الدولة الرستميةالدولة الرستمية دولة أقامها الخوارج في المغرب العربي في الفترة من 137 ـ 297هـ، 754 ـ 909م عندما قدم عبدالرحمن بن رستم بن بهرام الفارسي إلى المغرب جنديًا فاتحًا مع جيوش المسلمين التي كانت ترسلها الخلافة العباسية في بغداد. وكان يدين بمذهب الخوارج. وكان من الذين فر بهم القائد أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري وولاه على القيروان.
اهتمت الدولة العباسية بخطر تيار الخوارج بالمغرب، فبعثت جيشًا للقضاء عليه قبل استفحال أمره. واضطر عبدالرحمن إلى أن يترك قاعدته في القيروان إلى موضع مدينة تاهرت الحالية. ثم ما لبث أن أعلن قيام دولته في هذه المنطقة، فتقاطر إليه الخوارج الإباضية من جميع أنحاء المغرب والمشرق. وأعلنوا عدم تبعيتهم للعباسيين، وانتقدوا الأسس التي قامت عليها الخلافة العباسية، مما جعل الخلافة العباسية تدخل معهم في حروب قاسية.
تمكنت هذه الدولة من الصمود في وجه العباسيين وتغلبت على مشاكلها الداخلية في عهد مؤسسها عبدالرحمن وخليفته ابنه عبدالوهاب ثم خليفتهما الثاني ميمون بن عبدالوهاب.
بدأ الضعف يدب في الدولة الرستمية، لأسباب منها: إصرارهم على أن يكون الحاكم منهم، وتميز الفرس على غيرهم من الناس في الدولة، وانصراف الحكام المتأخرين إلى اللهو وإهمال الإصلاح. هذه الأسباب وغيرها أدت إلى الفساد، ثم تصدع بناء الدولة التي انهارت باغتيال يقظان بن أبي اليقظان آخر الحكام من الأسرة الرستمية، سنة 296هـ ، 908م وأتت الدولة الفاطمية على البقية الباقية منها سنة 297 هـ ، 909م.
قامت الدولة الرستمية بدور بارز في دعم الحضارة الإسلامية بالمغرب ونشر الإسلام في بلدان غربي إفريقيا عبر الطرق التجارية الصحراوية، التي تربط مدن شمالي إفريقيا بمدن غربي إفريقيا.