جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: منتدى البحوث العلمية والأدبية و الخطابات و السير الذاتيه الجاهزه :: للغة و اللسانيات. |
الأحد 25 مايو - 0:28:50 | المشاركة رقم: | ||||||||
عضو نشيط
| موضوع: التكرار في القران بين القدماء والمحدثيين **فاتح مرزوق التكرار في القران بين القدماء والمحدثيين **فاتح مرزوق ** مقدمة : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين . أما بعد : هناك بعض المباحث المبثوثة في كتب النحو والبلاغة ، طرقها النحاة والبلاغيون لكن لم يُسدل عنها الستار وبقيت منغلقة في طيات أوراقها ، وجاءت الدراسات الحديثة لتثبت أصالة هذه المباحث في غير مَضانها ، ومن هذه المباحث : "التكرار" الذي يعتبر من منظور اللسانيات النصية أحد وسائل تحقق الترابط اللفظي والتماسك النصي . فالتكرار يسهم في تشكل مجموعة من الجمل لتحدث نصا ،فهو عبارة عن وحدة واحدة تشد من أواصر النص وهذا ما نادت به لسانيات النص .غير أن هذه الملحوظات قد درست من قبل علماء البلاغة ، ولقيت حظها الوافر من الدراسة خاصة عند ابن الأثير في كتابه " جوهر الكنز " و" المثل السائر " وهناك علماء جهابذة طرقوا لهذه الدراسة من حيث البناءُ ، وهو ما اهتمت به لسانيات النص سواء في البنية الداخلية للنص أم الخارجية . ومن هذا المنطلق كانت هذه الجزئية من مادة النحو والبلاغة ،وتسليطها على لسانيات النص . وقد قمت باستقراء هذا البحث ، حيث توزع على مقدمة وثلاثة مباحث ، كان أولها تعريفا بالتكرار وأنواعه بعد تحديد مفهومه اللغوي والاصطلاحي ، أما المبحث الثاني فتناولت فيه التكرار عند النحاة والبلاغيين ، ومدى مطابقته مع لسانيات النص وما اشتمل عليه من علاقة مع التأكيد ، واشتمل المبحث الثالث على التكرار عند المحدثين من منظور علماء لسانيات النص ، وقد عززته ببعض الأمثلة من القرآن الكريم ، وختم البحث بنتائج .وما هذا البحث إلا ثمرة يسيرة لإلقاء الضوء على الموروث القديم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . المبحث الأول - مفهوم التكرار وأنواعه - التكرار في اللغة والاصطلاح في المفهوم اللغوي : أُخذت كلمة التكرار من أصل المادة ( كرر) ،و الكر : الرجوع ، يقال : كره وكر بنفسه ، يتعدى ولا يتعدى ،و الكر: مصدر كر عليه يكر كرا وكرورا ، وكر عنه : رجع . وكر الشيء وكركره : أعاده مرة بعد أخرى . وقال أبو سعيد الضرير : قلت لأبي عمرو : مابين تَفعال وتِفعال فقال : تَفعال اسم ، وتِفعال مصدر(1). أما المفهوم الاصطلاحي : يعرف الجرجاني التكرار في كتابه " التعريفات " (( عبارة عن الإثبات بشيء مرة بعد الأخرى )) (2) غير أننا نجد الإمام السيوطي قد ربط التكرار بمحاسن الفصاحة ؛ كونه مرتبط بالأسلوب وهذا ما ورد في كتابه الإتقان وذلك بقوله : (( هو أبلغ من التأكيد وهو من محاسن الفصاحة )) (3) فالظاهر من خلال قول الإمام السيوطي أن التكرار فيه نقطة التقاء مع التأكيد ، ومن هذا المنطلق حدد مفهومَه العلماءُ على أبسط مستوى فقالوا فيه ( هو يأتي المتكلم بلفظ ثم