جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: الركن الأسلامي العام :: القسم الاسلامي العام |
الخميس 23 يوليو - 15:57:32 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: واحة الحب واحة الحب واحة الحب محمود سفور إنَّها كلمات في موضوع عذب. إنَّه حديث القلب مع القلوب. إنَّه الحب، تلك الكلِمة الرقيقة الشَّريفة التي ما انفكَّت تأخذ بالألباب وتملِك القلوب. الحب ماء الحياة، وغذاء الرُّوح، وقوت النفس. إذا قلت: (حب) سافَرَتْ بك قافلةُ الذِّكْرى إلى صُورٍ ومشاهدَ لا تُمحى من ذاكرة الزَّمن. بالحُبِّ تتآلفُ المجرَّة، وبالحبِّ تدوم المسرَّة، بالحبِّ ترتسم على الثَّغر البسمة، وتنطلِق من الفجِر النّسمة، وتشْدو الطيور بالنغمة، أرض بِلا حبٍّ صحراء، حديقة بلا حبٍّ جرْداء، ومُقْلة بلا حبٍّ عمْياء، وأُذُن بلا حبٍّ صمَّاء. الحبُّ معنى إنساني، بل معنى كَوْنِيّ، فأيْنما اتَّجهتَ ترى مظاهِره وآثاره؛ إنَّك ترى الحبَّ حتَّى في الجماد! فهذا جبلُ أحُد يهتزُّ حبًّا للرَّسول وصحْبِه وفرحًا بِهم، عندما وقف محمَّد بن عبدالله، رسولُ الله، وأبو بكر وعُمر وعُثمان، لَم يستطِعِ الجبل صبرًا، فاهتزَّ طربًا، لقدْ حرَّكه الحبُّ فَهَمَس به المحبوب: ((اثبتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عليْك نبي وصدِّيق وشهيدان))، فما كان من الجبل إلا السَّمع والطَّاعة؛ لأنَّ المحبَّة اتِّباع، وذاك الجِذع اليابس الذي كان يتَّكئُ عليْهِ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يخطب، وما كان أسْعَدَه بيد رسول الله! ولكنْ لمَّا فارقه وارْتقى منبرًا صُنِع له، إذا بالجذع يئنُّ من ألَم الفراق، يبكي شوقًا إلى محبوبه، فنزل الرَّسول الحبيبُ، وضمَّه إلى صدْرِه حتَّى سكن، ولو لم يضمَّه، لبقي يحنُّ إلى يوم القيامة. إِذَا مَا الجِذْعُ حَنَّ إِلَيْكَ يَوْمًا وَكَادَ لِفَرْطِ حَسْرَتِهِ يَذُوبُ فَمَاذَا يَفْعَلُ المِسْكِينُ مِنَّا وَفِي أَحْشَائِهِ هَذَا اللَّهِيبُ والحبُّ في دائرة الإسْلام واسع؛ فالله يُحبُّ الأخيار، وحبُّه لهم خير جزاء. ومن هم الذين يُحبُّهم الله؟ هذا بيان الغفور الوَدود في وصْف من يُحب: {وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]، {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ} [المائدة: 42]، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفاًّ كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف: 4]، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ} [التوبة: 4]، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ } [آل عمران: 159]. هذه صفات من يُحبُّهم الله، وإذا أحبَّ الله عبدًا كفاه. روى الشَّيخان وغيرُهما عن أبي هُريْرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ الله إذا أحبَّ عبدًا، دعا جبريل، فقال: إني أحبُّ فلانًا فأحبَّه، قال: فيحبُّه جبريل، ثُمَّ يُوضع له القبولُ في الأرض، وإذا أبْغض عبدًا دعا جبريل - عليْه السلام - فيقول: إنِّي أُبْغِض فلانًا فأبْغِضْه، قال: فيُبْغِضه جبريل، ثُمَّ ينادي في أهْل السَّماء: إنَّ الله يُبغض فلانًا فأبغِضوه، ثُمَّ يوضع له البغضاءُ في الأرض)). فالحب علاقة بين الله وعباده الذين اصطفى؛ فقد قال تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]. (يحبهم): هذا عجيب؛ لأنَّه غني عنهم، وهم فقراء إليه، ولا يعتمِد عليهم، وهم يعتمدون عليه، ولا