مسرحية:

جرح ...غائر



المشهد الأول :

(إنارة منطفئة ،موسيقى راقصة ،يظهر جسم بلباس أسود ،ووجهه مطلي بالسواد ،يحمل في يديه سيجارة كبيرة الحجم ،يراقصها ...يضمها إليه بشوق وحب ...يسعد مع عشيقته السيجارة برقصات وحركات فوق الخشبة...
تظهر سبعة أجسام أخرى مماثلة ،تحوم حول الجسم الأول مشكلين أشكالا دائرية وهندسية راقصة مع إيقاع الموسيقى...تشغل إنارة خافتة ،ويستمر الرقص...( تقريبا 10 دقائق)رقصات جميلة.

تتصفف الأجسام وهي حاملة السيجارة على كتفها،تتوقف الموسيقى ،وتبدأ الأجسام تغني أنشودة تدعو وتحرض الجمهور وتشجعه على التدخين ) :


خليونا خليونا نهدم الشعوب
خليونا خليونا نحرق القلوب


يا إنسان ،يا إنسان ،يا إنسان هاك الدخان
السيجارة في كل مكان ،صباح عشي هذا إدمان


يا شباب ،يا شباب،هاك دوا للإكتئاب
دخن واغلق كل الأبواب ،افسح المجال للأعصاب


يا مدخن السيجارة،
في الحافلات في الشارع في السيارة

هكذا تتروج التجارة،
وخا شبابك يمشي خسارة...


أنا ...الميثان ... أنا القطران

أنا الفينول ...أنا الميثانول

النيكوتين ...الفورمالين ...البيونين...


تقوم المجموعة بالغناء وهي تنزل من الخشبة متوجهة نحو الجمهور تعرف بنفسها (أسماء المكونات السامة ) وهي تردد الأغنية...

في هذه الأثناء تسمع صرخة قوية تطفأ على إثرها الإنارة وتبدأ موسيقى هادئة ،حزينة...

المشهد الثاني


تظهر على الخشبة صورة هيكل عظمي (شخص نحيل لبس ملابس بألوان قاتمة ،رسمت شفاهه بلون أسود،الموسيقى صامتة حزينة



يظهر فوق الخشبة ،يمشي يتحرك وهو مكبل ومسجون داخل( شبكة) (شبكة البحارة)...يمشي بصعوبة ،يسقط على الأرض أحيانا ،ثم ينهض ،ليتابع مشيه وهو يصرخ ...لا...لا...لالالالالالالالالا

يقترب من الجمهور ،تخفت الموسيقى شيئا فشيئا،ثم يخاطب الجمهور :



حذروا ...احذروا ،الإغراء مرسوم...الكلام مسموم...الضحية مظلوم... لا ...لا....لالالالالالالالالالالالالالالالا

موسيقى ( يعلو إقاعها) ،يتحرك الجسم في جميع الإتجاهات ويحرك يديه في كل الإتجاهات محاولا الإنعتاق من السجن .لكنه يعجز ثم يعود إلى مكانه ويجلس ،يخاطب الجمهور،بعدما تضاء الإنارة.


-هل أخيفكم ؟؟؟(ويشير إلى وجهه وحالته)يتابع الكلام:
كنت أسعد إنسان:شباب،جمال،مال ،قوة...حتى جاء البلاء. (تضرب بيديه على الأرض بندم وألم وحسرة )

- آه...البلاء،...جاء الرفاق في صورة أصدقاء...وجدوني حزينا كثير البكاء...مشردا في العراء...لا ألتحف غطاء غير السماء...(يرتفع إيقاع الموسيقى)(ينهض الجسم من مكانه ،ويتحرك قليلا ثم يتاابع كلامه)

-استغلني الأصدقاء ...بل الأعداء...دفعوني للعناء...حضنوني تحت اللواء(صمت ،موسيقى )

- لواء التشرد والسعي للفناء...(يرتفع إيقاع الموسيقى ،يتحرك الجسم خصوصا بيديه محاولا التخلص من السجن والإنعتاق ...لكنه يعجز ،ويعود لمكانه يكمل حديثه للجمهور)

- أتذكر ؟؟؟...أتذكر السيجارة الأولى،عش لحظتك يا إنسان.اسعد لحظة ،تعال ...تعال (وتضم إليها الجمهور)آه ،السيجارة الأولى.

- بعدها جاءت الثانية(موسيقى ترتفع ،صمت )ثم تكمل :لا أريدك أيتها السيجارة (مستنكرة )لا...أريدك...لا أريد...(صمت) ...
بلا...اليوم فقط...لا غير.
موسيقى ترتفع ،تتحرك السجارة محاولة التخلص ...)

- سيجارة ثالثة ...فقط هذه (ترتفع الموسيقى والجسم يحاول التخلص بيديه)
رابعة هي الأخيرة لا محالة...هي الأخيرة ...(موسيقى)

-أيتها الخامسة ...ابتعدي عني أريد التخلص منك ...(بانهزام وألم) لا أستطيع...تتباكى ...أريد التخلص ...تكررها وهي تحاول فك قيودها من الشبكة...

(موسيقى والجسم يبكي بحرارة)

- أصبحت مدمنا على السجائر...الآن يا مدخن السيجارة عريت مصيرك ...كيف أتخلص ؟؟؟كيف؟؟؟...وتتباكى ...كيف؟؟

؟

(تنهض ،تتمشى قليلا ،موسيقى )أيتها السموم (بصوت عال،كأنه يصرخ

-أيتها السموم ...في داخلي نواح صامت ماطر...في قلبي جرح غائر...ودمي دم ثائر...

تتحرك ،اليدين يحاولان التخلص دون جدوى) -أيتها السموم: إلبسي جروحي ...اطوي آلامي...ابتسمي لانكساري...(تحاول التخلص)...- يا سموم: لا أريد عندك مكان...أريد الأمان ...أريد الأمان...(تبكي ،تجلس ،)

-أيها الموت البطيئ اقترب...وهن الجسد ...لا معين ولا مدد...يارب طال الأمد (ترفع يديها للسماء)طال الأمد ...وتنهار لتسقط على الأرض كأنها ماتت

(تدخل السموم من جديد للقاعة وتنتشر بين الجمهور وهي تغني وتكمل إشهارها...ثم تبدأ موسيقى اليوكا،تنسحب المكونات خارج القاعة ...)

المشهد الثالث


موسيقى اليوكا مع الطيور المغردة ،يظهر على الخشبة رياضي يمارس الرياضة بحركة بطيئة متوازنة ثم يجلس على حاشية الخشبة يمينا (بينما الهيكل النائم يسارا) يبدأ الرياضي حركة التأمل ،والتركيز ويبقى على حاله دون حراك )


تظهر على الخشبة فتاة تلبس لباسا أبيضا وكأنها طيف السلام ،والأمان ،وفي يديها قفازتين بلون أبيض تحمل إكليل ورد مشكل الألوان ،أغلبه أبيض ...تتمشى على الخشبة بحركات كأنها ترقص على إيقاع الموسيقى وزقزقة العصافير،تدور حول الرياضي ،ثم فجأة ترى الهيكل الممدد على الأرض .تلتف حول الجثة باستغراب ...تقترب منها ...تجلس على ركبتيها ،وتحرك الجثة بقوة ،تحاول فكها من سجن الشبكة الملتفة حولها ،وتساعدها ...دون جدوى...(تخفت الموسيقى ...)

-طائر السلام: ياهذا ...(وتحرك الجثة )...ما بك؟؟؟...من تكون؟...من أوصلك لهذه الحالة ؟(يرتفع إيقاع الموسيقى ،تنهض الفتاة تتمشى قليلا ثم تعود تخاطب الجثة )

-أنا طائر السلام ...(تمد يديها المملوءتين بإكليل الورد للجمهور)أنا طائر السلام أطير في أرضكم ...أنشد الحب والسلم والأمان... (تقترب من الجثة وتسأل )فهل أنت إنسان؟

(موسيقى ترتفع)تتحرك الجثة وتحاول النهوض بينما تمد لها الفتاة يد العون 5تخفت الموسيقى)

الجثة:- سجنتني سيجارة ظالمة ...غررت بي ...ولم أقو على التخلص من شباكها...هلا ساعدتني ؟؟؟هلا ساعدتني ...أرجوك..(وتمد يديها طالبة منها المساعدة ) ...آه (موسيقى)

ينهض طائر السلام ...ويحلق فوق الخشبة ويدور حول الجثة ثم حول الرياضي ،ويتابع كلامه مخاطبا الجثة )

-أيها المسكين ...كم أنت ضعيف ...قلبك اليوم كفيف ...(موسيقى)



-أتريد حقا العيش في سلام ؟...أليس هذا مجرد كلام؟؟؟

الجثة : -أحب الحياة ...أريد أن أعيش ...أريد أن أستمتع بحلوها ...أريد أن أربي ولدي على الفضيلة وأحميه ...

الطائر : خلاصك بيدك

الجثة : ماذا؟؟؟أنا ؟؟؟بيدي أنا ؟ وأين مفتاح خلاصي ؟؟؟

الطائر : التمسك بالحياة ...الإرادة ...العزيمة ...القوة...إنها مفتاح خلاصك .كذب من ادعى أنه سيخلصك ...أنت وحدك من يمكنك خلاص نفسك ...(تتحرك على الخشبة ،وتخاطب الجمهور )...أترك عنك أصدقاء السوء ...لا تعاشرهم ...(موسيقى )

املأ فراغك بما يفيد ...(موسيقى )...زاول الرياضة ...واجعل من هذا (وتومئ بيدها للرياضي )عشيرا ،وقدوة لك ...(موسيقى وتتحرك )...اطلب العفة والطهارة ...اجتنب الخبائث ...

الجثة : لكني أريد التخلص من سجني هذا ...كيف ؟؟؟كيف؟؟؟...ساعدني...

الطائر : عزيمتك ...إرادتك ...تحد أيها الإنسان ...أين الأيمان ؟؟؟....تحد الإدمان ...اطلب لنفسك الأمان .(موسيقى ،في هذه الأثناء تأخذ الجثة ولاعة السيجارة ،وتشعلها لتحرق جزءا من الشبكة التي تشكل لها سجنا ) وهي تقول بقوة وتخاطب الجمهور )

الجثة : عوض أن أشعل بها السيجارة لتحرق قلبي وتطفئ حياتي ...سأشعلها شرارة في عزيمتي ...وقوتي ...وإرادتي...

(تبدأ تمزق الشبكة لتخرج منها محررة ) – وبخالص توبتي ...وندمي على زلتي ...أمزق نزوتي ...(ما زالت تتحرر،موسيقى )

أمزق سجن إدماني ...وسأسرع نحو إيماني ...سأسرع نحو إيماني ...وهي تنزل من الخشبة بعدما مزقت وأحرقت الشبكة وتحررت منها...تنزل وراءها الفتاة (الطائر) تحمل الورد وتبدأ توزع على الجمهور وردة ...وردة وهي تبتسم في وجوههم.
في هذه الأثناء تبدأ فرقة التلاميذ الصغار(الأولى إعدادي) تغني مع الإيقاع ،وهي تصعد على الخشبة ،الأغنية التالية



أغنية : زمان الإرادة

ياك هذا عهد هذا هذا زمان الإرادة

بلا سيجارة بلا دخان نحارب السرطان


المخدرات حتى هي الحشيش والكيف بلي

ا

الهيروين والكوكيين كلها خطر... علي



الكريات الحمراء في الدم نقصت وأصبحت في الهم

والمرأة تصابت بالعقم والألم في اللثة والفم


انتبه ،واهتم بالصحة رد بالك من داك الكحة

احذر سرطان الرئة والحنجرة حتى هي




يا إخواني التلاميذ يا لاه نشوفوا المفيد

نخطيوا البلييا علينا وتكون حياتنا عيد


انتهى


تأليف النص المسرحي والأغنية وتلحينها :
الأستاذة صانعة النهضة


تم عرض هذه المسرحية على أزيد من 5مؤسسات في إطار برنامج "مؤسسات بدون تدخين" تحت رعاية مؤسسة للا سلمى لمحاربة السرطان،وقد لاقت إعجابا ونجاحا كبيرين.