جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتدى جواهر الأدب العربي :: منتدى المقامات |
الخميس 6 يوليو - 23:04:40 | المشاركة رقم: | |||||||
جوهري
| موضوع: مقامة : لصوص رمضان /هشام بن الزبير مقامة : لصوص رمضان /هشام بن الزبير معلّم يضرب ضيوفه حدّثنا جدّ أشعب قال: كنت رجلا أكولا ، لا فظّا ولا خجولا إذا وُضع الطعام أمسكت عن الكلام ، وبادرت إلى الأخذ بالزّمام فلا يقتفي أثري إلاّ من شحذ أضراسه وقطع أنفاسه ، وأحكم ركبتيه وثبّت رأسه . فلم أذكر أنّي شبعت من طعام أو سبقت إلى قيّام قطّ إلاّ الحريرة فإنّها كانت أبغض الطعام إلىّ وأقبحه بين يديّ . وإذا وجدت فيها ريح الثّوم فزعت منها فزع الغراب من البوم ، فمررت بأيّام عصيبة قلّ فيها المضغ حتّى صدئ الصّدغ ، وضمرت البطون حزنا على فقد الصحون ، وبينما أنا أترصّد القوت فرارا من الموت فإذا بالبشير ينادي في كلّ أنحاء البلاد ، أنّ معلّم القرآنِ فلانا الفلاني يُطعم لحم العجل ويضرب الضّيف الممتنع عن الأكل . فسال لُعابي حتّى بلّل أثوابي ، وقلت في نفسي إنّ هذا المعلم رجل فاضل لا ينكر فضله إلاّ جاهل . فوالذي نفسي بيده إنّ الضيف الخجول لخليق أن يُهتك ستره ويُجلد ظهره ، وعزمت أن أزوره كي أحقّق مبتغاه وأحظى برضاه . فصلّيت خلفه صلاة هزيل متظاهراً أنّي عابر سبيل . فلمّا قُضيت الصّلاة طلب منّي أن أصحبه إلى بيته لأشركه في قوته ، فقلت له جزاك الله خيرا يا إمام وأبقاك ذخراً للفقراء والأيتام . وسرنا حتّى دخلنا داره فاختلى بأهله ساعة ثمّ عاد إلي ّبعسّ حريرة يغيب فيه الراس قطّعت حبّات الثوم فيه بحجم الأمقامة لصوص رمضان حدثنا أبو النوادر السوسي قال: تصرّمت سراعا أيام رجب, و صامه الأخيار و ما وجب, ثم أدركني شعبان, و أنا رَيّان شبعان, فأزمعت صيامه, و إن استطلت أيامه, فكان أسرع من سابقه, كأنما يستحث مقدم لاحقه, و كلما هممت بتبييت النية, و اغتنام العمر قبل نزول المنية, قطعتني عن الصوم القواطع, و صرفتني عنه الصوارف, من ضيف عزيز نازل, أو سفر نأى بي عن المنازل, حتى بقيت من كأس شعبان فُضلة استقللتُها, فأصبحت يوما ممسكا, ولمسالك البر سالكا, و ما إن حلّ الضحى, حتى خِلت أن الشمس قد دنت و تدلّت, و سئمت موطنها و ملّت, و ضاقت برفقة النجوم فاعتزلتها, و اشتاقت إلى صحبة الأرض فنزلتها, فبينا أنا أجر رجليّ, و أجرجر على الأرض نعليّ, مُنصرفي من الظهر إلى الدكان, إذ غردت في جيبي رنّة الجوال, فإذا موسرٌ يسألني عن الأحوال, و يستحثني أن آتيه في الحال, و أخبرني أن في المجلس مَن فيه, ممن يسترزق مِن فيه, و أنه أرصد له متكلما طالت غيبته, و سوف تسرني أوبته, فتاقت نفسي لاستجلاء الأمر و اشتاقت, و مشيت قدر ما بين الأذان و الإقامة, إلى بيته الفاره حيث تحلو الإقامة, فلما وقفت ببابه, و أشرفت على رحابه, استقبلتني رائحة الشواء, و نسائم الحلواء, حتى ظننت أني أفطرت من تنشق الهواء, وشرعت نفسي تملي علي الأخبار و الآثار و القصص, في سماحة الشريعة و ما حوته من رخص, و أتحفتني بفوائد حديث تقديم العَشاء على العِشاء , فخاطبتها: يا أيتها الأمّارة المكّارة: ما أعلمك بالفقه عند الجوع, و أبشرك أني أزمعت الرجوع, فنازعتني في الافطار وأوزعتني, و ما إن استدبرت الباب و استقبلت الطريق اللاحب, حتى ناداني الصاحب, و قادني إلى بهو فسيح صُفت فيه الموائد, وفيه رجال متأنقون بأيديهم الجرائد, فقال كبيرهم: "يا نُخبة الإخوان, و صَفوة الخلان, ذوي العلائق النافعة, و المعارف الواسعة, في ميدان السلطة الرابعة, و الإعلام المرئي و المسموع, قد أظلّنا رمضان و لنا فيه منافع, فجِدّوا كدأْبكم في تجفيف المنابع, و سدوا منافذ الغلوّ, و صدوا الغلاة عن العلوّ, و أكثروا قبيل حلوله الحديث عن وفرة السلع, و بشروا بكثرة اللذائذ و المتع, وحركوا الأشواق إلى ارتياد الأسواق, و راكموا البرامج عن الأسقام و الأوجاع, و أمطروا بها الأبصار والأسماع, و ألحوا في التحذير من الإجهاد و الجفاف, و خَوِّفوا العامة من الصيام بالإرجاف, و تخيروا لذلك الأطباء الألباء, فإن صاموا فاشغلوهم بالرياضة و الملاهي, و سهرات المعازف في الشاشات و المقاهي, و سلسلوهم عند الإفطار بأفانين التهريج, و أفسدوا عقولهم وقلوبهم بأساليب التهييج, حتى إذا نادى منادي الفلاح, لم يزهدوا في لهو الليالي الملاح, و نغِّصوا عليهم ليالي رمضان على كل تردّد, حتى ينسوا أنما أمروا أن يعمروها بالتهجّد, و نحن إنما نحارب التزمت و الظلامية, و ننصر الانفتاح بمنابرنا الإعلامية, و ندعو للتوحيد: توحيد الأديان, و نجدُّ في تلميع صورة الإسلام, ببدائع المسرحيات والأفلام, و نغازل المجتمع الدولي حتى يرضى, و نُغْضي من أمر التدين عما أغضى, و نتودد إليه تودد المحبين, و نتزلف إليه تزلف العاشقين, و قد دعونا اليوم في ندوتنا الاستعراضية, خطيبا وسطيا أمريكا عنه راضية, من دعاة الإسلام الجديد, و أهل الفقه والتجديد, ممن يحلّ المعضلات الآنية, بالفتاوى العقلانية." و ما فتئ جرس الباب أن رنّ, فتطلع الحضور إلى مطلع بدر الاجتهاد, و اشْرأبّت إليه يدخل على رؤوس الأشهاد, وشهر حماة الإعلام الأقلام, يترقبون فيض الوسطية و الاعتدال, فإذا شيخ وقور جلّله الشيب, و التف في برنس حالكٍ قشيب, يحرك بأنامل يمناه حبات سبحة صفراء, و ما ينفك يعدل بيسراه عمامته الخضراء, و لما جلس جيء بالشاي "منعنعا", و روى الشيخ حديثا معنعنا, في فضل شهر الفرقان و فضائله, وحذر من الشيطان و حبائله, ثم قال: " أيا معشر العقلاء, إياكم و سبل من آمن بلسانه, و فجر واستكبر بجنانه, و تسمى بأسماء المسلمين, و سلك سبيل المجرمين, و جرّد لحرب الملة البيضاء لسانيه, و امتطى مراكب الزور, و اهتدى بالكذب إلى الفجور, فحذار حذار من شياطين الأناسي, و تنبه لما يكيدون أيها الناسي, فإنهم يتلونون في اليوم ألف مرة, و يدعونك إلى ملة أبي مُرة, و يخلعون عليها الأسماء الرنانة, و يتنكرون خلف الألقاب الطنانة, فهم أهل الثقافة و الحصافة, و أرباب القلم و الصحافة, و أولو العقول والأفهام, و صناديد الفن و الإعلام, فاللهَ اللهَ لا يخدعنّكم الشيطان و سفراؤه, و لا يستفزنكم الرجيم و أجراؤه, فقد نصبوا في طريق الصائمين المتاريس, و كمنوا لهم كُمون الأباليس, فيا من تُمنّون النفس بالريّان وولوجه, أعرضوا عن أحلاس الباطل و سروجه, و ذودوا عن رمضانكم و نفحاته, بالإعراض عن التلفاز و لفحاته, إنما هو لهو و لغو, و خيال و خبال, و شِراك و حبال, و سلاسل و أغلال, و رفس و رقص, و نباح و عواء, و كذب و مراء, و تصنع و رياء, و فحش و بذاء, و إجرام و دماء, هو جماع الشرور و مُذهب السرور, و مفرق الأحباب, و ماحق الألباب, فهلا اعتبرتم يا أولي النهى, رحم الله امرءا اتعظ وانتهى." و لمّا أن فرغ الواعظ من وعظه, ابتدره رجل على محياه ابتسامة الشامت, و في جيده سلسلة من الصامت, فقال: " مَهْ يا شُويخ, قد أزريت بأهل الفن و الإعلام أجمعين, و لو أنصفت لما هجوت صفوة السامعين, و فيهم زبدة الم الموضوعالأصلي : مقامة : لصوص رمضان /هشام بن الزبير // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: mina la raine
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |