لحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
سيد الأولين والآخرين .. وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلى يوم الدين.
بعد المدرسة كيف يقضي أولادنا العطلة الصيفية ؟
|
انتهى العام الدراسي و أطل الصيف برأسه و لاحت العطلة في الأفق ، و امتلأ البيت بصراخ الأطفال من ساعات الصباح حتى إغفاءة المخدة ، جاءت العطلة الصيفية لراحة الأبناء صغارًا و كبارًا من الدرس و التحصيل و ابتدأت متاعب الوالدين . و السؤال المطروح مع كل إجازة : كيف تتحول العطلة الى وقت يُستافد منه ؟ و كيف نملأ أوقات أبنائنا بدل الملل و الفراغ ؟ تحتاج الأم عادة الى أعداد غير قليلة من ( الأسبرين ) أو ( البنادول ) لمعالجة الصداع و آلام الرأس و التشنجات الناتجة عن كثرة الصراخ و التنبيه و التهديد و الوعيد و الأوامر و النواهي ، و ذلك عندما يبدأ الأبناء بالقرار في البيت مع العطلة الصيفية ... شجار من هنا ... صراخ من هناك ... فوضى في البيت ... كيف السبيل إلى الخلاص ؟؟ و كيف تعودهم الاستفادة من الوقت بما ينفعهم و يُرفه عنهم مع صرف طاقاتهم المخزونة ؟ و الأهم من كل ذلك كيف نحصنهم من الإنحراف و نبعد عنهم شبح الضياع و التسكع على الأرصفة و مصاحبة رفاق السوء ؟؟ كلها أسئلة صعبة ليس من السهل الاجابة عنها ، فهي تحتاج أن يكون للأهل نظرة منفتحة على الحياة ، يتمتعون بقدر عال من الوعي و الثقافة ، و لديهم القدرة الكافية للتمييز بين الخير و الشر و أن يتحلوا بالصبر و التصرف بحكمة و ذكاء حتى يكونوا مؤثرين في شخصية و سلوك أولادهم .و على الوالدين أن يهتما بأمور تربية الطفل سواء في أيامه المدرسية أو أثناء العطلة و لا يكون الاعتماد على المدرسة وجهازها التعليمي فقط ، و أن تكون عملية توجيه الابناء تربويًا عملية منهجية مدروسة واضحة الاهداف وموجهة . و المعلوم أن الاولاد دون سن العاشرة لا يحبون الاستماع الى الأوامر عادة ،و يضيقون بها الى حد كبير و هي أكثر بعدّا أثناء العطلة الصيفية التي يرون أنها وقت اللعب و الاستمتاع و تنفيذ طلباتهم و رغباتهم بغض النظر عن رأي الأهل و ظروفهم إن كانت تسمح بذلك أم لا . فالاولاد فوق سن العاشرة بالامكان الاعتماد عليهم بتكليفهم ببعض المهام . فالبنت قد تساعد أمها في ترتيب الأسرة و اعمال البيت ، و ابن الحادية عشرة قد يشتري حاجيات المنزل الخفيفة او يروي مزروعات الحديقة ، بينما الصغار يبدأون باللعب ثم يملون بعد قليل، و تكثر أسئلتهم و طلباتهم و تأففهم . بالامكان إشراك الاولاد بدورات صيفية ترفيهية تربوية تقوم بها المدارس و النوادي المحلية لقضاء العطلة بشكل جماعي تحت شعار المشاركة الفعالة و التنافس البري ، أو انضمامهم الى الجمعيات الكشفية التي تربي الولد و تصقل شخصيته و تعوده الطاعة و التعاون و الجرأة و الاقدام ، و الكشاف فيه الكثير من مبادىء تنظيم الجيش و تدريبه . و يبقى البيت المكان الاول و الاخير لقضاء عطلة بلا كلل و لا ملل . أولاً ينبغي إن كانت مساحة البيت تسمح بذلك ، تخصيص غرفة خاصة بالاولاد يتمتعون فيها بألعابهم على ألا تكون فاخرة الأثاث ، خالية من وجود مقتنيات قابلة للكسر أو مواد قابلة للاشتعال ، مغلقة النوافذ و أبواب الشرفات . هذا لا يعني أن نحبسهم فيها طوال النهار حتى يحين موعد نومهم و لكن يمضون فيها وقتًا ريثما ينتهي الأبوان من انشغالهم ثم بعدها يمكن لأحد الأبوين أو كليهما مشاركة أولادهما باللعب بأشياء مسلية و نافعة أو رواية القصص لهم التي تحتوي على العبر ، أو الانشاد الجماعي لأغاني الأطفال . كذلك ألعاب التسلية و تركيب المكعبات . و إن كان البيت يحتوي على حديقة فالامر يصبح سهلاً و مسليًا ، إذ سيتكمن الاولاد من اللعب بحرية و انطلاق أكبر و في جو صحي متجدد الهواء كالقفز بالحبل و شدّ الحبل و كرة القدم أو كرة السلة و كلها ألعاب من الصعب القيام بها داخل جدران الغرفة المغلقة أو على قارعة الطريق لما تسبب من حوادث لها خطرها على سلامة الاولاد و صحتهم . و انتهاز فرصة العطلة لتعليم الأولاد الأمور الشرعية كالوضوء و الصلاة و ارتياد المساجد لصلاة الجماعة |