لصهيونية اليهودية
https://sites.google.com/site/berberjawahir/berberjawahir
لصهيونية اليهودية
ان الانتقال بالمشروع الصهيوني من الساحة الاوروبية المسيحية الى الساحة الاوروبية اليهودية كان واضحا وقد افصح هيرتزل في مؤتمر بال عام 1897 م عن ذلك عندما قال ان النداءات والدعوات الفكرية لتجميع اليهود لم تجد ادنا صاغية حتى بين اليهود انفسهم في الثلاثينات من القرن التاسع عشر ولكن في الستينات من نفس القرن تلقى نجاحا ومن ابرز الرواد لهذه الحركة ثلاثة يهود الكلعي و كاليشر وهس ثم جاء بنسكر متاخرا عن هذه المرحلة كانت اهداف الصهيونية متوافقة مع الاستعمار البريطاني حتى انها اصبحت فرعا لها اصبح اشد انصار الصهيونية هم اولئك الذين يشغلون مناصب هامةفي الدوائر الحكومية في الانجلترا واخيرا تراس بعض اليهود الدعوة الصهيونية وعبروا عن اهتمامهم بالعمل السياسي من اجل توطين اليهود في فلسطين وكان من هؤلاء ليوبنسكر صاحب كتاب (التحرير الذاتي)لقد تاثر هذا بمذابح عام 1881 م في بلاده فهاجر الى وسط وغرب اوروبا داعيا الى احياء القومية اليهودية واقامة دولة يهودية وذكر في كتابه ان هذه الدولة ليس بالضرورة ان تقام على ارض صهيون في فلسطين وفي هذه المرحلة بالذات وفي اثر المذابح القيصرية ضد اليهود في روسيا ابتدات الهجرة الجماعية الاولى الى فلسطين وهي الهجرة التي كانت الشعارات الدينية عنوانا لها والفقر و الاضطهاد من مبرراتها ومن ابرز نتائج الهجرة من روسيا ان اليهود توجهوا في اغلبيتهم الى الولايات المتحدة وكذلك الى فلسطين فكانوا في امريكا نواة الجالية اليهودية الضخمة وكانوا في فلسطين نواة الصهيونية كان شبح الاضطهاد الذريعة الكبرى للهجرة الصهيونية نحو فلسطين لذلك اصبح من هموم الدعاية الصهيونية التركيز على سيرة الاضطهاد وزدات الهجرة الصهيونية الى امريكا في اواخر القرن التاسع عشر مما ادى بامريكا
عام 1890م الى بعث مندوبين اثنين الى اوروبا الشرقية لدراسة اسباب الارتفاع المفاجئ في الهجرة اليهودية الى الولايات المتحدة وذكر المندبان الامريكيان في تقريرهما (ان اغلبية يهود روسيا في ظروف اشد سوءا من الفلاحين والعمال الروس )لذلك فضل كثير من اليهود الروس الهجرة الى امريكا البلد الجديد بدلا من الهجرة الى فلسطين واقيمت مستعمرات في فلسطين
عام 1882م وهاجر عدد من اليهود الروس اليها ولكن بسبب صعوبة العيش في فلسطين وصعوبة التاقلم وقلة الخبرة الزراعية عاد بعض المستوطنين الى روسيا وذهب قسم منهم الى امريكا وقليل منهم بقي في القدس وكانت البعثات المسيحية قد انفقت على عودتهم الى اوروبا واما بالنسبة ليهود فلسطين فلم يعجبهم قدوم الهجرات اليهودية من الخارج والاقامة في فلسطين لان المهاجرين يزاحمونهم اقتصاديا في فلسطين وقد اثبت هرتزل في يومياته هذه الحقيقة التاريخية التي كشفت عن المعارضة اليهودية الفلسطينية للصهيونية كما واجهت عملية الاستيطان في فلسطين مقاومة عنيفة ومسلحة من العرب بهجومهم على المستوطنات في وقت مبكر من اقامة تلك المستوطنات اليهودية وفي عام 1870 م انشا يهود فرنسا مدرسة زراعية قرب يافا تدعى بالمكفية وتقوم على اراضي قرية يازور العربية كما انشا اليهود الانجليز اول مستعمرة لهم في اراضي قرية ملبس العربية قرب يافا وهي مستعمرة بتاح تكفا اي مفتاح الامل وكانت هذه المستعمرة تعيش على المساعدات التي قدمها اليهودي ورتشيلد وذلك لتشجيع اليهود على البقاء في فلسطين ووصل عدد من الطلاب اليهود من روسيا من جمعية بيلو التابعة لحركة احباء صهيون الى فلسطين في عام 1882 م واسسوا مستوطنة ريشون ليتسيون (الاول في صهيون)بين القدس ويافا وقد تاسست بين عام 1882م -1884م تسع مستوطنات وضعت اساس الاستيطان الحديث في فلسطين وتاسست بين عام 1889م-1908م ثماني مستوطنات جديدة ولم يتوقف انشاء المستوطنات او اشراء الاراضي حتى خلال الحرب العالمية الاولى وتذكر الكتب التاريخية ان الهجرة الصهيونية الى فلسطين مرت في مرحلتين هما : الهجرة الاولى 1881م -1904م والهجرة الثانية 1905م -1914م اما قبل ذلك التاريخ فكانت الهجرة الى الولايات المتحدة الامريكية وتشير المصادر الى ان الهجرة الاولى التي تسمى بالعبرية عالياه عام 1881م -1884م ولم يصل فلسطين منها سوى 2%فقط من المهاجرين والباقي توجه الى امريكا.