اتجاهات جديدة في أساليب كتابة المقالات الصحفيةأهمية الحملات الاعلامية في التوعية والارشاد والتوجيه
يقع على عاتق وسائل الاعلام جميعها مسؤولية انسانية كبيرة وبالتعاون مع المؤسسات المعنية الاخرى لتنفيذ خطط وبرامج تنقذ المجتمع من الاوبئة الاجتماعية التي تنتشر كالنار في الهشيم من اجل التغيير في السلوكيات والانماط السائدة وبما يتناسب مع المصلحة العامة ، وايضا وفق ما يتناسب مع خطط التنمية الوطنية التي من المفروض انها وضعت بوعي وادراك يرتقي بالجميع الى اعلى درجات المسؤولية التي لا بد ان تضع في الاعتبار الصيغة العامة للتركيبة الحضارية المنسجمة مع ظروف العصر دون التخلي عن الجذور والتراث والاصول الثابتة للوطن بتاريخه الطويل وحضارته المميزة وعقيدته ومبادئه الراسخة واعتمادا على مضامين مؤثرة تعتمد العلمية لاظهار الصورة المتكاملة بين الناس وتهيئة الاجواء لتقبل الرسالة الاعلاميةعبر الصحافة المكتوبة والبث الاذاعي والتلفزيوني وبشكل منهجي وهذا بالتاكيد لا يمكن تحقيقه الا اذا كانت القيادة الاعلامية مؤهلة بالخبرة والكفاءة والصبر والحس الفني والتاهيل العلمي الذي تصقله الممارسة اذ ستكون النتيجة بالتاكيد تشخيصا صحيحا لاسباب المشكلات وظروف انتشارها وامكانية معالجتها والوقاية منها .(6)
ولا بد هنا من الاشارة الى ان اجهزة الاعلام تعمل بفاعلية ونجاح وتحقيق الاهداف وفق توافق وتزامن وتعاون مع مؤسسات معنية عديدة كما اوضحنا من مؤسسات حكومية مثل المدارس والمعاهد والجامعات ومؤسسات الرعاية الاجتماعية والامنية والقانونية والمؤسسات غير الحكومية وابرزها منظمات المجتمع المدني المساندة للعمل الحكومي والتي تعد علامة مميزة من علامات التقدم وحفظ حقوق الانسان وحمايته ،ويجب ان تتواصل هذه النشاطات بجد واجتهاد وليست مجرد تغطية وقتية لضمان التوعية الدائمة ،وتعد الحملات الاعلامية الاكثر نفعا وايجابية لتغطية هكذا موضوعات لها تاثيرها في حياة المواطنين وفقما نعنيه بمفهوم الحملات من تكثيف مدروس ومخطط له لمضامين ومواد تقدم عبر الصحف والاذاعة والتلفزيون ازاء قضية ما او مشكلة ما يعاني منها المجتمع اعتمادا على اساليب فنية مؤثرة ومقنعة وبما يتناسب مع طبيغة كل وسيلة، ويذكر المتخصصون في هذا الجانب ان نجاح الحملات الاعلامية يتاتى من دقة ادارة تلك الحملات اثناء مواجهة الازمات والمشكلات وتاتي الحاجة هنا الى مضاعفة الجهد الاعلامي بهدف تنمية التوعية بشان موضوعات محددة بهدف تجاوز تلك الازمات والمشكلات التراتيبية التي تظهر بين الحين والاخر ،وتبرز هنا امكانية المخطط الاعلامي على خلق ادارات موازية للادارات الاعلامية المتواجدة في الاجهزة المتخصصة كالصحف والمحطات الاذاعية والتلفزيونية .(7)
ان مهمة الاعلام الاساسية هي انسانية لا تختلف عن مهن انسانية اخرى كالطب والصيدلة والتعليم والمحاماة، ومن الضروري تسخيرها وتطويعها بالاشكال التي تثير انتباه الجمهور ويشدهم اذ يتابع الجمهور الوسيلة الاكثر جدية وموضوعية وصدقية والتي تقدم مادتها باساليب جذابة ومشوقة بعيدا عن اثارة العواطف والزوابع لمجرد الاثارة بل يجب ان يكون الهدف اسمى كي لا تكون ادوات الاعلام مدمرة بل بناءة تساعد في تجاوز المشكلات والامراض الاجتماعية وتنهض بالمجتمع نحو الافضل وهو ما يجب اعتماده في التصدي لظاهرة تعاطي المخدرات ، ونرى ان وسائل الاعلام تنفرد في تاثيرها في الجمهور عن باقي المؤسسات الاخرى وذلك لما تتمتع به من شعبية اذ يمكنها مخاطبة افراد المجتمع كافة مجتمعين او فرادى وتصل اليهم مهما تباعدت المسافات او تزايدت الحواجز فباقي المؤسسات تخاطب فئة بذاتها ،كالطالب في المدرسة او الجامعة او العامل في المصنع او الفلاح في المزرعة ..الخ اما وسائل الاعلام فانها تجمع بين عدد من الوظائف مجتمعة فتقوم بالتعليم والتوعية والارشاد والتثقيف ودورها واضح في دعم الافكار الوطنية وتعزيز حب الوطن والحفاظ على سلامته وتقدمه، ومع التطور التقني لوسائل الاعلام فان قدرتها على التاثير اصبحت بارزة مما جعل الدول والحكومات تعتمد عليها كثيرا في الحملات الخاصة بالتوعية في موضوعات مختلفة، ووفق هذه المواصفات اصبح واجبا ع