يعيده ، سواء أكان اللفظ متفق المعنى الأول والثاني فإن كان متحد الألفاظ والمعاني ، فالفائدة في إثباته تأكيد ذلك الأمر وتقريره في النفس ، إذا كان المعنى متحدا ،وغن كان اللفظان متفقين والمعنى مختلفا ، فالفائدة في الإتيان به للدلالة على المعنيين المختلفين )) (4) غير أن العلوي يولج التكرار في سم التأكيد قائلا: (( اعلم أن التأكيد تمكين الشيء في النفس وتقوية أمره )) ولعل هذا التعريف الذي أدلى به العلوي يظهر جليا في تقسيمه للتأكيد ، مبينا موضع التكرار منه ،إذ يقول ( ...وله مجريان عام وهذا ما يتعلق بالمعاني الإعرابية ... وخاص يتعلق بعلوم البيان ويقال له التكرير )) (5) ومما تجدر الإشارة إليه هو أن العلوي طرقا أمرا هاما يجلب النظر ، ويستدعي إمعان التدبر ، وهو قوله ( وهو ما يتعلق بالمعاني الإعرابية )) فقوله يحيل إلى أن التكرار له قسط معين لدى النحاة ، وهو سيأتي ذكره في حينه. وخلاصة القول أن التكرار بالمفهوم الاصطلاحي قد ولج في دائرة التأكيد ، وذلك من حيث المعنى البلاغي كونه فائدة للكلام فقد قيل : ((الكلام إذا تكرر تقرر)). أنـــواع التكرار أ- التكرار في اللفظ والمعنى : وهذا النوع من التكرار ما تكرر فيه اللفظ بعينه دون اختلاف ؛ أي : أن الكلمة أو العبارة تأتي بالصيغة نفسها ولذلك ينبغي إمعان النظر فيه . لغموضه ودقة مجاريه . وقد وقع التكرار في القرآن الكريم بمعان جزلة ، ومقاصد سنية ، ويرد هذا النوع من التكرار مفصولا في كتاب الله تعالى كقوله تعالى: (( ولا أنتم عابدون ما أعبد )) القارعة الآية [ 3- 5] وهذا التكرار ورد بصيغة الجملة الاسمية المركبة من مسند إليه [ أنتم ] ومسند [ عابدون ] وهي على هذا النمط : [ حرف نفي(لا) + مسند إليه ( أنتم ) + مسند ( عابدون) ] . وهناك ملمح آخر نلمسه في سورة القارعة في قوله تعالى ( القارعة ما القارعة )) القارعة الآية [ 1-2] .حيث تكونت هي الأخرى من مسند إليه + مسند وهي على هذا النمط : [ م إ1(القارعة) + م إ2( سم استفهام "ما") + م 1( القارعة) + ج إم(ما القارعة)] .فهي جملة إسنا دية تكرارية، تكرر فيها " المبتدأ " القارعة و اسم الاستفهام " ما" مرتين على جهة التعظيم والتهويل ، وهذا النوع ورد في غير موضع من كتاب الله تعالى كقوله تعالى في سورة الواقعة(( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين )) الآية [ 27]. لكن الظاهر مما تُتُبِع أن التكرار قد يخرج عن غرض التأكيد في النص القرآني لأغراض خاصة بالسياق ، وهذا النوع قد يرد مفصولا عن الآية نفسها كقوله تعالى (وإن ربك لهو العزيز الرحيم )) سورة الشعراء الآية [ 09]. والأمر نفسه نَلْمَسُه في سورة الرحمان في قوله تعالى: ﴿ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ والتكرار في هذه السورة له طابع خاص سواء بإيقاعه المتكرر أو بنائه أو في مغزاه وفحواه ، وحتى في هندسة آياتها وذلك أن ما يُلْفِت انتباه قارئها هو الاستفهام الذي اسْتَهلت به. فقد مهد هذا الاستفهام للجملة الفعلية حين تكرارها ، فتكرارها ليس مجرد حِلْية لفظية ولا قيمة إيقاعية عابرة ، بل معانيها منسوجة في مواضعها ؛ فالوظيفة المَرْجُوة منه هي التأكيد على نعم المولى عز وجل ، وفي هذا يقول:" شيخ الإسلام ابن تيمية " ( التكرير في سورة الرحمان للتوكيد ، وهذا مذهب العرب أن التكرير للتوكيد والإفهام كما أن مذاهبهم الاختصار والإيجاز ، لأن افتنان المتعلم والخطيب في الفنون أحسن من اقتصاده في المقام على فن واحد )) (6). فالتكرار في القرآن من بدائع القرآن، إذ يفيد المبالغة والإبانة ، حيث يقول مصطفى صادق الرافعي " : (( وتكرار الكلام لكل ما يفيده التكرار توكيدا ومبالغة وإبانة وتحقيقا ونحوها ثم استعمال الترادف في اللفظ والمعنى ومقابلة الأضداد وغيرها كما هو في نفسه تكرار آخر للمحسنات اللفظية وتحسين للتكرار المعنوي )) (7). وهذا التكرار الوارد في الجملة الاسمية والفعلية يسمى " التكرار التام " وذلك كونُ الجملة تبقى محافظةً على تركيبها دونما أيَ تغيير ، نحوُ قوله تعالى في سورة الرحمان (( فبأي آلاء ربكما تكذبان )) فقد بقيت الجملة بتركيبها[ الاستفهام + المضاف + المضاف إليه + الفعل ( تكذب) + الفاعل ( الضمير] " . ثانيا: التكرار في المعنى دون اللفظ. وهذا النوع من التكرير لن أتعمق فيه كثيرا ، لأنه يرد بكثرة في القَصص القرآني " كقصة آدم عليه السلام،وموسى ، ونوح وغيرهم من الأنبياء ، قال بعضهم : ذكر الله سيدنا موسى عليه السلام في مائة وعشرين موضعا من كتابه في سورة آل عمران ، الآية [ 28- 30 ]. وهذا التكرار إنما هو لفائدة خلت عنه في الوضع الآخر : أحدها: أنه إذا كرر القصة زاد فيها شيئا، ألاَ تَرَى أنه ذكر الحَية في عصا موسى عليه السلام وذكرها في موضع آخرَ ثعبانًا ففائدته أنْ ليس كلُ حيةٍ ثعبانا ،وهذه عادةُ البلغاء أن يكرر أحدُهم في آخر خطبته أو قصيدته كلمةً لصفة زائدة(8) ثانيها: أن الرجل كان يسمع القصة من القرآن ثم يعود إلى أهله ، ثم يهاجر بعده آخرون يَحْكُونَ عنه ما نزل بعد صدور الأولين .وكان أثر من آمن به مهاجر يا .فلولا تكرر القصة لوقعت قصة سيدنا موسى على قوم ، وقصة عيسى عليه السلام إلى آخرين وفي هذا النوع من التكرار يذكر ابن قتيبة إحدى فوائدها فيقول : (( إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن منجما في ثلاث وعشرين سنة ... وكانت وفود العرب ترد على رسول اله –صلى الله عليه وسلم- للإسلام ، فيقرئهم المسلمون شيئا من القرآن ، فيكون ذلك كافيا لهم ،وكان يبعث من القبائل المتفرقة بالسور المختلفة ،فلو لم تكن الأنباء والقصص مثناة ومكررة لوقعت قصة موسى إلى قوم وقصة عيسى إلى قوم وقصة نوح إلى قوم وقصة لوط إلى قوم ، فأراد الله بلطفه ورحمته أن يشهر هذه القصص في أطراف الأرض ويلقيها في كل سمع ويثبتها في كل قلب ،ويزيد الحاضرين في الإفهام والتحذير(9). أما الأستاذ محمد قطب فيُرجِع هذا التكرار الوارد في القرآن إلى التنويع إذ يقول : (( الظاهرة الحقيقية ليست هي التكرار،وإنما هي التنويع ... لا يوجد نصان متماثلان في القرآن كله إنما يوجد تشابه فقط دون تماثل ، كالتشابه الذي قد يوجد