لم تعد فكرة العمل في روسيا حلما بعيد المنال أو ضربا من الخيال والوهم بالنسبة للشباب العربي من حاملي الشهادات العليا ولأصحاب الحرف والمهن اليدوية ، بعد التحول الجذري الذي عرفته البلاد خلال العقود الثلاثة الأخيرة باعتماد اقتصاد السوق وفتح أوراش جديدة والاستثمار المكثف في القطاعات الخدماتية .
وإذا كانت الدراسة في روسيا قد حافظت من جهتها على توهجها وبريقها الناصع باعتبارها معقلا تاريخيا ووجهة مفضلة للطلاب الأجانب منذ أكثر من نصف قرن ، فإن السياحة في روسيا من جانبها ، قد بدأت في ترسيخ الأسس المتينة لإقلاع هذا القطاع وجعله على رأس أولويات السائح العالمي .
وساهمت الكفاءة العلمية والخبرة الميدانية للأطباء الروس وجراحي العظام والعيون وأخصائيي التجميل في ترقية وجهة العلاج في روسيا لتحتل مراكز متقدمة على أجندات طالبي الصحة والتطبب من جميع القارات .
وأصبح أيضا بإمكان التجار العرب تطوير معاملاتهم التجارية في روسيا بشكل غير مسبوق من خلال إنشاء مقاولات وخلق مشاريع تحقق أرباحا مالية مهمة ، وذلك بفضل الإصلاحات التي عرفها سلك الإدارة بالإضافة إلى التسهيلات التي تقدم خصيصا لرجال الأعمال من أجل تشجيعهم على الاستثمار وتقديم الإضافة في خلق فرص عمل يستفيد منها المواطن الروسي والعامل الأجنبي على حد سواء .
مواكبة شركة دليل روسيا للشأن الروسي
في إطار المواكبة والرصد لأبرز الأحداث والتظاهرات التي تشهدها فدرالية روسيا على مختلف الأصعدة الاقتصادية ، الاجتماعية ، الثقافية ، الفنية ، العلمية ، الرياضية … ، واحتراما للمبادئ العامة التي وضعتها شركة زيماس “البوابة العربية إلى روسيا” في مقاربتها الاحترافية عند إنشاء رزنامة الخدمات المتكاملة الموجهة لإرضاء جميع احتياجات الزبون العربي (طالب جامعي ، عامل ، سائح ، رجل أعمال وغيره) ، سلكت إدارة الشركة تحت توجيهات الدكتور زياد مصري نهجا حديثا في التعامل مع الإكراهات التي قد تعترض سبيل الأشخاص الذين يرغبون في السفر إلى روسيا ، وذلك من خلال الاعتماد على استراتيجية مرنة لها القابلية والقدرة على التوافق مع رؤى مختلف شرائح الزبائن عبر تحديد الأهداف التي تطمح هذه الفئات بلوغها على صعيد نشاطات : العمل في روسيا ، الدراسة في روسيا ، السياحة في روسيا ، العلاج في روسيا وخدمات التجار العرب في روسيا وغيرها من المجالات الأخرى .



آفاق العمل في روسيا بالنسبة للأجانب



إذا كنت من خريجي الجامعات وحاملا لشهادة عليا أو متحصلا على دبلوم تقني من أحد المعاهد المتخصصة ، أو إذا كنت من طينة الحرفيين المبدعين المهرة ، فإن العمل في روسيا سيفتح لك آفاقا واسعة وستشرع لك أبواب النجاح والترقي المهني داخل هرمية هذا القطاع الذي شغل خلال عام 2013 أزيد من 71.391.000 شخصا ، حيث كانت حصة الأسد لمجال الخدمات بتوفيره لأكثر من 65.3% من مجموع فرص العمل .
ومن البروفايلات التي يحتاجها سوق العمل في روسيا بشكل كبير ، نجد فئة المدراء التنفيذيين وخبراء تقنية المعلومات .
ولتعزيز فرص العامل الأجنبي في إيجاد وظيفة وكذا من أجل التأقلم السلس في بيئة ومحيط العمل ، يعتبر تعلم وإتقان اللغة الروسية من الأمور الأساسية .
وكما هو معلوم فإن تلقي دعوة العمل داخل الأراضي الروسية يأتي في مقدمة الأولويات بالنسبة للأجانب قبل الشروع في إجراء ات استخراج تأشيرة العمل قرب السفارات والقنصليات الروسية المنشرة في أنحاء العالم .
بعض من مظاهر الحياة في روسيا



عند الحديث عن مظاهر الحياة في روسيا يجب أولا استحضار الطابع الكوسموبوليتي وغنى التعددية الإثنية المنصهرة في فسيفساء المجتمع قبل الانتقال إلى توصيف الوجوه الأخرى للحياة في هذا البلد الأوروبي العملاق الذي يعتبره الكثيرون “قارة” تمتلك جميع المواصفات .
فالبيئة والطبيعة الخلابة تجعل السياحة في روسيا واحدة من الوجهات العالمية الأكثر قدرة على تقديم منتوج متنوع ينال رضا السياح الأجانب الذين ناهز عددهم 5 مليون شخص خلال الفصل الأول من العام الجاري .
وبفضل تنظيم روسيا لمجموعة من المعارض الخاصة بالتكنولوجيات الحديثة والابتكار العلمي ، المهرجانات الأدبية والثقافية والفنية ، الملتقيات والمسابقات الرياضية ، والمنتديات الاقتصادية وغيرها في جميع المدن والمناطق الروسية ، يرتقي منسوب الرضا عن الحياة في هذا البلد إلى نسب مرتفعة .
وكانت وجهة الدراسة في روسيا قد حافظت على موقع ريادي متميز من خلال استقطاب أكثر من ربع مليون طالب أجنبي من 200 دولة ، يتابعون دراستهم العليا في أرقى الجامعات الروسية المعترف بها من قبيل جامعتي موسكو وسانت بطرسبورغ الحكوميتين .
ومما لا شك فيه ، هو أن هذا القطاع سيواصل انطلاقته الديناميكية مستفيدا من الدعم الحكومي اللامشروط ، مما سيساهم في عصرنة جميع القطاعات الإنتاجية في روسيا عبر تخريج الأطر والكفاء ات في شتى المجالات .