جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتدى جواهر الأدب العربي :: منتدى المقامات |
الجمعة 11 أغسطس - 17:46:31 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: الحزنُ الجميلُ الحزنُ الجميلُ هواجس ما بعد منتصف الليل بقلمي بلغ أحمد من عمره ستة و عشرون عاما، حصل على شهادة الباكلوريوس في شعبة الاقتصاد،عمِل كمحاسب ٍ في شركةٍ في مدينة الرباط، غير أنه انقطع عن عمله، بسبب مرضٍ ألمَّ به لمدة سنة كاملة. أحمد فقد والده وهو لا يزال صبيا، حتى أنه لا يتذكر تفاصيل حياته مع أبيه، اللهمَّ بعض الصور القديمة، التي ما زالت تُحتفظ في ألبوم الصور. أما والدة أحمد فلا تزال على قيْد الحياة غير أنها مصابة بداءِ السرطانِ. أحمد هو الإبن الأصغر، وله أخ أكبر اسمه الحسين، متزوج من صْفيَّة، الحسين هو المسؤول الوحيد عن أسرته الصغيرة، فهو الذي يعيلها، بعد عطالة أحمد من العمل. أحمد تعرف على فتاةٍ اسمها عائشة، تقطن في الدُّوار نفسه الذي يقطن فيه أحمد، إلاَّ أنهم لم يتعرفوا على بعضهم البعض بشكلٍ عميقٍ إلا في الجامعةِ، فهناك توطَّدت العلاقة بينهما، لينتقلوا من علاقة الصداقة الى علاقة حُبٍّ. " ------------------------------------------------------- استيقظَ أحمدُ من نومٍ مريحٍ، نظر إلى السَّاعةِ الحائطيةِ، كانتْ تشيرُ إلى السابعةِ إلا ربعًا، قام منْ مكانهِ و ارتدى ملابسهُ، و توجَّه إلى الدُّوش، غسل وجههُ، مشّط شعرهُ، ثم أخد جُؤنة العطرِ من نوع "أيْزون"، رشَّ القليلَ على قميصه، و قليلا على خديهِ. فراحَ الى البهوِ، حيث كانت أمَّه وزوجة أخيهِ صْفيَّة جالستين تتناولان الفطورَ، قبَّل رأس أمه فجلس بجانبها قائلا: -أنظري أمي إلى السماءِ كمْ هي صافية، استمعي إلى زقْزقة العصافير كم تُطرب الأذان، اليوم يوم جميل. -نعم ولدي، كل الأيام جميلة، فقط مزاج الانسان و حالته النفسية هي التي تتغيَّر. فحينًا يرى الأشياء جميلة، و حينًا يرى نفس الأشياء الجميلة قبيحة ومقززة. -نعم أمي الأمر كذلك. همَّ أحمد في تناول الفطور، بينما هو كذلك سألته صْفيَّة متعجبة : -لم أراك سعيدا و نشيطا هكذا قبل هذا اليوم، فما السر في هذا يا ترى ؟ ردَّ أحمد على سؤال صْفيَّة بابتسامة أنيقة ثم قال : -اليوم سأذهب الى أكادير، لأقابل هناك مدير الشركة، من أجل الحديث عن تفاصيل العقدِ. وقالت الأم : هذا يعني أنك وجدت عملا بعد عطالة طويلة. -نعم أمي الأمر كذلك . -الحمد لله، الحمد لله، وفَّقك الله، وسدَّد خطاك نحو النجاح والتألق، إن شاء الرحمن. -أمين، دعواتك مقبولة إن شاء الله أمي. ذهب أحمد إلى غرفته، فوقف أمام المرآة ينظر إلى نفسه بكل ثقة، ليتدرَّب على الحوار الذي سيدور بينه وبين مديره، فيتخيَّلْ أحمد أن مدير الشركة هو صورته في