"عندما نحب يصبح للأشياء معنى أكبر"

و عندما يرحل الحبيب تفقد الأشياء معناها الأصلي

صباح اليوم زرت صديقتي الدكتورة سوسن أشكو لها صداعي و مزاجيتي و أعراضا أخرى أسمعتها إياها على عجل في طريقي إلى العمل فابتسمت و قالت

لا داعي للقلق انه "فقط" سن اليأس

و ليته كان هناك شيء إلا أن يكون سن اليأس..و هي تقول كلماتها نزلت دموع غزيرة داخلي و ملأت صورك جدران العيادة و شعرت بضيق في التنفس..فقلت لصديقتي هاربة منك و منها بابتسامة مصطنعة

لقد كبرنا إذن..و أردفت في سري و كبرت أحزاننا و خيباتنا معنا ..لا أمل إذن في إنجاب ابننا..هاهو موت اخريلفني.

أتابع طريقي للعمل..أرتدي مئزري و أقابل طلابي المراهقين الحالمين المبتسمين للحياة..أشرح الدرس و أعيد مرات و مرات فيفهمون و لا افهم أنا "لماذا رحلت"...

أواعد صندوقي الأسود سارة -القادمة في زيارة لأهلها في المدينة-على لقاء في المساء في حديقة التسلية "عل القلب يسلي عن همومه" و نلتقي و اخبرها ماحصل و أصمت كتمثال..

قالت لي ذات يوم مواسية

عندما يرحل أحدهم فذلك لان آخر على وشك الوصول

و أجبتها بثقة وألم

فات الأوان..لقد أغلقت محطتي و ما من واصلين

لم تصدقني يومها و اعتبرت كلامي نتيجة صدمة و أنها بعد زمن قصير ستجدني بخير و ربما في حالة حب و اليوم بعد ربع قرن من الحداد العاطفي..بعد ربع قرن من الصوم عن موائد الحب تذكر تلك العبارة و حكايتي الصباحية عند سوسن فتدمع عيناها و نحن نسير مع أصغر بناتها ليلى ذات العشر سنوات في حديقة التسلية و تقول

لماذا قتلت نفسك..

أجيب

كنت ميتة أصلا ..ما لجرح بميت إيلام..مت يوم رحل و رفضت ابنا من غيره مدعية الحياة..كنت صادقة طول عمري في مشاعري و أنت تعلمين هذا.