الجزائر مقبرة العلماء
الحمد لله وبعد: لقد توفي أبو القاسم سعد الله المؤرخ الكبير ولو سميناه ابن خلدون الجزائر لم نخطئ، فقد رحل عنا الأسد الهمام والليث الضرغام الذي قدم للجزائر مالم يقدمه جيل بأكمله وهذه هي حياة الشرفاء العظماء الفضلاء رحلت وخلفت أمجادا ستخترق الترابا كتبك على ما قدمت شاهدة بل لو سميناها حياة الجزائر لم نكن مخطئين لأنه أحيت ما كان مدفونا وسلَّت من كان محزونا
يا أبا القاسم رحلت فلا الصحب منك ارتووا ولا الخلان منك اشتووا ولكن زمانك لم يعرف قدر الرجال كما أن أرضك كذلك فالجزائر مقبرة العلماء كما قالها أحد علماء الجمعية ، ولكن لا أشك أنه يوجد من أبناء الأمة من سيحمل بعدك الرسالة رغم ثقلها
رحلت تاركا ورائك زمانا يقذف بالجزائريين خارج سرب المجد والعز إلى مهاوي الإفك والزور وأدنى دركات الانحطاط في الثقافة والأخلاق والعلم لو رأيت يا أبا القاسم سعد الله من جاء بعدك إلى بلد المليون والنصف شهيد من السفلة الفجرة معهم صلبانهم يتاجرون في المخدرات يستقبلون في المطار استقبال الملوك لم تستقبل بمثله في حياتك رغم ما قدمت وأديت ويعطى من الملايين والملايير من أموال هذا الشعب المبارك وكأنه لا يوجد الرجال في هذا البلد وكأني بسعد الله يقول لكم واأسفاه أين انتم أيها الجزائريون أين هي عروبتكم وعزكم وشرفكم أين هي أنوفكم الغراء أين أنت يا مفدي زكرياء لتقول شعرا في هذه المهازل والتوافه وقد قلت من قبل :
وأرض الجزائر أرض الفحول أين الشهامة أين الرجولة
أقول لك ذهب كل شئ يا مفدي زكرياء نسأل العافية ويزداد الجرح يثعب دما يوما بعد يوم المهم أنك أبا القاسم سعد الله رحلت وقد أديت الذي عليك فنم قرير العين هادئ البال رحمك الله رحمة واسعة
كتبه أحد الجزائريين الغيوريين على وطنهم

الســـــــــلام عليكم ورحمــة الله وبركـــــــــــاته

مـــــــاشاء الله عليك



تسلم يمنـــاك يا غــالي

واااصـــــــــــل في إنتظــــــــار كـــــــــــل جديدك