قبل ان ابدأ بوضع خطة للتعامل مع معاكسات الهاتف اود ان اذكر شيئا يدعو للطرافة رأيته من جدتي صبيحة اليوم الذي كتبت به هذه المادة، جدتي التي هي اكبر من عمر نكبة فلسطين، تعاني من مشاكسة أحد العوبين لها، إذ يكثر من إزعاجها وخصوصا في ساعات متأخرة من الليل، بل وصلت به الوقاحة ان جند شبكة من زملاءه الذين تمرسوا في قلة الحياء والأدب، فماذا فعلت جدتي معهم يا ترى؟
هذا ما عرفته عندما فتحت جوالها " بإذنها طبعا"، صدمت للوهلة الأولى مما رأيت، ففي صندوق المستلمات أرقام أضيفت باسم ،ابن الكلب 1،ابن الكلب 2 ،إلى ان وصلت إلى ابن الكلب 5، ضحكت كثيرا وتسائلت عن السبب،فأخبرتني بالقصة،وأعربت لي عن خشيتها من أن تقع في شباك هؤلاء اللعوبين،لذا تسميهم بهذه الاسماء ليكون ادعى لإنتباهها وحذرها!!

قد يكون من المستهجن ان تخشى جدتي ممن هم في أسنان أحفادها، لكنها لا تزال تنظرلنفسها "وهي كذلك" أنها جوهرة مكنونه في بيتها وليست ألعوبه في يد أحد أو لأهوائه، فكيف يجب ان يكون حرصنا نحن الفتيات على أنفسنا من هؤلاء الذئاب،هذا ما سنعرفه من خلال الخطوات التالية:


1- من الأولى ان نتجاهل الأرقام الغريبة التي ترد إلينا،وكذلك الرسائل المجهولة التي نتلقاها عبر الجوال أو البريد الإلكتروني، وان لا نتكلم مع من لا نعرف حتى وان كانت احدى بنات جنسنا، فهذا أدعى للحيطة والحذر.


2- لا أعطي رقم جوالي إلا لمن أثق بهم ثقة تامة، لأن هذا من الحاجات الشخصية،وليس هناك داعي لنشره او تناقله، لأن هذا يريحك كثيرا من الأرقام المجهولة،وأصحابها المتخفين والتفكير بهوياتهم.


3- قوة الإيمان ولزوم الخلق الحسن،يساعدان الفتاة على تجاهل أصحاب القلوب المريضة والتعاطي معهم واتباع شهواتهم.


4- إياك والتفكير بمنطق أن التعاطي مع هذه المكالمات المشبوة او الرسائل يأتي من قبيل التسلية والمزاح، فلي هناك مزاح في الدخول بالعلاقات المشبوهة التي تخل بحياء الفتاة المسلمة وطهارتها،ثم ان كان لديك وقت للترفيه فاستغليه في المفيد النافع من التسلية بدلا من سلوك طرق الشر والشبهة.


5- قد لا يعرف هويتك أحد،وقد لا يراك ويسمعك أحد،لكن الله لن يغفل عنك، فكيف تستحين من الناس وتتخفين عنهم ولا تستحي من الله عز وجل.


6- في حالة تسبب بعض الأرقام بمضايقتك،الجأي لأحد والديك أو كبار إخوتك،للتصرف مع أصحابها أو تحرير شكاوى بضدهم.


7- في بعض الأحيان تتخيل الفتاة انها قادرة على هداية أمثال هؤلاء وتحمل على عاتقها التخلص منهم،بأساليب دعوية وما شابه،لكن هذا نادرا ما يجي نفعا،وقد يوقعك في مشكلات لا طائل منها ،فالأولى تجنب هذه الممارسات.


8- كل بني آدم خطاء،وخير الخطائين التوابون، ان كنت وقعت في شباك المعاكسات،فقومي من فورك وتخلصي من شريحة جوالك بكسرها او حرقها،ثم توضئي وصلي ركعتين لله عز وجل،فإن فعلت ذلك لله عز وجل،غفرلك،وعندها ابشرك بأنك فتاة مسلمة تنتفع بالذكرى،ومن يديها ننتظر الخير للأمة وللمجتمع