جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: الركن الأسلامي العام :: القسم الاسلامي العام |
الجمعة 21 يوليو - 23:19:40 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا س: تسأل السائلة وتقول : هل هناك دليلٌ على أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى الله عز وجل ؟ وهل هناك دليلٌ على رؤية الناس يوم القيامة للرسول صلى الله عليه وسلم؟ . (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 161) ج : أما في الدنيا فلم ير ربه - عليه الصلاة والسلام ، وقد طلب موسى أن يرى ربه فقال . لَنْ تَرَانِي ، وقال نبينا محمد عليه الصلاة والسلام : واعلموا أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه ، سئل عن هذا ، قال لما سأله أبو ذر ، قال يا رسول الله : هل رأيت ربك؟ قال : رأيت نورا ، وفي لفظ قال : نور أنى أراه ، رواهما مسلم في الصحيح . فبين لنا أنه لن يرى أحد منا ربه حتى يموت ، فعلم بهذا أنه لا يرى في الدنيا سبحانه وتعالى ، وإنما يرى في الآخرة ، قد يرى في النوم كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن لا يرى بالعين في اليقظة إلا في الآخرة ، فقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يرى في الآخرة ، يراه المؤمنون في القيامة ، ويراه أهل الجنة في الجنة ، وهذا إجماع أهل السنة والجماعة ، وقد أنكر ذلك بعض أهل البدع ، وقالوا : إنه لا يرى (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 162) حتى في الآخرة ، وهذا قولٌ باطل ، بل من عرف الأحاديث الصحيحة المتواترة عرف أنه حق ، أنه يرى في الآخرة ويرى في الجنة ، يراه المؤمنون ، وأن من أنكر ذلك فقد كذب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أننا نرى ربنا ، قال في بعض الروايات في الصحيحين عليه الصلاة والسلام : إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته ، وكما ترون الشمس صحواً ليس دونها سحاب فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه يُرى جل وعلا رؤية واضحة ظاهرة ، يراه المؤمنون في القيامة ، ويراه المؤمنون في الجنة كما يُرى القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته ، يعني لا يُزاحمون في رؤيته ولا يتضامون أيضاً ولا يشكون برؤيته سبحانه وتعالى ، هكذا أخبر صلى الله عليه وسلم ، بل جاءت به الأخبار عن رسول الله المتواترة ، اليقينية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأجمع عليه أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ، كلهم أجمعوا على أن الله سبحانه - يرى في الآخرة ، ويراه أهل الجنة ، يراه المؤمنون ولا يراه الكافرون ، قال تعالى : كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ يعني : الكفار ، لا يرونه في القيامة محجوبون عنه ، وأما المؤمنون فيرونه في القيامة ويرونه في الجنة كما يشاء سبحانه وتعالى ، هذا هو قول أهل الحق وهو قول أهل السنة والجماعة ، وقد ذهب جمعٌ من أهل العلم على أن من أنكر ذلك فهو كافر ، ذهب جمع من أهل السنة والجماعة على من أنكر رؤية الله (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 163) في الجنة وفي القيامة يكون كافراً ، لأنه مكذبٌ للرسول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه عليه الصلاة والسلام من الأحاديث المتواترة الصحيحة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم وسائر المسلمين ممن يراه ، ومن يفوز بذلك يوم القيامة وفي دار الكرامة ، ونسأل الله العافية من طاعة الهوى والشيطان . س: هل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء والمعراج ، علما أني سمعت رجلا يقول في قوله تعالى : وَلَقَدْ رَآهُ نَـزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى : إن جبريل عليه السلام لا يستطيع الوصول إلى هذا المكان ، إنما هو الله سبحانه؟ أرشدوني جزاكم الله خيرا . ج : الصواب أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لم ير ربه ليلة الإسراء والمعراج ، وإنما رأى جبرائيل ، هذا هو الصواب ، كما قال الله سبحانه : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى هذا جبرائيل عليه السلام : ذُو مِرَّةٍ يعني : ذا قوة ثُمَّ دَنَا يعني : جبرائيل ، (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 164) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى يعني : من محمد عليه الصلاة والسلام ، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ يعني : أوحى جبرائيل إلى عبد الله ، هو محمد عليه الصلاة والسلام يعني معروفا من السياق ، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَـزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى كل هذا في جبرائيل هذا هو الصواب ، إنه السياق كله في جبرائيل لا في حق الله عز وجل ، هذا هو الحق ، وقد وقع في رواية شريك بن عبد الله بعض الأغلاط ، وذكر ما يدل على أنه الله سبحانه وتعالى ، ولكن أهل الحق من أئمة الحديث غلطوا شريكا في ذلك ، فالصواب أن الآية في جبرائيل ، وَلَقَدْ رَآهُ نَـزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى هذا جبرائيل عليه الصلاة والسلام ، وكان رآه مرتين في صورته التي خلقه الله عليها ، رآه في مكة ورآه عند السدرة ، وله ستمائة جناح ، كل جناح منها مد البصر ، وهذا من آيات الله العظيمة سبحانه وتعالى ، وفي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : سألت النبي عليه الصلاة والسلام : هل رأيت ربك؟ فقال عليه الصلاة والسلام : رأيت نورا وفي لفظ آخر نور أنى أراه فبين عليه الصلاة والسلام أنه لم ير ربه وإنما رأى نورا ، سئلت عائشة (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 165) عن ذلك؛ فأفادت أنه لم ير ربه ، وتلت قوله تعالى : لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ يعني : في الدنيا أما في الآخرة فيراه النبي صلى الله عليه وسلم ، والمؤمنون يرونه يوم القيامة ، ويرونه في الجنة كما يشاء ، سبحانه وتعالى ، هذا بإجماع أهل السنة والجماعة ، المؤمنون يرونه يوم القيامة في عرصات القيامة ، ويرونه في الجنة كما تواترت به الأخبار عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، أنه قال للصحابة : هل تضارون في رؤية الشمس صحوا من دون سحاب ؟ ، قالوا : لا . قال : هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟ قالوا : لا . قال : فإنكم سترون ربكم كذلك ، ترونه كما ترون هذه الشمس وهذا القمر يعني : رؤية حقيقية . هذا واضح في مسألة الرؤية ، وأن المؤمنين يرون ربهم جل وعلا ، يوم القيامة وفي دار الكرامة كما ترى الشمس ، وكما يرى القمر وهذا تشبيه للرؤية ، لا للمرئي ، ربنا لا شبيه له سبحانه وتعالى ، ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم شبه الرؤية في وضوحها ، وإنها يقين كرؤية الشمس والقمر ، يعني : أنها رؤية واضحة ثابتة ، يقينية لا شبه فيها . أما المرئي سبحانه فليس له شبيه ، ولا نظير ، جل وعلا . وهذا هو قول أهل الحق ، قول أهل السنة والجماعة ، وقد ثبت هذا في الصحيحين ، من حديث أبي هريرة وحديث جرير بن عبد الله البجلي ، (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 166) ومن أحاديث أخرى كثيرة متواترة ، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، في إثبات رؤية الله جل وعلا ، المؤمنون يرونه يوم القيامة ، ويرونه أيضا في الجنة ، أما الكفار فإنهم محجوبون عن الله عز وجل ، كما أخبر بهذا سبحانه : كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ فهم محجوبون عن رؤية الله عز وجل ، لا يرونه أما أهل الإيمان فيرونه ، وهذا معنى قوله سبحانه : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ وجوه ناضرة يعني من البهاء والحسن ، ناضرة من النضارة من البهاء والحسن والجمال ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ، تنظر إليه سبحانه