لفرق بين الثعبان والحيالخناق الرمادي
[size=32]بين الثعبان والحية إنّ لغتنا العربية العامية على وجه التحديد تشمل كماً هائلاً من الألفاظ المتداولة سواء باستخدامات، أو مسميات، أو مصطلحات خاطئة تختلف بالمعنى، لذا يجب الفصل فيها وتوضيحها؛ لأنّ هذا أمر فيه انتقاص من شأن اللغة ويضعفها، وفيما يلي توضيح الفرق بين الحيَّة والثعبان. الثعبان مما ورد في الآيات الكريمة نستدلّ على أن الثعابين هي الضخمة المخيفة، ومن الدراسات والأبحاث العلمية تم وصف ذكر الثعبان بأنه أبيض الوجه أصفر الجذع أشعر، ويميل لون الأنثى للأحمر، غالباً يكون صيد الثعبان من الجرذان، سُمّ الثعبان خطير جداً لأنه قاتل، ونستشف من الآيات أيضاً أن: الثعبان في بداية حياته عندما يكون صغير الحجم يطلق عليه حيّة سواء كان ذكراً أم أنثى، وإذا تضخّم وكبر حجمه يصبح ثعباناً، مبين أي مخيف لضخامته، والأنثى من الثعبان تسمّى (أفعى). الحيَّة الحيات هي فراخ الثعابين، وهو اسم مشتق من (الحياة)؛ لأنّها تفقد حياة بعض الأحياء بوحشيتها، أصلها (حيوة) وللتخفيف دغّمت الواو وتمّ تشديد الياء جمعها حيوات، وتطلق على جميع الزواحف طويلة التكوين في بداية حياتها، وهي أيضاً ماكرة، كما يطلق (حيّة) على كلاً من الرجل والمرأة الذين طالت أعمارهم بعد أن ماتوا عنهم أزوجهم (الأرامل كبار السن). الثعبان والحيّة في القرآن الكريم ضبطت آيات القرآن الكريم جميع معاني العربية ومنها: (الحية والثعبان) حيث وردت دلالة الاستخدام واللفظ في مكانها المناسب، وميّزت المعنى الصحيح، حيث ذكرت كلاً منها باسمه وصفات تدل عليه، فجاء في قَولَه تعالى: (فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ) [طه: 107] الثعبان المبين تعني الحيّة الكبيرة المكتملة النمو من ضخامة وشراسة فهو (الثعبان)، وفي آية أخرى قال تعالى: (قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى*فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى) [سورة طه: 19-20]، الحيّة هنا صغيرة الحجم الآمنة في سعيها. صفات الحيَّة والثعبان جميعها حادة البصر، هجومية فتاكة، شديدة الطباع، ماكرة في صيد الفرائس، خفيفة الحركة، تتجرأ على الضب فتستحل جحره وطعامه. الثعبان والحيّة كلاهما يعتبر من فصيلة الزواحف، واللافقريات، ومن آكلات اللحوم، ملمسها ناعم وهي صغيرة تكون (حيّة)، وعندما تنمو تغطيها الحراشف وتصبح (ثعبان)؛ إذن جميعها تشترك بذات الصفات، تعيش في جميع أنواع البيئة فنراها تقيم جحورها بين الصخور وشقوقها، وفي التراب وعلى الأشجار، كل ما يعنيها هو أن يكون المكان مهجور ساكن الحركة. وتتكيف مع الطبيعة من حيث: اللَّون فتأخذ لونها المناسب من الطبيعة حولها كالأشجار، والصخور، لديها القدرة على التحوّل والتأقلم؛ تشبه في ذلك كلاً من: السحالي، والتماسيح، والضفادع؛ وهذا لأنّها تمتاز أيضاً بصفة المكر والدهاء فتمكث وقت غير قليل في ثبات حتى تطمئن الفريسة. تتحمل درجات الحرارة ما بين 2-45 درجة مئوية، تنام وأعينها مفتوحة لأنها تفتقد لحاسة السمع؛ وتعتمد على بطنها في إدراك وقع الدبدبات بفعل الأشياء على الأرض مهما بلغت من خفوت أو صخب بعيد، وأما ما نراه من رقص الحيَّات على بُنجيرة الهندي إلا أنها تتبع حركات اصابعه حين يعزف. الحيّة والثعبان أيضاً مثل سائر الحيوانات لديها جميع الغرائز، وسوف نركز هنا غريزة الخوف والدفاع عن النفس للأهمية، فعندما تشعر الحيّات والثعابين بالخطر تطلق مادة من أنيابها بسرعة فائقة من مسافة بعيدة، كما تطلقها أيضاً عندما تريد السيطرة على فريستها، الخطر يكمن في أن: بعض هذه المواد يسبب تخدير لساعات طويلة، ومنها يؤدي للشلل، والبعض الآخر سام جداً ويقتل خلال ساعة؛ ولذا يُقال لمن ينجو منها يُعتبر كـأنها كُتبت له حياة جديدة. تعيش على الأرض 2700 نوع من الحيات والثعابين، أما النوع السام فيقارب 400 نوع؛ تعيش في الأماكن الطبيعية كثيفة الأشجار، التي تحتوي على بحيرات أو ينابيع ماء، فيجب أن تكون لوحات تحذير من وجودها وتؤمن المرافق العامة. تكاثر الحيَّة والثعبان يكون موسم التزاوج في الربيع والصيف، حيث الأجواء مناسبة والطبيعة زاخرة بالجمال، تستعد الأنثى للتلقيح فتفرز مادة أنثوية تُسمى (فيرمونات) جذابة جداً للذّكر، وبدوره الذَّكر يلتف حول نفسه بشكل كروي كاستعراض؛ لتختار كل أنثى ذكرها، حيث تذهب إليه فيزحف من تحت جسمها ويخصبها داخلياً، وتضع الأنثى كمية كبيرة من البيض تصل إلى مائة بيضة تفقص جميعها ما بين (أربعون يوماً-شهرين)، وهناك نوع من الإناث تحتضن بيضها في جيب داخل جسمها، حتى يأتي موعد تفقيص البيض فيخرج صغارها (فرخ الحيّات) في اتجاهات مختلفة، ويعتمد كل منها على نفسه، وبعض الحيات تبني حجر لاحتواء الفروخ الصغيرة منها حتى تنمو وتكبر.
منقول[/size]