السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا ، أما بعـــــد ...
يسُر فريق الأعمدة الصُحفية أن يقدم لكم العدد الجديد من العمود الديني
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
()* العمود الديني *()
الله يحدثك
بقلم : أبو مالك محمد عيسى
الحمد لله الذي يعز من اعتز به واحتمى بحماه، ويذل من اغتر بغيره ولجأ إلى سواه. والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي فتح الله به أعيناً عمياً، وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً، وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
وبعد؛
الله عز وجل؛ يحدثنا ليمهد لنا الطريق؛ استجابة لدعائنا المستمر {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} فالله عز وجل خلقنا من أجل عبادته لقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56] وذلك بعد أن أشهدنا الله تعالى على أنفسنا؛ لقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف:172].
وبالفعل قد نسينا وتناسينا وأصبحنا غافلين عن هذا العهد وابتعدنا عن طريق الله تعالى الذي خلقنا من أجله من أجل شهوات الدنيا وفتنتها وتركنا طريق الله تعالى وأتبعنا طريق إبليس الذي خاصمه الله تعالى من أجلنا نحن فعندما أمره الله تعالى مع الملائكة للسجود لآدم عليه السلام: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} [الأعراف:11] فأخرجه الله تعالى من رحمته وطرده من جنته فهو القائل سبحانه: {فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} [الأعراف من الآية:15].
ورغم كل ذلك اتبعنا إبليس الذي لا يريد لنا الخير بدليل قول الله عز وجل: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء من الآية:119] فيسعى إبليس دائماً إلى انحرافنا عن الطريق المستقيم، ويأمرنا بتغير خلق الله عز وجل ومنها تشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء واتباع الباطل وترك الحق وهجر القران والاستماع للغناء وتحلفنا مع إبليس ضد الله عز وجل وتنسينا وعد الله تعالى: {وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا} [النساء من الآية:119].
ومع ذلك الله تعالى يفتح لنا أبواب الرحمة والمغفرة، فهو القائل سبحانه: {نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الحجر: 49]، ومهد لنا سبحانه وتعالى الطريق وأرشدنا إليه بقوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف:28]، فأوصنا الرحمن الرحيم بالصبر، وأن نكون مع عباده الذين يتعلقون بالله تعالى لنصلي معهم ونصوم ونسبح ونستغفر الله تعالى ونذكره بالليل والنهار ليس لشيء إلا لوجه الله تعالى، ولا نهتم بالحياة الدنيا الفانية باتباعنا للشهوات والأهواء وأصدقاء السوء، فهو القائل سبحانه: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28]، فعلينا ترك أصدقاء السوء الذين أغفل الله تعالى قلوبهم عن ذكره تعالى بأتباعهم الأهواء والمعاصي، فحذرنا منهم قبل |