المع
تستهدف هذه الدراسة التعرف على درجة فعالية برامج إعدالم: كيف يتم إعداده؟!د المعلمين وتدريبهم أثناء الخدمة في المملكة العربية السعودية:في ضوء الأهداف المعلنة لهذه البرامج والاتجاهات العالمية المعاصرة في إعداد المعلم وتدريبه والمنطلقات الفكرية والعقدية لإعداد المعلم المسلم. هدف الدراسة 1- محاولة الكشف عن جوانب الضعف والقصور في إعداد المعلم في كليات التربية وكليات المعلمين سواء في الأهداف أو محتوى البرنامج أو الأنشطة المصاحبة أو التقويم... إلخ أو تدريبه أثناء الخدمة. 2- تقديم المقترحات ذات العلاقة لمواجهة القصور والضعف في هذه البرامج مما يؤدي إلى تحسين عملية إعداد المعلم وتدريبه، وعرض بعض الأساليب العملية لضمان احتفاظ المعلم بقدرته على الأداء المتميز. أولاً: في مجال برامج إعداد المعلم: تهدف برامج إعداد المعلم إلى إعداده ثقافياً وتخصصياً ومهنياً« تربوياً» ثم تصمم البرامج المختلفة لتحقيق هذه الأهداف، ويتكون البرنامج عادة من مجموعة من الأهداف الواضحة الإجرائية، ومحتوى البرامج حيث الإعداد الثقافي والتخصصي والمهني، وتحديد طرائق التدريس والأنشطة التربوية المصاحبة والتقنية التعليمية المستخدمة في البرنامج، وأخيراً تقويم مخرجات البرنامج وفق معايير ينبغي تحقيقها في كل مدخلات البرنامج. فهل حققت هذه البرامج أهدافها بوجه عام؟ للإجابة عن هذا السؤال قام الباحث بدراسة تحليلية لعدد من البحوث التي تناولت هذا البعد «واقع إعداد المعلم» في المملكة العربية السعودية من حيث أهداف البرامج ومحتواها والمواد التدريبية والنشاطات المصاحبة لها. وقد خرج بالنتائج والتوصيات التالية: 1. الإعداد الثقافي ضعف الإعداد الثقافي للمعلمين من خلال ضعف الخريجين في اللغة العربية ومهاراتها، ولذا فلابد من الاهتمام باستخدام اللغة العربية الفصحى حتى يتمكن المعلم من نقل معلومات بعيدة عن التشويه. وكذلك زيادة جرعات الثقافة الإسلامية في مجال التخصص، إضافة إلى الثقافية الإسلامية التي توليها برامج إعداد المعلم رعاية فائقة. 2. صياغة أهداف برامج الإعداد بعض أهداف برامج إعداد المعلمين، صيغت بشكل عام، فهناك ضرورة لصياغتها بشكل إجرائي يمكننا التخطيط لها وتنفيذها ومن ثم تقويمها لمعرفة مدى نجاح البرنامج. 3. التربية العملية لم تعط التربية العملية- وهي عصب الإعداد التربوي المهني ومواجهة حقيقية للمهنة ومشكلاتها- الاهتمام المطلوب، ولذا فلابد من زيادة الاهتمام بها، وذلك عن طريق زيادة عدد فصول دراستها إلى عام كامل على الأقل، وتفعيل الأسلوب الإشرافي عليها، ووضع آلية لتنفيذ ذلك بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة منها فقد أجرى (حسان محمد حسان 1413هـ)، مسحاً للبحوث التي تناولت واقع التربية العملية واتضح منها أن: أ- عدد ساعات التربية العملية قليلة قياساً بأهميتها. ب- عدم فعالية الإشراف، فكثيراً ما تكون وسيلة لراحة المشرف، أو كما يقول البعض وقتاً مستباحاً للمشرف. جـ- القائمون على الإشراف- أحياناً- غير متخصصين فيه. د- عدم التنسيق بين المشرف والمدرس المتعاون والمتدرب، وضعف أو ندرة الاجتماعات الجماعية لبحث مشكلات التربية العملية، واقترح عدداً من التوصيات بشأن التربية العملية منها: أ- تكوين إدارة خاصة للتربية العملية على شكل مركز بحوث مصغر مزود بالمشرفين والباحثين المتخصصين يشرف على التربية العملية ويتابعها. ب- عقد دورات تدريبية وتنشيطية لتطوير أساليب العمل في التربية العملية. جـ- التركيز أثناء الإعداد والتمهيد للتربية العملية على معامل طرائق التدريس، والورش، وبرامج التدريس المصغر، وشرائط الفيديو الخاصة بمهارات التدريس. د- إعداد النماذج من الدروس وتسجيلها تلفزيونياً لمشاهدتها. هـ- تدريس المقررات التربوية والنفسية بطريقة وظيفية وتوجيهها مهنياً. 4. قدرات مهملة إن هناك اتفاقاً بين الدراسات التقويمية المختلفة على عجز برامج إعداد المعلم عن تكوين بعض المهارات الأساسية لدى المعلم، وإن جل اهتمامها يقتصر على الأهداف المعرفية في أدنى مستوياتها كالحفظ والاستظهار، وإهمال القدرات الأخرى، في حين هناك ضعف في مهارات التعليم الذاتي، مهارات التفكير والمبادأة في التعليم، ومهارات طرائق التدريس الفعالة. 5. الممارسات العملية والتطبيقية ضرورة التركيز على الممارسات العملية والتطبيقية للمقررات، وعدم التركيز فقط على المحاضرات النظرية. فلكل مقرر جانبان: جانب نظري والآخر عملي. وهذا الأسلوب يكشف لنا عن العناصر الجيدة من المعلمين، ويقضي على عجز البرامج في تنمية الجانب المهاري أو المهارات الأساسية. 6. الاهتمام بشكل واسع بالبحوث التقويمية للوقوف على مدى تحقيق البرنامج لمتطلبات المعلمين للإعداد المتكامل وللتأهيل لمهنة التدريس، على أن يشمل التقويم أهداف البرامج ومحتواها ونشاطاتها المصاحبة والمواد التدريبية. فالتقويم هو الطريق إلى نجاح البرنامج. 7. تطبيق بعض الاتجاهات الحديثة في التدريس، والابتعاد عن طرائق التلقين والاهتمام بتلك الطرائق التي تنمي مهارات التفكير، والإبداع والمبادأة في التعليم. 8. الاهتمام بالبحوث العلمية وتطبيقاتها الميدانية في إعداد المعلم، فما طرائق التدريس والمستجدات التربوي إلا نتاجُ البحث العلمي، فالتفاعل اللفظي داخل الصف والتعلم المصغر وأسلوب الكفايات وغيرها. فالمعلم يحتاج إلى ممارسة البحث العلمي ومن ثم ينبغي تهيئته وإعداده لذلك في برامج إعداد المعلم؛ لكي يقدمّ ويخطط ويشخص حتى يتمكن من تطوير أدائه. 9. ضعف الاهتمام بإعداد المعلمين الذين يتعاملون مع ذوي الفئات الخاصة، وعليه يجب وضع برامج خاصة تمكن المعلمين من التعامل مع الموهوبين، والمتأخرين دراسياً، وذوي صعوبات التعليم، وذوي المشكلات النفسية. 10. إما "جيد جدا" أو.. غالبية من يلتحقون بالكليات التربوية يتخرجون معلمين، لذا أوصي بأن تصبح مواصلة الدراسة لبرنامج البكالوريوس مشروطة بتحقيق الطالب لمعدل تراكمي لا يقل عن «جيد جداً» في نهاية المستوى الثاني، ومن قلَّ معدله عن ذلك فلا يمكنه من مواصلة الدراسة ليصبح معلماً، غير أن أمامه أحد الخيارات الآتية: 1- التحويل إلى البرامج الأخرى في الكليات مثل: المكتبات المدرسية، فني المختبرات، الوسائل. 2- التحويل إلى كلية أخرى في الجامعة إذا كان ذلك متيسراً. 3- الالتحاق بالبرامج الأخرى في المؤسسات التعليمية أو المهنية التي تقبله. 4- سحب أوراقه من الكلية ويعطى سجلاً أكاديمياً بالساعات التي سجلها. ويلزم لتطبيق هذه الفكرة ما يلي: أ- إعادة النظر في الخطة الدراسية في الكليات التربوية بحيث يبدأ التخصص من الفصل الخامس للمستوى الثالث. ب- إيجاد البرامج التحويلية المشار إليها في هذه الورقة. 11. رخصة للتدريس لا يكفي تخرج الطالب من كلية تربوية لكي يعين مباشرة معلماً، بل ينبغي أن يرتبط تعيينه بحصوله على رخصة التدريس التي تمنحها وزارة المعارف وغيرها من القطاعات التعليمية وفق معايير واختبارات دقيقة. 12. ولا تكفي.. لا يكفي لضمان التميز في التدريس أن يتخرج الطالب من كلية تربوية بتقدير مرتفع، وأن يحصل على رخصة التدريس، بل الأهم أن يتطور مستواه من حسن إلى أحسن في ميدان العمل المدرسي، ولا يتحقق هذا إلا بإيجاد نظام موضوعي دقيق للحوافز، من سماته ما يلي: أ- أن تربط العلاوة السنوية للمدرسين بمستوى الأداء: * من يحصل على تقدير «ممتاز» في التقويم السنوي يستحق العلاوة السنوية كاملة. * من يحصل على تقدير «جيد جداً» في التقويم السنوي يستحق 80% من العلاوة السنوية. * من يحصل على تقدير «جيد» في التقويم السنوي يستحق 65% من العلاوة السنوية. * من يحصل على تقدير «مقبول» في التقويم السنوي يستحق 50% من العلاوة السنوية. * من يحصل على تقدير «أقل من مقبول» تجمد علاوته. ب- إلزام المعلمين بحضور دورات تدريبية وورش عمل، وتدخل نتائج هذه الدورات ضمن التقويم السنوي. جـ- إجراء اختبارات دورية للمعلمين كل أربع سنوات لقياس مستواهم في الجانب العلمي والتربوي والثقافي، ويترتب على نتائج هذه الاختبارات حوافز إيجابية أو سلبية مثل: * اختيار المشرفين التربويين ومديري المدارس من بين المتفوقين في هذه الاختبارات. * إتاحة الفرصة للدراسات العليا للمتفوقين في هذه الاختبارات. * إعطاء المتفوقين درجة إضافية في السلم التعليمي. 13. أعضاء هيئة تدريس أكفاء ولكي يتحقق التطوير النوعي للمعلمين فلابد من وجود أعضاء هيئة تدريس أكفاء في كليات المعلمين وكليات التربية، لذا فإنني أقترح: أ- إعداد خطة لاستقطاب المعيدين المتميزين وتمكينهم من مواصلة دراساتهم العليا وفق برنامج زمني دقيق. ب- إعداد نظام موضوعي دقيق لتقويم مستوى أداء عضو هيئة التدريس. جـ- إقامة