المرآة. بعد انتهاء أحمد من تدريبه، ارتمى على سريره، غمض عينيه، فبدأ يشْهق بعمق ثم يزفر بهدوء. بعدها أخد الهاتف، فضغظ على لوحة المفاتيح، أدخل الرمز السري، فدخل إلى معرض الصور، ثم أدخل مجددا رقم سري أخر، فدخل إلى صور حبيبته عائشة، يحدِّق في تفاصيلِ وجهها الجميلْ، ويقول في قُرارة نفسه، "قريبا سنتزوج يا عائشة، نعم قريبا سنتزوج وننجب الأولاد، أكون أبًا، و تكونين أمًا، سنعيش حياة سعيدة يا عائشة إن شاء الله." عائشة هذه، حبيبة أحمد منذ أيام الجامعة، لم يروْ بعضهم منذ زمن، رغم أنهم يقطنون في الدوار نفسه. إستغرق أحمد في التفكير عميق في عائشة، بعدما عاد إليه الوعي، وجَّه بصره إلى الساعة، فرأى أنَّ الوقت قد حان ليخرج من المنزل، ليستقِلَّ الحافلة إلى انزكان، ثم يستقل أخرى إلى أكادير. أخد الملف التي تحوي بعض وثائقه، ووضعه تحت إبْطيه، فقد رتَّب الملف منذُ ليلة أمس، خرج من غرفته فوجد أمَّه تنتظره خلف الباب، حاملة معها كيسا فيه قارورة ماء باردة وعلبة مملؤة بالسَلطة الباردة، ذلك أن الجوَّ كان حارا، ناولت الكيس لأحمد، فقبَّل يدها فرأسها، ثم قال لها : -دعواتك لي أمي، مقبولة إن شاء الله. عانقها بحرارة، فودَّعته بيديْن من دعاء، وانفجرت بكاءا، كأنه الوداع الأخير. وصل أحمد إلى المحطة، فتوجه إلى إحدى الشُجيْرات، فاستظلَّ بظِلها، منتظرا الحافلة لتقلَّه إلى وجهته، وبعد طول انتظار، ها هي الحافلة أخيرا أبانت عن وجهها في المنعطف. أخد أحمد نفَسا عميقا، ثم مدَّ يده إلى جيبه، فأخرج منديلا، ومرَّره على جبينه المُبلَّل بالعرَقِ. ركب أحمد الحافلة بعدما أدى ثمن التذكرة، فقام يبحث عن كرسيٍّ ليقعد فيه، فجأة، رأى بجانبه حبيبته عائشة !! اتسعت عيناه فرحا، أما عائشة، فقد كانت مُنهمكة في قراءة رواية "الأسودُ يليقُ بكِ" لأحلام مستغانمي. كانت حقيبتها موضوعة فوق الكرسي بجانبها، كأنها علمت أن حبيبهُ أحمد سيلتقي بها بعد شوق طويل. همس أحمد في أذُنها بإسمها : -عائشة. عرفت أن الصوت صوت أحمد قبل أن تلتفت إليه، فاتَّسعت عيناها واحمرت وجنتيْها، وقالت في دهشة و بصوت يملأه الشوق والحب والحنين : أحمد ! التقطت حقيبتها بسرعة، ووضعتها بين رجليْها، فجلس بجانبها وتصافحا بحرارة، وكأن يداهم التصقت ببعضها وأبت أن تفترقا. تبتسم إليه عائشة ابتسامة أنيقة، أما أحمد فقد كان فارحا شاكرا الله، بعد أن رتَّب لهما القدر موعد لقائهما ليجمعهما بعد غياب طويل. نعم انه شوق العشاق !!. تجاذبوا أطراف الحديث، فيسألون عن أحوال بعضهم، و يعبِّرون عن مدى اشتياق بعضهم لبعض. وبينما هم كذلك تحسَّس أحمد اهتزاز هاتفه، اعتذَر لعائشة، فاخرج هاتفه من جيبه بسرعة ظنًّا منه أن المتَّصل ربما يكون مساعدة مدير الشركة الذي سيقابله، نظرَ إلى شاشة الهاتف فإذا به يجد رقم أخيه الحسين. رد عليه أحمد قائلا : -مرحبا أخي هل كل شيء على ما يرام ؟ -(يرد عليه الحسين، بصوت مقلق و مخنوق) أمي ! -أمي ! ماذا أصابها ؟ هيا أجب -(الحسين ينفجر بكاءا، ويقول بصوت متقطع) م..م..مآ..ماتت. نزل الخبر على أحمد كالصاعقة، فقام من مقعده كالمجنون، لا يدري ما يفعل، اتجه صَوب الباب الخلفي، يشير إلى السائق أن يتوقَّف ويفتح له الباب، غير أن السائق لم يآْبه له. أما عائشة، فتسْتفسِره عما حصل، ولكنه كان كالأصمِّ لحظتها. هدَّد أحمد السائق بصراخ رهيب قائلا : -إن لم تتوقف الآن، سأكسر هذا الزجاج اللعين، وأرتمي خارجا. السائق لا يبالي لما يقوله أحمد البتة و قال بصوت كسول : -أنتظر الوصول إلى المكان المخصص لوقوف الحافلة، هذا هو القانون. هاج أحمد، و أضحى كالثَّور حينَ يُستفزُّ بقطعة قماش أحمر، فرمى هاتفه بقوة صوب السائق، وأصابه في مؤخرة رأسه. ارتجف السائق خوفا بعد أن رأه على حالته تلك، فأوقف الحافلة مُرغما، وفتح له الباب الخلفي، لينطلق بعدها أحمد مسرعا كالبرق، إلى الإتجاه الأخر من الطريق. طريق العودة! يركض في تلك الشمس الحارة، وينظر إلى خلفه، ويُلوِّح بيده، إلى أي سيارة أتية، أملا في أن تقلَّه. مرَّت سيارات عديدة ولا واحدة توقفت، أو حاولت أن تتوقف. بعدها توقفت له شاحنة بيضاء كبيرة، ركب أحمد الشاحنة، فانطلق السائق، وبعد هُنيْهة، استفسره السائق عن حالته و ماذا حصل له. أراد أحمد أن يتكلم، ولكن حلقه مخنوق، لا يستطيع أن يتلفظ ولو بكلمة واحدة. ناوله السائق قارورة ماء، شرب قليلا سدَّ به رمقَه، فعمَّ المكان صمتٌ رهيبٌ. وبعد دقائق، قال أحمد بصوت قلق وحزين : -توفيت أمي قبل قليل نال عليها السرطان اللَّعينْ. عبَّر السائق بنوع من الأسى عن أسفه لأحمد، وحاول أن يواسيه ويخفف عنه، قائلا : -إنها الأم، فراقها صعب جدا، إنها كنز الحياة، إنها الجنة يا صديقي. أدعوا لها في صلواتك، فهي من الفائزين بجنة الفردوس إن شاء الله. لا تحزن، فهي لا تريد أن تراك و لن تحتمل رؤيتك حزينا. انتبه أحمد على أنه اقترب إلى المنزل، فطلب من السائق أن يتوقف، فاستجاب له. نزل أحمد من الشاحنة، فشكر السائق كثيرا. وانطلق مسرعا صوْب الدار، فرأى العشرات من الناس، أمام المنزل وداخله، اخترق الجميع غير آبهٍ لهم، لأنه يعلم جيدا أن الحشد يصطنع الحزن و الدموع ليس إلاَّ. توجَّه إلى البيت التي توجد فيه أمه، وأزال الكفن عن رأسها، وانهالَ عليها بوابل من القبُلات في جبْهتها، والدموع تسيل من عينيه، كغيمة أبت إلا أن تمطر. يشدُّ قبضاته بقوة، ويردِّد : لماذا تركتني أ الموضوعالأصلي : الحزنُ الجميلُ // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: الرائعة
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |