لاتحبطوا الناس دعوهم يجتهدون...بقلميلاتحبطوا الناس دعوهم يجتهدون عسى أن يوفقوا لليلة هي أعظم ليالي العام على الإطلاق، وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، بمعنى أن لو عبد المرء ربه أربعا وثمانين سنة مُجِدًّا مواصلا، فإصابة ليلة القدر خير من عبادة تلك السنوات الطِّوَال، فما أعظم هذا الفضل الإلهي الذي من حُرِمَه حُرم خيرا كثيرا! والمفرط فيه فد فرط في شيءٍ عظيم، وقد اتفقت كلمة أكثر علماء المسلمين أن هذه الليلة في الوتر من العشر الأواخر.لا تكثرت لما يقال لقد مرت ليلة القدر ويصيبك الاحباط والكسل واجعل نفسك وقف في هذه الليالي العشر الأواخر حتى يهل هلال العيد.واعلم أن العبرة بالخواتيم ولا تلتفت لبعض الناس الذين جمعوا حقائبهم من أجل قضاء إجازتهم التي توافق العشر الأواخر في الخارج، فيُحرمون من خير كثير، وليت شعري! ما الذي سيصنعونه في الخارج إلا قضاء الأوقات في التنـزه والترويح في وقت ليس للترويح فيه نصيب؟! بل هو خالص للعبادة والنسك، فلله كم يفوتهم بسبب سوء تصرفهم وضعف رأيهم في صنيعهم! فالعاقل من وَجَّهَ قدراته وأوقاته للاستفادة القصوى من أيام السعد هذه.فلو أخبرك أيها العاقل أنه تم فتح مخزن مليء بالمجوهرات والأموال وأعطوك وقت محدد فقط أمامك عشر ساعات لتدخل وتحمل كل ما تملك هل ستقول سوف أدخل هذا المخزن في وقت أخر أو بعد ان أعود من السفر ؟للأسف ستجد المخزن أغلق و الفطناء الذين لايضيعون الفرص أخدوا كل ماستطاعوا حمله .
عليك بدخول المخزن و الإكثار من قراءة القرآن وتدبّره وتفهّمه، والإكثار من ذكر الله -تبارك وتعالى-، فهذه الأيام محل ذلك ولا شك.
فيا حسرة من فاتته هذه الليلة في سنواته الماضية، ويا أسفى على من لم يجتهد فيها في الليالي القادمة...لأنه رفض دخول المخزن واستغلال الوقت المحدد الذي هو عشر ساعات.
وحتى تضمنوا ( دخول المخزن ) قيام ليلة القدر والفوز بها اجتهدوا وشمروا في كلِّ لياليّ... فحبيبكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) رواه البخاري... وقد خصَّها الرسول في الأوتار فقال(تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) رواه البخاري . اذا مرت ليلة الحادي والعشرين ولازالت ليالي الثالث والعشرين والخامس والعشرين والسابع والعشرين والتاسع والعشرين اجتهد ولا تكسل وان شاء الله ستحصل عليها باخلاصك لله .