نيكولاي ألكساندروفيتش بولغانين Bulganin Nikolai زعيم وسياسي روسي كبير، كان من زعماء حزب البلاشفة، ومارشال الاتحاد السوفييتي، ورئيس مجلس الوزراء السوفييتي.
ولد في مدينة نيجني نوف غَرَد اغوركي لأسرة كادحة، درس في المدرسة الواقعية، وانتسب إلى الحزب الشيوعي بعد الثورة الديمقراطية في شباط 1917، ومنذ ذلك التاريخ ارتبطت حياته ونشاطاته مع حزب البلاشفة وأهدافه. بعد نجاح ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917، صار بولغانين عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي، وكُلّفَ العمل في مؤسسات لجنة الطوارئ لعموم روسية لمكافحة الثورة المضادة بين عامي 1918-1922. وبعد انتصار الحزب الشيوعي في الحرب الأهلية، وتحطيم قوى المعارضة الداخلية وتقهقر قوات التدخل الأجنبية وانسحابها، بدأت السلطة السوفييتية مرحلة بناء الدولة الاشتراكية، ووضعت يدها على مفاصل التحكم بالاقتصاد، وأوكلت إدارتها إلى نخبة من القياديين من بينهم بولغانين، الذي شغل عدّة مناصب قيادية في الإدارة العامة للمؤسسات الاقتصادية الكبرى بين عامي 1922-1927. وفي عام 1927 عُيَّن بولغانين مديراً لمعمل الصناعات الإلكترونية والكهربائية في موسكو. وفي شباط 1931 انتُخِبَ رئيساً لمجلس مفوّضي الشعب (مجلس الكوميسار) في جمهورية روسيا الفيدرالية، ثم نائباً لرئيس مفوضي الشعب في الاتحاد السوفييتي (1938-1941). منذ الأيام الأولى للحرب الوطنية العظمى ضد ألمانية النازية (الحرب العالمية الثانية) التي بدأت في حزيران 1941، كُلّف بولغانين عدة مهام قيادية في الجيش ولجان الدفاع الشعبية. وفي آذار 1947 صار وزيراً للقوات المسلحة ونائباً لرئيس مجلس الوزراء السوفييتي ومُنح لقب مارشال الاتحاد السوفييتي . وفي آذار 1949 أُعفي من منصب وزير القوات المسلحة، وتفرّغ كلياً للعمل نائباً لرئيس مجلس الوزراء. وفي المؤتمر السابع عشر للحزب انتخب عضواً في اللجنة المركزية، ثم عضواً في المكتب السياسي في شباط 1948. إثر وفاة جوزيف ستالين في آذار 1953، بدأ الصراع الخفي داخل القيادة السوفييتية بين التيار الستاليني والتيار الإصلاحي، فأعلن بولغانين رفضه للستالينية وتحالف مع خروشوف، وعين وزيراً للدفاع 1953-1955، ثم رئيساً لمجلس الوزراء 1955-1958. وفي تشرين الثاني 1956 وضع التهديد، الذي تضمنته رسائله إلى رئيسي وزراء فرنسا وبريطانيا باستخدام القوة العسكرية ضد بلديهما، نهاية للعدوان الثلاثي على مصر، واضطرَّت الدولتان إلى سحب قواتهما من الأراضي المصرية. بعد إعفائه من منصب رئاسة مجلس الوزراء عام 1958، بقي بولغانين عضواً في المكتب السياسي وفي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي حتى عام 1961، ثم صار عضواً في اللجنة العليا لعموم الاتحاد السوفييتي حتى عام 1962، ثم أحيل على التقاعد حتى وفاته . حصل بولغانين في حياته على مجموعة من الميداليات والجوائز مكافأة له على الخدمات التي قدّمها، وعلى نجاحه الكبير في تحقيق المهام التي كلفته بها القيادة العليا في سنوات الحرب العالمية الثانية