جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: فنون منوعة |
الجمعة 7 يوليو - 20:13:48 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: حكاية عاشور الناجى - نص مسرحي حكاية عاشور الناجى - نص مسرحي الشخصيات : - عاشور الناجى - الشيخ عفرة - سكينة - زينب - فله - درويش - زين الناطورى - حسب الله - رزق الله - هبة الله - قنصوة (الفتوه) - ممثل 1 - ممثل2 - ممثل 3 الافتتاحية : خشبة مسرح عارية ، فى الخلفية تقف أمامنا ستارة خضراء توحى بوجود (التكية) تلقى بظلالها على الأحداث .. إيقاعات ذكر توحى بجو صوفى عميق صاف مثل ساعة فجر .. تختلط معها أصوات بكاء طفل .. يدخل شيخ ضرير (عفره) يعبر المسرح يستوقفه صوت البكاء فينحنى لالتقاط لفة ملقاه تحت التكية يتأملها بيديه .. يدور بها حول نفسه حائرا ثم يدخل بها حلقة الذكر متسائلا ، بينما ما تزال الإيقاعات والأناشيد مستمرة .. يخرج من حلقة الذكر ويذهب إلى (سكينة) ويتم بينهما حوار فى صمت يفهم منه عدم الرضا على سكينه . : المكان بسم الله ، وما شاء الله .. قبل ما نبدى القول والكان يا ماكان نصلى على النبى ، ونبخر الأركان .. والفاتحة نقراها لصاحب المكان . : ممثل (1) صاحب المقام العالى .. سيدنا الحسين سيد الشهدا .. يوم تقابل الجيشين ... مدد يا حسين . : ممثل (2) مدد.. نقول ونحكى حكاية كانت وحضره.. والحضره عامره وخضرة بنور المدد . : ممثل (3) أما الحكاية فهى نقطة .. نقطة من رواية ، من بحر الأديب الواسع .. بحر سره باتع . : (1) بحرك يا عمنا مالوش شطوط .. لما الخواجه شافه قال : (2) (مقلدا) Ohh ... Perfect ..صح ... تمام ... مضبوط .. هو ده اللى النشان عليه كان مضبوط . : (3) تبقى الرواية لمين !؟ .. مين .. هه مين..؟ : (1) ما فيش غيره أبو التفانين .. اللى شرب من نيل الفصاحة لحد ما جت له الدنيا بالراحة.. مين..؟ : (2) (بلهجة ساخرة) مين غيره اللي بين طلاب العلم " نجيب ".. واللي من عيون أساتذة الأدب " محفوظ "..؟ : (3) طيب والحكاية.؟ : (2) ما قلنا نقطة.. : (1) الحكاية عن بطل.. : (3) بس بطل إيه .. إنما أسطى : (2) الإسم.. : (3) قول اسمك يا عم : (1) (يتقدم بهدوء) عاشور .. عاشور اللى نجا : عاشور وده من إيه.. : (3) من الطوفان .. من الوبا .. من أى بلوى تحط على البشر : عاشور ساعة ما يبقى الناجى معجزة : (2) (يقاطعه) لأ ... مش كده .. الناجى هو اللى استحق الجزا.. جزا الصبر والجدعنه : عاشور أيوه .. دخلنا بقى ف الفزلكة والتأليف : (3) قصدك إيه : مجموعة ما هو لو كانت البطولة بالصبر والجدعنه كان كل واحد فينا ... أصبح بطل ... واحسب بقى 70 مليون نضربهم فى عشرة طن صبر للواحد وخمستاشر طن جدعنه .. يبقى .. : (2) (يقاطعه) وانت بتقول فيها .. هى البطولة إيه !؟ ما هى بالبلدى كده جدعنه ! (يتشاجران) : (1) (يهدئهما) صح .. إنتو الاتنين صح .. البطولة صحيح فى الزمان ده قليلة .. لكنها برضة بسيطة .. يعنى تقدر تقول كده إن البطولة إنك تعمل الواجب وقت ما هو واجب تعمله : عاشور طب والصبر.. : (3) الصبر نص الجدعنة .. دا إذا كان ضرورى الصبر لجل ما نحكم التدبير : عاشور مش فاهم : (3) أنا أفهمك .. عمك عاشور بيقول البطولة إنك تعمل الواجب وقت ما هو واجب : (1) وقت ما هوا واجب تعمله ! .. وبعدين : (3) أصبر بقى .. وإن كان الوقت مش واجب ، يعنى مش مناسب .. تعمل إيه : (1) أروح وابقى أجى مرة تانية : (3) تيجى إمتى ؟ : (2) وقت ما هو واجب بقى : (3) عليك نور .. يعنى إذا كان الوقت مش مواتى .. تستنى .. تصبر .. لما تجمع قوتك ، وتحسب عدتك .. وتلاقى كل الظروف بتقول تمام .. عدى .. خد خطوتك : (1) يا عم سيبك منه .. إنت مش فاكر المسرحية اللى بوظها قبل كده : (2) أنا .. : (3) أيوه انت .. وبعدين إحنا عايزين نسمع المفيد .. نسمع عم عاشور هو الوحيد اللى يقدر يقولنا .. هو مين .. وإيه أصل الحكاية كلها : (2) يعنى هى دى شغلانه .. ما احنا ممثلين ونقدر نقول برضه : (3) تقول إيه : (1) أقول لكم .. أحكى لكم عن عاشور (يتخذ وضع استعداد مبالغ فيه) .. كان عاشور جدعا .. جدعا كان عاشور.. لم يأت ن بطن امرأة .. ولا رأت مثله الأمهات .. كان ذراعه بطول الجبل .. وصدره عرض السماء .. وكانت شواربه .. : (2) بس .. بس ، حيلك يا عم إنت وهو .. لا طولى ولا عرضى ، أنا يا ابنى طول عمرى زيى زيكم .. ابن تسعه.. واحد من الناس دى كلها .. شقيت .. وتعبت .. واتألمت زيهم : عاشور شفت .. أهو انت دايما تجيب لنفسك الكلام .. أهو الراجل زعل .. إحنا عايزين نسمع الحكاية على أصلها .. من غير فزلكة .. نسمعها منك انت يا عم عاشور يا ناجى .. : (2) بس من غير مقاطعة : عاشور قول إن شاء الله : (3) لأ ما تقطعونيش فى الكلام : عاشور بس قبل ما تبتدى يا عمنا .. نستسمحك .. إننا يعنى ، نشخص معاك الحكاية علشان ما يبقاش فيها ملل ... والا إيه ؟ : (1) ماشى .. عايزين تشخصوا .. تمثلوا .. مش مهم ... المهم إنكم تسمعوا .. وتحطوا الكلام حلقة فى ودنكم .. أصل الحكاية برضه عبره .. للى عايز يعتبر ... موافقين : عاشور موافقين : المجموعة صلوا بينا على النبى .. أنا كنت زى ما شفتم كده : عاشور (يقرأ) فى ظلمة الفجر العاشقة .. فى الممر العابر بين الموت والحياه .. على مرأى من النجوم الساهرة .. على مسمع من الأناشيد البهيجة الغامضة (يعلو صراخ الطفل .. مع صوت الذكر) طرحت مناجاة متجسدة للمعاناة والمسرات الموعودة لحارتنا.. : (1) حتة لحمه من غير أهل ... نقطة فى بحر ... غصن من غير جدر : عاشور مضى يتلمس طريقة بطرف عصاه ... مرشدته فى الظلام الأبدى (يلتقط عفرة اللفافة) : (1) غير شى بس الله يكرمه الشيخ (غمره) مقرئ جامع الحسين جعل لحياتى معنى بين إيديه الطيبه : عاشور الله .. رجعت بدرى ليه كفى الله الشر : سكينه الحمد لله ... سمى : عفره إيه ده يا شيخ عفره : سكينه رزق يا سكينه : عفره رزق : سكينه رزق بعتولنا ربنا ... سمى .. سمى يا سكينه .. واستغفرى ربك : عفره (تاخذ الطفل .. وتنظر تحته) دا ولد يا شيخ عفره : سكينه ابنك : عفره إبنى ؟ : سكينه ابننا احنا الاتنين : عفره (بوحشية من الداخل) جعان عاوز اكل يا مراة اخويا : صوت أنا رايح الحق صلاة الفجر .. الحمد لله لسه بدرى (يخرج) : عفره (يخرج متثائبا) يا عالم جعان .. الله إيه ده..؟ : درويش رزق من الله العلى القدير : سكينة رزق .. وانا هاكل ده .. أنا جعان : درويش حاضر يا خويا ... سمى .. : سكينة اسمي إيه..؟ وده اسمه إيه إن شاء الله : درويش اسمه .. اسمه عاشور .. عاشور عبد الله : سكينة أنا جعان : درويش إنت مش ناوى تتجوز بقى..؟ : سكينة إنتى زهقتى منى يا مراة اخويا..! : درويش أبدا يا ابنى (صوت بكاء الطفل ..) يبدأ الممثلون فى تمثيل طقسى يعبر عن مراحل دورة الحياة التى يمر بها الطفل فى الحارة الشعبية من سبوع .. وطهور .. وخلافه .. حتى يشب بينهما عاشور شابا) : سكينة فى منزل الشيخ عفره .. عاشور وسكينه وقد لفهما الصمت أمام فراش عفره الذى يعانى سكرات الموت . بينما وقف درويش بعيدا يتبعهما فى برود وفى يده جوزه المشهد الأول : درويش فين يا سكينه .. فين درويش : عفره (من مكانه) أنا جنبك أهو يا مولانا : درويش يا خسارة يا اخويا .. كان نفسى ربنا يهديك قبل ما اموت .. وتتوب على إيديا : عفره إنشاء الله .. مش هتموت ... وهتبقى ميت فل واربعتاشر : درويش لأ يادرويش .. أنا مش ها اعيش قد اللى عشته .. بس كان نفسى استريح من ناحيتك .. دا انت إتربيت فى بيت الشيخ عفره اللى عمر القرآن ما انقطع منه . : عفره الله .. وانا فيا حاجه وحشه لا سمح الله .. ما انا ميت فل واربعتاشر آهه (ينظر ناحية سكينة) : درويش والله يا ابنى ما قلت له حاجة .. هو فيه حاجه بتستخبى .. وانت ما شاء الله .. صيتك قد الدنيا : سكينه مش وقته يا سكينه .. الشر أمره نفد فى بيتى .. وعوض على الله عوضى على الله بيك يا عاشور .. سبحانك يارب .. تخلق الأخين .. واحد فاسد ، والتانى.. : عفره عاشور مش اخويا يا شيخ عفره (يعم الجميع الصمت ، وصوت الجوزه يعلو) : درويش الله يسامحك : عاشور معلش يا عاشور يا ابنى .. ما تزعلش من كلام اخوك : عفره لأ يابا عفره .. المهم انت تقوم بالسلامه : عاشور السلامة ليك يا ابنى .. أنا طالب من الله إنك تفضل زى ما سبتك .. تقى .. وعفيف .. كان نفسى تطلع مقرئ وتاخد مكانى .. لكن ربنا ما أردش : عفره (يضحك) مقرئ إيه .. دا منظر مقرئ ده .. دا يطفش المصليين : درويش معلش يا عاشور .. لك رب اسمه الكريم .. بس إنت تخليك زى ما انت .. واوعى تسلم روحك يا ابنى للشيطان .. ربنا إداك العافية علشان تساعد بيها الناس وتستعين بيها على الرزق الحلال .. فاهم يا عاشور : عفره فاهم يابا الشيخ عفره .. : عاشور (تخفت الإضاءة تدريجيا .. يرتفع صوت غناء حزين يفهم منه رحيل الشيخ عفره .. وتتم مراسم الدفن) (تلملم أشيائها وتستعد للرحيل إلى بلدها) : سكينة برضه ناويه تسيبينا يا امه سكينه : عاشور إحنا هانعيده يا ابنى .. الحالة صعبه .. وانى بقيت حمل تقيل عليكم : سكينه هو انا اشتكيت : عاشور لأ يا ابنى .. أبدا ، ولا عمرك تعملها (تتنهد) الله يجازيه بقى ... اللى ما تمرش فيه العيش والملح : سكينه يا امه ماتسبينيش .. الله يخليكى ، دا نتى الوحيدة من ريحة الشيخ عفره .. آنى ماليش حد غيرك : عاشور ولا انا يا ابنى ليه غيرك بعده .. بس النصيب كده .. لازم أمشى أرجع بلدنا لجل أقضى الأيام الباقية لى على خير .. أنا خلاص ما بقاش عندى صحه : سكينة اللى تشوفيه يا امه .. بس خللى بالك من نفسك .. وادعيلى : عاشور ربنا يا ابنى يرزقك الرزق الحلال .. ويبعد عنك أولاد الحرام .. مع السلامه بقى (تتشابك الأيدى) يا ابنى سيب إيدى بقى . (يسمع صفير قطار بداية لأغنية وداع ) حاتأخر على القطر.. : سكينه هاجى معاكى أوصلك : عاشور يووه .. زى ما تحب .. بس يالله قوام (تعلو الأغنية) . : سكينه المشهد الثانى: فى منزل درويش ، منزل الشيخ عفره سابقا .. درويش يتوسط المكان وأمامه جوزه يدخنها فى استمتاع .. يدخل عاشور حزينا .. بعد وداع سكينه . مالك يا سبع .. : درويش فراق الأحبه صعب يا عمى درويش : عاشور عمى الدبب .. إسمى المعلم درويش يا وله : درويش اللى تشوفه يا معلم : عاشور وانت بقى هتاكل منين بعد فراق الأحبه يا صغير : درويش آنى خدامك يا معلم : عاشور ومين قالك أنا عايز خدامين يا فالح : درويش يبقى خلاص .. أمشى : عاشور المركب اللى تودى : ددرويش (مترددا) .. باقول إيه يا معلم .. البيت ده أنا إتربيت فيه ، وبعدين .. : عاشور (مقاطعا) عليك نور .. بيت .. يعنى مش تكيه : درويش وهو انا مش من أهل البيت ! : عاشور الله ... الله ... داحنا فتحنا اهه .. واللهى عال ، ما بقاش غير ولاد الحرام كمان يتمسحوا فينا .. الله يرحمك يا خويا ويغفر لك .. حا اقول إيه : درويش الشيخ عفره ربانى بعد موت أبويا وامى يا معلم : عاشور دا بقى اللى قالولك هو .. الله يرحمه مارضيش يجرحك.. : درويش قصدك إيه ! : عاشور الله .. إنت حاتكلنى ياد .. وانا جبت حاجة من عندى .. الناس كلها عارفه ما تسألهم أهم (يشير له على الكورس) : درويش إيه يا عم عاشور .. ما احنا لسه عاملين المشهد قدامك : (1) مشهد إيه .. انطقوا (يطاردهم) : عاشور الله .. فيه إيه .. الراجل اندمج يا جدعان .. وحايطربقها علينا.. : (3) والنبى يا عم مالينا دعوى .. إحنا ممثلين : (2) إنت حاتتشطر علينا .. ما تروح تشوف نجيب محفوظ .. مش هو اللى كتبك.. : (3) نجيب مين .. وانا ذنبى إيه .. يكتبنى ليه كده .. ليه ..ليه : عاشور معلش بقى يا عمى عاشور .. نصيبك كده .. قسمتك .. وبعدين انت مزعل نفسك ليه .. هو انت بس اللى لقيط .. ما هى الأفلام المصرية مليانه .. الله يرحمك بقى يا يوسف بيه : (1) إهدى يا عم عاشور .. صلى على النبى .. عايزين نكمل الليله.. : (2) اسمعوا .. أنا عندى إقتراح كويس : (3) قول يا فالح : (1) بما أن عمى عاشور نفسيته تعبت فإحنا نكمل لحد ما يستريح بس .. : (3) وحانقو له إيه ؟ : (1) ولا حاجه : (3) إيه : (1) قصدى يعنى مش حانروح بعيد .. إحنا نكمل من الرواية الأصلية من الحرافيش نفسها : (3) صح .. تمام : (1،2) إيه رأيك يا عم عاشور : (2) إعملوا اللى انتوا عايزينه ، اللعبه دى صعبه قوى ، وربنا يستر للآخر : عاشور ما تحملش هم .. يالله يا (فلان) قول .. اتفضل : (2) (يقرأ من الكتاب) غادر عاشور البيت والمغيب يهبط على القبور والخلاء ، أمسية من أماسى الصيف ، وثمة نسمة رقيقة تتمادى حاملة أخلاط التراب والريحان ، مضى فى الممر حتى بلغ ساحة التكيه بدا لعينيه القبو مظلما ، وترامت أشجار التوت من فوق الأسوار تصاعدت الأناشيد بغموضها .. فصمم على طرح الهم جانبا ، وقال لنفسه (ينظر لعاشور السارح) إيه يا عم عاشور ما تقول: : (1) أقول إيه : عاشور آه صحيح حتقول إيه .. أقولك أنا وانت تقول ورايا : (1) قول يا ابنى : عاشور لا تحزن يا عاشور ، فلك فى الدنيا أخوه ، ليس لعدهم حصر : (1) ولا تزعل يا واد يا عاشور .. كل الناس دى إخواتك : عاشور نعم يا سيدى : (3) إيه يا وله مالك : (1) لا ولا حاجه .. كمل ياعم خلينا نخلص : (3) ومضى تلاحقه الأناشيد .. أى فروغ ماء حسن .. إزدوى رخشان شما ايروى خوى ازجاه .... تحسدان شما : (1) الله ... الله هو دا الكلام والا بلاش .. من تانى والنبى ياعم. : (2) مشهد (3) (فى المقابر - يرتفع صوت المغنى ، والدفوف بالذكر فتنتظم الحلقة تدريجيا .. عاشور خارجا من الحلقة فو نشوة صوفية .. ينتحى جانبا كالنشوان وهو يدندن بالذكر) إمتلأ عاشور بأنفاس الليل .. إنسابت إلى قلبه نظرات النجوم المتألقة .. هفت روحه إلى سماء الصيف الصافية .. قال ما أجدرها ليلة بالعبادة .. كى يبحتو فوق الأعتاب .. كى يناجى رغبات نفسه الكظيمة .. كى ينادى الأحبة وراء سياج مجهول : (1) (يدخل درويش متلصصا ، ويختبئ فى جانب) وثمة شبح يقف منه على بعد شبرين .. يعكر عليه صفوه ، ويشده إلى عالم القلق .. فرفع صوته الأحبش متسائلا : (1) الله .. إنت مستنى حاجة هنا يا معلم : عاشور أسكت يا بغل .. هاتودينى فى داهيه : درويش نورنى ... الله ينور عليك يا معلم .. فيه إيه : عاشور هس .. أسكت .. دلوقتى تعرف .. إنت بس تخليك ورايا .. وانا هاعمل كل حاجه .. عليك تحمى ضهرى بس .. فاهم : درويش بس انا مش فاهم حاجه : عاشور هش .. أهو جى أهه ... (يقترب منهما شبح رجل عجوز ... ودرويش وراءه) : درويش (يهجم عليه) هات الصره وإلا ... : درويش يا ساتر يارب ... انت مين .. آى .. خف إيدك الله يخليك : الرجل (يندفع إليهما) سيبه يا معلم.. (يمسك برقبة درويش) : عاشور الله يخرب بيتك .. كده .. الراجل هرب ... : درويش دلوقتى بس أسيبك .. معلش ... كنت ناشف عليك شويه : عاشور رزق وجاينى .. أسيبه يا حمار : درويش يعنى تاكل حرام يا معلم : عاشور انت اللى ابن حرام .. أنا باكل بعرق جبينى ياله ... هودا مش مجهود اللى بعمله .. يبقى فين الحرام يا ابن الحرام : درويش تانى يا معلم : عاشور أيوه تانى وتالت .. الشيخ عفره لقاك جنب الجامع من أم.. : درويش (يشير إليه مقاطعا ويتراجع للخلف .. يردد درويش جملة ابن حرام .. يرتفع صوت الذكر .. يخرج درويش بعد إشارة من عاشور .. الذى أصابته التهمة فى العمق .. يتحرك باحثا عن شئ ما .. يجثو عاشور بجانب قبر الشيخ عفره .. يناجيه) : عاشور هام عاشور على وجهه . مأواه الأرض .. هى الأم والأب لمن لا أم ولا أب له.. : (1) كده يا شيخ عفره .. كده تسيبنى أعمى .. تايه .. من غير ما تقوللى .. طب ليه .. ما انا كنت برضه حافهمها على الأقل .. كنت حاقبلها منك .. ولا اقبلهاش من كلب زى درويش : عاشور لقد عرف من حقائق الدنيا على يد درويش فى ليال مالم يعرفه فى كنف الشيخ الطيب عفره : (1) أنا مين .. أنا إيه : عاشور خطيئه أوجدته ... توارى الخطاه .. ها هو يواجه الدنيا وحده : (1) ليه بس كده يا رب .. بقى دا حظى أنا ، إنى اطلع كده زى زرعه شيطانى ... بذره حرام من غير أصل .. ليه بس كده يا امه ..(تستوقف الكلمه) .. لأ .. أنا ما ليش أم مافيش واحده تستاهل منى الكلمه دى الأم اللى بصحيح هى اللى تحبل وتولد فى النور .. إنما كده .. جنب الجامع لأ .. كده لأ .. (يرتفع صوت الذكر مرة أخرى فيندمج فيه عاشور تماما) : عاشور - فى الزريبه - مشهد (4) إيه الحكاية يا اخواننا .. الليله بقت كلها كآبه والا إيه ؟ : (1) هانعمل إيه لعمك عاشور اللى عجبته الحته دى بالذات : (2) لأ بقى كده ما ينفعش ... إحنا كمان عايزين ننقل على حته تانيه عايزين نكمل الحكايه : (3) أنا حاجيبها لكم من الآخر : (1) إزاى..؟ : (2،3) دى بسيطه قوى .. مش الروايه معانا (يقرأ) وترأى إليه صوت زين الناطورى ، وهو يحتدم غاضبا .. رآه فى الفناء مشتبكا فى معركة.. : (1) (مقاطعا) حاسب يا سيدى ... إنت رايح فين..؟ : (2) أنتو مش عايزنا نخلص .. : (1) أيوه بس نفهم مين زين الناطورى ده..؟ : (3) زين الناطورى دا يا سيد راجل طيب من رجالة حارتنا .. كان عنده لمؤاخذه زريبه .. فيها شوية حمير وكم عربية ، مشغلهم فى السوق بالأجرة.. : (1) (فجأة) الله .. إنتوا سبتونى ... سبتونى يعنى وبتحكوا عن واحد تانى..!! : عاشور إحنا برضه اللى سبناك ... واللا انت اللى ادروشت خالص..؟ : (3) معلش يا اخواننا .. أصل حكاية الأصل دى بتوجع برضه.. : عاشور ولا يهمك يا عمنا .. إحنا وصلنا لحكايتك مع زين الناطورى : (1) الله يرحمه ... كان راجل عال .. راجل ولا كل الرجاله ... لمنى ... وشغلنى معاه زفوق كده كمان جوزنى بنته. : عاشور آه ... زينب : (2) كانت ست أصيله .. من بيت أصيل : عاشور بس احنا نعرف إنها كمان كانت بنت .. : (3) (مقاطعا) لأ .. زينب إتربت فى بيت المعلم زين ، وكانت يتيمة .. بس عمر ما حد عرف عنها حاجه .. عاشت وماتت وهى بنت المعلم زين الناطورى : عاشور طيب ما تقولنا اتجوزتها ازاى يا عم عاشور : (2) كنت دايما باشوفها من ورا الشباك : عاشور ما كانتش حلوه : (1) بس كانت مليانه حنيه .. ربك بيعوض شئ عن شئ : عاشور يعنى حبيتوا بعض الأول : (1) مش كده بالضبط .. هى كانت عجبانى ، وانا كمان : عاشور أيوه ياعم ، خصوصا يوم الخناقه : (3) خناقة إيه .. والله يا ابنى أنا مش فاكر حاجه : عاشور إسمع يا سيدى.. " وترامى إليه صوت زين الناطورى وهو غاضبا .. رآه فى الفناء مشتبكا فى معركة لفظية مع أحد العملاء.." : (1) إنت حرامى.. : زين يا معلم زين عيب .. الحمار هو اللى بياكل كتير ، والزبائن بتفضل تمشى على رجليها .. الناس خلاص مش لاقيه تاكل : الزبون إنت قليل الذمة .. سلم الحمار وماتورنيش وشك : زين انت راجل مفترى : الزبون وانت قليل الأدب .. (يشتبكان .. يدخل عاشور بينهما) : زين وحدوا الله : عاشور إبعد عنى إنت كمان يا ابن.. : الزيون الله .. إنت هاتلبخ (يعتصره فى صدره) طب روح .. بقى لاكسرلك ضلوعك.. : عاشور الله يفتح عليك يا ابنى .. إنت مين..؟ : زين أنا عاشور : عاشور إنت صحيح صبى المرحوم الشيخ عفره زيدان ؟ : زين الله يرحمه : عاشور إنت ساكن فين يا عاشور.؟ : زين (يصمت) : عاشور قصدى بتنام فين ؟ : زين جنب سور التكية .. أو تحت القبو : عاشور طب ماتنام عندى .. فى الزريبه ... والا مش.... : زين نعمه أشكرها لك طول عمرى يا معلم : عاشور إنت زى ابنى واكتر كمان (يصمت مفكرا) إسمع يا عاشور إنت مش عايز تكمل نص دينك ليه لحد دلوقتى.؟ : زين إيدى على كتفك يا معلم : عاشور نقرا الفاتحه .. (ترتفع أصوات الموسيقى والزغاريد تعلن زفة عاشور على زينب ، يقطع سير الزفه ظهور قنصوه الفتوه ومعه درويش وبعض رجاله : زين وقف يا وله انت وهو .. بس .. المعلم قنصوه وصل : (1) مبروك يا عاشور .. طب مش تعزمنا ... ولا يعنى فى فرحكم منسيه.. : درويش فى الفرح بس .. دا الليله كلها واخدها مقاوله لحسابه : ممثل قنصوه جرى إيه يا (فلان) .. المشهد ده إحنا ما اتفقناش عليه : (1) دورك لسه يا ابنى مش دلوقت.. : (2) لأ بقى .. اللى بتعملوه ده مغالطه تاريخية .. الروايه عن الحرافيش والفتوات ... وانا بالعب دور الفتوه ... وهم يدوبك كلمتين اللى باقولهم .. ثم أنا شايف إن ظهورى دلوقتى مناسب جدا : ممثل قنصوه يعنى عايزنا نعمل إيه ؟ : (1) ولا حاجه .. هابوظ الليله .. كرسى فى الكلب يا درويش : ممثل قنصوه عينى يا معلم : درويش استنوا بس يا جماعه .. إحنا مش دفعنا الأتاوه اللى علينا : زين آه : قنصوه المطلوب إيه يا معلم : زين فين أتاوة الفرح والزفه .. وبعدين مش كان لازم تاخدوا منى تصريح : قنصوه يا معلم خلى الليله تعدى على خير : عاشور وإن ماخلتهاش .. هاتعمل إيه يا عاشور ؟ : قنصوه ولا حاجه يا معلم : عاشور يا حسب .. حاكم أنا باتلكك لك : قنصوه ليه بس ... دانا فى حالى وماليش دعوه بيكم : عاشور ما هوده اللى تاعبنى .. عايز افهم إنت إيه بالضبط .. (يدور حوله مستعرضا اياه) اللهم صلى على النبى .. قد الجمل ، ولو رميت إيدك على سور التكيه .. مش هايتحمل ثانيه .. إنما لا بتهش ، ولا بتنش .. بترسم على إيه ياله..؟ : قنصوه يا معلم أنا عايز أعيش مستور : عاشور سيبك منه يا معلم .. دا وش فقر طول عمره : درويش حمار .. لو اشتغل معانا .. يكسب دهب : قنصوه حد الله بينى وبينكم : عاشور ليه .. شايفنا شر ياواد : قنصوه حد الله بينى وبين الأزيه يا معلم : عاشور ماشى يا عاشور .. أنا ها عديها لك المره دى .. بس برضه ما فيش فرح ولازفه غير بعد دفع الأتاوه والتصريح : قنصوه ماشى يا معلم .. إتفضل (يعطيه صره) إدينى بقى التصريح.. : زين خلاص يا واد انت وهو .. صرحنا : قنصوه دقى يا مزيكا (تعزف الموسيقى وياعبون بالعصى ، وتنقلب تدريجيا إلى الذكر) : درويش الموضوعالأصلي : حكاية عاشور الناجى - نص مسرحي // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: الحرف المتمرد
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |