البيمارستانات...البِيْمَارِستَانَات جمع بيمارستان، كلمة فارسية معرّبة، وهي مركَّبة من كلمتين (بيمار) بمعنى مريض أو ضعيف، و(ستان) بمعنى مكان. فهي إذًا مكان المرضى أو دار المرضى (محمد ألتونجي. المعجم الذهبي [فارسي عربي]، بيروت: دار العلم للملايين. [ 1969م]. ص130، 333؛ ثم اختصرت في الاستعمال فصارت "مارستان" كما ذكرها (الجوهري, إسماعيل بن حماد [ت 393هـ/1003م]. في الصحاح: تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق عبدالغفورعطار. طـ4. بيروت: دار العلم للملايين. ــ 1400هـ. ج3، ص978).
وتعدُّ البيمارستانات (دور المرضى) أحد المظاهر الطبية التي أبانت عن التفوق العلمي والتطبيق العملي الذي برع فيه المسلمون وفاقوا فيه غيرهم, ووصلوا بها إلى درجة متقدمة من التطور الحضاري والتقدم العلمي, وكانت الأهداف والغايات التي تنشدها رسالة البيمارستانات نبيلة وسامية, لا يقصد من ورائها إلا خدمة الإنسان والمجتمع دون أي ثمن أو مقابل, لا فرق في ذلك بين الغني والفقير والحاضر والبادي, والمسافر والمقيم, ولم تكن مهمة هذه البيمارستانات قاصرة على مداواة المرضى, بل كانت في الوقت نفسه دورًا للرعاية الاجتماعية, ومعاهد علمية لتعليم الطب والصيدلة, حيث تلقى فيها الدروس النظرية إلى جانب التطبيقات العملية, إضافة إلى أنَّ هذه البيمارسـتانات في ذلك العصر كانت منظَّمة تنظيمًا مثاليًا من جميع النواحي المتصلة بها, سواء من ناحية اختيار الموقع والتصميم والبناء وتموينها وإدارتها, أو من ناحية أنظمتها العلاجية والإدارية والماليـة.