: مفهوم الثقة بالنفس وأهميتها :

ان يصبح الرياضي اكثر وعياً حول مشاعره بالثقة بما في ذلك معرفة جوانب التحسن من خلال عدة اسئلة منها متى يحدث الشك في قدراتك؟ وكيف تواجه حدوث الاخطاء؟ هل تستمتع بالمباريات القوية؟ هل تتوقع ان يكون اداؤك جيداً؟ … ان اجابة الرياضي عن هذه الاسئلة تساعد على تحديد مواطن القوة والضعف في جوانب الثقة.
" ان الثقة بالنفس مفهوم نفسي يتطور عند الفرد بفعل الخبرة والممارسة والادراك"( )، وهي : "عامل اساس في تكوين مظاهر الشخصية"( )، "ويرى كثير من الرياضين ان الثقة بالنفس Self-Confidence هي الاعتقاد في تحقيق المكسب او الفوز، وهذا اعتقاد خاطئ ، ربما يؤدي الى مزيد من الافتقاد الى الثقة أو الثقة الزائدة. ولكن المفهوم الصحيح لها يعني : توقع الرياضي الواقعي بتحقيق النجاح، فالثقة بالنفس لا تعني ماذا يأمل ان يفعله الرياضي ، لكن ما الاشياء الواقعية التي يتوقع عملها.
وقد يكون من المناسب ان نفرق بين العمل بثقة ، وتوقع النتائج، فتوقع النتائج يعني الى أي مدى يتوقع اللاعب تحقيق المكسب او الخسارة في المنافسة. في حين ان الثقة بالنفس هي شعور اللاعب ان اداءه سيكون جيداً بصرف النظر عن النتائج حتى ان كان المنافس متفوقأً عليه. لذلك فان الاداء الجيد المقرون بالثقة ليس من الضروري ان يؤدي دائماً الى تحقيق المكسب"( ).
وتشير فيلي Vealey (1986) في الثقة الرياضية الى : "اعتقاد الفرد ودرجة تيقنه بقدرته على النجاح في الرياضة، فاللاعب يقدم على مواقف المنافسة بموضوعية أي من خلال عاملي سمة الثقة بالنفس في الرياضة والتوجهات التنافسية النوعية ، وهاذان العاملان يتنبأن بمستوى الحالة الموقفية للثقة الرياضية التي يبدو عليها اللاعب في اثناء المنافسة"( ).
(ولاهمية هذه السمة التي يتصف بها بعض اللاعبين ولا يتصف بها اخرون ولتحسين الثقة وتطويرها نعرض بعض الاقتراحات في بناء الثقة بالنفس وتطويرها لدى الرياضيين) :…..( )
-زيادة الوعي بالثقة بالنفس على وفق خطوات هي :
- انجازات الاداء .
ان اهم عامل يسهم في بناء الثقة هو الانجازات، و على الرغم من هذا الاستخلاص الذي يبدو منطقياً إذ ربما ينجح الرياضي في اداء مهارات بشكل معين في اثناء التدريب، الا انه يفشل في ادائها في اثناء المباريات وذلك لعدة اسباب منها عدم الثقة الكافية في الاداء ولعلاج ذلك عليه ان يخصص مزيداً من الوقت لاتقان المهارات.

- التصور الذهني للاداء الناجح.
كي يتصور الرياضي كيف يهزم المنافس مثلاً عليه :
• الاداء بثقة.الشعور لدى الرياضي انه افضل، ويربك منافسه.
• التفكير بثقة.
• التفكير الايجابي لتحقيق الاهداف.

- الحالة البدنية الجيدة.
الاعداد البدني الشامل بما يناسب توزيع الطاقة بانتظام في المباريات بما ينعكس على اداء المهارات، وتزداد اهمية ذلك بصفة خاصة في الانشطة الرياضية ذات المسابقات غير المحددة الزمن مثل الكرة الطائرة، و التنس، ..الخ.
- قيمة الذات.
ان الثقة بالنفس هي بمثابة التعبير عن قيمة الشخص لنفسه، و ان الخبرات الرياضية المبكرة ذات اهمية كبيرة في تشكيل الثقة بالنفس لدى النشء الصغير. وان قيمة الرياضي لنفسه هو مفتاح للدافعية نحو الانجاز.
-تأسيس نظام محدد للعمل فبل المنافسة.
وذلك للتقليل من التوتر والقلق ، وللمساعدة على التركيز على الاداء مثل موعد الطعام ، و الاحماء و -الوصول الى مكان المسابقة.
وقد ازداد الاهتمام بدراسة العوامل المؤثرة في بناء الثقة بالنفس وتفسيرها ايجاباً وسلباً لاسباب تتعلق باهمية مفهوم الثقة بالنفس ودوره في تكوين شخصية الفرد منها:-( )
- ان الثقة بالنفس توفر بناءً دافعياً Structure of Motivation نحو العمل ، والانجاز ، وسرعة الاداء ودقته .
- ان الثقة بالنفس تؤدي الى القدرة والاقدام في الوقت التي تمثل المبادرة سلوكاً ابداعياً و تساعد على تكوين القدرة على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية.
- ان الثقة بالنفس ترتبط بالصحة النفسية لانها تهيئ الاسس النفسية السليمة للاتزان الانفعالي ، والتكيف الاجتماعي الايجابي.
- تعد الثقة بالنفس من شروط القيادة الناجحة في مجالات الحياة جميعها.
ومن هنا فان معرفة هذا البناء النفسي وتحديد مسارات تطوره ومراحله وبيان اثره في سلوك المدربين والمسؤولين عن تخطيط المناهج الرياضية بوضع اطار نظري عام يساعد على تفسير المناهج العلمية ، والعملية ، وتهيئة الوسائل والاساليب ، واختيار الانشطة لتطوير الثقة بالنفس لدى الرياضيين وابعادهم عن الغرور.
"ان الثقة بالنفس هي احدى سمات الشخصية الاساسية ، ولا تقتصر هذه السمة على مجال محدد من مجالات التكيف وانما ترتبط بمجالات التكيف العام، وقد توصل جيلفورد الى هذه النتيجة ففي تصنيفه لابعاد الشخصية عد الثقة بالنفس عاملاً عاماً لا يقتصر على مجال السلوك الانفعالي او الاجتماعي وانما يرتبط بالسلوك، وافترض ان الثقة بالنفس تنتمي لمجموعة العوامل التي تمثل اتجاهات الفرد الايجابية والسلبية نحو الاشياء ، ونحو نفسه ، ونحو البيئة الاجتماعية"( ).
ان نمو الشخصية هدف مهم جداً للمربين المهتمين بهذا المجال للتعرف على الدراسات في الثقة بالنفس وتعزيزها وطريقة رعاية الصحة النفسية ، وتهيئة الامكانيات والوسائل المساعدة على تنمية الشخص ، وتعزيز الذات بما يناسب قدراتهم للتكيف مع اعباء الحياة ،واعباء التدريب الرياضي المستمر في مجال الرياضة ، والانجاز ، وبلوغ الأهداف.
وقد حددت مظاهر الثقة بالنفس واعراض ضعف الثقة بالنفس ومشاعر النقص بالآتي:( )
-الاحساس بالقدرة على مواجهة متطلبات الحياة ، واتخاذ القرارات ، وتنفيذ الحلول.
-تقبل الذات ، والشعور بتقبل الاخرين ، والخوف من المنافسة ، والاستياء من الهزيمة ، والرغبة في الاتقان ، والشعور بنقص الجدارة.
-الشعور بالأمن عند مواجهة الكبار والتعامل معهم ، والثقة بهم.
-الشعور بالامن من الاقران والمشاركات الخاصة.
-الترحيب بالخبرات والعلاقات الجديدة مقابل الشعور بالخوف.
وتبرز أهمية الثقة بالنفس الرياضية بالنقاط الأتية :- …… ( )
عند ما يتمتع الرياضي بالثقة فان ذلك يساعد على تطوير ادائه الرياضي بطرائق مختلفة اهمها:-
-الثقة تثير الانفعالات الايجابية:-
فهي تبعث الشعور بالحيوية والحماس ، وتؤدي بالحركات الرياضية الى الانسيابية ومزيد من القوة والسرعة والدقة وتساعد الثقة على احتفاظ الرياضي بهدوئه واسترخائه في المواقف التنافسية الضاغطة.

-الثقة تساعد على تركيز الانتباه:-
يصير الرياضي موجهاً نحو الاهتمام بالاداء ، ويبتعد عن القلق.

-الثقة تؤثر في بناء الاهداف:
الرياضي الذي يتمتع بالثقة يصنع اهدافاً ذات صعوبة ملائمة ، وتستثير التحدي، ثم يبذل الجهد لانجازها. فالثقة تستثير القدرات التي لدى الرياضي.

-الثقة تزيد المثابرة وبذل الجهد:
تعرف الثقة بالنفس لدى بعض المهتمين بالدراسات النفسية للرياضيين بأنها:درجة التأكد أو الاعتقاد التى يمتلكها الرياضي عن مدى قدرته على تحقيق النجاح فى الرياضة ،ولاشك في ان توقع الرياضي لنتائج ادائه يعد عاملاً مهماً من إذ التأثير في نتائج الاداء، بمعنى اخر يمكن اعتبار الثقة بمثابة الزيادة في درجة التوقع لنتائج الاداء وبمعنى اخر ايضاً فان الثقة تعني مدى تأكد اللاعب من مقدرته على تحقيق انجاز معين.

خصائص الثقة بالنفس :…. ( )
وفسره العلاقة بين الثقة بالنفس ببعض البنى النفسية وكما يأتي :-
-علاقة الثقة بالنفس بالتقبل الاجتماعي:-
الذي فسره إنجرسول 1982 في إن :-
" يعد تقبل الذات والثقة بالنفس أمرين اساسيين وعاملين مهمين من عوامل التقبل الاجتماعي العام وذلك لان الفرد الذي يمتلك ثقة عالية بنفسه تزداد فرصة مساهماته وابراز قدراته وابداعاته في الوسط الذي يعيش فيه. فالشخصية السليمة للشاب والمشاعر الايجابية نحو اهمية الذات عنده تكونان عناصر اساسية للتكيف الاجتماعي "( )

-علاقة الثقة بالنفس بالقدرة على اتخاذ القرار.
ان اتخاذ القرار يتضمن جانباً من المخاطرة وتحمل المسؤولية ، ولا يجرأ على اتخاذ القرار من لا يمتلك ثقة عالية بالنفس ، ومقداراً معقولاً من الخبرة.

-علاقة الثقة بالنفس بالاقدام والمبادرة.
يرتبط الاقدام Coming forward بالعامل النفسي الداخلي ، وهو قريب في وظيفته من النية ، اما المبادرة Initiation فترتبط اكثر بالسلوك الظاهري وتتضمن السبق والأولوية، ان اقدام اللاعب على قيادة فريقه والنزول الى حوض السباحة قبل اقرانه مرتبط ايجابياً بالثقة بالنفس.

-تطوير الاداء وتحسينه وعلاقته بالثقة بالنفس.
ان الثقة بالنفس تكون شعوراً متزايداً بقيمة الذات والرضا عن النفس، وكلما وجدت ثقة عالية بالنفس ورضا كافٍ عن الذات اصبح ذلك دافعاً قوياً وايجابياً لزيادة الاداء وتحسينه.

-علاقة الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية.
ان الثقة تحقق الجرأة والبناء الايجابي للفرد للتعبير عن قدراته دونما خوف او تردد ، من جانب اخر فان الابداع يعزز النظرة الايجابية الى الذات ويزيد الثقة بالنفس.

-الثقة بالنفس والمخاطرة.
ان الاقدام على الاعمال غير المألوفة والمهمة وتحديد الاهداف التي تتضمن جانباً من الصعوبة وتحمل المسؤولية في المواقف الاجتماعية وغيرها التي تتضمن نوعاً من المخاطرة لا يقدم عليها من لم تكن لديه الثقة بالنفس.