اسعد الله اوقاتكم بكل خير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا،
[size=32][size=32][size=32][size=24]وزدنا علماً.[/size][/size][/size][/size]
- اقتباس :
ان إعجاز القرآن يكمن في نظمه، وعلو فصاحته، وسمو بيانه، إنها اللغة الساحرة حين تتجلى في أروع صورها في كلام الله
وإعجاز القرآن نستطيع أن نلمسه في السياق كله.. في الجملة .. في النظم .. في الكلمة الواحدة
تتحول الكلمة بحسن وضعها في مكانها إلى صورة كاملة تنقل لنا المهد بجزئياته فنقترب من الحدث أيا كان.. فيرجف قلبنا من هوله، أو يخفق خشية لجلاله، أو يطير شوقا من محبته، فيتحقق لنا شيء من تدبر الآيات ولو لم نعمد إلى ذلك
فلننتقل إلى مثال عملي في القرآن الكريم
انظر إلى تلك الكلمة التي تتولى وحدها رسم صورة متناسقة لموقف كامل بالبيئة والشخوص والحركة والأحاسيس
اسمع قوله تعالى:
فأصبـح في المديـنـة خائفــا يترقـب
ألا تحملك كلمة يترقب إلى ذلك الجو الذي كان فيه سيدنا موسى عليه السلام؟
ألا تتخيل مشهد تلك المدينة النائمة الهادئة؟
ألا تتسلل إلى قلبك مشاعر الخوف والقلق والتوتر؟
ألا تشعر بذلك النبي العظيم وقد أرهفت كل حاسة من حواسه؟
ألا تشعر بالتفاته في كل لحظة يمينا وشملا وخلفا حذرا مما قد يحيق به؟
ألا تسمع وقع خطواته الرقيقة خشية أن يشعر به أحد ممن يطلبه؟
لو قال : يتحين أو يتوجس أو يرقب أو يراقب هل كانت تلك الكلمة مؤدية لشيء مما حملته هذه الكلمة الموحية في هذا السياق؟
إنها الدقة المتناهية في انتقاء اللفظ المشع في الموقف المناسب.. إنها روعة انتظام الدرر في عقد البلاغة العليا
إنها بلاغة القرآن.. إنها عظمة القرآن.. إنه بيان القرآن.. إنه إعجاز القرآن
-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-
استلهمته من مباحث في كتاب:
الإعجاز في نظم القرآن لمحمود شيخون