يطلب شيئًا منهم، وهم يطلبونَه في كلِّ شيء. (ويحبونه): ليس بعجيب، فقد صوَّرهم وهم أجنَّة، ثمَّ أخرجهم من بُطون أمَّهاتِهِم وله المنَّة، ثم هداهم بالكتاب والسنَّة. وحب الله دعوى، ولا بدَّ لها من برهان، والأبطال يقدِّمون الرؤوس والنفوس برهانًا على صدق هذه الادعاء؛ فهذا خبيب بن عدي يقعُ أسيرًا وهو في مهمَّة دعويَّة، كلَّفه بها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع عددٍ من الصَّحابة، ولمَّا جاءوا به إلى التنعيم ليصلبوه، قال لهم: "إن رأيتم أن تدعوني حتَّى أركع ركعتَين فافعلوا"، قالوا: دونك فاركع، فركع ركعتَين أتَمَّهما وأحسنَهُما، ثم أقبل على القوم فقال: "أما والله، لولا أن تظنُّوا أني إنَّما طوَّلت جزعًا من القتْل، لاستكثَرْتُ من الصَّلاة". لَم يَجد في هذا المقام ألذَّ من مناجاة الودود - سبحانه وتعالى. قال: فكان خبيب بن عدي أوَّلَ من سنَّ هاتين الرَّكعتين عند القتل للمسلمين. قال: ثمَّ رفعوه على خشبة، فلمَّا أوثقوه، قال: اللَّهُمَّ إنَّا قد بلغنا رسالة رسولك، فبلِّغْه الغداة ما يُصْنَع بنا، ثُمَّ قال: اللهم أحصِهِم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا، ثم قتلوه، رحمه الله. وكان ممَّا قال: وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ فِي اللَّهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ يُبَارِكْ عَلَى أَشْلاءِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ بارك الله فيك وفي أشلائِك يا خبيب، فأنت إلى قلوبنا حبيب. وقال طلحةُ يوم أحُد: "اللهُمَّ خُذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى". وقال عبدالله بن جحش: "اللهُمَّ ارزقْني رجُلاً شديدًا حردُه (بأسه)، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني (يقتلني) فيجدع (يقطع) أنفي وأذُني، فإذا لقيتُك غدًا (يوم القيامة)، قلتَ: من جَدَعَ أنفَك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك، فتقول: صدقت". وها هو دليل حبِّهم، يُشْرِق كالشَّمس ليُجْلُوا الأبْصار فترى الحقيقة في وضَح النهار. دائرة الحبِّ في الإسلام واسعة تبدأ من الله ورسولِه. عن أنسٍ - رضي الله عنْه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ثلاثٌ مَن كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليْه مما سواهما ... ....))؛ متفق عليه. وفي الصحيحين أيضًا عن أنسٍ - رضي الله عنه -: أنَّ رجُلاً سأل النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: متى الساعة؟ قال: ((ما أعددتَ لها؟))، قال: ما أعددتُ لها من كثير صلاةٍ ولا صوم ولا صدقة، ولكنِّي أحبُّ الله ورسوله، قال: ((أنت مع مَن أحببت))، قال أنس: فما فرِحنا بشيءٍ فرَحَنا بقوْلِ النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((أنت مع مَن أحببت))، فأنا أُحِبُّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبِّي إيَّاهم، وإن لم أعمل بِمثل أعمالهم. وتشمل محبَّة الزَّوج لزوْجِه؛ قال تعالى: {ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]. وهذه لوحةٌ رائعة في الحبِّ بِبيان نبويٍّ بديع: ((حتَّى اللقْمة ترفعُها إلى فم امرأتِك لك صدقة)). وترقى المحبَّة لتبدوَ مشرقة في العلاقة بين الولَد ووالديه. فأمَّا الوالدان فلهُما خفْض الجناح، والبر، والدعاء، وكلّ الحب والود؛ قال تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [الإسراء: 24]. وأمَّا الأولاد، فهم الحبُّ بنقائه وعذوبتِه، وهل الحبُّ إلا طهارة وبراءة الطفولة؟ الحُبُّ طِفْلٌ يَزْدَهِي بِبَرَاءَةٍ كَاليَاسَمِينْ يَشْدُو بِأَحْلَى لَثْغَةٍ وَحُرُوفُهُ لَيْسَتْ تُبِينْ الحُبُّ أُمٌّ تَفْتَدِي أَطْفَالَهَا بِدَمِ الوَتِينْ وَأَبٌ أَتَى عِنْدَ المَسَا يَحْدُوهُ لِلْبَيْتِ الحَنِينْ فَيَضُمُّ بِاليُمْنَى البَنَا تِ وَضَمَّ بِاليُسْرَى البَنِينْ الحُبُّ أَسْمَى رَحْمَةٍ سَكَنَتْ قُلُوبَ الرَّاحِمِينْ وتسمو المحبة لتبلغ مقامًا يغبط أربابَه الأنبياء، وذلك في المحبَّة بين المؤمنين. وعن أبي هُريرة - رضي الله عنْه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إنَّ الله - تعالى - يقول يوم القيامة: أين المتحابُّون بجلالي؟ اليوم أُظلُّهم في ظلِّي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي))؛ رواه مسلم. ويشمل الحبُّ مساحاتٍ أُخْرى لا يسع المقام لذكرها. هذا هو عالم الحبِّ بتضحياته، بأفراحه وأتراحه، وهو حب يصِلُك برضوان مَنْ رضاه مطلب، وعفوُه مكسب. ولكن أين هذا الحبُّ من الحب الآخر بألوانِه كلها! أحبَّ امرؤ القيس فتاة، وأحبَّ أبو جهل العزَّى ومناة، وأحبَّ قارون الذَّهب، وأحبَّ الرِّئاسة أبو لهب، فأفلسوا جميعا! قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} [البقرة: 165]. مسخوا الحبَّ في المجون والفجور، وشغلوا الجِيل بالروايات الشرْقيَّة والمسرحيات الغربيَّة، وأتَوا ببدع وثنيَّة شِرْكيَّة، جاؤوا بها من الشَّرق والغرب ليفسدوا الأجيال، ويذْبحوا الأخلاق، ويدمِّروا الأمة. وما عيدُ الرَّذيلة إلا خيرُ دليل، وقد أسْموه تدليسًا وزُورًا عيد الحب. أي حبٍّ هذا؟! إنَّهم يحبُّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، ويُرَوِّجون لها بكل السبل. وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخِلاقُهُمْ ذَهَبُوا وتأمَّل معي في رموز عيدِهم: صورة (كيوبيد) وهو طفل له جناحانِ، يحمل قوسًا ونشَّابًا، إنَّه إله الحبِّ عند الرومان، تعالى الله عن إفْكِهم علوًّا كبيرًا. الورود الحمْراء، والدِّبَبة الحمْراء، والبطاقات الحمراء، وهي تعني أنَّه لا حدود في العلاقات، ولا خطوطَ حَمراء في الصلات. أمَّا الحفلات والسَّهرات، فهي تعني الخَنَا والفجور، والبغْي والمجون. فكيْف نرضى أن نكون تبعًا لكلِّ ناعقٍ ونَحن أمَّة الشَّهادة؟! كيف نرضى بالهوان ونحن أمَّة الإسلام؟! كيف نرضى بالضَّلال بعد أن كنَّا هداة؟! جاء في الصحيحيْن: ((لتتَّبِعُنَّ سنَنَ مَن قبلكم حذْو القذَّة بالقذَّة، حتَّى لو دخلوا جُحْرَ ضبٍّ لدخلْتُموه)) قالوا يا رسول الله، اليهود والنَّصارى؟ قال: ((فمن؟!)). خالِفوا اليهود والنَّصارى في عاداتهم وأعيادهم ولا تشبَّهوا بهم؛ ((مَن تشبَّه بقوم فهو منهم))، وهذا الحديث أقلُّ أحوالِه أن يقتضي تَحريم التشبُّه بهم. وقد يصل به الإثم مبلغًا يَجعله منهم؛ قال تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51]. قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تكونوا إمَّعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنَّا، وإن ظلموا ظلمْنا، ولكن وطِّنوا أنفُسَكم: إن أحسنَ النَّاس أن تُحْسِنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا)). الموضوعالأصلي : واحة الحب // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: هنا جلال
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |