثانية بالسببية في تكوين في تكوين اوهام العقل ، وبقول آخر فان العلوم تهتم بالكيفية التي تجري بها الاحداث لا باسبابها وعللها القصوى التي هي مركزالبحث الفلسفي المبني دائما على السؤال : لماذا ؟ . كانت الابستمولوجيا في الماضي تعرف بكونها خطابا فلسفيا حول العلم أي مجرد كلام حول اصول العلم ونتائجه ، فيما صار معناها بعد انفصال العلوم عن الفلسفة الى خطاب علمي حول العلم او دراسة علمية للعلم او تسمى (( علم العلوم )) . فيما خلصت النظرة العلمية الجديدة الى اسباغ معنى اكثر جدوى على الابستمولوجيا عندما وسمتها بانها بحث نقدي في مبادىء العلوم واصولها واهدافها وعلاقتها بالانسان والمجتمع والطبيعة .. لكننا يجب ان نستدرك فيما اذا عتبرنا الابستمولوجيا ـ كنظرية منطقية تضبط اسس وقواعد علم ما ـ هي ذاتها علم ، لانها والحال هذه تحتاج بدورها الى نظرية اخرى تضبط اسسها وقواعدها وهكذا دواليك .. الامر الذي يمنعنا من دراسة العلوم بذات رموزها وقواعدها لان محاولاتنا هذه تضطرنا الى تجاوز اسس ذلك العلم للاحاطة بالظروف والمشكلات الناجمة عنه . فالعالم يبقى عالما ما دام ينتج فرضيات ويجري تجاربه لغرض التاكد من صحتها ، لكنه يصبح ابستمولوجيا عندما يتساءل عن تاثير هذه الفرضيات وتجاربها على تصوراتنا للواقع والحقيقة .. لذلك تجاوز (( انشتاين )) .. } ممارسته الفنية للفيزياء ليتساءل عن مدى ادراكها للواقع ، وعن سر نجاعتها { . فالابستمولوجيا ليست فلسفة اذا اردنا بها تلك الافكار الفضفاضة والتصورات الفخمة التي يقصد منها تبرير نظرية ما مثل نظرية (( المثل )) لافلاطون .. ولكنها فلسفة اذا نظرنا اليها على انها } تفكير جدي ينبع من المشكلات الحقيقية التي تطرحها العلوم والتي تمس الانسان ومكانته في الطبيعة والمجتمع { . ان اهم مشكل في الابستمولوجيا الحديثة هو انها تطرح اشكالية علاقة العلوم بالواقع ( الواقع الذي نحس به تلقائياً ) ، فقديما كانت العلوم فروعا للفلسفة التي تعد ( صناعة الصناعات وحكمة الحكم ) كما عند ارسطو الذي اخضعها الى منطقه ، واعتقد بانه منطق قار وان علومه بالتالي قارة ومطلقة . حيث بني المنطق الارسطي على مبادىء ثلاث هي مبدا الهوية ومبدا عدم التناقض والمبدا الثالث المرفوع والتي اعتقد بانها تعصم العقل من الخطا .. ولعل من نافلة القول ان التجربة اليومية والعلاقة التلقائية بالواقع تؤيد هذه المباديء .. لذلك فقد اخذ الناس شرقا وغربا بافكار ارسطو وعلومه واعتبروها حقائق مطلقة ، فقد سماه العرب ( الحكيم ارسطو ) ولقبوه ( المعلم الاول ) ، كما كان يعتبر مقياس الحقيقة ابان العصور الوسطى في الفلسفة المدرسية المسيحية التي سعت الى عقلنة اللاهوت المسيحي .. بيد انها انتهت اخيرا الى حالة من الجمود والتحجر العقلي والتخبط الفكري مما حدا بعلماء عصر النهضة والعصور التالية الى الاعراض عنها وارساء اسس العلوم الطبيعية على العقل والمشاهدة الحسية والتجارب العلمية ، وهذا ما عرف بالنظرة العلمية القديمة التي تطورت لاحقا الى مذهب مادي صارم يؤمن بازلية المادة ويرفض كل ما هوغيبي ويبنى على اساس علل الضرورة والصدفة .. ثم انتهت هذه النظرة الى الالحاد والاستهتار بالقيم الروحية والاخلاقية وفسرت السلوك تفسيرا غريزيا فسيولوجيا . وفي مطلع القرن العشرين برزت الى الوجود نظرة علمية جديدة كان من المع روادها آباء الفيزياء الحديثة كانشتاين وبور وغيرهم ، واجمعت اراء هؤلاء العلماء على ان الكون قد بدا في لحظة محددة من الزمن ، فثبت بما لا يدع مجالا للشك ان المادة ليست ازلية ، وآمنوا بعقل ازلي الوجود يدبر هذا الكون واسع الارجاء ويرعى شؤونه .. ثم جاء جيل اخر من العلماء انتهوا من ابحاثهم الى ان الانسان مكون من عنصري الجسد الفاني والروح الخالدة . واخيرا ظهرت حركة جديدة في علم النفس تؤمن بالقيم الاخلاقية والجمالية والجوانب الروحية والفكرية والنفسية . وهكذا يتبين بان النظريات العلمية الجديدة ترفض الدراسات الارسطية وتتحفظ على النظرة العلمية المادية ، وان فحوى النظرة الجديدة هو دراسة المشكلات الابستمولوجية الاساسية .. القائمة على العلاقة بين النظريات العلمية بالواقع المحسوس ، وسر نجاعة تلك العلوم .. وحدود التفسير العلمي والكشف عن حقيقة تلك العلوم .. واهدافها وموقع الانسان والمجتمع في كل ذلك الخضم المتلاطم . خاتمة إن العلم لا يفهم بدون إطاره الفلسفي والتاريخي، والفلسفة هي تلك الشجرة الضخمة التي تؤلف الميتافيزيقيا فيها الجذور العميقة الضاربة في التربة، والعلوم المتفرقة بما فيها الطب والهندسة والكيمياء والكوسمولوجيا والانثروبولوجيا هي فروعها الممتدة في السماء. كما أن هناك علاقة جدلية بين العلم والفلسفة، فالعلم يقوم بقفزات نوعية من حين لآخر منشئاً قطيعةً معرفية “ابستمولوجية” مع المستويات العلمية السابقة، كما حدث مع فكر “ابن رشد” والفلسفة اليونانية؛ حيث تم الدخول إلى فضاء معرفي جديد، يقوم على منظومة الشك ـ اليقين، والتجربة ـ الاستقراء. كذلك الحال في فلسفة “رينيه ديكارت” التي دشَّنت الدخول إلى عصر عقلي جديد، ينطبق هذا أيضًا على فكر “إيمانويل كانط” الذي أرسى في كتابه “نقد العقل الخالص” بناء الميتافيزيقيا على الضرورة الأخلاقية، كما ينطبق على “غاليلو” الذي رأى أن الوجود له لغة خاصة به هي لغة الرياضيات، وفي اللحظة التي نفك رموزها نصل إلى الحقيقة النهائية فيها. وأما “اسحاق نيوتن” فقد استطاع في لحظة تجلي روحية أن يقتبس من روح الكون قبسًا يسطر فيه كتابه الموسوم “الأسس الرياضية للفلسفة الطبيعية” حيث حرر قوانينه المشهورة الثلاثة في الميكانيكا، وبنى نظاما في غاية التناسق والانسجام، واستطاع اكتشاف قانون الجاذبية، وكان ذلك عام 1687م في الوقت الذي كان الأتراك العثمانيون ينهزمون أمام أسوار فيينا في حملتهم الثالثة. وبقيت هذه المنظومة المعرفية حتى اهتزت الأرض من تحتها مرة أخرى، وكان ذلك من خلال التراكم المعرفي حيث تولدت النظرية النسبية وميكانيكا الكم، فتم إزالة مفاهيم “كانط” بالزمان والمكان القبلي، وإزالة المكان والزمان المطلقين عند نيوتن، وتم دمج الزمان بالمكان فأصبح الزمان البعد الرابع، والطاقة بالمادة فأصبحا وجهان لعملة واحدة. وأما ميكانيكا الكم فقد شطبت مفهوم “الحقيقة الموضوعية” و”الحتمية” في القوانين، تلك التي وصلت منزلة التقديس في القرن التاسع عشر للميلاد، من خلال مبدأ الارتياب الذي جلاَّه الفيزيائي الألماني “فيرنر هايزنبرغ” والبريطاني “بول ديراك”. العلم لا ينمو إلا في إطار خاص، وفي مناخٍ عقلي مناسب تستنبت بذوره بكل رحمة وحب، وهذا الإطار الفلسفي هو الذي يشكل مرجعية العلم في أول الطريق؛ ليتحول مع الوقت إلى “الإيديولوجيا” الخانقة لكل تقدم، مما يحتاج إلى “ابستمولوجيا” جديدة محررة، وهكذا يمشي نظم التاريخ. سيطر الفكر اليوناني لنحو سبعة عشر قرنا، وتحول مع الوقت إلى طاغوت رهيب، وهكذا أحرق أناس من أجل آراء بطليموس في النظام الشمسي مع كل مظاهر التصدع في النظرية. وسيطرت فكرة “الآتوم ـ ATOM” أي الذرة أنها الجزء الذي لا يتجزأ، حتى أنهت هذه العقيدة الوثوقية تجربة آلامو جوردو في تفجير السلاح النووي. وكان الانعطاف التاريخي على يد رواد الفكر في العالم الإسلامي، فهم الذين أنهوا سيطرة المنطق “الصوري” ليُدفع العقل بالاتجاه القرآني، أي تأمل الواقع “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت” وهكذا ولد مبدأ “التجربة والاستقراء” فكان العقل الإسلامي يلعب الدور المحوري المفصلي في نقلة العقل الانساني، من المرحلة “الأسطورية” إلى المرحلة “العلمية” خلافا لما ذهبت إليه الوضعية على يد “أوجست كومت” ثم الوضعية المنطقية بعد ذلك على يد “إرنست ماخ” النمساوي، اللذين رأيا تطور العقل الإنساني يتنقل من المرحلة البدائية إلى المرحلة الميتافيزيقية، ليصل إلى المرحلة العلمية الوضعية. صحيح أن “أوجست كومت” انتبه إلى القوانين التي تحكم المجتمع، وبذلك يكون قد تابع مسيرة ابن خلدون في إدراك قوانين المجتمعات، ولكنه لم ينتبه وغفل عن التجلي الإسلامي في إطلاق الشرارة العقلية الكبرى عبر كل التاريخ. وهذه النقلة القرآنية واضحة جداً من النسق القرآني الذي ألغى فكرتين: ـ المعجزة كدليل مادي للوحي في الوقت الذي كررها تكرارًا واضحًا في عشرات الأمكنة للأنبياء الآخرين، وهذا يشي بتدشين عصر جديد. ـ وكذلك فكرة ختم النبوة؛ فالقرآن بهذه الكيفية توسط عصرين وفصل بين مرحلتين، فهو من العالم القديم، ولكنه بشر بمولد العقل الاستدلالي ودعا إلى تثبيته كونه أمرًا كسبيا. وهذا يفيدنا أيضاً بأن نفهم القرآن بأنه ليس كتاب فيزياء وكيمياء ورياضيات وطب، بل هو ذلك الكتاب الذي يولد المناخ العقلي الذي يفرز كل هذه العلوم. ونفهم من هذا أيضاً أن عمليات اللهاث لاعتصار الآيات لاستخراج الكشوفات العلمية منها منهج خائب في عدة مستويات؛ فسرعة الضوء كشفها “فيزو” بوسائط فيزيائية بحتة، وبدون نصوص مقدسة يرجع إليها، في الوقت الذي يسعى البعض لمحاولة اكتشافه في بعض الآيات! وضمن هذا المناخ الصحي نبت قديما العلم الإسلامي، ويمكن أن ينبت مرة أخرى ضمن نفس الشروط، وبنفس هذه الدورة التاريخية ارتفع أناس؛ فإساحق نيوتن لم يكن لينقدح في ذهنه قانون الجاذبية لأنه رأى سقوط التفاحة، فجده طيب الذكر لم يحرك فيه منظر سقوط تفاح الحقل، أكثر من فاكهة قضمها أو قدمها لحماره! كذلك الحال في “دينيس بابين” الذي رأى في تراقص غطاء أبريق الشاي مفاتيح طاقة البخار. وأما ديكارت التي كانت الذبابة تطن مزعجةً بجانب أذنه فقد أوحت له بمبادئ الهندسة التحليلية، حيث استطاع بعبقرية أن يمزج علم الجبر بالهندسة. وليته فعل نفس الشيء مع البعوض المجرم الدموي فاستنبط علمًا آخر نافعا! وفي السنة التي أعلن فيها “كوبرنيكوس” نظامه الشمسي الجديد كان “فيزاليوس” يشق الطريق عبر الجسم البشري للمرة الأولى في التاريخ الأوربي، فيدخل عالم “التابو” أي تشريح الجسد الميت الذي كان يعد مسه بعد الموت حجرًا محجورًا. وهكذا فحل المعضلات العقلية الكبرى والانبثاق العلمي مرهون بتغير المناخ العقلي والإطار الفلسفي لروح العصر، الذي يُمكِّن الجماعات الإنسانية من إعادة النظر في المنظومة المعرفية التي تحملها. المصادر حسن لشهب -درسالإبستمولوجيا، ص: 52. – Logique et connaissance Scientifique Encyclopédie de la pléiade، ص: 10. – Logique et connaissance Scientifique Encyclopédie de la pléiade، ص: 10. PP: 10-11 Psychologie et Epistémologie, * نقلا عن درسالإبستمولوجيا، ص: 54 - Introduction à l'Epistémologie pénétique, P.U.F 1950, P : 5. -Epistémologie pénétique, vd 1, PARIS, P.U.F, 1950, C.H, 3 et 4. - Epistémologie génétique, C.F Chapitre IV. *(عن درس الإبستمولوجيا Psychologie et épistémologie, p: 31) - J. Piaget : Programme et méthodes de l'épistémologie génétique in Epistémologie génétique et recherches psychologiques N° 1 des études d'Epistémologie génétique" PARIS, P.U.F, 1957 الموضوعالأصلي : بحث حول الإبستمولوجيا و بعض مسائلها // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: zizou bem
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |