قلت كيف ولم ومتى وأين ؟ وحدثي دون أن تبكي العين !
فحدثت إخلاص الشروقية قالت : اعلم أُخَيّ، أن الأمر ليس بيديّ، فكنت معلمة، للأطفال مفهّمة، وبالجمعية محقّقة، وللحقيقة موثّقة، فذات يوم، درست فلذات قوم، إنهم صغار البراعم، ولحبهم أنا زاعم.
من المدرسة إلى موقف الحافلة، كيف أغدو للبيت قافلة ؟ أأذهب مشيا على الأقدام، أم احجم عن هذا الإقدام ؟ فالصيف شديد الحرارة، لكن الانتظار أشد مرارة.
وما أن أطلت الحافلة كالهلال، خلف عمارات كالتلال، بدأَتْ بلا مجاملة المعركة، وانتهت المزاملة المفبركة، فللقوي حق الرفس، وللضعيف شق النفس، وَجِلتُ إذ ما ولجتُ، إذ من المعترك قد جلوتُ، لكني حول الحافلة جُلتُ، ثم صُلتُ، فإذا بمنفذ قد نِلتُ، ولصاحبتيّ قد قلتُ : جاء الفرج، ورفع الحرج، فوقفنا على قَدَم، كعادتنا منذ قِدم،
كالسلحفاة انطلقتْ، بعد أن ملّت الناس ونطقت، ...
أنزلتْ الناس بموقفَيْن، كأنما كانوا ألفين، و كانت محطتي هي الآخرة، ولصحبتي كان موعد مع الآخرة،...
دويّ، قويّ، غويّ، غير سويّ، صَمَّ من الأنام الأذان، بلا إعلام ولا أذان،
يا ترى؟ ماذا جرى؟ لا أحد درى! فالكل جرى! ألا ترى؟ هذا دم الورى، قد عمّ الحافلة وسرى !
قد أحسن من صدق، وهو في آخر رمق، فقد قذفني في بئر لا ينتهي، كما يريد المجرم ويشتهي،...
في الأذن رنين، بل قل طنين، وفي الفؤاد أنين، واللسان عنه ضنين،...
إنه تفجير فاجر، في الدماء متاجر،...
أ باع آخرته بثمن بخس، أم هو صاحب مذهب خس ؟
أما للأول ربّ ... ؟ أما للآخر لبّ...؟
عند الله الملتقى، يا سيء المرتقى، يا من غُيّبتَ عن التقى
فما زال المرء في دينه فسحة، وله باب للف