جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: قسم المواضيع العامة والشاملة |
الأربعاء 7 يونيو - 23:22:02 | المشاركة رقم: | |||||||
جوهري
| موضوع: إما أن تقرأ.. وإما أن تقرأ! إما أن تقرأ.. وإما أن تقرأ! ذا عصر القراءة بامتياز. وعذراً من الذين يظنون ان الصورة ـ مع اعترافنا بسطوتها ـ قد هزمت الكلمة، وان الكومبيوتر صرع الكتاب بالضربة القاضية، وانه بات بإمكانهم ان يمارسوا تقاعسهم بتبجح وراحة ضمير. فكل الدراسات ما تزال تشير الى ان الشعوب ذات الشهية للقراءة هي الاكثر تطوراً ونمواً وقدرة على التحكم بأولئك الذين يعانون صدوداً عن المعرفة. فثلث سكان الارض المحسوبون على العالم المتقدم ينتجون غالبية المطبوعات، بينما لا تزيد حصة العالم الثالث ـ رغم كثافة سكانه ـ عن الربع. اما في مجال الترجمات فإن بلداً مثل المانيا ترجم وحده حوالى عشرة آلاف عنوان بين عامي 1994 ـ 1996. ولم ير العرب، مجتمعين، حاجة لان يترجموا اكثر من 300 عنوان، خلال الفترة عينها، وهو رقم هزيل ومخجل، اذا ما قورن بما ترجم في اليابان او فرنسا او هولندا. ثمة من يريحه ان يعزو هذه المقاطعة العربية الجماعية اللاواعية للكتاب الى منافسة الكومبيوتر والانترنت. لكن احصاءات «الاونيسكو» الاخيرة تسقط هذه المزاعم، وتشير بوضوح قاطع، لا لبس فيه، الى ان الامم العاشقة والمستهلكة للكتب التقليدية، هي ذاتها الاكثر نشاطاً وابحاراً على شبكات الانترنت. وان القراء الحقيقيين، الذين لا يحبون الاختباء وراء إصبع، لا يميزون بين الكلمة الطالعة من الورق او المطلة من وراء شاشة زجاجية. وانما هم يبحثون عن ضالتهم انّى وجدت. وقد قرأ الانسان قديماً في الطين، والصخر، وجلد البهائم، والبردى، قبل ان يهتدي الى الورق ومن ثم الى الاجهزة الالكترونية. وقد تغيرت الاوعية الحاملة للنصوص وتبدلت وبقيت الكلمة المكتوبة هي الثابت، وهذا من حنكتها ودليل ديناميكيتها، فهي لا يهمها اين توجد، وانما يعنيها ان تكون موجودة. ومن الحكمة، اذا كنا من المبشرين والمستبشرين بموت الكتاب ـ ظناً بأننا قد خلصنا من براثن القراءة ـ ان لا نتعجل التهليل والتصفيق . فثمة فرق جوهري بين الكتاب/الوعاء المتغير ـ الذي قد يزول او يبقى ـ والقراءة/الفعل المقاوم الذي يزداد رسوخاً وقيمة، لا بل وخطورة بتطور الاوعية وتقنياتها. وقد تنبه العرب، الى هذه الناحية، باكراً، حين ابتكروا كتاب الكُمّ قبل ان يهتدي الغرب الى كتاب الجيب تسهيلاً لحمله وتجواله. وعمل اليابانيون بجد على تطويع الحامل وتنويع انماطه، وبات لكل كتاب أثير عندهم نسخه الموجودة في طبعة فاخرة وعادية وغيرهما للجيب، واخرى على صفحات نايلون للاستعمالات المائية، ناهيك من النسخة النافرة لملامس العميان وتلك المسجلة على شريط. اما وقد بدأ العصر الالكتروني، فإننا نكاد نجزم ان البشرية لم تكن، يوماً، قارئة او مرغمة على القراءة، كما هي الحال راهناً. ولم تكن القراءة نفسها تتطلب تلك الدرجة العالية من الوعي والنضج الذي تعوزه بإلحاح في الظرف الحالي والمستقبلي ايضاً. وإلا فكيف تغربل هذا الكم الهائل من الاخبار والمعلومات والتحليلات والاعلانات وسواها التي تجتاحك في عقر دارك كما لو انك تعيش الطوفان الكبير الذي لا تنقذك منه سوى مهارتك في قيادة سفينتك العقلية الى بر التوازن والتأمل والاستقلالية الفكرية. وكيف ستواجه انتقالك التدريجي من تقاليد كانت لك ابداً شفاهية مسموعة وها هي تتحول الى مقروءة ومكتوبة بما فيها ثرثراتك مع مجهولين ومعلومين، ومشترياتك التسوقية، ومعاملاتك الادارية، وتساؤلاتك الفضولية. بعد سنوات قليلة جداً، عزيزي القارىء، تكون قارئاً محنكاً او لا تكون. وستجدك ملزماً رؤية العالم، في جزء كبير منه، بعينين قارئتين، والقراءة، بمعناها الذي شرحته لنا عشرات الكتب التي صدرت على مدار القرن الماضي في اوروبا واميركا وروسيا تبدأ بقراءة النص الابجدي المكتوب وتفكيكه وتشريحه، لا بقصد فهم النص عينه وانما بهدف تعلم قراءة الوجود باعتباره نصاً مفتوحاً صالحاً للتأويل والتفسير واعادة التشكيل. ومن هنا تصبح القراءة تجوالاً بين السطور وخلفها، وكشفاً لخلفية اعلان او بواطن صوره او سر لوحة. وبالقدر الدقيق والممتع الذي تقرأ به ظاهرة عالمية يمكنك ان تتهجى دلالات فيلم او ابعاد نظرة عابرة لعارضة ازياء على غلاف مجلة. وحين تكون مجرد هاوٍ بسيط في محيط من الكلمات والاشارات والرموز لن تستطيع مثلاً ان تهتك استار كذبة سياسية بحجم وطن لانك لم تشهد في ما ترى نصاً تكمن فيه مجازات كثيرة، وفواصل وتوريات مخادعة. القراءة امرها شائك ومستوياتها طبقات اعقد في تركيبتها من الطبقات الجيولوجية. ونحن ما نزال نطفو على سطح الكلمات. بيننا اميون نسبتهم مرعبة تتجاوز نصف المجتمع في بعض البلدان العربية، والنصف الآخر معظمه يقرأ الحرف لكنه يتهجى المعنى، وقلة قليلة تحاول ان تغوص وتحفر وتتعمق. عجيب امر هذه الامة، التي تعيش ـ حسب ما يقال ـ يقظة اسلامية لم تعن كثيراً بأول كلمة اوحيت لنبيها: «اقرأ» كفعل امر الهي الزامي قاطع وصريح. وكلمة «قرآن» نفسها، بمعناها المعجمي، هي مصدر لفعل قرأ، وهذا تعبير غني الدلالة. فكيف لا تكون هذه الامة المؤمنة قارئة، طائعة ملبية لعلامة فارقة، اريد لها ان تميزها فاستأثرت بعكسها، وغضّت الطرف. واذا كانت الدراسة التي تقول ان العربي يقرأ ما متوسطه نصف ساعة في السنة صحيحة نكون قد حكمنا على انفسنا بالموت اختناقاً. ولك في مثل هذا الحال ان تختار، وبأقصى سرعة، بين ان تبقى مجرد سمكة صغيرة محشورة في علبة سردين مظل مة رطبة، او ان تكون سمكة حرة تسبح وفق مزاج زعانفها. عدم القراءة، بكل بساطة، كارثة، نكبة، وبالتأكيد اكثر من مجرد نكسة.. وعلى الحكومات والمؤسسات الاجتماعية والثقافية ان تبتكر طرائق ووسائل ترغّب في القراءة، تحول القراءة الى ما يشبه الحاجة الحياتية.. كالماء والهواء. في الدول المتطورة، القراءة فن، ومؤسسة وصناعة.. عادة القراءة مرٌ اولها.. مرٌ كاليوم الاول لطفل في مدرسة، ولكن صبرٌ على مرارة يوم.. يتيح لك ان تتذوق عسل المعرفة بشهده. الموضوعالأصلي : إما أن تقرأ.. وإما أن تقرأ! // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: yacine yacine
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |