عضو نشيط
إحصائيةالعضو | عدد المساهمات : 798 | تاريخ التسجيل : 09/11/2014 |
|
| موضوع: "لوحدها" "لوحدها" م عظيم فقط دون العظمة , دون بكرة تغطي شرفها ودون رجل عظيم يقف أمامها ولكن لديها أم أوهمتها بحنان زائف , قصة "نجية بنت لتلك الأم" .
نجية عمرها الآن خمسون سنة, مريضة بسرطان الثدي , تمنت لو كان للشارع سقفا يحميها من الجو البارد , قصتها مثل سندرلا ولكن بصيغة عربية , فهذه الصيغة لايوجد بها ساحرات ولاحذاء على مقاصها و لا أمير يتزوجها , سنرجع بالزمن إلي الوراء عندما كانت نجية تدرس و في عمرها خمسة عشر سنة , عندما ذهبت أمها لفرنسا للعمل هناك والتي أخدتها "جاكلين" المالكة الشرعية لشركة الملابس‘’lled’’وعند عودتها بشهرين للمغرب , فهي يومين حتى جاءت أخت "جاكلين" تطلب يد نيجة للزواج "بمايكل" فرنسي ذو أصول إفريقية , فقررت أم نجية أن تأخدها لفرنسا لكي تعرف أين ستسكن وكيف حياته هل جيدة ويستحقها أم أنه فقير كباقي السود , وصلوا لمكان إقامته , يسكن في شقة بأحد العمارات الموجودة بمرسيليا ويعمل كأستاذ للمادة التاريخ , لديه سيارة وكل ماستحتاجه, وافقت نجية برضي من أمها , فقرر في تلك اللحظة بأنه سيتكفل بأكلها ولبسها ودراستها حتى يصبح عمرها ثمانية عشر سنة وتصبح في سن يقبل فيه الزواج , رجعت الأم وأبنتها نجية للمغرب , وفي كل شهر كان "مايكل" يأتي لمنزل نجية ويضع ظرفا تحت الباب به مالا ولكن دون فتح الباب بأمر من أمها , نجية التي كانت تخاف من أمها وتفعل ماتقول لها بالحرف , مرت ثمانية أشهر دون رأيت نجية لخطيبها سوى صوت يناديها به ويسألها عن دراستها وأموالا مختبأة في ظرف سرعان ماتنقدي , رجعت نجية وأمها لفرنسا , ظهرت أكاذيب بأعذارها مثل التي أخبرت بها أم نجية إبنتها "مغديش نزوجك لمايكل " إندهشت نجية فلايعقل فلذيه كل متتمني "علاش عطيني شي سبب " , ردت عليها بعذر عنصري "حيت كحل أو خوتك مابغواش " نجية صدقت كلامها وكلام أخوانها مع أن إخوتها ليس في علمهم , مرت الأيام ومايكل لم يعد , كانت نجية جالسة علي الأرض تمشط شعرها فأمرتها أمها بأن تذهب إلى منزل صديقتها "جسكة" ذات أب فرنسي وأم مغربية التي تبعد عنها بشارعين وتخبرها بأن تأتي هي وأختها "عيشة" للعشاء عندهم , فعلت ما أمرت به , جاء وقت العشاء كانت نجية نائمة حينما جاؤ الضيفان وجاء معهم رجل طويل القامة يدعى "بوشتة" , فنادو على نجية للجلوس معهم , غسلت وجهها وجلست على الأرضية تنتظر حديثهم , أخبرتها أمها بأن "بوشتة" أراد الزاوج بك , لأنه أفتن بك وهو من القنيطرة من نفس المدينة التي نسكنها , بدأت نجية تتحدث في صمت إذا كان هذا ماتريد أمي فليكن , قبلت به كزوج رغم شاربه الطويل , تزوجو بدون عقد زواج أو عدول سوى الفاتحة التي قرءو , دخل عليها في بيت أمها لأنه لايملك بيتا ولامال , بعد مرور ثلات أشهرإنتفخ بطنها وهي لاتزال قاصرا , وبدون رحمة ولاشفقة على بنتها الحبلي وبموافقة زوجها بأن يقتصمي المال بدأت ترغم نجية علي فعل الرذيلة , كلنا لدينا قلوب لذي القلوب كثيرة لكن أجملها , أطيبها , أنقاها, تلك التي تجدها تمد إليك يدها قبل أن تطلبها , ولكن الصعب أن تجد ذلك القلب الذي هو منبع الحنان ومن أحشائه إزدادت لايملك في الأصل يدين فتلك الأموال التي جنت أمها وزوجها ببيع لحم نجية حيا لن يدخلهم الجنة ولن يجعلهم خالدين لأن المال لايشتري الحياة, ماتت الغيرة وقست القلوب بكترة الذنوب وجفت الدموع بقسوة القلوب فنجية بين ليلة وضحاها ولدت ذلك الإبن ولكن السلطات الفرنسة أخدته منها وأرجعوها إلى المغرب, ذلك اللحم الذي كانت تبيعه أصبح نيئا , لاتملك مالا ولا شرابا سوى شخصية ذبلت بقسوة الزمان , فكلما زاد نقاء المرء وصفاء قلبه زادت تعاسته , فلم تعد نجية ثبحت عن العضمة بل همها الوحيد هو متى سيأخد الله روحها, فعندما ذهبت للبيت الموجود في مدينة القنيطرة التي كانت تعيش فيه من قبل وأرادت الدخول لم يتركاه إخوتها بالدخول , فلاتحكموا على إختياراتها إذا لم تكونوا تعرفوا أسبابها , ولاتحكموا على أسبابها لأنكم لم تعيشوا حياتها , فأمها والتي هي أمكم أيضا كسرت ظهرها لكي لاتستطيع النظر في وجوهكم , ولو نظرت لفهمتم حالها ولكن للأسف فهذا أسوء مافعلت نجية بنفسها هو إتخاد قرار لاتعرف مصيره فقط من أجل إرضاء أمها وهاهي تعاني من جرح أمها وزوجها والآن إخوتها , رجعت للشارع وليس هناك من أحن منه يقبل بالفقير واليتيم , بالجائع والمريض , جلست تبكي على حالها والأمطار بدأت بالسقوط عليها كأنها تبكي معها , فالحمد لله لأن لها ربا إذا غلق أبوابهم لاتغلق بابه , وإذا قست القلوب نزلت رحمته , فلقد صبرت حتى عجز الصبر عن صبرها , هذه قصة في بضع أسطر تختزل سنين من المعانات , قصتها التي إنتهت في الصباح عندما وجدوها ميتة , فيا أيها الناس الواقفين تنظروا لحالها وتتأسفون أين كنتم البارحة عندما كانت على قيد الحياة , فأنتم قد أحكمتم عليها قبل أن تسمعوا منها , فصمتها ليس عدم قدرتها على الكلام ولكن حينما رأت بأن لاجدوى في الكلام , وحتى لو تحدثت فأقرب الناس لم يعطفوا عليها , فالصمت أفضل لها .
|