في ذكرى الفاتح من نوفمبر 1954 اندلاع الثورة التحريرية المباركة
تحل علينا اليوم نفحات ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 بالكثير من الشجن والمشاعر الوطنية، إذ نستذكر بطولات شهدائنا الأبرار صانعي ملحمة التحرير، الذين سطروا ملاحما حفظها التاريخ لهم، شهداء الحرية الذين قضوا في سبيل الله والوطن، نستذكر تضحيات الشعب الجزائري برمته من فدائيين ومسبلين وحاضني الثورة وكل الزخم الشعبي الذي رافقها حتى بلوغ المنى و تحرير الوطن من ظلمات الاستعمار الأمبريالي الغاشم ..
إننا وفي هذا المقام مطالبون باستحضار التاريخ واستخلاص العبر، إذ تفاعل المكون الاجتماعي واتحد في سبيل هدف معين هو التحرر من قيد المستعمر، هذا التحرر الذي كان يأمل صانعوا ملحمة نوفمبر أن يستمر ليشمل جميع المجالات، حيث تتقدم الأمة وتبنى الحضارةوفق مبادئ وقيم نوفمبر، في وطن يسوده العدل و المساواة، وطن يسع الجميع بعيدا عن التناحرات والتجاذبات، والصراعات الضيقة، وطن كالذي نأمله جميعا خال من مظاهر السلبية الاجتماعية من خلافات هامشية وعصبية قبلية وعنصرية اثنية، وطن يبنى على أسس ودعائم قوية تنطلق من النية الصادقة والصافية والرغبة بالعمل والاتحاد وتنتهي بالعمل المشترك بين كل أطياف المجتمع والتقدم والتطور في شتى المجالات ..
إذن هي دعوة نوفمبرية وطنية للاتحاد في سبيل بناء هذا الوطن المفدى، جزائرنا الحبيبة التي تشبعت ربوعها بدماء الشهداء الزاكيات، من جبال الأوراس إلى رمال العرق الكبير، و تضحيات الشعب الجسام، جزائر ووطن يستحق أن يكون أفضل بخيراته وأبنائه..
رحم الله شهدائنا الأبرار...وستبقى الجزائر شامخة قوية بشعبها