وتعالى كما يشاء ، فضلا منه وإحسانا سبحانه وتعالى ، وكما قال عز وجل : لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ المعنى للذين أحسنوا في الدنيا الحسنى في الآخرة ، وهي الجنة وزيادة وهي النظر إلى ربنا سبحانه وتعالى ، فالواجب على كل مؤمن وكل مؤمنة أن يعتقد ذلك ، وأن يؤمن بذلك وأن يبرأ إلى الله من طريقة أهل البدع ، الذين أنكروا الرؤية ونفوها كالجهمية والمعتزلة ، ومن سار في ركابهم ، هذا القول من أبطل الباطل ، وأضل الضلال ، وجحدان لما بينه الله في كتابه ، وبينه رسوله عليه الصلاة والسلام . (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 167) نسأل الله أن لا يحجبنا عن رؤيته ، وأن يوفقنا وجميع إخواننا المؤمنين لرؤيته سبحانه وتعالى ، والتنعم بذلك في القيامة وفي دار الكرامة؛ إنه جل وعلا جواد كريم ، ونسأل الله العافية من هذه البدع ، الذين حرموا هذا الخير ، وحرموا هذا التوفيق ، نسأل الله العافية . وحرموا أن يقروا بالحق الذي أقر به المؤمنون ، وهم جديرون بأن يمنعوا من هذا يوم القيامة؛ لجحدهم إياه ، نسأل الله العافية . الموضوعالأصلي : فتاوى نور على الدرب // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: هنا جلال
| |||||||
الجمعة 21 يوليو - 23:25:21 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب معنى قول : عز وجل ، ورب الأرباب س: تقول السائلة : دائما نقول : الله عز وجل ، الله رب الأرباب ، ما معنى عز وجل ومعنى رب الأرباب؟ ج : معنى عز وجل يعني : متصفا بالعزة والجلال والعظمة ، فله العزة الكاملة ، كما قال تعالى : وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ يعني : القهر ، والغلبة ، والقوة ، وكذلك جل أي : متصف بالجلال والعظمة ، والكبرياء سبحانه وتعالى ، فهو الجليل العظيم ، وهو العزيز الذي هو أعز شيء وأجل شيء سبحانه وتعالى ، وهو القاهر لعباده والعزيز الغالب لهم ، وهو الذي يتصف بالجلال الكامل ، يعني العظمة الكاملة . (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 168) وأما رب الأرباب يعني رب المخلوقات ، فإن الدار لها رب ، والأرض لها رب ، والنخل لها رب ، والأنعام لها رب ، يعني مالكا ، وهكذا يسمى رب الدار ، رب الأنعام ، رب الأرض ، يعني : صاحبها فهو رب هذه الأرباب ، يعني : رب هذه المخلوقات ، التي لها أتباع : صاحب الغنم يقال : رب الغنم ، صاحب الدار يقال : رب الدار ، صاحب الإبل يقال : رب الإبل ، فالمعنى أن الله هو رب الجميع وإن سموا أربابهم ، لكنهم مملوكون له سبحانه ، فهم عبيده فهو رب الأرباب ، يعني : رب المخلوقات جميعا ، مربوبها ورابها ، عبيدها وأحرارها ، جمادها وعاقلها إلى غير ذلك .
| |||||||
الجمعة 21 يوليو - 23:41:32 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب وجوب الإيمان باستواء الله تعالى على العرش س: سألني أخٌ مسلم أين الله ؟ فقلت له : في السماء . فقال لي : فما رأيك في قوله تعالى : وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ . ؟ وذكر آيات كثيرة ، ثم قال : لو زعمنا أن الله في السماء لحددنا جهة معينة ، فما رأي سماحتكم في ذلك ؟ وهل هذه الأسئلة من الأمور التي نهينا عن السؤال عنها ؟ ؟ ج : قد أصبت في جوابك ، وهذا الجواب الذي أجبت به هو الذي أجاب به النبي - صلى الله عليه وسلم - فالله جل وعلا في السماء ، في العلو سبحانه (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 127) وتعالى كما قال سبحانه وتعالى : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ، وقال جل وعلا : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى . وقال سبحانه : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ . فهو سبحانه وتعالى فوق العرش في جهة العلو ، فوق جميع الخلق عند جميع أهل العلم من أهل السنة . قد أجمع أهل السنة والجماعة - رحمة الله عليهم - على أن الله في السماء فوق العرش ، فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى . وهذا هو المنقول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن أصحابه رضي الله عنهم ، وعن أتباعهم بإحسان . كما أنه موجود في كتاب الله القرآن . وقد سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - جارية جاء بها سيدها ليعتقها ، فقال لها الرسول : " أين الله " ؟ قالت : في السماء ، قال : "من أنا" ؟ قالت : أنت رسول الله ، قال : أعتقها فإنها مؤمنة رواه مسلم في الصحيح . فالرسول أقر هذه الجارية في الجواب الذي قلته أنت ، قال لها : " أين الله " ؟ قالت : في السماء . قال : " من أنا " ؟ قالت : أنت رسول الله ، قال : أعتقها فإنها مؤمنة . وما ذاك إلا لأن إيمانها بأن (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 128) الله في السماء يدل على إخلاصها لله ، وتوحيدها لله ، وأنها مؤمنة به سبحانه وبعلوه ، فوق جميع خلقه وبرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث قالت : أنت رسول الله . أما قوله جل وعلا : وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ . فهذا لا ينافي ذلك ، الكرسي فوق السماوات ، والعرش فوق الكرسي ، والله فوق العرش ، فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى . وتحديد الجهة لا مانع منه ، جهة العلو ؛ لأن الله في العلو ، وإنما يشبه بهذا بعض المتكلمين ، وبعض المبتدعة ويقولون : ليس في جهة . وهذا كلام فيه تفصيل ، فإن أرادوا ليس في جهة مخلوقة ، وأنه ليس في داخل السماوات ، وليس في داخل الأرض ونحوها - فهذا صحيح . أما إن أرادوا أنه ليس في العلو فهذا باطل ، وخلاف ما دل عليه كتاب الله ، وما دلت عليه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام . وما دل عليه إجماع سلف الأمة ، فقد أجمع علماء الإسلام أن الله في السماء ، فوق العرش ، فوق جميع الخلق ، والجهة التي هو فيها هي جهة العلو ، وهي ما فوق جميع الخلق . وهذه الأسئلة ليست بدعة ، ولم ينه عنها ، بل هذه الأسئلة مأمور بها ، يعلمها الناس كما سأل عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أين الله ؟ " وسأله رجل ، فقال : أين ربنا ؟ فأخبره أنه في العلو سبحانه وتعالى ، فالله سبحانه وتعالى في العلو في جهة العلو ، فوق السماوات ، فوق العرش ، فوق (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 129) جميع الخلق ، وليس في الأرض ولا في داخل الأرض ، ولا في داخل السماوات ، ومن قال : إن الله في الأرض ، إن الله في كل مكان كالجهمية والمعتزلة ونحوهم فهو كافر عند أهل السنة والجماعة ؛ لأنه مكذب لله ولرسوله ، في إخبارهما بأن الله سبحانه في السماء فوق العرش جل وعلا ، فلا بد من الإيمان بالله ، فوق العرش فوق جميع الخلق ، وأنه في السماء في العلو معنى السماء يعني العلو ، فالسماء يطلق على معنيين أحدهما: السماوات المبنية ، يقال لها : سماء ، والثاني العلو يقال له : سماء فالله سبحانه في العلو في جهة العلو ، فوق جميع الخلق ، وإذا أريد السماء المبنية معناه عليها (في) يعني على ، على السماء وفوقها كما قال الله سبحانه : فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ ، يعني: عليها ، وكما قال الله عز وجل عن فرعون إنه قال : وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ، يعني على جذوع النخل فلا منافاة بين قول من قال : في السماء ، وبين قول من قال : إنه في العلو ؛ لأن السماء المراد بها العلو ، فالله في العلو فوق السماوات فوق جميع الخلق وفوق العرش سبحانه وتعالى ، ومن قال : إنه علا يعني فوق السماوات المبنية ، ولا شك أنه فوقها فوق العرش فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى . فأنت على عقيدة صالحة وأبشر بالخير والحمد لله الذي هداك لذلك ، ولا تلتفت لأقوال المشبهين والملبسين ؛ فإنهم في ضلال وأنت (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 130) الحمد لله ومن معك على هذه العقيدة ، أنتم