قمت بإجراء بحث عن المثل الشعبي وجهزته من كل النواحي لكن لازال يلزمني فقط شطر صغير للحديث عن تطور المثل الشعبيا يوجد خطر يهدد سلامة بقاء الأمثال الشعبية، لأنها من طبيعتها تنتقل من جيل إلى جيل بحكم أنها تستخدم في كل الأوقات وكل مثل مع ما يناسبه من مناسبة. بالإضافة إلى أن الأمثال قابلة للتطور وبالتالي حفظها من الضياع وعدم نسيانها، ويذكر الباحث سعيد حمزة أن التطور في المثل ذو أهمية لحفظه من الضياع وبالتالي فإن استمرار المثل يكون بتطور أدواته التي ترافقه وأورد على ذلك مثالاً أيضاً: (زمن الأول تحوّل)، والتطور هو انتقال المجتمع من حال إلى حال أفضل آخذاً معه بتطور الأمثال، لا سيما التطور العمراني الذي طوّر أيضاً العديد من الأمثال، ويستشهد على ذلك بمثل: (الطاقة اللي يجيك منها ريح سدها واستريح): وهو مثل قديم انقرضت منه مفردة (الطاقة) بسبب التطور العمراني واستبدلت مفردات أخرى، فلما كانت البيوتات الطينية القديمة نوافذ مربعة الشكل كان فيها أيضاً طوق (جمع طاقة) بداخل الغرفة وقد تكون دائرية الشكل تسمح بمرور الهواء والنور إلى الغرفة، ومع تطور العمران ببداية منتصف القرن المنصرم والاستيعاض عن الطاقة بالشباك أصبح المثل: (الشباك اللي يجيك منو ريح سده واستريح) أو يُستبدل الشباك بالباب بالمثل. وهذا التطور أيضاً يحافظ على بقاء المعنى مع تطور المفردة في المثل الشعبي ودليلاً على بقاء المثل حيّاً حتى وإن تغير اللفظ.