بين الإخوة والأقارب ، لكنه ليس تكرارا بحال من الأحوال ،إنه مثل ثمار الجنة :" كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا ,أتوا به متشابها"... وإن التنويع ذاته لجمال فوق أنه يذهب عن نفس الملال)) (10) . كما تجدر الإشارة على أن التكرار واردٌ في كلام العرب ، خاصة إذا ما قُرِن بالشعر وأشكاله المختلفة والمتنوعة ، فهي تبدأ بالحرف وتمتد بعد ذلك إلى الكلمة وإلى العبارة وإلى البيت ، وكل جانب من هذه الجوانب له تأثير خاص للتكرار خاصة إذا تعلق الأمر بالجانب الإيقاعي وما فيه من سر في تفعيلاته المتكررة ،وأضرب لذلك مثالا من " بحر الرجز" : مستفعلن مستفعلن مستفغلن . ولقد أشار الناقد " ريتشارد" إلى الميزة التي يؤديها الإيقاع بقوله: (( فالإيقاع يعتمد كما يعتمد على الوزن الذي هو صورته الخاصة على التكرار والتوقع ، فأثار الإيقاع والوزن تنبع من توقعنا سواء كان ما نتوقع حدوثه يحدث أو لا يحدث )) (11) والظاهر من خلال قول "ريتشارد" أن التكرار له أهمية بالغة ، خاصة إذا ما قرن بالإيقاع والوزن ، لأنه عبارة عن لمََْسَة سحرية تبعث الحياة في الشعر . فالتكرار في النَص الشعري يحمل في ثناياه دلالاتٍ نفسيةً وانفعاليةً مختلفةً تفرضُها طبيعةُ السياق. ناهيك أنه إحدى أدوات الجمالية التي تساعد الشاعر على تشكيل تصويره وموقفه .وفي هذا الصدد اضرب مثالا " للمتنبي " حيث يقول : العَارِضِ الهَتِن بنِ العارض الهَتِن ب ن العارض الهتن بن العارض الهتن فقد علق العلوي عنه حيث يقول : ((فهذا من باب التكرير ، ثم من الناس من صوبه في تكريره هذا. ومنهم من قال :إنه قد أساء فيما أورده من ذلك .والأقرب أنه مجيد في مطلق التكرير ...فإن ما أورده من هذا التكرير دال على إغراق الممدوح في الكرم )) (12) ومما نخلص إليه نقول : من المحال أن تجد في القرآن آية مكررةً دُونَمَا أيَ قصد ، فالتكرار كما أسلفت آنفا أنه فن أسلوبي ، خاصة إذا قرن بأسلوب القرآن ؛ أسلوبِه العجيب ونظمِه البديع ، فإذا ما تدبر فيه القارئُ وأراد مريدٌ أن يترددَ على قوة بيانه وسحر نظمه لَيُدركُ الإِدراكَ كله أنه صِيغَ صياغةً عجيبةً فتألَقت كلماتُه وتعانَقَت جمَلُه ، فخرت لعظمته جباهُ أساطينِ البيان .فأعجزهم فما اسْطَاعُوا أن يأتوا بأقصر من مثله .وهذا مرده أن القرآن انفرد بنظمه، وفي هذا يقول الرافعي -وهو في معرض حديثه عن روح التركيب في أسلوب القرآن: (( وهذه الروح لم تعرف قَطٌ في كلامٍ عربيٍ غيرَ القرآن وبها انفرد نظمه وخرج مما يطيقُه الناسُ ؛ ولولاهَا لم يكن بحيث هو كأنما وضع جملة واحدة ليس بين أجزائها تفاوت أو تباين ، إذ تراه ينظر في التركيب إلى نظم الكلمة وتأليفها، ثم إلى تأليف هذا النظم فمن هنا تعلق بعضه ببعض ، وخرج في معنى تلك الروح صفة واحدة ؛ هي صفة إعجازه في جملة التركيب)) (13). الموضوعالأصلي : التكرار في القران بين القدماء والمحدثيين **فاتح مرزوق // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: نمر مقنع
| ||||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |