عقاب تارك الصلاة[size=48]ما هو عقاب تارك الصلاة [/size]
[size=32]تعتبر الصّلاة في الدّين الإسلامي عماد الدّين، وهي ما يفرّق به بين المؤمن والكافر، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" إنّ بين الرّجل وبين الكفر ـ أو الشّرك ـ ترك الصّلاة "، أخرجه مسلم، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" العهد الذي بيننا وبينهم الصّلاة، فمن تركها فقد كفر "، رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" لا حظّ في الإسلام لمن ترك الصّلاة "، وقال عبد الله بن شقيق: كان أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - لا يرون من الأعمال شيئاً تركه كفر إلا الصّلاة، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:" من ترك الصّلاة فقد كفر "، رواه المروزي في تعظيم قدر الصّلاة. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:" من لم يصلّ فهو كافر "، رواه ابن عبد البر في التمهيد، وهذه هي عقوبة من ترك الصّلاة بشكلّ قطعيّ وتامّ، ولكنّ الإنسان الذي يصليها مع تكاسل في أدائها، أو يقوم بتأخيرها عن وقتها، فقد توعّده الله سبحانه وتعالى بالويل فقال:" فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون "، الماعون/5. وأوّل ما يحاسب عنه العبد في يوم القيامة هو الصّلاة، كما قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم:" أوّل ما يحاسب عليه العبد الصّلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر "، رواه الترمذي وحسّنه، وأبو داود والنّسائي، وإنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - ليعرف أفراد أمّته يوم القيامة بالغرّة والتحجيل، وذلك من أثر الوضوء، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" إنّ أمّتي يدعون يوم القيامة غرّاً محجّلين من أثر الوضوء "، رواه البخاري ومسلم. ويعدّ ترك الصّلاة من المعاصي الكبيرة، وهذه المعاصي تعمل على أن ينسى الإنسان نفسه، كما قال الإمام ابن القيّم:" فإذا نسي نفسه أهملها وأفسدها، وقال أيضا: ومن عقوباتها أنّها: تزيل النّعم الحاضرة وتقطع النّعم الواصلة، فتزيل الحاصل وتمنع الواصل، فإنّ نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته، ولا استجلب مفقودها بمثل طاعته، فإنّ ما عند الله لا ينال إلا بطاعته.. ومن عقوبة المعاصي أيضاً: سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله، وعند خلقه، فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وأقربهم منه منزلةً أطوعهم له، وعلى قدر طاعة العبد تكون له منزلة عنده، فإذا عصاه وخالف أمره سقط من عينه، فأسقطه من قلوب عباده. ومن العقوبات التي تلحق تارك الصلاة: سوء الخاتمة، والمعيشة الضنك، لعموم قوله تعالى:" ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى "، طه/124 ". وقد اتفق الفقهاء على أنّ من قام بترك الصّلاة جاحداً بها، ومنكراً لها، فهو يعتبر خارجاً عن الملة ولك بالإجماع، وأمّا من قام بتركها وهو مؤمن بها، ومعتقد بفرضيّتها، ولكنّه يقوم بتركها متكاسلاً، أو متشاغلاً عنها، فقد وردت أحاديث صريحة بكفره، وهناك من العلماء من أخذ بهذه الأحاديث، وكفّر تارك الصّلاة، وأباح دمه، وهذا هو مذهب الإمام أحمد، وهذا هو المنقول عن أصحاب النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وهناك جماعة من العلماء قد اختاروا أنّ تارك الصّلاة يقتل حدّاً لا كفراً، وهذا قول كلّ من الإمام مالك والشّافعي، ومنهم من رأى أنّه يحبس حتى يؤدّي الصّلاة، وهذا هو قول الإمام أبو حنيفة، والرّاحج أنّه يستتاب، فإمّا أنّه يتوب أو يقتل على أنّه مرتدّ، وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم:" رأس الأمر الإسلام وعموده الصّلاة، وذروة سنامه الجهاد "، رواه الترمذي وصحّحه. (1)[/size]