جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتدى تحضير بكالوريا 2020 :: منتدى تحضير بكالوريا 2020 |
الثلاثاء 17 مايو - 16:31:56 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: درس الشعور بالانا و الشعور بالغير........كاملا درس الشعور بالانا و الشعور بالغير........كاملا من الدلالات إلى الإشكالية : 1) الدلالة العامية المتداولة : الغير في الحس المشترك هو الآخر والآخر يحتمل ثلاثة معاني بالقياس إلى الذات الفردية ( الأنا ) أو الجماعية ( النحن ) : فالغير أو الآخر هو أولا المستقل وجوديا ( جسميا ونفسيا ) عن الأنا ( أي أنه من ليس أنا ) ، وهو ثانيا من لا علاقة قرابة من بعيد أو من قريب تربطني به ( أي أنه من ليس قريبا ) , وهو ثالثا من يختلف عنى عرقيا أو سوسيو- ثقافيا ( أي أنه من ليس النحن ) . ومن هذه الدلالات الأولية نستنتج بأن: v الغير هو الآخر والآخر هو الغير إذ لا فرق بينهما عند العامة. v الغير كآخر يتحدد بالسلب : إذ هو من ليس أنا / من ليس قريبا / من ليس النحن . والتحديد بالسلب ( أي تحديد الشيء بما ليس هو) تحديد ناقص بالمقارنة مع التحديد بالإيجاب ( أي تحديد الشيء بما هو هو ) . ومن هنا كان الغير من جهة مدلوله مجردا غير مشخص ( فهو ليس فردا بعينه دون غيره ), ومن جهة ثانية نسبيا متغيرا: إذ أن الأخ باعتباره مستقلا عنى جسميا فهو آخر ولكنه ليس كذلك باعتباره قريبا لي. و بهذا نفهم بعض الأمثال الشعبية الرائجة مثل قولهم: أنا وأخي ضد ابن عمى، وأنا وابن عمى ضد الغريب ( الأجنبي ). بناءا على ما سبق تتحدد المواقف الممكن للأنا اتخاذها تجاه الغير / الآخر في ثلاثة أساسية وهى : v موقف اللامبالاة وعدم الاكتراث حين يكون الغير نكرة / مجهولا / غريبا عنى. v موقف المواجهة الرمزية أو الحقيقية حين يكون الغير منافسا / خصما / عدوا لي. v موقف المساندة والتضامن والتآخي والتعاون حين يكون الغير صديقا / قريبا / أخا لي. 2) الدلالة المعجمية اللغوية: ا_ في اللغة العربية : جاء في ا لسان العرب لابن منظور تحديد الغير والآخر كما يلي: « غير حرف من حروف المعاني, تكون نعتا، وبمعنى لا... وقيل غير بمعنى سوى، والجمع أغيار. وهى كلمة يوصف بها ويستثنى ... وتغير الشيء عن حاله تحول ... والغير الاسم من التغير... وتغايرت الأشياء اختلفت» و يأتي « الآخر بمعنى غير كقولك رجل آخر وثوب آخر» وجاه في تعريف المنجد في اللغة والأعلام تعريف الغير والآخر على النحو التالي: « غير الشيء حوله وبدل به غيره، جعله غير ما كان.غاير غيارا و مغايرة: بادله, خالفه، عارضه في البيع، كان غيره. تغير: تغير وتبدل, تغايرت الأشياء اختلفت. الغير(ج) أغيار: الاسم من غير (...) غير تكون بمعنى سوى (...) نحو" جاء غيرهم " أي سواهم (...) وبمعنى لا (...) نحو " فمن اضطر غير باغ ولا عاد " أي لا باغيا (...) الغيرية : خلاف العينية وهى كون كل من الشيئين خلاف الآخر» و « آخر (...) بمعنى غير, ولكن مدلوله خاص بجنس ما تقدمه فلو قلت: " جاءني رجل وآخر معه" لم يكن الآخر إلا من جنس ما قلته، بخلاف غير فإنها تقع على المغايرة مطلقا». ومن هذه الدلالة المعجمية العربية نستنتج بأن للفظي الآخر والغير نفس المعنى , فهما معا يفيدان المخالفة والمباينة والتمايز بين شيئين أو هويتين مع ملاحظة أن لفظ "غير" قد يأتي كنعت أو أداة استثناء أو نفي كما أنه يفيد المغايرة مطلقا في حين أن لفظ "الآخر" يظل مرتبطا بجنس ما تقدمه . ب - في اللغة الفرنسية : الغير Autrui في اللغة الفرنسية مشتق من الجذر اللاتيني Alter الذي يعنى الآخر Autre وقد يبدو من هذا بأن الغير هو الآخر - كما هو الحال عند العامة وفى اللغة العربية - ولكن الأمر ليس كذلك. يقول معجم روبيرRobert« الغير هم الآخرون من الناس بوجه عام» والآخر هو« من ليس نفسر الشخص وما ليس نفس الشيء...» ومن هنا نستنتج بأن لفظ الغير مخالف للفظ الآخر( في اللغة الفرنسية ) : إذ أن الغير يشير إلى الشخص الآخر إلى الأنا الآخر إلى إنسان غيري أنا في حين أن الآخر يشير إلى أي شخص غيري مثلما قد يشير إلى أي شيء آخر : فالآخر إذن أوسع من الغير. فلفظ الآخر في اللغة اللاتينية وبالأخص في الفرنسية يحمل معنى قويا يحيل على الاختلاف بمختلف درجاته: من درجة التباين والتمايز إلى درجة التعارض والتناقض الجذري. أما في اللغة العربية فلا فرق بين الغير والآخر بالإضافة إلى أن الآخر عند العرب يشير فقط إلى أحد اثنين دون أن يعنى ذلك أن بينهما اختلافا وبالأحرى تناقضا. 3) الدلالة الفلسفية: في معرض تحديده للغير يقول الدكتور مراد وهبة في معجمه الفلسفي« غير : أحد تصورات الفكر الأساسية ويراد به ما سوى الشيء مما هو مختلف أو متميز» ويقول غيره بأن « الغير هو آخر الأنا منظورا إليه ليس بوصفه موضوعا بل بوصفه أنا آخر» أو بعبارة سارتر « الغير هو الآخر أي الأنا الذي ليس أنا » فالغير إذن أنا آخر, أنا غيري أنا . أما الآخر فهو على حد تعبير لالاند Lalande « أحد المفاهيم الأساسية الأولى للفكر ومن تم فهو غير قابل للتعريف» إذ هو من اللامعرفات Indéfinissable والآخر حسب أرسطو لا يتحدد إلا بوصفه « مقابلا للهو هو Le même بحيث أن كل شيء هو بالنسبة إلى كل شيء إما مطابق له هو هو Mêmeوإما مخالف Autre » وفى هذا يقول ابن رشد « إن الذي يقابل الواحد من جهة ما هو هو هي الغيرية » بمعنى أن الشيء الواحد هو هو( الهوية / العينية) والذي يقابله شيء غيره ( الاختلاف / الغيرية ) . فالآخر إذن هو المخالف للهو هو, هو المباين للأنا, هو ببساطة أنا آخر أنا غيري أنا . إذ أن كل أنا هو آخر بالنسبة للآخر وكل آخر هو أنا بالنسبة لذاته . 4) مفارقات وتساؤلات إشكالية: نستنتج مما سبق (انظر درس الشخصية ) أنا الأنا في معناه الفلسفي هوا لذات المفكرة , و في معناه السيكولوجي هو الوعي, والأنا بصفة عامة ذات Sujet تقابل موضوعا Objet أو الشيء المادي الخارجي , كما أن الأنا من حيث هي كيان قائم بذاته مستقل عن غيره تتمتع بالعقل و الحرية والإرادة والتلقائية و القصدية و الفاعلية ... و من ثم فهي ذات دلالة أخلاقية قيمية تستدعي الاحترام الكامل لشخصها ( شخصيتها ) . ولكن , إذا كانت المعرفة علاقة بين ذات Sujet épistémique عارفة وموضوع تراد معرفته Objet de la connaissance أفلا نحيل الغير باعتباره أنا آخر أي باعتباره ذاتا مستقلة عنا إلى موضوع معطى أمام ذاتنا حين نستهدف معرفته ؟ ثم كيف يمكن التأكد من وجوده كأنا إذا كنت لا أعرفه إلا كموضوع ؟ وإذا كانت كل ذات في حد ذاتها هوية متميزة فكيف يمكن أن يتحقق التواصل بين مختلف هذه الذوات المتباينة ؟ ألا تتخلى الذات ( الأنا ) عن شيء من هويتها حينما تتواصل مع الغير ( الأنا الآخر ) أو أنها تدفع بهذا الأنا الآخر ( الغير ) إلى التضحية بشيء من هويته بغية التواصل معها ؟ كيف يمكن التواصل بين الأنا والغير باعتباره أنا آخر رغم الحواجز والوسائط المادية والثقافية المتباينة التي تحول دونهما ؟ فهل بالإمكان ردم الهوة الفاصلة بين الأنا والأنا الآخر دون استلاب أو عنف أو تشيييء ؟ تلك و غيرها هي إشكالية هذا الدرس... II. وجود الغير : 1) في الفلسفة اليونانية : طرحت الفلسفة اليونانية إشكالية الغير أو بالأصح الآخر طرحا وجوديا ( أنطولوجيا Ontologique) ميتافيزيقيا Métaphysique وذلك من خلال مفهومي الهوية Identité أو الذاتية أو المطابقة ( العينية ) من جهة والاختلاف أو المباينة أو التمايز( الغيرية ) من جهة ثانية . فقد كان هيراقليطس ( 540-475 ق.م ) يرى بأن « الأشياء في تغير متصل » ف« أنت لا تنزل النهر الواحد مرتين إذ أن مياها جديدة تجري من حولك أبدا » بل« نحن ننزل النهر ولا ننزل (من حيث أن مياهه تتجدد بلا انقطاع ) ونحن موجودون وغير موجودين ( من حيث أن الفناء يدب فينا في كل لحظة ) » « فالشقاق أبو الأشياء وملكها» ومعنى هذا أن التغير والتمايز والاختلاف شريعة الوجود إذ أن ذاتية الشيء وما به هو هو تتغير باستمرار و من ثم فلا وجود لهوية أو ماهية أو خصائص ثابتة : فالأنا هو في الوقت ذاته لا أنا أو آخر والآخر هو في الوقت ذاته لا آخر . وعلى العكس من هيراقليطسر ركز بارمينيدس ( 549- ؟ ق . م ) على أن الوجود وحدة وتجانس وسكون « فالوجود موجود و اللاوجود ليس موجودا» والمراد أن الشيء الواحد هو هو, أي هو ذاته ( مبدأ الهوية Principe d'identité) ولا يمكن أن يكون هو غيره ( مبدأ عدم التناقض Principe de non contradiction) فالشيء الواحد يظل واحدا في ذاته وصفاته مطابقا لنقسه مفارقا لغيره مخالفا له . ونفس هذا الموقف سيتبدى في فلسفة أرسطو التي ترى بأن كل موجود - بما في ذلك الإنسان نفسه - يكون بالنسبة إلى ذاته هو هو ( Le même) أي مطابقا لها ويكون بالنسبة إلى الغير آخر (L'autre) أي مخالفا له. ولكن الآخر في الفلسفة اليونانية لم يتخذ دوما صورة أنا آخر لأن التقابل الذي أسسته هذه الفلسفة كان بين الإنسان من جهة والعالم من جهة ثانية , الشيء الذي جعل الآخر يكون أي شيء غير الأنا ( إلها , طبيعة ,إنسانا ) وليس بالضبط ذاتا إنسانية أخرى ، ولذا كان الأجدر مع اليونان أن نتحدث عن الآخر لا عن الغير ... 2)في الفلسفة الحديثة والمعاصرة : أ - مع ديكارت : يتبدى الموقف الديكارتى من وجود الغير ( الآخر ) من خلال الكوجيطو (Le cogito) « أنا أفكر ، أنا موجود » إذ أن الأنا الديكارتي هنا يعيش عزلة أنطولوجية عن الغير حينما يضع نفسه كأنا مفكر لا شك في وجوده مقابل الآخر ( الله والعالم والإنسان ) القابل للشك بل والمشكوك في وجوده أصلا . ومن هنا يكون " الأنا أفكر " هو الحقيقة الوجودية اليقينية الوحيدة والتي لا يسع العقل السليم إلا أن يؤمن بها بكل بداهة ووضوح في حين أن وجود الغير ( الآخر) - حسب هذه الذاتية العقلانية الديكارتية – يظل متوقفا على حكم العقل واستدلالاته . ومن هذا نستنتج بأن "الأنا أفكر" الديكارتي أنا وحدوي موجود ( أنا وحدية Le solipsisme) أنا موجود ليسر فقط قبل وجود الآخر بل و في استغناء عنه بل أكثر من ذلك إن هذا الغير هو الذي في حاجة إلى الأنا لوجوده ، وفى هذا يقول ديكارت : « كيف أجد في ذاتي أنا الحجج والأدلة على وجود الغير, والحال أن إدراك وعي آخر من طرف وعيي أنا ، ينافى معنى الوعي بوصفه حضورا للذات إزاء نفسها؟». ومن الانتقادات الموجهة إلى الموقف الوجودي - الذاتي - العقلي - الديكارتي هذا نذكر تجاوزا ما يلي : v المصادرة على المطلوب : ويتمثل هذا في كون ديكارت عوض أن يثبت وجود الأنا ( كمطلب أساسي) فإنه يلتجئ إلى التسليم بوجودها من خلال قوله « أنا أفكر , أنا موجود » فهو هنا لا يثبت وجود الأنا بقدر ما يسلم بوجودها ( أي يصادر عليه ). v أن " الأنا أفكر" لا بد له من أن يفكر في شيء (موضوع أو كائن ما ) وهذا الشيء أو الموضوع أو الكائن أسبق في الوجود بالضرورة المنطقية ممن يفكر فيه و بالتالي فإن وجود المفكر فيه ينفي عن المفكر أسبقيته في الوجود . وفى هذا يقول مارسيل « لا أملك إدراك نفسي كموجود إلا من حيث أنى أدرك نفسي أنني لست الآخرين , أي أني غيرهم، وأذهب إلى أبعد من هذا فأقول إن من ماهية الغير أن يوجد, ولا أستطيع أن أدركه بوصفه غيرا دون أن أفكر فيه بوصفه موجودا, والشك لا ينبثق إلا بقدر ما تضعف هذه الغيرية في ذهني ». ب مع هيجيل : وعلى العكس من الموقف الديكارتي الذاتي يرى هيجل بأن الوعي ( الفكر/ العقل ) – ومن خلاله الأنا - ليس كيانا ميتافيزيقيا مجردا ثابتا مطابقا لذاته مستقلا بها عن غيره ومعطى جاهزا وتاما منذ البدء , بل الوعي عند هيجل كيان يتكون وبنمو و يتمظهر ويتجلى في المعيش اليومي باستمرار انطلاقا من الوجود الطبيعي الحيواني للإنسان إلى أن يصل أعلى درجات التطور ( المطلق ) عبر مختلف لحظات الصيرورة الزمكانية - التاريخية ... فحين يكون الإنسان مرتبطا بإشباع رغباته البيوفيزيولوجية مباشرة من الطبيعة يكون في الوقت نفسه مجرد جزء لا يتجزأ منها بحيث أن وعيه لذاته حينما يكون منغمسا في الحياة العضوية - الحيوانية , ذا وجود لذاته بسيط للغاية . وحتى يتأتى له تجاوز هذا الوضع الأولي المعطى عليه أن يسعى إلى انتزاع الاعتراف به من طرف الآخر ( الغير ). ولكن انتزاع الاعتراف هذا ليس بالأمر الهين خاصة وأن الأنا والآخر معا يرغبان فيه , ومن هنا فإن تحقيقه يتطلب الدخول في منافسة و صراع جدلي Dialectique يغامر فيه الطرفان معا ( الأنا والآخر ) بحياتيهما , إذ أن كلا منهما سيقدم نفسه إلى الآخر كما لو كان غير متشبث بالحياة رغبة منه في جر الآخر واستدراجه إلى التخلي عن مواجهته واللجوء إلى الاعتراف به . و لكن هذا الصراع لا يمكن أن يستمر إلى مالا نهاية من جهة كما لا يمكن أن ينتهي بموت أحد الطرفين من جهة أخرى وذلك لسببين على الأقل: أولهما أن وراء إظهار المخاطرة بالحياة هناك غريزة حب البقاء والحفاظ على الذات , و الدليل عليها رغبة كلا الطرفين في إثبات وجوده وتحقيق وعيه لذاته. وثانيهما أن موت أحد الطرفين سيحول دون تحقيق الهدف المنشود من وراء هذا الصراع ألا وهو انتزاع الاعتراف بالأنا من طرف الآخر ( الغير ). إذن لا بد من أن ينتهي هذا الصراع بتفضيل أحد الطرفين للحياة على الموت , وحينها سيستلم للآخر و يعترف به . وبهذا تنشأ العلاقة الإنسانية الأولى : علاقة السيد بالعبد , الأول مستقل بذاته موجود من أجلها والثاني تابع للأول وموجود من أجله . ومن هذا نستنتج - مع هيجل - بأن لا وجود للأنا ( وعى الذات ) والغير ( وعى ذات آخر ) في استقلال عن بعضهما . إذ أن الأنا والآخر ينبثقان من علاقتهما ببعضهما وليس قبلها . ومعنى هذا أن الأنا لا يكون أنا إلا بالعلاقة مع الغير( أنا الآخر ) وإن كانت هذه العلاقة علاقة صراع وحرب . فوجود الغير إذن وجود ضروري لوجود الأنا ولا يمكن اعتباره وجودا جائزا وبالأحرى قابلا للشك كما ادعى ديكارت . وفى هذا يقول هيجل « فبما أن كلا منهما من أجل ذاته فليس هو الآخر . ولكن كلا منهما يظهر في الآخر ولا وجود له إلا بوجود الآخر » . ونفس هذه النتيجة ينتهي إليها سارتر رغم اختلاف تصوره للعلاقة مع الغير عن التصور الهيجلي يقول سارتر « لكي أتوصل إلى حقيقة كيفما كانت حول ذاتي, لا بد لي أن أمر عبر الآخر ( الغير). إن الآخر لا غنى عنه لوجودي , كما لا غنى لي عنه في معرفتي لنفسي » ولكن إذا كانت معرفة الأنا لذاته تمر عبر الغير ، فهل معنى هذا أن معرفة الغير ممكنة ؟ III. معرفة الغير: المعرفة على العموم علاقة رابطة بين ذات تتوخى المعرفة وموضوع تراد معرفته, علاقة تتمثل في فاعلية عقل الذات العارفة (Sujet épistémique) تجاه موضوع المعرفة (Objet de la connaissance) حيث يشكل الموضوع - ماديا كان أو معنويا - مجال النشاط الفكري الإدراكي للذات . فالموضوع إذن ينتصب ككيان / كشيء منفصل عن الذات مقابل لها بل إنه نقيضها : إذ تتصف الذات كأنا بالوعي والحرية والإرادة و القصدية و التلقائية والفعالية ... في حين أن الموضوع فاقد لهذه المميزات والخصائص كلها. وإذا كان المراد معرفته هنا هو الغير ( الأنا الآخر ) فهل هو قابل للمعرفة بهذا المعنى أم لا ؟ هل يمكن اعتبار الغير كمجال للنشاط الإدراكي للذات العارفة موضوعا تنتفي عنه صفات الذات هاته من وعي و حرية و إرادة و قصدية و تلقائية و فعالية ...؟ إن نحن أجبنا بالإيجاب فكيف ذلك ؟ و إن كان جوابنا بالسلب فلماذا ؟ و كيف السبيل إلى معرفته ؟ 1 ) موقف سارتر : وخلاصته أن معرفة الغير ليست بالأمر المستحيل كما أنها ليست بالأمر الهين إذ هي من الصعوبة بمكان, كما أنها ليست موضوعية بل ذاتية , فما تفصيل ذلك إذن ؟ في البدء يعرف سارتر الغير بأنه هو الآخر أو الأنا الآخر أي الأنا الذي ليس أنا . وبين الأنا وما ليس أنا هناك ال " ليس" كنفي يشير إلى العدم , عدم يفصل بين الأنا والغير , عدم يتمثل كهوة لا تعبر , هوة ذات طابع مادي واقعي مكاني (جغرافي) يقاس بالأمتار والكيلومترات أو ذات طابع معنوي نظري فكري (ثقافي) يقاس باختلاف الرؤى و الأفكار والتصورات ... هذا بالإضافة إلى أن الغير يتبدى للأنا مثلما أن الأنا يتبدى للغير كجسم مادي محسوس أي كشيء يدرك شأنه شأن سائر الأجسام / الأشياء . والنتيجة الخطيرة التي تنحدر منطقيا عن مثل هذا الافتراض هي أن كينونة الأنا لا ينبغي أن تتأثر وتنفعل بكينونة الغير و العكس بالعكس تماما مثلما هي علاقة سائر الأشياء بعضها ببعض. فإذا كانت الطاولة لا تفرح لميلاد الكرسي وهذا لا يحزن لاختفاء الطاولة فإن على الأنا ألا يتأثر لظهور أو اختفاء الغير والعكس صحيح . وبهذا المعنى تصبح علاقة الأنا بالغير لا علاقة إنسانية - بالمعنى المتداول - بل علاقة لاإنسانية ، علاقة حياد أو بالأصح علاقة تشييئية معها يتحجر الأنا تحت نظرة الغير ويتحجر الغير تحت نظرة الأنا , هكذا إذن يصبح كل منا ( الأنا والغير) بالنسبة إلى الطرف الثاني موضوعا تحت المراقبة و المحاسبة والملامة و لربما العقاب . وبهذا المعنى نفهم قولة سارتر المدوية : « الجحيم بالنسبة لي هم الآخرون » . وهكذا نصل - حسب سارتر - إلى أن معرفة الغير لا تنبني على ما هو عليه كذات تتمتع بالحرية والإرادة و الاستقلالية و الوعي والفاعلية والعفوية والقصدية ... بل تنبني على كيفية تصور الأنا لهذا الغير كموضوع معطى للإدراك الحسي . وهذا يعنى أن الغير كصورة في ذهني ليس نسخة طبق الأصل الموجود بالفعل أي ليس هو ما هو في الواقع بل هو صورة من رسم الأنا , صورة ملؤها الانطباعات الحسية للذات العارفة , صورة مطبوعة بالذاتية Subjectivité . وفي هذا يقول سارتر : «.. علي أن أكون الغير بوصفه تلك الوحدة التي أضفيها بتلقائيتي ( حساسيتي وإدراكي ) على كثرة متنوعة من الانطباعات الحسية , أي أنني أنا الذي أكون الغير ضمن حقل تجربتي . ولن يكون الغير حيننذ , سوى صورة ( ذهنية ) ...» من وحي الأنا. الموضوعالأصلي : درس الشعور بالانا و الشعور بالغير........كاملا // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: محمد12
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |