حادثة طوفان سيدنا نوح عليه السلام
حادثة طوفان سيدنا نوح عليه السلام
لنتوقف قليلا عند حادثة طوفان سيدنا نوح عليه السلام
يؤكد كثير من المفكرين بأن كارثة الطوفان الذي غمر الأرض وقضى على الحضارة البشرية في عهد سيدنا نوح عليه ا لسلام ليست الكارثة الأولي ولا الأخيرة التي تدمر الحضارة وتترك الإنسان بعدها يبدأ من ا لصفر من جديد بعد أن يكون قد قطع شوطا كبيرا في ا لتقدم والحضارة. ويقول كثير من المفكرين بأن حضارة عالية جدا كانت سائدة قبل أن يقضي عليها الطوفان وأن العلوم كانت متقدمة جدا وقتها حتى بالنسبة لمعاييرنا الحالية , وهل حكايات ألف ليلة وليلة إلا ذكريات بعيدة لواقع كان سائدا في الماضي البعيد؟ الم يصل العلم الحديث إلى كثير مما تتكلم عنه حكايات شهرزاد ؟ ألا يمكن الآن فتح الأبواب والخزائن باستعمال الأوامر الصوتية مثلما كانت مغارة على بابا تفتح عند التلفظ بجملة افتح يا سمسم ؟ ألا توجد الآن شاشات كمبيوتر مسطحة مثل المرايا يمكن إعطائها الأوامر والمحادثة معها عن طريق استخدام الصوت ؟ ألا يمكن الآن صنع أجهزة تحكم عن بعد لفتح الأبواب الحديدية مع جهاز لاسلكي وهاتف نقال صوت وصورة وكمبيوتر وغيرها , كل ذلك في ساعة يد أو أسورة أو خاتم ؟ والمارد جني المصباح وخادم الخاتم اليسوا رجال الييون يتم استدعائهم عن طريق ريموت كونترول على شكل خاتم او اسورة او قلادة لينفذوا مختلف الاعمال ؟ وحكاية الطائر المغني المصنوع من المعدن والمرصع بالجواهر المذكور في حكايات الف ليلة وليلة الا يباع الان مثله في الاسواق" صنع في اليابان" ؟ وإذا استمر تقدم العلوم بمعدلها الحالي فهل يمكن تخيل ما سنصل إليه بعد خمسون أو مائة سنة قادمة ؟ ألن تتحقق عندها كل ما جاء في حكايات ألف ليلة وليلة ؟ تخيلوا إلى أين ستصل بنا علوم الاستنساخ واللعب في جينات الموروثات ؟ فهل سنستيقظ يوما لنجد عمر البشر وقد طال ليصبح يعد بمئات السنين كما نسمع في كتب التاريخ القديمة ؟ وهل سنجد يومئذ كائنات تعيش معنا وتتكاثر نصفها إنسان ونصفها حيوان كما كانت سائدة في الزمن القديم؟ يقول المفكر السويسري في كتابه المذكور بأنه قد عثر في مصر على العديد من المقابر التي تحتوى على عظام بشر مع عظام حيوان وقد فسرها علماء المصريات بأنه قد دفن في هذه القبور بشر مع حيوانات اخرى ولكن في الحقيقة أنها كانت عظام لكائن واحد مختلط نصفه انسان والنصف الاخر حيوان , كما أورد في كتابه عدة صور لنقوش فرعونية قديمة تتحدث وتصور أحد الملوك الفراعنة القدامي جالسا على عرشه وقد وفدت الوفود من مختلف المناطق تقدم له فروض الطاعة ومختلف الهدايا ومن بين الهدايا كائنات مختلطة رأس انسان على جسد حيوان وقد ربطت بالسلاسل من رقبتها مما يدل على أنها كانت تعيش وتتكاثر وتكون عائلات و قبائل و جيوش تحارب وكان يمكنها التزاوج فيما ببينها وكذلك بينها وبين الانسان فتنشأ عن ذلك التزاوج كائنات مختلطة أخرى , وهل سيكون مستغربا عندها أن تحدث كارثة جديدة تقضي على الحضارة ويظهر مبعوث يقوم باختيار عينات من كل الحيوانات والدواب والبشر الطبيعيين وترك الكائنات المختلطة ليقضي عليها الطوفان ؟ أليس ذلك ما حدث في كارثة طوفان سيدنا نوح ؟ ألم يقم سيدنا نوح عليه السلام بانتقاء زوجين من كل نوع من الدواب والكائنات وترك الباقي ليقضي عليه الطوفان؟ أليست تلك هي الحكمة من وراء بناء السفينة وكارثة الطوفان ؟ وهل سيعيد التاريخ نفسه من جديد ؟ خصوصا بعد أن ابتعد العلماء وأولي الأمر في الغرب في هذا الزمن أللذي نعيشه عن أي وازع ديني أ و أخلاقي ( وصنع القنبلة النووية واستعمالها ضد البشر الأبرياء العزل خير مثال على ذلك) وأصبحوا لا يردعهم شيء عن استعمال مختلف الوسائل مهما كانت قاسية ودموية وبشعة وغير انسانية في سبيل تحقيق أهدافهم مهما كانت خسيسة ولاانسانية ؟
اللهم انا لا نسألك رد القضاء ولكننا نسألك اللطف فيه .