على الحق في إيمانكم بأن الله في السماء فوق العرش فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى ، وعلمه في كل مكان جل وعلا ، ولا يشابه الخلق في شيء من صفاته سبحانه وتعالى ، وليس في حاجة إلى العرش ، ولا إلى السماء بل هو غني عن كل شيء سبحانه وتعالى ، والسماوات مفتقرة إليه والعرش مفتقر إليه ، وهو الذي أقام العرش ، وهو الذي أقام الكرسي ، وهو الذي أقام السماوات وهو الذي أمسكها سبحانه وتعالى كما قال عز وجل : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ، وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا ، فالله الذي أمسك السماوات وأمسك العرش ، وأمسك هذه المخلوقات ، فلولا إمساكه لها وإقامته لها لاندك بعضها على بعض ، ولكنه جل وعلا هو الذي أقامها وأمسكها حتى يأتي أمر القيامة إذا جاء يوم القيامة صار لها حال أخرى ، فهو سبحانه على كل شيء قدير وبكل شيء عليم وهو العالي فوق جميع خلقه ، وصفاته كلها علا ، وأسماؤه كلها حسنى . فالواجب على أهل العلم والإيمان أن يصفوا الله سبحانه بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسوله عليه الصلاة والسلام من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ، ولا تمثيل بل مع الإيمان بأنه سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 131) س: تسأل أم مجاهد سودانية تقول : قال زوجي في إحدى خطب الجمعة : إن الله في السماء مستو على العرش ، بائن من خلقه وهو فوق السماء السابعة ، فذهب أحد الناس يستنكر عليه وشنع به ، ونطلب من سماحتكم القول الواضح في هذا الموضوع ؟ جزاكم الله خيراً . ج : قد أحسن زوجك فيما قال ، وأصاب الحق فيما قال ، والله سبحانه وتعالى فوق العرش ، فوق جميع السماوات ، فوق جميع الخلق ؛ كما قال عز وجل : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ . والاستواء معناه : العلو والارتفاع ، يعني ثم علا على العرش وارتفع عليه سبحانه وتعالى . فهو فوق العرش وعلمه في كل مكان عند أهل السنة والجماعة ، وهذا هو الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وعلى رأسهم نبينا وإمامنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وهو قول أصحاب النبي جميعاً رضي الله عنهم ، كلهم درجوا على أن الله في العلو ، فوق العرش فوق جميع الخلق ، وعلمه في كل مكان سبحانه وتعالى ؛ كما قال جل وعلا : فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ . وقوله : وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ . فله العلو الكامل (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 132) سبحانه وتعالى من جميع الوجوه : علو الذات ، وعلو القدر والشرف ، وعلو السلطان والقهر سبحانه وتعالى ، وهو فوق العرش ، فوق جميع الخلق ، استوى على العرش استواءً يليق بجلاله وعظمته ؛ كما قال سبحانه : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى . قال هذا في سبعة مواضع من كتابه العظيم . فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة الإيمان بذلك ، والإمرار للصفات كما جاءت بغير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل . وإنكار الاستواء من مذهب الجهمية ، مذهب أهل البدع ، فالواجب على أهل الإسلام ذكوراً وإناثاً أن يؤمنوا بذلك ؛ كما جاء في القرآن العظيم ، وأن يسيروا على نهج أهل السنة في إثبات علو الله فوق جميع الخلق ، فوق السماء السابعة ، فوق جميع الخلق ، فوق العرش ؛ فإن العرش فوق الكرسي ، ثم هناك بعد الكرسي بحر بين أسفله وأعلاه مثل ما بين السماء والأرض ، فالعرش فوق الكرسي وفوق الماء ، والعرش هو سقف المخلوقات . وهو أعلاها والله فوق العرش سبحانه وتعالى ، فوق جميع الخلق جل وعلا ، ولهذا قال سبحانه : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، وقال عز وجل : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 133) . وقال : ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا . في آيات سبع ، كلها دالة على علوه وفوقيته واستوائه على العرش سبحانه وتعالى ، فالذي أنكر على زوجكِ هو الذي أخطأ وغلط ووافق أهل البدع ، وخالف أهل السنة ، وأما زوجك في إخباره بأن الله فوق العرش فوق السماء ، فوق جميع الخلق فقد أصاب ، ووافق أهل السنة ووافق الكتاب والسنة ، وخالف أهل البدع ، فنسأل الله لنا ولكم ولزوجكِ ولجميع المسلمين التوفيق والهداية ، والاستقامة على الحق .
| |||||||
السبت 22 يوليو - 13:20:22 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب باب ما جاء في أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم هم جميع الثقلين الجن والإنس 83 - أمة محمد صلى الله عليه وسلم هم جميع الثقلين الجن والإنس س: من هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وهل هم الجيل الذي بعث فيهم إلى قيام الساعة ، أم هم الذين آمنوا به وصدقوه واتبعوه ؟ ج : أمة محمد صلى الله عليه وسلم هم جميع الثقلين ، الجن والإنس هم أمته ، لكن يقال لهم : أمة الدعوة ، كلهم مدعوون ، كلهم مكلفون ، مأمورون بتوحيد الله ، وطاعته واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم وترك ما نهى عنه ، كلهم مأمورون جنهم وإنسهم ، قال الله تعالى : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ، وقال سبحانه : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وقال النبي صلى الله عليه وسلم : كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة عليه الصلاة والسلام . الأمة الثانية أمة الإجابة ، وهم الذين أجابوه واتبعوه ، وهم الأمة التي أثنى الله عليها ومدحها الذين أجابوه واتبعوا شريعته ، كما في قوله سبحانه : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ هؤلاء الذين آمنوا به ، لهم الفضل العظيم ، أما أولئك الذين لم يؤمنوا فيقال لهم : أمة الدعوة ، ولهم النار يوم القيامة ؛ لعدم إيمانهم بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا من لم تبلغه دعوته ، فلم يعلم به عليه الصلاة والسلام ، لكونه في أطراف بعيدة ، فهذا يمتحن يوم القيامة ، ويسمون أهل الفترة ، يمتحنون يوم القيامة ، فمن أجاب ما طلب منه صار إلى الجنة ، ومن عصى دخل النار ، أما الذين سمعوا به وعلموا به ، ولم يستجيبوا فإنهم يكونون من أهل النار ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بي إلا كان من أصحاب النار رواه مسلم في الصحيح ، وفي قوله تعالى : وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فهو رسول الله إلى الجميع عليه الصلاة والسلام ، فمن اتبعه وسار على منهجه ، بتوحيد الله وطاعته ، فهو من أمة الإجابة وله الجنة يوم القيامة ، ومن أبى كاليهود والنصارى والشيوعيين والوثنيين وسائر الملحدين ، من أبى عن الدخول في دينه فهو من أهل النار إلا الذين لم يبلغهم أمره ، فهؤلاء يمتحنون يوم القيامة ويقال لهم : أهل الفترة ، والله يقول سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم يأمره أن يبلغ الناس ، يقول جل وعلا يأمر نبيه أن يقول ذلك : وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ويقول سبحانه : هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ فالله جعل القرآن بلاغا وهكذا ما أخبر به النبي بلاغ عليه الصلاة والسلام ، والقرآن والأحاديث كلها بلاغ ، فمن اتبع القرآن والسنة ، ووحد الله ، واتبع الشريعة فهذا هو المؤمن ، وهؤلاء هم أهل الجنة ، وهم أمة الإجابة ، إلى يوم القيامة ، ومن حاد عن السبيل ، ولم يستجب للدعوة كاليهود والنصارى أو غيرهم ، فهو من أهل النار يوم القيامة ، لكن من كان بعيدا في أطراف الدنيا لم يسمع عن القرآن ، ولا عن محمد صلى الله عليه وسلم ، فهذا يقال له : من أهل الفترة ، يسمى من أهل الفترة ، ليس عنده علم ، فهذا يمتحن يوم القيامة ، جاءت الأحاديث بأنه يمتحن يوم القيامة ، ويبعث إليه جزء من النار فإن أجابه دخل الجنة ، وإن عصى دخل النار .
| |||||||
الإثنين 24 يوليو - 19:50:05 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب س ما حكم قنوت الفجر؟ الجواب : فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد القنوت في صلاة الفجر سنة نبوية ماضية قال بها أكثر السلف الصالح من الصحابة والتابعين فمَن بعدهم مِن علماء الأمصار، وجاء فيه حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: "أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَنَتَ شَهرًا يَدعُو على أحياءٍ من العرب، ثُم تَرَكَه، وأمّا في الصُّبحِ فلم يَزَل يَقنُتُ حتى فارَقَ الدُّنيا". وهو حديث صحيح رواه جماعة من الحفاظ كالدارقطني في "سننه" وأحمد في "مسنده" والبيهقي في "السنن الكبرى" وصححوه كما قال الإمام النووي وغيره. وبه أخذ الشافعية والمالكية في المشهور عنهم، فيستحب عندهم القنوت في الفجر مطلقًا، وحملوا ما رُوي في نسخ القنوت أو النهي عنه على أن المتروك منه هو الدعاء على أقوام بأعيانهم، لا مطلق القنوت. والفريق الآخر من العلماء يرى أن القنوت في صلاة الفجر إنما يكون في النوازل التي تقع بالمسلمين، فإذا لم تكن هناك نازلة تستدعي القنوت فإنه لا يكون حينئذٍ مشروعًا، وهذا مذهب الحنفية والحنابلة. فإذا أَلَمَّت بالمسلمين نازلة فلا خلاف في مشروعية القنوت في الفجر، وإنما الخلاف في غير الفجر من الصلوات المكتوبة، فمِن العلماء مَن رأى الاقتصار في القنوت على صلاة الفجر كالمالكية، ومنهم مَن عَدّى ذلك إلى بقية الصلوات الجهرية وهم الحنفية، والصحيح عند الشافعية تعميم القنوت حينئذٍ في جميع الصلوات المكتوبة، ومثَّلوا النازلة بوباءٍ أو قحطٍ أو مطرٍ يَضُرُّ بالعمران أو الزرع أو خوف عدوٍّ أو أَسرِ عالِمٍ. فالحاصل أن العلماء إنما اختلفوا في مشروعية القنوت في صلاة الفجر في غير النوازل، أما في النوازل فقد اتفق العلماء على مشروعية القنوت واستحبابه في صلاة الفجر، واختلفوا في غيرها من الصلوات المكتوبة. وعليه: فإن قنوت صلاة الفجر مشروع في واقع الأمة الحالي؛ بالنظر إلى ما تعيشه من النوازل والنكبات والأوبئة وتداعي الأمم عليها من كل جانب، وما يستوجبه ذلك من كثرة الدعاء والتضرع إلى الله تعالى عسى الله أن يرفع أيديَ الأمم عنا ويَرُدّ علينا أرضنا وأن يُقِرَّ عين نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بنصر أمته ورد مقدساتها، إنه قريب مجيب، هذا إذا أخذنا في الاعتبار تواصل النوازل وعدم محدوديتها. وأما مَن قال بمحدودية النازلة ووقّتها بما لا يزيد عن شهر أو أربعين يومًا، فالأمر مبني على أن مَن قَنَتَ فقد قلّد مذهب أحد الأئمة المجتهدين المتبوعين الذين أُمرنا باتباعهم في قوله تعالى:﴿فَسْأَلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 43]. ومَن كان مقلدًا لمذهب إمام آخر يرى صوابه في هذه المسألة فلا يحق له الإنكار على مَن يقنت؛ لأنه "لا يُنكَر المختلف فيه"، ولأنه "لا يُنقَض الاجتهاد بالاجتهاد". والله سبحانه وتعالى أعلم.
| |||||||
الإثنين 24 يوليو - 19:59:06 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب تخريج أحاديث شريفة الرقم المسلسل : 3858 التاريخ : 26/04/2011 السؤال عن تخريج الأحاديث الآتية، وبيان هل هي صحيحة من عدمه: 1- «بَلِّغُوا عَنِ اللهِ، فَمَنْ بَلَغَتْهُ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ، فَقَدْ بَلَغَهُ أَمْرُ اللهِ». 2- «تَعَلَّمُوا كِتَابَ اللهِ، وَتَعَاهَدُوهُ وَتَغَنُّوا بِهِ». 3- «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ». الجواب : أمانة الفتوى أما حديث: «بَلِّغُوا عَنِ اللهِ، فَمَنْ بَلَغَتْهُ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ، فَقَدْ بَلَغَهُ أَمْرُ اللهِ»، فقد ورد من طريق عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: ﴿لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَ﴾: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بَلِّغُوا عَنِ اللهِ، فَمَنْ بَلَغَتْهُ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ، فَقَدْ بَلَغَهُ أَمْرُ اللهِ». وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 205)، ومن طريقه الطبري (5/ 161) وابن أبي حاتم (4/ 1272) كلاهما في "تفسيره"، وهذا مرسل، ويشهد له ما أخرجه البخاري في "صحيحه" عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً». وأما حديث: «تَعَلَّمُوا كِتَابَ اللهِ، وَتَعَاهَدُوهُ وَتَغَنُّوا بِهِ»، فقد أخرجه بهذا اللفظ الإمامُ أحمد في "مسنده (28/ 591)، والنسائي في "الكبرى" (7/ 266)، وغيرهما، عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإسناده جيد. وأما حديث: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ»، فهو صحيح، أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" (4/ 2058/ رقم 1017) عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. والحديث الصحيح كما قال الإمام الحافظ ابن الصلاح في "مقدمته" (ص: 11-12، ط. دار الفكر): [هو الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه، ولا يكون شاذًّا، ولا معللًا. وفي هذه الأوصاف احتراز عن المرسل، والمنقطع، والمعضل، والشاذ، وما فيه علة قادحة، وما في راويه نوع جرح] اهـ. والله سبحانه وتعالى أعلم.
| |||||||
الإثنين 24 يوليو - 20:46:17 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب رفع الأعمال في شعبان والاثنين والخميس الرقم المسلسل : 4015 التاريخ : 30/04/2017 ما معنى رفع الأعمال فى شهر شعبان؟ وما الفرق بينه وبين رفعها فى يومي الاثنين والخميس؟ الجواب : فتاوى الإنترنت معنى رفع الأعمال في شهر شعبان وفي يومي الاثنين والخميس هو أن الأعمال -سواء كانت قولية أو فعلية- تُعرَض على سبيل الإجمال في شهر شعبان، وهذا يسمى رفعًا سنويًّا، بينما تعرض في يومي الاثنين والخميس على سبيل التفصيل، ويسمى رفعًا أسبوعيًّا. وكلاهما ورد في السنة؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلِكَ شَهْرٌ يغفل الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضان، وهو شَهْرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ إلى رب العالمين؛ فأُحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائمٌ» رواه النسائي. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تُعرَض الأعمالُ يومَ الاثنينِ والخميسِ؛ فأُحِبُّ أن يُعرَض عملي وأنا صائمٌ» رواه الترمذي. قال العلامة الهروي في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (4/ 1422):
| |||||||
الإثنين 24 يوليو - 21:14:37 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب مشروعية التداوي بالحجامة الرقم المسلسل : 738 التاريخ : 07/10/2003 نظرًا للَّغطِ الشديد الذي نحن فيه فيما يتعلق بالتداوي بالحجامة، ونظرًا لأن هذا النوع من التداوي شاع في الفترة الأخيرة في العالم الغربي والشرقي على السواء، مما يجعلنا نفخر بأن نبينا وحبيبنا وطبيبنا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصى بهذا النوع من التداوي من 1400 سنة، والذي ينظر إليه العالم الآن ليس فقط بواقع طبي ولكن أيضًا نظرة مستقبلية. وعليه: فإننا نود أن تفيدنا سيادتكم بالرؤية الإسلامية في موضوع الحجامة. أولًا: مشروعية التداوي بها، وهل هو تداوٍ أفناه الدهر رغم استخدام الأوروبيين والأمريكان له، أم ما زال قائمًا؟ ثانيًا: هل يفضل أن يجريه العامة أم الأطباء بما لهم من مقدرة على التشخيص وإصابة الداء بالدواء المناسب ومراعاة ظروف التعقيم المناسبة؟ ثالثًا: إذا كان العالم الغربي اهتم بهذا النوع من التداوي وأصبح له مدارسه، وإذا كانت السُّنَّة واضحة فيه، فما هو حكم قيام السلطة في دولة إسلامية باستهجان هذا الأسلوب العلاجي الراقي الذي أوصى به نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وله قوانينه الحديثة المنظمة لهذا النوع من العلاج؟ الجواب : فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد الحجامةُ من الأمور العلاجية التي أجازها الشرع، ووقعت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم ينكرها، بل إنه صلى الله عليه وآله وسلم احتجم، وهي نوع من أنواع العلاج الذي كان مُستَعمَلًا إلى عهد قريب. وتنصح دار الإفتاء بالالتجاء إلى الأطباء الثقات، وأخذ رأيهم والالتزام بمشورتهم في مدى مواءمة الحجامة كعلاج للمرض الذي يشكو منه المريض، وهل تفيده أو لا تفيده، كما تنصح دار الإفتاء بأن يتولى العلاج بالحجامة الأطباء المتخصصون؛ لِئلَّا يترك أمرها لغيرهم حتى لا تحدث مضاعفات من جرَّاء التلوث والإهمال في التعقيم اللازم طبيًّا. بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن الحجامة نوع من العلاج، وهي مشروعةٌ وثابتةٌ بالسنة الصحيحة، ولا يمنع من كونها علاجًا مشروعًا التقدم الذي حدث في العلوم الطبية، بشرط أن يتولى هذا النوع من العلاج طبيب عارف متخصص مُرَخَّصٌ له من قِبَل الجهات الطبية المعترف بها من قِبَل وليِّ الأمر، فإذا لم يلتزم المعالج الطرق الشرعية والقوانين الحديثة المنظمة لهذا النوع من العلاج، كان من حق الجهة المختصة التدخل ومراقبة من يقومون باستخدام العلاج بالحجامة؛ حرصًا وحفاظًا على صحة المواطنين، سواء كانت الدولة إسلامية أو غير إسلامية. ومما ذكر يعلم الجواب. والله سبحانه وتعالى أعلم.
| |||||||
الثلاثاء 25 يوليو - 10:03:37 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله بنص الرسول عليه الصلاة والسلام > بيان تفسير آية الكرسي 23- بيان تفسير آية الكرسي س: أرجو تفسير آية الكرسي ؟ ج: آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله بنص الرسول عليه الصلاة والسلام وهي قوله عز وجل: اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ هذه آية الكرسي وهي آية طويلة وهي أعظم آية في كتاب الله وقد اشتملت على معان عظيمة من جهة توحيد الله وإثبات أسمائه وصفاته وعموم علمه وقدرته جل وعلا ، فقوله سبحانه: اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ هذه معنى كلمة التوحيد ، لا إله إلا الله فإن معناها: الله لا إله إلا هو، أي لا معبود حق إلا هو، لا معبود حق سواه، والإله المعبود، التّأله التعبد، فمعنى لا إله أي لا مألوه، والمألوه المعبود أي لا معبود حق إلا الله، وهو الحي القيوم سبحانه وتعالى، الحي الذي لا يموت ولا يعتريه السِنة وهو النعاس، ولا نوم وهو ما فوق النعاس؛ لكمال حياته فلا نوم ولا موت ولا نعاس ولا غفلة بل هو في غاية من العلم والقدرة والبصيرة بأحوال العباد سبحانه وتعالى اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فهو حي حياة كاملة، لا يعتريها نقص ولا ضعف ولا غفلة ولا نوم ولا نعاس ولا موت ولا غير ذلك من الآفات وهو القيوم ، القائم على أمر عباده والمقيم لهم سبحانه وهو المقيم لمخلوقاته والحافظ لمخلوقاته، فلا قوام للعباد ولا للمخلوقات إلا به سبحانه وتعالى، فهو الذي أقام السموات وأقام الأرض وأقام كل شيء، كما قال سبحانه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ فهو المقيم للخلائق، والحافظ والموجد لها والمعدم لها فهو على كل شيء قدير، سبحانه وتعالى، ولهذا قال بعده: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ يعني لا تصيبه ولا تعتريه سِنة وهي النعاس وهو النوم الخفيف وَلا نَوْمٌ وهو النوم الثقيل، فلا يعتريه غفلة ولا نعاس ولا نوم ولا موت بل حياته كاملة سبحانه وتعالى ثم قال سبحانه: لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يعني هو المالك لكل شيء، هو المالك للسماء وما فيها والأرض وما فيها، كما قال جل وعلا في آخر سورة المائدة: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وقال في آية أخرى: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فهو سبحانه المالك للسماوات والمالك للأرض والمالك لما فيهما والمالك لكل شيء، جل وعلا ثم قال سبحانه: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ أي لا أحد يستطيع أن يشفع إلا بإذنه سبحانه يعني يوم القيامة لا يتقدم أحد يشفع حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا بإذنه، حتى يأذن له وما ذاك إلا لعظم مقامه وجبروته وكونه سبحانه المستحق أن يعظم عز وجل، وألاّ يتقدم بين يديه إلا بإذنه سبحانه وتعالى، فإذا اشتد الكرب يوم القيامة بالناس، فزع المؤمنون إلى أبيهم آدم ليشفع لهم إلى الله حتى يقضي بينهم فيعتذر آدم ، ثم يحيلهم على نوح فيأتون نوحاً فيعتذر عليه الصلاة والسلام فيقول: اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيعتذر ويقول اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى فيعتذر كل واحد، يقول نفسي نفسي، فيقول لهم موسى اذهبوا إلى عيسى فيأتون عيسى ، فيقول: نفسي نفسي، اذهبوا إلى محمد عليه الصلاة والسلام ، فيأتون محمداً عليه الصلاة والسلام فيقول: أنا لها عليه الصلاة والسلام ثم يتقدم فيسجد بين يدي ربه ويحمده بمحامد عظيمة، ويثني عليه سبحانه بمحامد، يفتحها عليه ثم يقال له: يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعط واشفع تشفع، فلذلك يشفع عليه الصلاة والسلام في الناس أن يقضي الله بينهم فيقضي الله بين عباده بشفاعته، ثم بعد القضاء يصير أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ويوقف أهل الجنة لا يدخلونها حتى يشفع فيهم عليه الصلاة والسلام فيشفع في أهل الجنة حتى تفتح أبوابها بشفاعته عليه الصلاة والسلام ، أما في الدنيا فكل إنسان يدعو ربه، مأمور بالدعاء كما قال تعالى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ كل يدعو ربه ويسأل ربه أن يغفر له ليدخله الجنة وينجيه من النار ويطلب من إخوانه أن يدعوا له، أن الله يغفر له، لا بأس بهذا لكن يوم القيامة لا أحد يتقدم إلا بإذنه سبحانه وتعالى: الأنبياء وغيرهم، لا أحد يشفع إلا بإذنه سبحانه وتعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ وقال تعالى: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى وقال تعالى: وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى فالشفاعة لا تكون إلا لمن رضي الله قوله وعمله ، وهم أهل التوحيد والإيمان، هم الذين يشفع الله فيهم الأنبياء، أما أهل الشرك فلا شفاعة لهم كما قال تعالى: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ وقال تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ الظالمون يعني: المشركين، والظلم إذا أُطلق فهو الشرك إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ فمعنى قوله تعالى فَمَا لِلظَّالِمِينَ ، يعني ما للمشركين من حميم ولا شفيع يطاع، فالمشرك لا تنفعه الشفاعة ولا يشفع فيه الرسول ولا المؤمنون، بل ليس له إلا النار يوم القيامة –نعوذ بالله من ذلك- وإنما الشفاعة لأهل التوحيد والإيمان، والعصاة الموحدين، أمَّا الشفاعة لأهل الموقف، فهي عامة لأهل الموقف كلهم، من الكفار وغيرهم في أن يقضى بينهم، هذه شفاعة عامة في القضاء بين الناس، يشفع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم فيقضي الله بينهم سبحانه بحكمه العدل جل وعلا كما تقدم ثم قال سبحانه: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ يعني هو العالم بأحوال عباده، لا يخفى عليه خافية جل وعلا ، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ما مضى وما يأتي ويعلم أحوال عباده الماضين والآخرين، ويعلم كل شيء سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وقال تعالى: وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ فهم لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما أطلعهم عليه سبحانه وتعالى، أما هو فهو العالم بأحوال عباده كلهم: ماضيها ولاحقها، يعلم أحوالهم وما صدر منهم وما ماتوا عليه ومالهم في الآخرة، يعلم كل شيء سبحانه وتعالى، قال تعالى: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وقال تعالى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ فهم لا يعلمون ما عنده إلا بتعليمه سبحانه وتعالى بإطلاعه لهم على يد الرسل عليهم الصلاة والسلام ، أو بما يوجد الله لهم في الدنيا من مخلوقات وأرزاق وأشياء يطلعهم عليه سبحانه وتعالى، ثم قال سبحانه: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ الكرسي مخلوق عظيم فوق السماء السابعة ، غير العرش قال ابن عباس رضي الله عنهما هو موضع القدمين، قدمي الرب عز وجل وقال بعض أهل العلم إنه العرش، يعني العرش يسمَّى كرسيّاً، والمشهور الأول أنه مخلوق عظيم فوق السماء السابعة، غير العرش الذي هو عرش الله سبحانه وتعالى، الذي فوقه الله عز وجل، المذكور في قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وفي قوله جل وعلا : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ في سبعة مواضع من كتاب الله ذكر فيها استواءه على العرش سبحانه وتعالى، وهو مخلوق عظيم قد أحاط بالمخلوقات وهو سقفها قال فيه عز وجل: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ يعني يوم القيامة: وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا يعني لا يكرثه ولا يثقله ولا يشق عليه، حفظ المخلوقات سبحانه وتعالى، هو الحافظ للسماوات والحافظ للأرض وما فيهما ولا يشق عليه ذلك ولا يكرثه ولا يثقله سبحانه وتعالى؛ لأنه قادر على كل شيء ولهذا قال سبحانه: وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا يعني لا يكرثه ولا يثقله ولا يشق عليه، بل هو القادر على كل شيء سبحانه وتعالى: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ له العلو المطلق، علو الذات فوق العرش، وعلو القهر والسلطان وعلو الشرف والقدر سبحانه وتعالى، فله العلو الكامل سبحانه وتعالى، وهو العلي فوق جميع خلقه سبحانه فوق العرش ، وهو العالي من جهة كمال أسمائه وصفاته وسلطانه وقدرته جل وعلا وله الشرف والفضل، فهو أفضل شيء وأشرفه سبحانه وتعالى، فله العلو والقهر والسلطان وعلو الشرف والقدر وعلو المكان سبحانه فوق العرش قال تعالى: فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ قال تعالى: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فهو العلي فوق جميع خلقه، القادر على كل شيء، العظيم، السلطان المتصرف في عباده كيف يشاء، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، فله العظمة الكاملة سبحانه وتعالى فلا أعظم ولا أكبر ولا أعلم ولا أقدر منه سبحانه وتعالى، فهذه الآية العظيمة، فيها هذه الصفات العظيمة، ولهذا صارت أفضل آية في كتاب الله، لكونها اشتملت على هذه المعاني العظيمة، والأوصاف العظيمة للرب عز وجل، وأنه الحي القيوم وأنه لا معبود بحق سواه، وأنه كامل الحياة لا تعتريه سِنة ولا نوم، وأنه المالك لكل شيء، وأنه العالم بكل شيء، وأنه لا يؤوده حفظ مخلوقاته ولا يشق عليه ذلك، بل هو قادر على كل شيء سبحانه وتعالى، وأن كرسيه قد وسع السماوات والأرض، سبحانه وتعالى وأنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، لكمال قدرته وكمال عظمته، وأنه العلي، العلو المطلق، علو الذات، وعلو القهر والسلطان، وعلو الشرف والقدر وهو العظيم الذي لا أعظم منه سبحانه وتعالى، عظيم في ذاته، عظيم في أسمائه وصفاته وأفعاله، قاهر فوق عباده كما قال جل وعلا : وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وهو القائل جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وقال سبحانه: وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا وبهذا يعلم كل مؤمن وكل مؤمنة عظم شأن هذه الآية وأنها آية عظيمة مشتملة على صفات عظيمة ولهذا صارت بحق أعظم آية في كتاب الله عز وجل بنص المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام ، والله ولي التوفيق .
| |||||||
الثلاثاء 25 يوليو - 10:18:58 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب أحاديث > آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة > بيان علة النهي عن الصلاة في أوقات النهي 16 - بيان علة النهي عن الصلاة في أوقات النهي س : السائل : أ . أ ، من الأردن يقول : الأوقات المكروهة في الصلاة ثلاثة ، وسؤالي : لماذا كرهت هذه الأوقات ؟ ج : لأنه يسجد لها الكفار عند غروب الشمس وعند طلوعها وعند وقوفها ، فالرسول نهى عن ذلك لئلا يتشبه المسلم بالكفار ، لكن إذا كان لها سبب كصلاة تحية المسجد ، إذا دخل بعد العصر أو بعد الفجر بعد صلاة الفجر ، فإن الصواب أنه يصليها ، هذا الصحيح من أقوال العلماء إذا كانت الصلاة لها سبب ، مثل تحية المسجد ، مثل صلاة الكسوف ، لو كسفت الشمس بعد العصر فالسنة أن يصلي صلاة الكسوف ، هذا هو الصواب ، وهكذا لو طاف بعد العصر في مكة ، طاف بالكعبة بعد الفجر أو بعد العصر فإنه يصلي ركعتي الطواف ؛ لأنها من ذوات الأسباب ، لقوله صلى اللَّه عليه وسلم : يا بني عبد مناف ، لا تمنعوا أحدًا طاف بهذا البيت ثم صلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار ولقوله صلى اللَّه عليه وسلم : إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ولقوله صلى اللَّه عليه وسلم في الشمس والقمر إنهما آيتان من آيات اللَّه لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة وفي اللفظ الآخر : فادعوا اللَّه وكبروا وصلوا وتصدقوا فهذا يعم أوقات النهي وغيرها ، هذا هو الصواب أن ذوات الأسباب تفعل في وقت النهي ، أما غيرها من التطوع فلا يفعل .
| |||||||
الثلاثاء 25 يوليو - 12:07:18 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب أحاديث > أتدري ما مستقرها يا أبا ذر ؟ قلت لا قال مستقرها سجودها تحت العرش > بيان تفسير قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها إلى قوله وكل في فلك يسبحون 150- بيان تفسير قوله تعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا إلى قوله: وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ الآيات س: يقول السائل: ما هو تفسير قوله تعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ؟ ج: هذه الآيات الكريمة فسّر أولها النبي عليه الصلاة والسلام ، وهي قوله جل وعلا: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ذكر النبي صلى الله عليه لأبي ذر رضي الله عنه، قال: يا أبا ذر أتدري ما مستقرها؟ فقال أبو ذر : الله ورسوله أعلم: قال: مستقرها تحت العرش، تسجد تحت العرش لربها عز وجل ذاهبة وآيبة، بأمره سبحانه وتعالى، سجوداً الله أعلم بكيفيته، سبحانه وتعالى، هذه المخلوقات كلها تسجد لله، وتسبح له جل وعلا تسبيحاً وسجوداً يعلمه سبحانه، وإن كنا لانعلمه ولا نفقهه، كما قال عز وجل: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا وقال سبحانه: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الآية، هذا سجود يليق بها، ويعلمه مولاها ويعلم كيفيته سبحانه وتعالى، فهي تجري كما أمرها الله، تطلع من المشرق وتغيب من المغرب، حتى ينتهي هذا العالم، فإذا انتهى هذا العالم كورت، كما قال سبحانه: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ فتكور ويذهب نورها، وتطرح هي والقمر في جهنم لأنه ذهبت الحاجة إليهما، بزوال هذه الدنيا، والمقصود أنها تجري لمستقر لها، ذاهبة وآيبة، ومستقرها سجودها تحت العرش ، في سيرها طالعة وغاربة، ذلك تقدير العزيز العليم، هو الذي قدر هذا سبحانه وتعالى، العزيز المنيع الجناب، الغالب لكل شيء، العليم بأحوال خلقه سبحانه وتعالى، وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ الله جعل القمر له منازل، كما أن الشمس لها منازل ، في كل ليلة له منزلة، وهي ثمان وعشرون منزلة، يقال لها ثمان وعشرون نوءاً، يعني نجماً ينزلها كل ليلة، والليلة التاسعة والعشرون ليلة الاستسرار، وليلة الثلاثين كذلك، إذا يهل فقد يهل في الثلاثين، ويكون الشهر ناقصاً وقد يستكمل الشهر، فلا يهل إلاَّ في الليلة الحادية والثلاثين، وإذا كان في آخر الشهر ضعف نوره، وصار في آخر الشيء، كالعرجون القديم، والعرجون هو العذق الذي يكون في قنو التمر، ينحني ويكون كالعرجون القديم، يعني منحنياً ضعيف النور، وقد يذهب نوره بالكلية، في آخر الشهر حتى لا يبقى له نور، وإنما يبقى صورة خلقته، هذه من آيات الله سبحانه وتعالى، لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ لمَّا ذكر أن القمر مقدرة منازله، وهكذا الشمس تجري لمستقر لها، ذكر أن الليل والنهار جاريان كما أمر الله، والشمس والقمر جاريان كما أمر الله ، سبحانه وتعالى، فالشمس لا تدرك القمر، والقمر كذلك لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ يعني كلاًّ من هذه المخلوقات لها مقدار بإذن الله سبحانه وتعالى، لا تتجاوزه أبداً ، بل هي في سيرها تسير سيراً متقناً، وهكذا القمر وهكذا الليل والنهار، فالشمس لا تخرج في سلطان القمر، ولا تذهب بنور القمر، والقمر كذلك لا يذهب بنورها، ولا يطلع في سلطانها، كُلٌّ له وقت، وكل له سلطان، فالشمس سلطانها في النهار، والقمر سلطانه بالليل، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر، يعني تحيط به وتقضي عليه، وتذهب بنوره ليس لها سلطان في هذا، سلطانها في النهار والقمر كذلك لا يذهب بنورها، هو له سلطانه وهي لها سلطان، كل في فلك يسبح، وكل في فلكه الذي قدره الله له سبحانه وتعالى، وهكذا الليل والنهار، هذا في وقته يأتي بظلامه، والنهار في وقته يأتي بضيائه، لا يسبق هذا هذا، ولا هذا هذا، كل منهما له شيء مقدر، لايزيد عليه ولا ينقص عنه، إلاَّ بإذن الله، فتارة يزيد الليل وينقص النهار، وتارة بالعكس يتقارضان في مدة أربع وعشرين ساعة، هذا ينقص تارة ويزيد الآخر تارة، ثم يأتي العكس فينقص هذا، ويزيد هذا، ولهذا يقول جل وعلا: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ . س: الأخ: ع. ش. من شقراء ، يسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ج: قد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم مستقرها وأنها تسجد تحت العرش، إذا حاذت العرش سجدت سجوداً يليق بها، الله سبحانه وتعالى هو العليم بكيفيته، وهي لا تزال دائبة ماشية حتى يوم القيامة، تطلع من المشرق وتغرب من المغرب. فإذا حاذت العرش سجدت سجوداً يليق بها، الله يعلم كيفيته سبحانه وتعالى . س: يقول السائل يقول الله تبارك وتعالى، في كتابه الكريم في سورة يس: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ما المقصود بالآية الكريمة، وما هو مستقر الشمس جزاكم الله خيراً ؟ ج: لقد فسّر النبي صلى الله عليه وسلم، هذا المستقر، وقال لأبي ذر رضي الله عنه: أتدري ما مستقرها يا أبا ذر ؟ قلت: لا، قال: مستقرها سجودها تحت العرش كان إذا وازنت العرش، سجدت سجوداً يليق بها، الله سبحانه الذي يعلمه وكيفيته، تجري لمستقر لها إذا حاذت العرش سجدت سجوداً يليق بها لا يعلمه إلاَّ الله، سبحانه وتعالى هو الذي يعلم كيفيته، ثم تستمر يؤذن لها فتستمر حتى تطلع من مطلعها، فإذا جاء آخر الزمان قيل لها: ارجعي من حيث جئت فترجع، فتطلع من مغربها، فالمستقر محاذاتها للعرش، إذا حاذت العرش في وسط السير سجدت، ثم تستمر بعد ما يؤذن لها في المسير، فتطلع من مطلعها وإذا أراد الله طلوعها من المغرب، قيل لها: ارجعي من حيث جئتِ فتطلع من مغربها، في آخر الزمان، وذلك من أشراط الساعة .
| |||||||
الثلاثاء 25 يوليو - 12:16:42 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب أحاديث > أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير مني > بيان المقصود بالغيرة لله تعالى 236 - بيان المقصود بالغيرة لله تعالى س: السائل أ. ع من حسيرة يقول: ما هي الغيرة؟ ج: الغيرة الغضب لله وإنكار المنكر، كونه يغضب لله على بصيرة ليس على تعنت، أو على جهل، لا، الغيرة على بصيرة عند انتهاك محارم الله، يغار لله، هذا هو الواجب على المؤمن، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما ذكروا غيرة سعد بن عبادة، قال: أتعجبون من غيرة سعد، لأنا أغير منه، والله أغير مني ويقول صلى الله عليه وسلم: ما من أحد أغير من الله سبحانه أن يزني عبده أو تزني أمته فالواجب الغيرة لله، لا تعصبًا ولا رياءً، بل إذا رأى المحارم تنتهك، غار لله، وأنكر ذلك، يعني غضب لله.
| |||||||
الثلاثاء 25 يوليو - 13:39:52 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب أحاديث > أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل > مسألة في فضل صلاة الليل 7 - مسألة في فضل صلاة الليل س : أطلب من سماحة الشيخ الحديث عن صلاة الليل ، وعن صفة الصلاة ، ولا سيما أنه قد قرأ كثيرا من الأوصاف عن هذه الصلاة ج : صلاة الليل قربة عظيمة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل وصلاة الليل لها شأن عظيم ، قال الله جل وعلا في وصف عباده المؤمنين عباد الرحمن : وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وقال سبحانه في وصف المتقين : كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا الآية ، وقال سبحانه وتعالى : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، فصلاة الليل لها شأن عظيم ، والأفضل فيها أن تكون مثنى مثنى ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : صلاة الليل مثنى مثنى ، فإذا خشي الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى فيصلي ما تيسر له ثنتين ثنتين ، ثم يوتر بواحدة ، وأفضلها في آخر الليل ؛ الثلث الأخير ، وإن صلى في أول الليل قبل أن ينام ؛ لئلا يغلب عليه النوم آخر الليل ، واحتاط في ذلك فلا بأس ، هو أعلم بنفسه ، إن قدر في آخر الليل فهو أفضل ، وإن لم يتيسر له ذلك أوتر في أول الليل وأقله واحدة ، أقل الإيتار في الليل واحدة بعد صلاة العشاء ، وسنتها الراتبة ، فإن أوتر بثلاث فالأفضل له أن يسلم من ثنتين ، ثم يوتر بواحدة ، وهكذا إذا أوتر بخمس يسلم من أربع من كل ثنتين ، ثم يوتر بواحدة ، وهكذا ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في الغالب يوتر بإحدى عشرة ركعة ، يسلم من كل ثنتين ، ثم يوتر بواحدة وربما أوتر بثلاث عشرة ، ويسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة والأمر في هذا واسع والحمد لله ، وليس فيه حد محدود ، فلو أوتر بعشرين ، أو بثلاثين أو بأربعين يسلم من كل ثنتين ، ثم أوتر بواحدة ، كل هذا لا بأس به ، ولكن يراعي في هذا الطمأنينة وعدم العجلة والنقر ، يطمئن في صلاته ويخشع فيها ولا يعجل ، خمس ركعات أو سبع ركعات مع الطمأنينة والعناية أفضل من تسع أو إحدى عشرة مع العجلة ، والسنة أن يداوم عليها دائما ، سواء في أول الليل أو في وسط الليل ، أو في آخر الليل ، والأفضل آخر الليل إذا تيسر ، يقول صلى الله عليه وسلم : من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل رواه مسلم في الصحيح ، هذا هو الأفضل إذا تيسر ، ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ متفق على صحته ، هذا حديث عظيم ، يدل على أن آخر الليل أفضل ؛ لأنه وقت التنزل الإلهي ، وهو نزول يليق بالله لا يشابهه خلقه سبحانه ، مثل الاستواء والغضب والرضا والرحمة ، كلها تليق بالله لا يشابهه خلقه سبحانه وتعالى ، ينزل نزولا يليق بجلاله لا يشابهه نزول خلقه ، ولا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى ، وهكذا قوله : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، وقوله جل وعلا : رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ، وقوله : غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، وما أشبه ذلك ، كلها صفات تليق بالله ، لا يشابه خلقه في غضبهم ، ولا في استوائهم ولا في نزولهم ، ولا في رحمتهم ، إلى غير ذلك من صفات الله ، كلها تليق بالله ، يجب إثباتها لله على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى ، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، وإذا أراد أن يكون قيام الليل له عادة معلومة يستمر على العدد الذي يستطيعه ؛ على ثلاث ، على خمس ، على سبع ، وإذا زاد بعض الأحيان عند النشاط فلا بأس ، لكن يعتاد عددا معلوما يداوم عليه ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل فالعمل الدائم أفضل ، فإذا زاد في بعض الأحيان عند النشاط فهذا ينفعه ، ولا يضره .
| |||||||
الثلاثاء 25 يوليو - 15:01:43 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: فتاوى نور على الدرب فتاوى نور على الدرب أحاديث > أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل > بيان وقت صلاة التهجد س : كيف أقوم الليل ؟ وفي أي ساعة بالتحديد ، علما بأنني أنتهي من عملي الساعة العاشرة والنصف في الليل ، ثم كم عدد الركعات التي أصليها لقيام الليل بالتفصيل ؟ جزاكم الله خيرا ج : تقوم من الليل حسب التيسير ، إذا يسر الله لك تقوم ، والأفضل في آخر الليل في الثلث الأخير ، وإلا صليت في وسط الليل ، في أول الليل ، كله طيب ، وتصلي ثنتين ثنتين ، ثم تختم بواحدة ، تقرأ فيها الحمد وقل هو الله أحد ، وليس في هذا حد محدود ، صل ما تيسر لك من ثلاث وخمس أو سبع أو تسع أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ، هذا أكثر ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ثلاث عشرة ، وإن صليت أكثر من ذلك ، عشرين أو أكثر وتوتر بواحدة كله طيب ، المقصود مثلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : خذوا من العمل ما تطيقون ؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا ويقول صلى الله عليه وسلم : أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل كله طيب بعد صلاة العشاء ، تصلي ركعة واحدة ، وترا بعد الراتبة ، أو تصلي ثلاثا تسلم من ثنتين ، ثم تصلي واحدة وترا أو تصلي خمسا ، وتسلم من كل ثنتين أو تسردها جميعا ، كله لا بأس على حسب التيسير ، لا تتكلف ، فاتق الله ما استطعت ، فهي نافلة ليست واجبة ، والأفضل إذا تيسر لك أن تكون الصلاة في آخر الليل ، في الثلث الأخير ، فهذا الأفضل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الآخر ، فيقول سبحانه : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له فإذا تيسر لك آخر الليل فهذا أفضل ، ويقول صلى الله عليه وسلم : من خاف ألا يقوم من آخر الليل ، فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره ، فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل ويقول أبو هريرة رضي الله عنه : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث ، صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنام وهكذا أوصى أبا الدرداء ، والسبب - والله أعلم - أنهما كانا يدرسان الحديث أول الليل فيخشيان ألا يقوما من آخر الليل ، فأوصاهما بالقيام والوتر في أول الليل ، أما الذي يطمع في آخر الليل ، ويستطيع فهو أفضل كما تقدم ، وفق الله الجميع .
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |