الــصـبْـرُ صــبــرُكَ يـعـتـريـكَ ويُــؤلِـمُ
أنـــتَ الـمـخـاطَبُ فــيـه والـمـتكلِّمُ

يـــا مـــنْ تُـــروّضُ أنـفُـساً وتُـضـيئها
فــــي حــالـكـاتِ جــهـالـةٍ وتُــعـلِّـمُ

الــنـورُ مـنـكَ يـسـيلُ يُـنْـبِتُ فـرحـةً
فـالـعـيشُ دونـــكَ كـالـمقابرِ مُـظْـلِمُ

أغــصـانُ مـشـكـلةٍ تــطـولُ تُـعـيدُها
روحـــــاً تــقـوِّمُـهـا هـــنــا وتــقــلّـمُ

دُرّاً تُـبـعـثـرُكَ الـعـيـونُ وأنـــتَ كـــمْ
تُـحـصـي مــدامـعَ لـحـظـةٍ وتُـلـمْـلِمُ

ذا سيفُكَ الأملُ العصيُّ على الردى
ســيــفُ الــمـنـونِ أمــامَــهُ مـتـثـلّمُ

لا تَـتْـرُكـنَّ مـــنَ الـعـقولِ فَـسـيحَها
فــالـعـلْـمُ بـــعــدكَ حــائــرٌ مــتـألِّـمُ

لـــولاك مـــا عــبَـرَ الـهـدى طُـرُقـاً ولا
ألـــقــى لآلـــــئَ فِــكْــرِهِ مُـتـعـلِّـمُ

الــعــدْلُ أنــــتَ وقــوفــهُ ومـسـيـرُهُ
هـيـهـات تـنـخـركَ الـظـنـونُ وتـظْـلِمُ

الأرضُ كـــافـــرةٌ بــغــيْــركِ إنـــمـــا
كــلّ الـقلوبِ عـلى يـديْك سـتُسْلِمُ

والـمـجْدُ عـوْلـمةُ الـسـلامِ تُـجـيدها
مــــاذا تُــبـرعـمُ حــولـهـا وتُـعـوْلِـمُ؟

الـنـفسُ تـركعُ فـيكَ تـسجُدُ إذْ تـرى
حـــظَّ الـمـحـبّةِ أنَّ قـلْـبَـكَ مُـسْـلِـمُ

يـــا آخـــذاً مُـقـلَ الـفـصاحةِ مُـبْـصراً
بـالأبـجـديّةِ.. مَـــنْ ســـواكَ تُـكـلِّمُ؟

تُـعـطي رضــاكَ وتـمنحُ الـغدَ بـسمةً
فــالـعـزّ مـسْـتَـلَـمٌ وأنــــتَ تُـسـلِّـمُ

تــشـتـاقُ أدعــيــةٌ إلــيــك وربّــمــا
شــــاكٍ كــتـابُـكَ شــوقَــهُ مـتـظـلِّمُ

كـوْنـاً تُـشـتِّتكَ الـهـواجسُ والــرؤى
حــتـى يـصـيـحَ وجــودُكَ الـمـتلمْلِمُ

شــوْقــاً تــقـولُـكَ لـلـحـياةِ رســالـةٌ
بــيـضـاءُ وشــوشــةٍ فــأنـتَ مُـعـلِّـمُ

اعــبُــرْ جــهـاتـكَ مــاخـراً ظـلُـمـاتِها
فـالـفكْرُ يـلـثمُ حـيـن قـيـلَ سـيـثْلِمُ

تـعـصي هـواكَ تُـطيعُ فـطرتَك الـتي
مــا ذاقَ نـشْـوَتها الـثرى الـمُتأسْلِمُ

فـالـقـاطعون بـغـفـلةٍ رحِــمَ الـسّـما
تُــرخــي الـمـحـبّةَ بـيـنـهمْ وتُـحـلِّـمُ

نــبَـتَ الـتـفاؤلُ فـيـكَ أبْـهـى نـظْـرةٍ
فـأمـام نـظـرتِكَ الأسـى مُـسْتسْلِمُ