تليف الرئتين

Pulmonary Fibrosis

تليف الرئتين هو اسم قد يستخدم للتعبير عن أشياء أو أمراض مختلفة تصيب الرئتين، ولكن الاستخدام الأكثر شيوعا لهذا الاسم هو لوصف حالة معينة سوف نتطرق لها بأسهاب والوصف الطبي لها هو : ( Pulmonary Fibrosis or Fibrosing Alveolitis ).

ماهو التليف، وكيف يؤثر على الرئتين ؟
التليف هو نوع من أنواع الالتهاب الذي يصيب الرئتين معا، وتحديدا في الجزء المحيط بالحويصلات الهوائية، وهذا الالتهاب يؤدي إلى تراكم خلايا غير طبيعية حول الحويصلات الهوائية بحيث يمنع هذا التليف الحويصلات الهوائية من تأدية دورها بنقل الأوكسجين إلى الشعيرات الدموية المحيطة بها ، وهذا بدوره يؤدي إلى نقص تدريجي في وظائف الرئتين وإلى قلة الأوكسجين في الدم.

أسباب تليف الرئتين

عادة يقسم تليف الرئتين إلى نوعين رئيسين:
وهو لا يعرف أسبابه ( Idiopathic ) وعادة يصيب هذا النوع من الناس بعد عمر ( 50 – 60 سنة )، وهذا النوع الأكثر شيوعا.

له أسباب متعددة نحاول أن نستعرضها بإيجاز ( بعض مسببات تليف الرئتين ):
التعرض لبعض المواد المسببة للتليف بشكل متواصل مثل مادة الاسبستس، حبيبات الفحم للعاملين في مناجم الفحم (Coal Miners)، أو حبيبات السليكا للعاملين في تفتيت الصخور (Silicosis).

التعرض بشكل متواصل لبعض المواد العضوية مثل أصحاب هواة تربية الحمام، حيث يوجد نوع من أنواع الحساسية للحمام قد تؤدي إلى تليف في الرئتين.

بعض الأدوية مثل الأدوية الكيماوية (Bleomycin) أو بعض الأدوية المضادة لاضطرابات نبضات القلب (Amiodarone). العلاج بالإشعاع.

مضاعفات أمراض الروماتيزم : الكثير من أمراض الروماتيزم مثل التهاب المفاصل الروماتوئيدي (الرثياني) Rheumatoid Arthritis أو الثعلبة الحمراء Systemic Lupus Erythematosus قد تؤثر على الرئتين وتسبب التليف.

بعض الأمراض الأخرى مثل الساركويد (Sarcoidosis).

ويتضح من استعراض الأسباب المعروفة للتليف أنه يمكن الامتناع عن بعض المسببات، وفي الكويت تنتشر هواية تربية الحمام ولكن يجب التأكيد أن ليس كل الناس الذين يربون الحمام يتعرضون لهذه المشكلة ولكن نسبة معينة الذين لديهم حساسية من الحمام، وهؤلاء الأشخاص تظهر عليهم أعراض من الكحة وضيق النفس عند التعرض للحمام والعلاج الوحيد لهذا النوع من التليف هو الأمتناع عن التعرض للحمام و خصوصا الدخول في المكان المخصص لهم (المحكر).

أعراض التليف
عادة يبدأ التليف ويتطور بشكل تدريجي وبطيء نوعا ما، بحيث تبدأ الأعراض بكحة فقط، وعادة تكون هذه الكحة ناشفة وغير مصاحبة للبلغم، وتدريجيا يشتكي المريض من ضيق في التنفس عند المجهود الكبير وفي حالة تقدم التليف تصبح الكحة شديدة وضيق التنفس في حالة عمل أي مجهود.

كيفية تشخيص التليف وتحديد شدته

يمكن تشخيص أو الاشتباه في وجود تليف الرئتين من خلال عمل أشعة عادية للرئتين، لذلك ننصح بعمل أشعة لمن يشتكون من كحة مزمنة ( 3 أشهر أو أكثر ) و إذا تبين في الأشعة العادية وجود تليف فعادة يجرى أشعة مقطعية للرئتين حيث أن الأشعة المقطعية تعطي تفاصيل أكثر لدرجة تأثر الرئتين وطبيعة التليف.

في نفس الوقت ننصح بإجراء فحص تنفس شامل للرئتين لمعرفة حجم الرئتين وكفاءة التنفس بالإضافة لأخذ عينة دم من الشريان لتحديد نسبة الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون.


صورة أشعة مقطعية بالكمبيوتر لصدر مصاب بتليف الرئتين المبكر , لاحظ الخطوط البيضاء (كثافات على شكل شبكة) في أطراف الرئتين (A).




صورة أشعة مقطعية بالكمبيوتر للصدر لنفس المريضة (اليمين), لاحظ الكتل البيضاء (كثافات) الغير منتظمة و كذلك تغير شكل و تضخم القصبات الهوائية(A). صورة أشعة عادية للصدر (اليسار) لمريضة مصابة بتليف الرئتين المتقدم (شديد) , لاحظ الظلال البيضاء (كثافات) الغير منتظمة و المبعثرة على الرئتين و كأنها حبيبات الزجاج.

ولكن لتشخيص طبيعة هذا التليف ومدى إمكانية الأستجابة للعلاج , يجب أخذ عينة من الرئتين وهذه العينة يمكن أن تؤخذ بطريقتين:

الطريقة الأولى: عن طريق المنظار ، ولكن هذه العينة تكون عادة صغيرة وقد تصلح لتشخيص أنواع معينة من التليف ولكن في نسبة كبيرة من الناس يحتاج الأمر لأخذ عينة جراحية من الرئتين.

الطريقة الثانية: العينة الجراحية وأخذ هذه العينة يحتاج الى عملية جراحية بسيطة ، والأن يمكن أجراء هذه العملية بسهولة نوعا ما، حيث يستخدم منظار جراحي ( Thoracoscopy ) لعمل هذه العملية ولا يحتاج الأمر لعمل فتحة كبيرة للصدر.

كيفية علاج التليف
في البداية يجب البحث عن أي عوامل خارجية مسببة للتليف مثل التعرض للحمام أو الأدوية والامتناع عنها، وإذا لم توجد أي من هذه العوامل فإن العلاج عادة يكون بحبوب الكورتيزون لفترة طويلة نوعا ما تمتد من سنة إلى سنتين، ونسبة الاستجابة للعلاج تختلف بشكل كبير من شخص لآخر حسب عمر المريض و نوعية التليف ونسبة انتشاره، ولكن يمكن القول بشكل عام أن التليف عادة في صغار السن تكون استجابته للعلاج أفضل والتليف الذي يكون له سبب محدد تكون استجابته للعلاج أفضل، ولا يعتبر الكورتيزون العلاج الوحيد للتليف حيث يمكن استخدام أدوية أخرى مساعدة مثل أميوران (Imuran) لعلاج التليف.